أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاشورعبدوسي صقر - كتاب حكايا للاستيقاظ الجزء3















المزيد.....



كتاب حكايا للاستيقاظ الجزء3


عاشورعبدوسي صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 00:07
المحور: الادب والفن
    


* رجــل البيــرة *
 
في جحيم تفجيرات متتالية عبر العالم توقفت الفيزا وعاودتهما كوابيس أيام النحس لقد أضحت أعمالهما مهددة بالبوار حقا في كل أنحاء المعمور... أكيد أنهما يمتلكان مالا يجعلهما يشعرا بالفقر وبالقانون لكن تعودا العيش تحت الأضواء ومع كل ما يقع هنا وهناك كل أعمالهما المستقبلية مآلها الخسارة الحقيقية وربما فقدان منافذ حيوية لبضاعتهما فهذا لم يخطر ببال و لا بحسبان.علق جو قائلا اليوم خمر وغدا خمر.
رد رجل البيرة عزيزي الأمور أفضع مما تتصور.
ثم غرقا في مقاعدهما داخل الليموزين وانقطع كل إلى خواطره لكن الموضوع واحد لقد أمضيا كل اليوم ها هنا أستغرقهما البحث عن صيغة جديدة للعمل فبعض اللوبيات تتساقط مثل أوراق الخريف لقد ذوى عودها ولم تعد إلا شبح شجرة عارية للألم وتشعل فتيل الغضب الغير المجدي...
نبس رجل البيرة: أين سرحت يا بطل ثم ابتسم جو قائلا غدا سننكب على دراسة الأمر وقطعا  لكل مشكل حل ولكل قانون ثغرة ولكل إجراء جديد منفذ.
قاطعه رجل البيرة: لا تنسى العرس.
رد جو: نعم سنعلنه من  ويوان من وسط الأهل والأحباب وعلى هامش الزفاف وصلة الرحم سنبلور صيغة جديدة فلا شيء يضير أن توقفنا شهرا والعودة بقوة لا عادة تدوير استثمارنا.
*
كما للسياسة مكيافيل للاقتصاد مكيافيل إنهما واحد لكن لكل خصائصه وكما يمكن أن يستغل مكيافيل الأول في حدود الفهم الأعمى للغاية تبرر الوسيلة كذلك يمكن للثاني أن يستغل في نفس الاتجاه و لا يمكن أن يفهم أحدهما دون الآخر ولا أن يقوم لأحدهما استقلالية بمعزل عن جدلهما العميق  وتكمن خطورتهما في أن يجتمع في كف رجل واحد وليس في دهنه فقط أي إضافة إلى وعيه بهما توفرت لديه الشروط والإمكانات لتنفيذ ما يخطر بباله في اتجاه حماية مصالحه وتعزيزها وهو بذلك لا يخرج عن إجماع ضمني أو صريح حول الموضوع بين كل الناس وفي كل الطبقات عن وعي أو عن غير وعي.  فرجل البيرة أضحى في هذا المستوى مثل كائن يمتلك أسرارا الذرة وله إمكانية أن يستعملها ولان المال ضروري في كل خطوة وأساسي لكل فكرة فلقد عمل كل ما بوسعه لتحصيله ليبقى سيدا في علاقة الغيرية وأفضل طريقة لجلب المال هي القانون وما أدراك ما القانون فهو تلطيف للجريمة التي تأخذك إما إلى السجن لأنك لم تتقن عملية الدخول على الكبار أو تقودك نحو المجد لأنك كنت سفاحا حكيما فنانا إنجليزي الأعصاب ألماني التصميم باريسي المظهر ولرجل البيرة نهاية الحكمة إذا أضاف الملح والتوابل على الوصفة فكانت الطبخة جيدة فلا تصدقوا رجل البيرة إن ادعى أنه لا يعرف حتى أن يفك الخط.
**
 يقال أن رجل البيرة أصلا فقير وبئيس وصل إلى ضواحي فاس منتصف 50 القرن   الماضي هاربا من لعنة القحط والجفاف من أحواز الرشيدية وادعى انتسابه إلى الدوحة الشريفة وأنه من زاوية الشرفاء ووطد أقدامه بإحدى أحياء الصفيح مسلحا بلحية وقرأن ودراية لا بأس بها في أمور السحر والشعوذة ومن علوم العصر وأجازه لاحقا القرويين  ورفعه درجة عالية ومن حيث لا يدري الشريف رجل البيرة لاحقا أصبح مرصودا لمهمة خصوصا وانه يتيم مما يسهل أن يقوم بأية مهمة قذرة فهو ابن خيريات وملاجئ لذا كان صموتا كتوما ولاعقا جيدا للأحذية  عندما يقتضي الأمر ذلك وهكذا وضع على الطريق لإسداء مهام قيل جليلة للوطن  تحتاج دجالا من طينة رجل البيرة وهيكلا ضخما من طرازه فانخرط في المخابرات عبر أعمال متنوعة ظرفية وطارئة وبالمقابل كان له هذا الحاضر الفاحش الثراء والبذخ لكنه اليوم في خطر فأي ملف فتح للتقصي يجد نفسه مورطا فيه لو طبقت المسطرة ولو كعميل بأدوار محدودة تكلف عمرا بأكمله من السجن خصوصا وأنه بدأ  التخلص المباشر من عدد كبير من الضحايا التي بها يثبت النظام أنه فعلا أراد أن يتجدد ما دام ولابد من ذلك فالعديد من الرؤوس الكبيرة تقع في عزلة والشعب فوق ذلك لا يتذكرها إنها فرحة انتقام لا شعوري لكن مع كل كبير يسقط العديد من الصغار ورجل البيرة واحد هؤلاء الصغار فأعمدته بدأت تنحل وعدد كبير من الكوارث حلت بأصدقائه القدامى كما الجدد لهذا  فتسلحه بجو كان حدسا مسبقا بالعاصفة واستباقا لها وبالفعل شكل جو قناع الاستمرارية دون أن يعلم في البداية أو لنقل ببعض التجاهل لكن بعد هذه المدة وإعلان المصاهرة تواضحا جيدا حول الموضوع وفهم كل منهما دوره فلقد ختم   جو الجلسة  (أتريد أن تقول إننا أذكياء وقذرين فليكن سيان عندي فقط أن ّأعيش كما رغبت هذا هو المهم وأكيدا الحل قريب من أيدينا) ورد رجل البيرة (صهري العزيز فقط لا تكتفي بفكرة واحدة وتمسك اليوم بالحياد) ثم التواضح بالمكتب المتنقل اللليموزين السوداء الفارهة التي يسوقها سائق عجوز هادئ ابكم لا يسمع ولا يعرف الكتابة وضعيف الإحالة عند الإشارة لا أحد يعرف كيف ولا أين عثر عليه رجل البيرة ولا المدة التي عمل فيها معه.
***
الأمل أجمل خرافة أنتجتها البشرية في تاريخها أما الحب فهو دعارة برجوازية أفصحت ليلى في منتصف الطريق إلى مدخل منزلهما المستقبلي وأجاب جو بمسحة أكثر حزنا وشاعرية وبنوع من المواساة أو المجاملة يا رب سلوانك فهذه الأنثى تكره الرجال ردت بصدق ومن أعماقها أشعر بالدمار و رغبة دائمة في البكاء وبنفس إيقاع كلامه الأول أكد تلك رغبة قاسية تراودنا جميعا لكن ما هي بعائق أمام الحياة فالدموع نقاء الفؤاد وكما يقول الألمان سر في الطريق الواضحة و لا  تعد إلا الأيام السارة ثم حاول تقبيلها فالوت عنقها مرددة أريد أن أنسى كل شيء محاولة أن لا تكون ضحية للمرة الثانية لكن مثلما أدام أغرته حواء الكلمات أغرت كذلك حواء... كانا في بداية الطريق وكانا يختزلان عشقا حقيقيا خلداه ما أمكنهما على طاولة على حجرة أو حائط لكن أبدا ما تجدر بالقلب  و ظل دائما شيء من حتى هذا الشيء لم يمنع من الاتفاق حول الزفاف خصوصا بعدما منحهما رجل البيرة الضوء الأخضر أما فيروز حتى وأن تقاسما معها غير ما مرة الفراش فلقد آن أوان أن تفترق طريقهما...
****
هاتف وليد واخبره انه سيزور البلد عما قريب و لابد أن يقوم ببعض الترتيبات قصد الاستقبال وإجراء الزفاف وأضاف أتشرف بتقديم ليلى زوجة المستقبل عبر الهاتف واعتذر عن هذه المكالمة الليلية التي قد تكون أزعجت وسنك أيها الفلاح الوسخ  في حين رفضت ليلى تسلم السماعة لقد اعتبرتها إهانة أن تكلم غريبا من فراش رجل آخر لا زال في قيد الغرباء لكنها قبلت في النهاية أعتذرانا ليلى كنت في الصالون رفقة والدي تنتظران يعود هذا العربيد الخبيث إلى رشده فلقد شرب  المحيط بالأمس ثم أقفلت السماعة منسحبة من الفراش لكن قبض على معصمها قائلا بالفرنسية عودي أيتها المرأة أنه أبدا ما هو بوقت ولا مبرر غضب ثم أخذها في أحضانه لم تجد بدا من الاستسلام ورافقتها خيبة أمل في أحلامها الرومانسية متذكرة محاضرات ليفي ستراوس حول تبادل النساء ودوره في ترسيخ الثروة والسلطة إنها تعتقد الآن أنها قربان للمصالح التي تجمع والدها وهذا الشاب وأنها لا تعدو أن تكون في النهاية نقطة من النقط في خطة رجلين جمعتهما طريق المال القذر فهي تدرك في قرارة نفسها أنه ما من ثروة إلا وخلفها جريمة إنها حقا مفتونة بجو لكن ما يبادلها نفس الإحساس خصوصا وأنها مضطلعة على العلاقة السابقة بين فيروز وزوجها المفترض وكيف أن جو نفسه قدم لها عبر الهاتف فيروز ربما من فوق نفس الفراش ذات ليلة خلت قضت هذه الهواجس والخواطر مضجعها فنفسيتها الهشة أمام تجربته الكبيرة جعلتها تسقط فاحتقرت نفسها حتى وهي مندمجة معه في قبلة تقود نحو لذة جديدة مغمضة العينين بانتشاء الليلة الأولى مع فارسها الأول مغتصبها الذي افتتنت به والذي ما إن وصلا إلى أمريكا حتى انقلب وهكذا كما قال الراوي تقبيل ولمس وعناق ولف ساق... ولكن في قلبها ظلت الشهوة مرة المذاق أما جو فلقد مارس فحولته حتى أدركه الصباح معلنا وقف الفعل المباح ليناما حتى الظهيرة ليستيقظا على رنة الهاتف.
*****
-  ألو
- خليل كيف حالك؟
- نجحت مبروك ثم زغردت.
- أنا بدوري سأتزوج.
- الله يبارك فيك.
- اسمع إذا سنمر أنا وأبي وجو انتظرنا عند أقواس تولال سنأخذك معنا في رحلة قيل أنها ممتعة ومذهلة.
ثم عادت إلى الفراش من تلقاء نفسها ملقية بكليتها على جسده وقال بينه وبين نفسه الدجاجة ألفت المكان ثم ضحك في سره مقبلا على المزيد من الفعل المباح إلى حدود العصر حيث قالت غفرانك ربي منسحبة من الفراش متجهة إلى الدوش قائلة قم أيها الوسخ لنستحم سويا وما كان عليه إلا أن يستجيب إنها فعلا نقطة في خطة فرضتها المصالح لكنه بدوره معتقد جدا أنها أم أولاده ستكون ثم رن الهاتف مرة أخرى هذه المرة من طرف رجل البيرة.
-  ألو أينك أيها القذر وأين ليلى لقد خنت الأعراف أعتقدك التهمت ابنتي أيها الفاجر وأنت لم تعقد بعد عليها جاءه الصوت.
-  أبدا عمي.
-  ومتى كنت عمك.
- يا حاج أقسم لك أنها نامت بالصالون وفوق هذا أنت تعلم أنها خطيبتي بالمناسبة ابنك نجح فذلك الصعلوك كما قلت والذي شق عليك عصى الطاعة أصبح أستاذا واعتقده رضي بالمصالحة فقد قبل اصطحابنا إلى ويوان.
-  هو أيضا يعلم أن أخته عندك دون عقد.
-  أبدا وها أنا أثبت أني عضو من العائلة.
- على كل أنا جد مسرور فأنا دائما أقول أنك ملاك نزل علي من السماء.
-  وأنا أقول أنك والدي بالتبني ومنقذي من الضلال وابنتك ساغ سليم وكفى من لغو العروبية المتخلفين أتخاف على أنثى درست بأمريكا.
******
 







 
* خليــــل *

-  هل بمستطاعنا أن نعلن القطيعة.
-  أبدا.
وأنشد صوت من أيام الألوان الرمادية والحمراء هي السمراء لقاتني وعلي قلبت.
-  لكن ألا يعني ذلك أن نتكرر ونجتر.
-  أبدا.
وقال نفس الصوت وبلكنة نفس الأيام هي الوردة الحمراء لونها حير عيون.
-  ماذا تقترح.
- لا شيء
وتابع ذات الصوت وبإيقاع تلك الأيام الحلوة التي كانت كالحلم والأمل وككل ما قد يتمناه الإنسان رغم ما طبعها من سواد ودموية على الأقل كانت هناك قضية وكان هناك قتال حرب طاحنة احسن من سلم غير متكافئ هي السمراء شافتني وجرات  فقلبي تخبات.
- إذن.
- إذن.
وواصل الصوت المؤلم رسم نهاية معيش تلك الأيام التي لم تكن ككل الأيام على المستوى النوع لا الكم بنهاية قاتلة قالت لي السمراء حبنا ما يكون ثم نشز المذياع.
هي أخذت في النشيج وانصرفت أما هو فقد قام من مقعده واتجه إلى النادل لدفع الحساب أشعل سيجارة لا يظهر عليه أية علامة حزن أو انفعال لكن بالعمق كان بركان حارق يفور ليأتي على تضاريس الّأحاسيس و يحرق حضارة العاطفة ليتحول القلب إلى خشبة والجسد إلى صحراء لا تنبت غير المأساة والشوك... اعذروه فلقد تجرع نخب مأساته حتى الثمالة وهو أبدا لن يندم قال نيتشه: "إن الندم حماقة مثل حماقة عض كلب للحجر".
في الطريق إلى سراب آخر إلى تيه جديد وغربة فضيعة ونحو زوابع أخرى ردد دون شعور في شبه مواساة ذاتية أنثى ترحل وأنثى تأتي... ثم ابتسم...
*******
كتب خليل في مضمون رسالة مفترضة إلى كائن مفترض ما معناه: علاقة العبقري مهما كان معدنه وجنس صنعته علاقة التباس بالأنثى لأن العبقري مصيبة عامة كما قال الصينيون وبالتالي لا تستطيع أنثى لوحدها وبعينها تحمل كارثية عظمته ولأن المرأة كما قال نيتشه تضاد للحقيقة أو على الأقل تعودت على ذلك وترسخ في صبغياتها بحكم العادة وبفعل الزمن فهي كذلك تضاف لها ذريعة هامة لرفض تحمل الخروج عن الإجماع حول كونها كذلك بل والإعجاب بذلك لأنه ميزة تفوقها منذ ابتدأ وهم الخطيئة الأولى وما صرف لاحقا على انه صراع بين الجنسين وهو ما يفسر ربما تساؤل حيدرحيدر عن ما سبب هذه الإعاقة – هذا التشوه في علاقة أو زوج: رجل-امرأة ولأن قانون التكيف بدافع الحفاظ على البقاء يمنح حتى أضعف وأحقر كائن نتصورة  القدرة على المغالبة والمجاهدة والمكابدة للتعود وللبقاء فإن المرأة اصطبغت بأخلاق العبيد تلك النزعة المازوخية المجسدة في حب مغتصبها فهي تسعى دائما أن تصير شيئا مهما وسط التأثيث العام للفضاء الذكوري فهي كذلك لأنها كانت أول موضوع نخاسة ولأن ثقافة من هذا النوع صارت جذرية فنيتشه مثلا لم يبق أمامه إلا الطريق الوحيد المفتوح لمواجهة هذا النوع من الرداءة وهو المطرقة ولأن الوهم يعسر اكتشافه دائما مقارنة مع الخطأ فقد صار جزءا لا يتجزأ من الجينات فأي لقاح مضاد يقابل بالمواجهة السافرة والدامية فل تقطع تلك اليد التي تلوح بالمطرقة وأمام حكم مثل هذا لا يسعك إلا أن تضحك عاليا وتسخر من كل نظام مفترض أنه يحكم العالم...
