نخلة -عرين العروبة

فادي العكلة

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صعدتْ نملةٌ على نخلةٍ، فقالت لها :يانخلة لا تهتزي ،فإني قد عزمت على الرحيل ،ومغادرة أغصانك ذات الشوك ِ والإبر...ضحكتْ النخلة ،وقهقهتْ جذوراها الممتدة بعيداً في بطن الرمل ...ثم صمتتْ، وقالت : آه...يانملة ، مابيني وبينك نقطة واحدة ، ولكن .
ولكني لم أشعر بوجودك حتى أهتز لفقدك .فارحلي غير مأسوف على فراقك .
سورية نفوس أباةٌ وماضٍ مجيد –واثق أنا . أن ماتمر به سورية ليس إلا غيمة صيف ،أونفخة في رماد ،أو صيحة في واد،ولاتلبث ..سورية تنبعث كطائر الفنيق لتحلق عالياً ....تحاكي السماء.
آه ماأكبرنا ؟ وماأصغرنا في عيون ذواتنا المقهورة ..حتى النخاع .....يبكيني منظر السوري وهو يحمل ((بقجته)) ميمماً وجههه صوب الأمان ،والخبز ،وكأن أرضه جافته ولفظته وشردته
في قلبه حسرة،وفي بقجته الممزقة الملفوفة ثمة شئُ ثقيل كثقل الأكوان كلها ،تتقاطر منه ألوانٌ حمراءٌ فينبت أثرها وطن وزهور وحب ،في جعبته يحمل مالا يدرك كنهه ويعشقه ويحدث بحبه ولها وصبرأ أو تجلداً ..يقول الشاعر:
وإخوان حسبتهم دروعاً فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهمُ سهاماً صائباتٍ فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا :قد سعينا كل سعيٍ لقد صدقوا ولكن في فسادي
في احدى تصريحات اشباه المسؤولين أن عدد السوريين في العالم 70 مليون ، وفي بطون كتب التاريخ الصفراء ذات العبق أن سوريه صدرت للعالم أباطرة وزعماء ورؤوساء وعلماء وفاتحين ...وأنا اتساءل بخبث شديد ..
هل هربوا من الجحيم ،أم هل طاردتهم غربان الفقر والظلام والظلم ...ولا ...أقول الجهل والتخلف .
ولماذا يبدع السوري خارج حدود خارطة ((عرين العروبة))..ولماذا لم تسع أرض زهت بالشموس الوضاء أحلامه وأماله ....ولماذا ..ولماذا ...ولماذا...ومليون لماذا.؟؟؟
فصبراً أيتها النخلة .................

#فادي_العكلة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل