أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أيسر الجرجفجي - ممارسة العنف على الحيوان .. إلى الإنسان ...














المزيد.....

ممارسة العنف على الحيوان .. إلى الإنسان ...


أيسر الجرجفجي

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 18:19
المحور: المجتمع المدني
    


قرأت سابقا في تقرير في علم النفس يبين بإن الطفل الذي يتعلم في صغره على قتل الحيوان بمتعة بالتالي يشير ذلك الى توفر خامة مجرم و قاتل في المستقبل حالما تتوفر له ظروف ارتكاب الجريمة .. و أن اغلب المجرمين و القتلة هم نتاج لطفولة كانت قد مارست القتل على الحيوان و بدم بارد.

هذا التقرير حضرني عندما شاهدت قبل أيام صورة تبعث على الاشمئزاز تبين الوصي عبد الإله معلقا و ممثلا بجثته - بغض النظر عن رأينا بشخص الوصي - و أيضا فيديو يعرض مجموعة من الصبية و المراهقين يقومون ( بسحل ) حمار بالإكراه و رميه من أعلى الجسر إلى النهر .. و قد أقشعر بدني و شعرت بألم شديد .. و تراءت لي باللحظة بعض مقاطع الفيديو التي شاهدتها بالماضي القريب عن كيفية قيام مجموعات إرهابية بذبح أناس بإسم الدين و هتافات بدأت تثير الرعب في نفوسنا بدل أن تجلب لها السكينة و هي ( الله أكبر ) قبل عملية الذبح .
أرعبني منظر هؤلاء المراهقين و كتبت في حينها تعليقا على الموضوع و فوجئت ببعض التعليقات التي كان فحواها ينصب حول هذا الحمار و كيف سخر للانتفاع منه ( و هو صحيح ) .. و لكنه ليس أساس تعليقي و سأبين للجميع الان و اقول ..
إني لو كنت واقفة بجوار هؤلاء الصبية و المراهقين و هم يتلذذون برمي الحمار بالإكراه و كذلك المنتج و المدبلج للفيديو الذي حوله الى مادة كوميدية ساخرة - و هو في حقيقة الأمر باعث للاشمئزاز - بأني كنت سأشعر بجزع و رعب كبيرين سيجعلني بالتالي أركض مهرولة الى بيتي و أغلق بابي و لن أجرؤ ثانية على الخروج و المرور من جانبهم لئلا يفكر هؤلاء الصبية بمتعة ثانية أكون أنا ضحيتها الثانية بعد الحمار المسكين .. و عسى أن يفهم من قرأ طرحي ما سر اهتمامي بموضوع الحمار ..

و للذين قارنوا بين مشكلة الحمار و مشاكلنا في العراق و ما يحصل فيه من جرائم ضد الإنسانية .. أقول أن ما حصل عندنا من إرهاب إنما هو سبب و نتيجة لما حصل للحمار! و لما حصل للوصي عبد الإله - الذي سبق و أن قام بإعدام الضباط الأربعة في نفس المكان -
أقول أنها سياسة السحل و القتل و التمثيل التي يتحلى بها مجتمعنا و هو موروث يمتد من جيل إلى جيل ... لذا فلا عجب لما حصل من إرهاب خلال السنوات الماضية ... !!
و بالتالي فهو نتيجة منطقية وحتمية للتربية التي تلقاها هؤلاء المراهقين المنحرفين و غيرهم , فلو كان الأهل على مستوى من الثقافة و الوعي لعرفوا كيف يربون أطفالهم على الرحمة و نبذ العنف و احترام القانون و التعامل السلمي الراقي ابتداءا مع الحيوان .. و الذي سينعكس حتما على شخصيتهم في كيفية التعامل و تقبل احدهم للأخر مهما كان اختلاف توجهاتهم و أطيافهم و أعراقهم .. فهم سيكونون نواة لمجتمع متطور و راقي و متحضر ينبذ سياسة العنف و يبني و لا يهدم و يفهم معنى التعايش السلمي و اذا اراد أن يحاسب فسيكون عن طريق القانون لا عن طريق الثأر و الانتقام و الهمجية .. و سيكون له من الوعي ما يجعله قادرا على تغيير مسار هذا البلد نحو الأفضل بالتأكيد .

ختاما أكرر إن الموضوع ليس بصدد مناقشة مصير الحمار و فوائد الحمار .. بل انه مبدأ العنف الموجود أسفا ضمن أخلاقيات مجتمعنا و علينا جميعا أن نعيد بناء شخصيات أطفالنا عن طريق توعية الأهل أولا .. و تطوير مفاهيم الدراسة و المناهج داخل المدارس .. هذا ان كنا نريد بناء مجتمع و وطن نستطيع جميعا أن نعيش فيه بأمان و ازدهار ( هذا صلب الموضوع لمن يهمه الأمر ) .



#أيسر_الجرجفجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان العراقي .. و لغة النقد
- السيد البرزاني .. و حلم الدولة !!
- موعد مع الألق المنشود


المزيد.....




- اعتقال عميل للموساد في مترو طهران
- الأونروا: إدخال الوقود إلى غزة مسألة حياة أو موت
- اعتقلوني بعدما أعدموا جدي أمامي
- روبيو ينتقد دعوة صحيفة إيرانية لإعدام المدير العام للوكالة ا ...
- اعتقال أكثر من 60 شخصا.. الشاباك يزعم إحباط خلية لحماس في ال ...
- جيش الاحتلال يعلن اعتقال عدة أشخاص من جنوب سوريا واقتيادهم ل ...
- السعودية تعلن إعدام مواطنين انتحلا صفة أمنية وتكشف ما فعلاه ...
- رحلة الحصول على المساعدات انتهت بإصابتنا واستشهاد ابني
- تصاعد معاناة الأسرى: السماح لعائلاتهم بحضور جلسات محكمة عوفر ...
- -أقراص المخدرات في طحين الإغاثة-.. مغردون يفضحون المساعدات ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أيسر الجرجفجي - ممارسة العنف على الحيوان .. إلى الإنسان ...