أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله الدللو - الأمة والمشكلة الكردية – 2 –















المزيد.....

الأمة والمشكلة الكردية – 2 –


عبدالله الدللو

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 08:23
المحور: القضية الكردية
    


الأكراد، الكرد، الكورد: من شعوب الشرق الأوسط العريقة، يستوطنون بشكل أساسي في المنطقة الواسعة الممتدة عبر أجزاء من ايران والعراق وتركيا وسوريا، بالأضافة لتجمعات أصغر في لبنان وفلسطين وبعض دول الاتحاد السوفييتي السابق.

لا إحصائية حقيقية لعدد الكرد في العالم، فبعض الدول التي يعيشون فيها لاتعترف بوجودهم، في حين لاتقدم أخرى احصائيات طائفية أو إثنية بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية، إلا أن التقديرات تتراوح بين 25 مليونا إلى 40 مليون، وتقفز في بعض الحالات إلى 55 مليونا معظمهم في تركيا.
يتكلم الكرد اللغة الكردية، وقد صدر أول كتاب كردي مطبوع عام 1787، مع الاعتقاد بوجود كتب أقدم لم يعثر عليها، أما صحافيا، فقد صدرت أول صحيفة كردية عام 1898 في القاهرة تحت اسم "كردستان" ، وهو الاسم الذي يطلقه الكرد على الأرض التي يعيشون عليها ويعني أرض الكرد، أرض الدولة القومية التي يطالبون باستقلالها.
من أعلام الكرد ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان، شيخ الاسلام ابن تيمية، ابناء الأثير الثلاثة، صلاح الدين الأيوبي والسلالة الأيوبية حكما، وفي التاريخ المعاصر أمير الشعراء أحمد شوقي، محرر المرأة قاسم أمين، الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، القائد ابراهيم هنانو أحد قادة الثورة السورية، أمين عام الحزب الشيوعي السوري السابق خالد بكداش، الشيخ أحمد كفتارو والشيخ البوطي، الرئيسيين السوريين حسني الزعيم وفوزي السلو، أضافة لرئيس الوزراء السوري محسن البرازي.
في عام 1957 تأسس الحزب الديموقراطي الكردي، المعروف باسم "البارتي" أول الأحزاب الكردية في سوريا، أما اليوم فيقود قرابة الاثني عشر حزبا العمل السياسي الكردي.

يعتبر الكرد المشكلة الكردية مشكلة أمة تتعرض للتهميش من أمم أخرى، وغالبا مايتم اعتماد هذا الخطاب في وسائل الاعلام وعند نقاش الشأن الكردي محليا ودوليا، إن جوامع الأمة الأشيع والمذكورة في البحث السابق هي العرق، الدين، اللغة، الأرض والمصلحة المشتركة، ونهدف من خلال دراسة هذه الجوامع عند الشعب الكردي التحقق من صحة اعتباره أمة من عدمه، دون التقليل من شأن الكرد أو إنكار وجودهم القديم على هذه الأرض.

العرق: يكتنف الغموض أصل الكرد بسبب قلة الوثائق التاريخية، وقد كثرت الاجتهادات حول أصلهم وتضاربت، ولعل من أطرفها قول البعض بأن الكرد قوم من الجن كشف عنهم.
نسب الباحثون في أصل الشعوب في العصر الإسلامي الكرد إلى قبائل العرب حينا، وإلى فارس أحيانا أخرى، وقال بعضهم أن الكرد هو اسم لكل من "كرد" في الجبال، والحقيقة أن دراسات صدر الإسلام حول الكرد قد خضعت بشكل أساسي للخرافة والقصص الدينية دون اعتماد على حقائق ودراسات.
أشيع الآراء في أصل الكرد ترجح وجود شعوب قديمة في المنطقة هاجرت إليها شعوب هندو-أوروبية كالميديين وغيرهم، وقد استطاعت هذه الشعوب المهاجرة التأثير بقوة على أهل الأرض فأذابتهم داخلها لتشكل تركيبة جديدة عرفت فيما بعد باسم الكرد، إن الفجوة التاريخية بين الميديين وظهور الكرد تنفي عند الباحث ماكدويل العلاقة المباشرة بينهما فيقول: "انه من المشكوك فيه جدا ان يكون الاكراد مجتمعا عرقيا منطقيا مترابطا من ناحية النسب"، ويلفت الانتباه ماقاله الرحالة الأوروبي هاي الذي زار المنطقة في أوائل القرن الماضي: "يفخر كل زعيم كردي تقريباً بأنه ينحدر من أصل عربي، ويحاول إرجاع نسبه إلى النبي أو أحد صحابته". أما أصل كلمة كرد فغامض، إذ يرده البعض إلى الكردوخيين الذين ذكرهم المؤرخ اليوناني زينوفون في القرن الخامس قبل الميلاد أو الكوتيين الذين يعودون لما قبل ذلك التاريخ، في حين يعتقد آخرون بأن لفظ الكرد جاءت من اللغة السومرية، وهي تعني سكان الجبال، وأنها قد أطلقت على كل سكان الجبال دون أن تحدد عرقا بعينه. ويبدو في النهاية أن كلمة كرد قد أطلقت على جماعة معينة نسبة لموقع اقامتهم أو أنها كانت اسما لقبيلة كبيرة ثم عمم الاسم على باقي سكان المنطقة.

الدين: الكرد سنة وشيعة وعلويين وإزديين ويهود (رحلتهم الحكومة الملكية العراقية إلى فلسطين)، مع وجود القليل من الزرادشتيين والمسيحيين.

اللغة: إن الخلافات الموجودة بين اللهجات الكردية ترقى لمستوى الخلافات بين اللغات ذات الأصل الواحد، سواء من حيث المفردات أو المبنى النحوي أو حتى لغة الكتابة، إذ أن بعض اللهجات الكردية تكتب بالأحرف العربية في حين تكتب الأخرى بالأحرف اللاتينية. يعبر عن ذلك الباحث الكردي محسن جوامير بقوله: "ما أظن أن الحياة البشرية القصيرة للفرد الکردي تکفي لتعلم کل هذه‌ اللهجات الکردية ومن ثم لا يجد فسحة لتعلم لغة أجنبية راقية بسببه‌، مهما کان الرجل وطنياً". وعندما أقرت حكومة كردستان العراق الغاء تدريس الكردية – البهدينية وجه أكثر من 200 مثقف كردي من العراق وسوريا نداء إلى السيد مسعود البرزاني جاء فيه:
"لكننا تلقينا بأسف وحزن شديدين نبأ المحاولات الجارية لإيقاف تعليم وتدريس الكرمانجية - البهدينية نهائياً في مدارس كردستان عامة، وفي منطقة بهدينان في دهوك وزاخو خاصة، لصالح الكردية – السورانية. إننا نعتبر ذلك خطوة خطيرة إلى الوراء، وستلحق ضرراً بالغاً بالتواصل اللغوي والثقافي الكردي – الكردي، كما أنها ستكون سبباً لتعميق التشرذم الكردي وازدياد الحواجز بين أبناء الشعب الواحد الموزع بين أربع دول، عدا عن حرمان الأجيال في بهدينان نفسها من التعلم بلغة آبائهم وأجدادهم - الكرمانجية وتعقيد حالة التواصل الكردي - الكردي مستقبلا."
يرى الباحث بروز أحمد في التجربة التاريخية للغات اللاتينية مستقبل اللهجات الكردية "إذا بقي الحال هكذا، فأن اللهجات الكردية الأربعة سوف تتحول إما إلى أربع لغات، أو إلى لغتين كرديتين: الكرمانجية والسورانية في أحسن الأحوال. أما اللهجات الأخرى فسوف تنقرض شيئاً فشيئاً بحيث تغلب الكرمانجية على الزازائية، وتغلب السورانية على الهورامية واللهجات الأخرى. والتاريخ يبين لنا هذه القضية بجلاء وذلك من خلال تجربة اللغات اللاتينية"
يقول المثل الكردي: "هناك لغات كردية بعدد الجبال"

الأرض: ظهرت كلمة كردستان لأول مرة عام 1150 عندما اقتطع السلطان السلجوقي سنجار القسم الغربي من إقليم الجبال ولاية لقريبه سليمان شاه، وإقليم الجبال هو المصطلح الذي أطلقه العرب على المنطقة الممتدة من سهل العراق حتى الصحراء الإيرانية مشتملة على منطقة جنوب شرقي أذربيجان. واستخدم مصطلح كردستان في المؤلفات لأول مرة في كتاب نزهة القلوب للمستوفي القزويني الذي حدد حدودها وعدد ولاياتها، ودرج بعد ذلك الحديث عن كردستان إلا أن الاتفاق على حدودها بقي بعيدا بين من تناولوها.
كردستان جبلية بشكل عام، منعت هذه الجبال الضخمة ووعورة الطرق بينها اقامة دولة مركزية في المنطقة، وإن سهلت بالمقابل حصول بعض المدن على استقلال مؤقت مستغلة ضعف الدولة المركزية التي تتبع لها، هذه الطبيعة منعت أيضا وجود كردستان على خارطة الطرق التجارية الدولية القديمة.
سياسيا، يمكن للمطلع على خرائط كردستان التي تعتمدها الحركات الكردية المختلفة وجود اختلافات كبيرة بينها، إن الكثافة السكانية الكردية الأكبر تتواجد في منطقة داخلية لاحدود بحرية لها، هذا الواقع دفع بالسياسيين الكرد للتوسع في رسم خريطة دولتهم المنتظرة بحيث تصل إلى البحر الأبيض المتوسط، واختار قسم منهم الوصول إلى الخليج الفارسي، بل إن بعضهم وصل بأراضي دولته بين البحرين الأسود والأبيض والخليج الفارسي معتبرين الأراضي التي لايشكل الكرد فيها غالبية أراض كردية صرفة، ولا يبدو أن تحديد الأرض الكردية قد اعتمد على عوامل طبيعية أو على توزع سكاني بل على أساس المصلحة السياسية والاقتصادية للدولة الكردية المنتظرة.

المصلحة المشتركة: "المؤثر بوجود أمة هو شعورها بالخطر على وجودها" تعريف للأمة لايمكن تخطيه عند الحديث عن الشعب الكردي، فقد فرضت عليه الكثير من القيود التي تحد من حريته الثقافية والاجتماعية، وسعى كل شعب لصبغ الكرد بطبائعه دون محاولة جدية للبحث عن قواسم مشتركة أو ابداء الرغبة في الاندماج البعيد عن الشعوبية. قاد هذا الظلم الكرد للتوحد حول مصلحة رفعه أولا، ولإن كان من الواضح اختلاف الحركات الكردية حول طرق مقاومة هذا الظلم فإن الشك بوجود مصلحة مشتركة تعقب الخلاص منه ولو جزئيا لهو شك في محله يدعمه مساندة قيادة اقليم كردستان العراق المحرر للحكومة التركية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

يظهر مما سبق ما يبدو كونه عجز الكرد عن تحقيق جوامع الأمة الرئيسية وعدم امتلاكهم لمقومات الأمة، ويحق للكردي أن يرفض هذه النتيجة وهو محاط بشعوب تدعي أنها أمم، لاتخضع نفسها لذات المقاييس التي حكمت بواسطتها على شعبه، فما تدعيه سوريا مثلا من أمة عربية لو درس بنفس الطريقة لوضح بطلانه، وليس في تغيير تعريف العربي عند العروبيين حديثا إلى "كل من عاش على الأرض العربية وتفاعل معها" من أثر مهم في قلب الحقيقة التي تقول أن اعتبار العرب أمة لا يفوق في معقوليته اعتبار الكرد أمة.



#عبدالله_الدللو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة والمشكلة الكردية -1-


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله الدللو - الأمة والمشكلة الكردية – 2 –