الزي الموحد يتصدر قائمة مهام معاليه

ياسر مكي

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 17:57
المحور: كتابات ساخرة
    

صديقي يروي لي حادثة وقعت معه, حينما طلب منه ابوه أن يحفر خندق يتجاوز عمقه المترين في حديقتهم المنزلية, و بعد أن اكمل صاحبنا العملية المضنية اخذ ينظر الى ابيه بنظرة التلميذ المطيع المتشوق لربح جائزته الكبرى وهي "الحكمة العظيمة "التي تصور انه سيفوز بها بعد هذا العناء ..الأب افصح عن الغاية بقوله :يعجبني!
الإجابة لا تختلف كثيراً حينما تسأل عن الغاية من فرض الزي الموحد من قبل وزارة التعليم, او ربما تسوء الحالة بعد أن يجيبوك بأن الزي هو علامة الطالب الحباب الشاطر المؤدب(اوي!)..لا يمكن لكم أن تتصوروا الهوس الغريب في تطبيق هذا القرار بالذات, هوس يتعدى المعقول في وزارة تعتبر المصدر الرئيسي في تصدير الكفاءات العراقية(علساس!)..حتى انهم تحدثوا في احد المرات عن نية الوزير في تفتيش الطلبة بنفسه و التأكد من تطبيق هذا الفرض المقدس!.. لا اعلم هل تناسى جنابه الكسيف الاهتمام بتوفير متطلبات الدراسة و رفع المستوى العلمي الكارثي للجامعات العراقية؟! بدل اصرار وزارته "المصون!" على تطبيق مثل هكذا قرارات صبيانية يعلمون جيداً أن مردوداتها ستكون سلبية وعكسية.. الم يسمعوا بمبدأ "الممنوع مرغوب"؟!.. الم يعلموا أن لعبة القط والفأر سوف تزدهر بين الطلبة و اساتذتهم؟!... و كأنهم "ساديون" يستمتعون بالتنكيد و التنغيص على حياة الطلاب السيئة اصلاً بفعل الأوضاع المزرية...و لا تستغربوا أن قلت أن الاهتمام بتطبيق هذا القرار اصبح اكثر اهمية و قدسية من العملية التعليمية نفسها!... الأمر الغريب هو أن الزي لا يشتمل توحيد الألوان فقط! بل يتعدى ذلك الى نوعية الأقمشة و نوعية الأزرار و لونها وحتى شكل الأحزمة!..و الاغرب من ذلك اضافة اللون البني للوني الزي المعتادان الابيض و الرصاصي!.. و بحسب ما اذكر انه يسمى الزي "الموحد" اي ظهور الطلاب بمظهر واحد وحيث انهم اضافوا هذا اللون فأن مسألة "التوحيد!" قد نسفت من جذورها و لا حاجة اصلاً لتسميته بـ"الموحد"...لا اعرف ما هذا الجنون و الاستخفاف بعقول الطلاب!...لا اعلم ماذا تسمون هذا الوضع فأنا شخصياً اسميه[.....]"اوه...كل التسميات التي في رأسي لا تصلح للنشر...اغلبها تسميات فاحشة و غير اخلاقية!...سموه ما تشاءون...الفراغ لكم"

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل