أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - في ذكرى رحيل أبو جهاد نستحضر الزمن الجميل















المزيد.....

في ذكرى رحيل أبو جهاد نستحضر الزمن الجميل


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 00:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


كلما جاءت ذكرى رحيل قائد وطني من جيل المؤسسين للثورة الفلسطينية إلا وتداخلت ذكرى القائد مع مفردات ومفاهيم وقيم مرحلة من تاريخ الشعب الفلسطيني يمكن إدراجها تحت عنوان (الزمن الجميل) ،زمن العطاء والتضحية والمصداقية الوطنية ، وذكرى استشهاد القائد خليل الوزير تخرجنا وجدانيا ونفسيا ولو مؤقتا من زمن الرداءة الراهن لتعيدنا لذاك الزمن الجميل.
لا أزعم أنني أعرف عن قرب الراحل خليل الوزير (أبو جهاد) ولكنني التقيت به عدة مرات في لقاءات عامة ومن خلالها تعرفت على أبو جهاد القائد وعلى معنى القيادة والزعامة.كان اللقاء الأول خريف 1976 في بلدة كيفون في لبنان وكنت خريجا جديدا التحقت بالثورة كمتطوع مع مجموعة من الطلبة والمعلمين والأطباء ومن مختلف القطاعات في بداية الحرب الاهلية اللبنانية.لم يلتقي بنا أبو جهاد في فندق أو قصر أو قاعة مكيفة بل في العراء تحت شجرة مظللة ،كانت تساؤلاتنا وشكوانا تدور حول ممارسة بعض السفراء ومسئولي التنظيم وأمور أخرى لا تخلو من سذاجة وبساطة شباب ينظرون بقدسية وطهرية للثورة والثوار،لم يتجاهل أبو جهاد أسئلتنا البسيطة والساذجة بل تطرق إليها باختصار مبررا ما يجري بحداثة الثورة وكثرة المؤامرات المحاكة ضدها،ولكنه أسهب في الحديث برؤية استراتيجية عن القضية الوطنية بأبعادها العربية والدولية.
في بداية اللقاء كنا نشعر بأننا صغار ولكنه كلما أسهب في الحديث عن القضية والتحديات التي تواجه الثورة والمهام المنوطة بها وبنا ،كلما شعرنا بأنفسنا نكبر ونكبر،بدءنا اللقاء صغارا وخرجنا منه كبارا.الأفراد ،كما الشعوب ،يكبروا بقادتهم بقدر ما يكبروا بانجازاتهم الفردية.في حضرة أبو جهاد كما كان الأمر في حضرة أبو عمار وسائر المؤسسين الأوائل يشعر المرء بالهيبة والرهبة وجلال الموقف وبالحضور الطاغي للقائد،بينما في لقاءات مع أشباه قادة زمن الرداءة الراهن قد يشعر المرء برهبة المكان أو البروتوكول ولكنه لا يشعر برهبة وهيبة الشخص ولا بجلال الموقف،القادة الحقيقيون أكبر من كل مكان ومن كل البروتوكولات ،بينما أشباه القادة يعتقدون أن بهرجة المكان وتعقيد البروتوكول يجعلهم كبارا .
في ذكرى استشهاد أبو جهاد نستحضر مرحلة استطاع الشعب الفلسطيني خلالها فرض حضوره الوطني السياسي عربيا وإقليميا ودوليا وفرض على العالم أن يعترف به شعبا له حقوق سياسية وله الحق في تقرير مصيره وليس مجرد جموع لاجئين فلسطينيين.في أوج ممارسة الشعب الفلسطيني للعمل الفدائي أو الكفاح المسلح داخل فلسطين المحتلة وعبر الحدود العربية الإسرائيلية وفي أوروبا وعبر العالم ،وبالرغم من عدم اعتراف منظمة التحرير آنذاك بإسرائيل وحتى بقرارات الشرعية الدولية،بالرغم من ذلك اعترفت الأمم المتحدة بمنظمة التحرير عضوا مراقبا وفتحت منظمة التحرير عشرات السفارات والممثليات في كل قارات الأرض ،واستقبل العالم ومن خلال الأمم المتحدة الرئيس الراحل أبو عمار استقبال القادة وليعلن من على المنبر الأممي قائلا :(جئتكم بغصن الزيتون في يد والبندقية في اليد الأخرى) وكانه يقول لم آت لاستجدي حقا أو قرارا دوليا بل لأطالب من موقع القوة بعدالة مفتقدة وبحق مشروع.
نعتقد أن سر عظمة تلك المرحلة والذي دفع العالم لأن يحترم الشعب الفلسطيني ويعترف بحقه في تقرير مصيره يكمن ،بالإضافة لعظمة الشعب، في قيادة تلك المرحلة وانجازاتها وأهمها:
1- بعد عقد من التيه السياسي بعد النكبة تمكن القادة المؤسسون من استنهاض الهوية والشخصية الوطنية وتحريرها من حالة الركود والتيه والإحباط ،حولوا الشعب من جموع لاجئين لشعب له حقوق وطنية.أن يتحول الفلسطيني من لاجئ في سجل وكالة الأونروا يبحث عن قوت يومه أو رقم في سجل مخابرات دول عربية وضيف ثقيل في بلدان أخرى ،إلى وطني مقاتل من أجل الحرية ،فهذا كان بمثابة ولادة جديدة للشعب الفلسطيني.
2- وجود قادة ومؤسسة قيادة .ذلك أنه بالرغم من الشخصية الهيمنية والكارزماتية للرئيس أبو عمار إلا أنه كان محاطا أيضا بقادة عظام أمثال أبو يوسف النجار وكمال عدوان أبو جهاد وأبو إياد وخالد الحسن وأبو الهول وسعد صايل وأبو اللطف وأبو مازن ،كان كل من هؤلاء مؤسسة قيادة قائمة بذاتها تشتغل بتنسيق وانسجام مع الرئيس أبو عمار وإن اختلفوا فيما فيه المصلحة العليا ،وكان كل منهم يتوفر على قدرة هائلة على الاستقطاب الشعبي والتعبئة والتحريض ،وكان لكل منهم صداقات وعلاقات عربية ودولية واسعة،لم يكن زعماء تلك المرحلة قادة حزب وحركة بل قادة شعب .
3- وجود استراتيجية وطنية واحدة ،حيث كانت منظمة التحرير تمثل وتستوعب الكل الفلسطيني ،صحيح كان لبعض الفصائل القومية واليسارية رؤى ومعتقدات وعلاقات تختلف عن حركة فتح وتتعارض أحيانا مع قيادة المنظمة ،إلا أنها جميعا كانت متحدة ومتوحدة حول الثوابت وفي مواجهة العدو المشترك ،فقد خاضت معركة الكرامة وبعدها أحداث أيلول في عمان مشتركة ،وخاضت المعركة موحدة خلال الحرب الاهلية في لبنان وأثناء حرب لبنان 1982.
4- استقلالية القرار الوطني.لم تكن قيادة تلك المرحلة تفصل بين معركة الاستقلال والتحرر الوطني ومعركة استقلالية القرار الوطني ،فمن لا يملك قراره الوطني لن يحترمه شعبه ولن يتمكن من خوض معركته الوطنية،ولذا قاتل أبو عمار ومعه رفاقه كل محاولات الهيمنة على القرار الوطني أي كان مصدرها،اختلفت القيادة وتصادمت مع مصر عبد الناصر دفاعا عن استقلالية القرار وقت مبادرة روجرز،وتصادمت واختلفت مع صدام في أوج قوته عندما حول فرض وصايته وتصوره لمفهوم الصمود والتصدي ،ودفاعا عن استقلالية القرار دخلت القيادة في مواجهات مع سوريا وليبيا ودول خليجية.هذا الأمر جعل العالم البعيد قبل القريب يحترم الشعب الفلسطيني وقيادته.
في الشهادة يتساوى الجميع فرحم الله كل شهداء فلسطين من أول الشهداء فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم مرورا بشهداء شارع الفردان- أبو يوسف النجار والكمالين - وأبو جهاد وأبو إياد وأبو عمار والشيخ ياسين والشقاقي وأبو على مصطفى وكل من قضي في سبيل الوطن.
‏16‏/04‏/2012
[email protected]
www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية وصعود الإسلام السياسي ومستقبل الصراع العربي ...
- مفارقات (الربيع العربي)
- رسال مفتوحة إلى السيد الرئيس محمود عباس
- مصر وأزمة كهرباء غزة والانقسام
- العدوان على غزة وكشف مستور التهدئة
- ثورة على الذات كمدخل للثورة على الاحتلال
- من استراتيجية التحرير لاستراتيجية الإلهاء
- دراسة بعنوان :من مصالحة إدارة الانقسام إلى المراجعة الاسترات ...
- من مصالحة إدارة الانقسام إلى المراجعة الاستراتيجية
- كسر الحصار ودولنة غزة
- حول مقولة أن الإسلاميين وصلوا للسلطة في العالم العربي
- جدية التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على غزة
- ضرورة مراجعة استراتيجيات العمل الوطني في حوارات القاهرة
- تصريحات المرشح الجمهوري الأمريكي غينغريتش أخطر من مجرد دعاية ...
- الإسلام السياسي والغرب بين نظرية المؤامرة والواقعية السياسية
- في تفسير الانقلاب في سياسة جامعة الدول العربية
- التوظيف السياسي للملف النووي الإيراني
- ماذا بعد اعتراف اليونيسكو بدولة فلسطين؟
- لماذا قُتل القذافي ؟ومن قتله؟
- انجازات قد يبددها الانقسام


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - في ذكرى رحيل أبو جهاد نستحضر الزمن الجميل