********
غذا الفراغ هكذا حدث خليل نفسه منطلقا في صمت يتحدى به أدوات عصر اللغط  لقد تعب ومل خمر ثرثرة  ضحك مفاهيم تتطاير مثل دخان السجائر الأغوار العظيمة الفوضى والعميقة العبث في سياق القذف الكبير إلى العالم الناموس الغفل ينحت تجربة مرة للمرة الألف وهو الذي يقتفي نفسه بهمة رجال عظماء أقوياء جسورين لم يجد الجسر إلى الضفة الأخرى ظل دائما الأمر ملتبسا وغامضا ومحرجا أي شيء أجدر يا خليل بالاهتمام وعي الذات لفصامها وعي الموضوع لتناقضاته اعتبار الممارسة في كل هذا مع عدم نفي الأنا في كل هذا المزيج ثلاث قوى هي ما يعتمل في هذه الأزمة علاقة الإنسان بنفسه علاقة الإنسان بالإنسان علاقة الإنسان بالطبيعة (الكون) تلك القوى هي ما يشكل الفصام المتكامل الذي يجنب الإنسان الوقوف أما الحقيقة العارية الدامية لا حقيقة وهم هو فقط إنه مسكون بهذه الأزمة كمريض اضطر إلى التعايش  مع المرض وتعوده بل لم يعد يتجزأ منه كانت هاته الخواطر تعاوده على سطح منزل يضم ثلاث غرف يتقاسمها معه فريد وشيخ الكلبية وآخرون ويعبره (أي السطح) يوميا ما لا يحصى من الوجوه الممكنة للمعرفة للكلام للتواجد للمعيش لديمومة الوهم الحيوي وربما أيضا وعلى غير قصد مفتوحا كان النقاش على الأمل على الحكمة الموعودة فوكو القاسمي وميكي وفريد وشيخ الكلبية وسليمان باشا زاد وآخرون عبروا المكان معيته ليصيروا بعد برهة autrefois  زعموا أننا مضينا من هنا سنصير هكذا على العموم يا أصدقاء جملة وتفصيلا فكل ما يحدث تافه في ميزان الناموس الكوني وهكذا  الأمور تسير في حياة خليل خصوصا بعد تلك المسارات التي قذفته إلى ركوب حصان نيتشه الجامح كان يقول لنفسه إنه خيار أيضا فلا تعاقد جدي في حياتي هكذا والحبل على الجرار يجد نفسه قد أمضى وقتا مفيدا وممتعا وجميلا وفيه جلال الكينونة التي لا إيطوبيا لها لأنها تحيى الموت ومع مثل هذه الخواطر فالمرء يضطر حتى لا تضيع عليه آخر حيلة أن يخذع الشيطان وأن يراوغ تجاوزا لوضع احتمالات أخرى من أنت كوني ما موقفك لا موقف ماذا تحب وماذا تكره لا شيء وكل شيء من أين تفترض أنك جئت لا أدري إلى أين تسير إلى حيث أدري حتما الموت ثم تغلق الدائرة وينمحي الأثر لكن يخلد أثر الأثر هذا وهم آخر أي أثر ينفع عندما لا أبقى... يهبط يتسلق يتدحرج عبر تضاريس قلق مجاور لماذا ندرك أو على الأقل نتوفر بالملموس على الأدلة الكافية لدحض كل وهم لكن ندعم نرمم بها الوهم حتى لو أدى بنا الأمر إلى إطلاق العنان لما تعلمناه ليتمنطق في نظام غير مألوف في عمليات كبرى لتحصيل الحاصل...
الطريق شاقة وطويلة ونصب عينيه كواكب زاهية تضيء عتم الزمكان وتملأه أملا وحبورا وتكبر ذاته في ذاته وينظر أناه إلى أناه بمعيار اعتبار وتقدير من استطاع أن يلائم على الأقل وعيه ما أمكن مع ممارسته مع ما يمكن أن يشكل خامات بدايات من نوع ما سمفونية جديدة...
*********
جاك بريل على التلفاز الشمس أخذت مكانها وأنارت أقصى الإمكان وفوق الحاجة المكان ساحة المدرسة التي عبرها اتجاه المقصف حيث كان ميكي يتفرج باهتمام جدير بصباح مثل هذا  تبادل التحايا وجلسا يرتشفا قهوة الصباح في صمت مرفوقة بسجائر أو فواصل من أغاني جاك بيرل يعتم لغط doxa المكان من أمثال الطبل والقنفذ وناقلة اللحم والفرفارة وعدد لا بأس به من الكسالى الذين استيقضوا هذا الصباح باكرا على غير المعتاد للاصطفاف واشتراء صكوك الغفران التحقا بهما فوكو القاسمي طلب قائلا خليل هل لديك فاصلة أبدا رد خليل لم نطرد بعد النوم فجيوبنا مفلسة ففريد لم يصل بعد من الرباط و يقصد بالفاصل والفاصلة سيجارة تيمنا بقول ميلار ميه  لاعتباره بالتدخين يضع فاصلا بينه وبين العالم بعد ذلك ارتفع اللغط أصبح ضجيج الساحة يقتحم الجدران وكأنها القيامة قلوب واقفة لربها واجفة خاشعة جاثية فمن حمل كتابه... وdoxa  المكان لا تحمل لا القلم ولا الكتاب فتتسع دائرة اللغط ليتحول المشهد إلى يوم قيامة حقيقي والأساتذة المبجلون إلى زبانية الجحيم وكان بريل يغني للفراغ (بميناء أمستردام البحارون الذي يشربون ويشربون ويتبولون وأنا بكيت على عاهرة أمستردام ..). ثم جاك بريل يبكي (لا تغادريني ...) والفراغ يعوي في المكان لكنه فراغ تملأه الدوكسا بما يناسب ولا يناسب.
**********
كتب خليل في مذكراته (ذلك المساء بعدما أسميته بالقيامة وبعدما أكثرت من الفواصل أو السجائر تنفست عميقا وأيضا بعد حمام بارد وأكلة مغذية وبعد ما دخلت على العالم وتبولت على الشيطان الماكر قفزت: إلى ركن غرفة من الغرف الثلاثة المتواجدة بالسطح والتي تقاسمتها لمدة طويلة هنا مع ميكي وفريد و تجنبا لحيتيات أخرى أضيف أن المعدة الفارغة تساوي عقلا مصابا بقرحة فهو حقا يؤدي وظائفه لكن يرافقها الألم والغثيان والإسهال والحمى المؤدية إلى الغيبوبة ومرض الأعصاب وكل نشاز قد نتصوره من الأمراض يصاحب قرحة المعدة قرحة ما في العقل في الحس السليم فالبطنة من كل شيء والفطنة في كل شيء يتساوقان جدا وأبدا ما يتناقضا إضافة إلى هذا هناك ما لا يعد ولا يحصى من المغالطات والتلفيقات ولقاحات الطمأنة ومسكنة القلق التي لا تفقدني الأعصاب كما قد يبدون من الوهلة الأولى لكن قد تحولني إلى أسير الفارمكون واحتراف مرضيات فلا بشر بمقدوره أن يوقف مجرى الأزمة ومن الحماقة المبينة والموصوفة بالدليل والحجة أن يحاول رجل واحد فرد واحد بمفرده أن يحول اتجاه القطيع حتى وهو لا يتبنى القطيع لفضيلة ما أسمى من فضائل اليونان المضحكة ابمستطاع إنسان أن يتحول بهذا الشكل مثلي إلى آلة معمل ورشة من الأفكار الحية وإلى هلوسة كبيرة سماها الضمير الجمعي على لسان أسرته السلالية خليل على أوزان ذكريات شتى وإيحاءات متعددة فهو خليل تيمنا بإبراهيم الخليل وهو خليل ربما تقليدا بالحداثة الاسمية أو اللفظية التي طافت على الكعبة وأدت فروض الطاعة لقووايد النهضة  المصرية عفوا الكبوة المصرية والتي مررت عبر التلفاز بأسماء أعلام لممثلين وشخصيات مثل خليل وحمدي وفيفي وما جاوره من الأسماء المصرية التي لا تخلو من رنات عاهرة وربما أيضا هو خليل لأنه المحبوب ببساطة وهو اسم جميل لكائن افتراضي هكذا ينتهي نقاش الاسم أو شطحة حداثية في اسم لا حداثي...
***********
ماهموني غير الرجال إلى ضاعوا... قالت أغاني الأيام الخوالي ونطق المسدس الصامت une fois faire travailler le psychique dans le vide tu n’auras que le néant  بينما قام خليل أولا للتبول وثانيا للبحث عن أغنية جديدة سكروا الشوارع دوت فيروز زرعوا المدافع... ارجعي يا بيروت ترجع الأيام في حين احتج التمساح وفتل شاربيه قائلا يا رفاق يا أطفال...إن هذا الواقع مؤلم حقا ولكن ما هذه بجلسة سياسة أو عواطف بل نشاط ونسيان... أتريدون أن نبكي أن نرفع مرثية الشعارات... ارجعوا إلى أماكنكم فأبو ربيع سيسمعنا ويطربنا من تحفه الأمازيغية... الأمازيغية نشاط فقط يا تمساح أم أنك عربدت احتج أبو ربيع أبدا أجاب التمساح لكن دعونا الآن من الباطما ومرسيل وفيروز فنحن هنا الآن لننسى لا لنتذكر... الدخان يملأ المكان على شكل غيمة حتى أن صورة شي غيفارا الكبيرة المعلقة على الجدار أضحت معتمة ومارلين مونرو في صورتها الشهيرة لم تعد مغرية كان يلفها الضباب المنبعث من أعقاب السجائر التي ارتشفت والعربدة الجميلة ساهمت في دوران الرؤوس ليطبق صمت يقطعه غناء شجي رخيم لأبو ربيع وذوبان لا متناهي في وجودية بدائية دهرية وأبدا ماهية بجاهلية ثم المزيد من الخمر كان يشربون دفنا لماض مشترك وإعلانا لميلاد جديد أو على الأقل هكذا اعتقدوا فقد أنهكتهم السياسة وأضر بهم الجزر العام وهم مثل أبطال بلا مجد أو بالأحرى أبطال بلا بطولة فالهامش الذي يتحركون فيه أضحى ضيقا واختلافهم زاد عن الحد لهذا احتفظوا على صداقتهم فلقد انتهى زمن المناضل الثوري وجاء دور المثقف العضوي فلا شيء يلوح في الأفق يقول عكس ذلك فقد آن الأوان لتطليق أفكار الدير والانغماس في المكان والزمان... المهم قال خليل هذا حفل مسبق لإنهائنا هذا التكوين بسلام واحتفاء مسبق قبل أن تمر تلك الامتحانات التصنيفية سأحرق كل كراسات هذا المارستان وسأتبول على الرماد ثم دخل في عربدة مجنونة حقا أحرق الورق المسمى دروسا وتبول على الرماد واستمرت الجلسة على السطح على ضوء قمر طافح يملأ سماء المكان التحق الكل بالسطح وكان الليل تولاليا بامتياز قطع فوكو القاسمي هذا اللغط الصامت قائلا خليل أنت مغرور وفوق ذلك لا تعدو إلا أن تتقيأ ثم صمت أما ميكي فقد قال أنت تحتاج إلى حمام بارد ألا ترى أنك عربدت أما سليمان باشا زاد فلقد قال أقلعت عن التدخين لكن يبدو أني سأعود إليه الليلة... تحول السطح إلى جوقة من السكارى والمثقفين أو الحائرين الذين جمعتهم دروب الحياة في هذا السياق الوجودي والاجتماعي وكلهم أمل في عيش كريم قام فريد وأخيرا وبشكل لبق وكسكير إيطالي يعرف متى يغضب ومتى يتدخل قلب الموسيقى ريكي وقال لتستيقظ تولال ولترحل أيها الجيران... كانت من الليالي القريبة من نهاية الموسم وعودة الكل إلى محله الأول في أفق الالتحاق بمكان ما ولكي لا يتطور هذا النشاط البشري إلى فوضى حقيقية خصوصا بعد اشتباك بين خليل وميكي تدخل شيخ الكلبية بصرامة رجل قانون قائلا يا طلبة يا أساتذة يا معطلين يا حقوقي يا كل هؤلاء المجتمعين ها هنا الآن إننا تجاوزنا الحدود فلنا جيران... حقا قال أبو ربيع لكن حرك الوتر والعب خفيفا وادفع الهواجس إلى النوم والوسنان فالحفل آن ختامه وغذا صباحا كل وراءه واجب لكن قبل كل هذا لنعد ترتيب المكان بالفعل عاد كل شيء إلى مكانه والفجر على وشك الانبلاج إنهم أصدقاء جمعتهم الصدفة كل منهم  فالمرء لا يدري كيف يصير آخرون جزءا منه حتى وهم يصيرون بصرخة خليل autre fois وذكريات حلوة بلغة ميكي ومآلات وعبور بلغة فوكو القاسمي نسق غفل هو أفصح التمساح وتلكم فقط هلوسات وجودية لمراهقين أو محبطين أما أبو ربيع فلقد قال على كل الناس  مستويات في الفهم لدا ليس بمقدور أي كان أن يسمي هذا الذي يتبدى نسقا كما يظهر فوضى في نفس الوقت أما المسدس الصامت قد أفصح أخيرا أقول مجددا شغل النفس في الفراغ تحصل على العذاب بينما صاح فريد ناموا نريد أن ننام يا كلاب وأنت يا شيخ الكلبية لماذا أوقفت الأوتار تعبت وأنا ذاهب لأنام أما سليمان باشا زاد فلقد لبس ملابسه بعدما أخذ دوشا باردا لقد بدت أولا ملامح الفجر وعليه أن ينطلق إلى عمل أكيد أن اسم باشا زاد يجعل المرء    يفهم طبيعة عمله .
************



Pour un autre fois vous ne serez
qu’une autre fois
الأحد 09/11/2003 أو الغرفة رقم 406
1- قيد البدايات والتعارف الأولي اعتقد أن الأمور ستسير جيدا بيننا فالزملاء بالغرفة جد مشجعين على التعايش ومن معدن طيب.
2- الفضاء تنقصه الصيانة وطاله الإهمال  مما يعني تكبد خسائر مقارنة مع ماليتنا الزهيدة لتنظيف المحيط وصيانة الذات.
الثلاثاء 11/11/2003 أو القاعة رقم 02 أو الوحدة رقم 02
3- شيء من التوتر الذي يلازم بداية أي تغيير فجر فقاعات صغيرة من الغضب والقسوة واللبس بيني وبين الآخرين.
4- الكثير من الأعمال  وما يعادلها من الأوراق ذلكم هو التكوين كما تفهمه الصفوة المغربية.
الخميس 13/11/2003 أو المغرب الحالة الميؤوس منها
5- نشاز متكرر بابتذال ورداءة مطلقين لدا علي الانشغال بصنع مطرقتي.في إطار البحث عن حكمة جديدة وإجلاء لقلق قديم .
6- NAD: أو الماضي المشترك في جغرافية س س وجه تركني يافعا ووجدني رجلا وأرجعني إلى رنات عذابات قديمة جليلة ومقدسة في الأعماق مؤكدا على انه رغم العبور الذي يطبع وجودنا إلا أنه حابل بالأثر بميسم الذكرى التي لا يمحوها حتى الموت ذلك ما استنتجته وهي تحدثني عرضا عن HAL تلك التي ولعت بها حد الجنون في زمن أحمق وعظيم أشعر الآن بجدوى وقوة عمقي اللذان عليهما أن يتمظهرا في حياة أفضل من أي وقت مضى.
17/11/2003 أو سياج المؤسسة
7- النفس لم تتخلص مطلقا من ارتباكها والتطلعات لم تكبح جماح الألم الموروث
8- أخبار سارة حملها المطر للأرض والناس تستشرف العيد ورفع نير مصاريف الصيام..
18/11/2003 أو مناورة نظامية أو حلم المأمون
9- يوم عطلة احتفاء بأمجاد سخيفة وتأكيدا لانتصارات  دونكيشوطية.
10- رتابة ملل وإملاءات سخيفة لأكاذيب تعليمية وجل المسمى مكونا فقط فزاعة بحلة بيروقراطية تسهر على أرض بوار.
11- لقد تعودت طيلة حياتي على نوع من الحرية أعفاني تلوث منبع الروح إلا أن حياة القساوسة هاته تسد مداخل الروح.
12- خرافات المخزن في المملكة السعيدة ثم حثالة الشعب تتقاسم نفايات المحمية تولال.
13- في هذا المارستان عملت جاهدا بعزيمة جندي اسبارطي ألا أغادر الصف وأن لا أشوش على الترتيب وأن أحيا المعركة.
14 - على أمل الخروج من علبة الثقاب هذه سأشعل سيجارة وأضع فاصلا بيني وبين العالم.
19/11/2003 رهن الحياة وقيد هواها المستمر
15- الإيمان بالذات يجعلني قادرا على سكن سقر فكيف لي أن أخاف أو أتوجس أنا الرجل المناسب في المكان المناسب إن هذا الإيمان يخلصني من أية سيكولوجية عفنة إذ أبدا ما أفزعتني الفزاعات وأبدا ما تبعثرت وسط الأوضاع الكاريكاتورية.
21/11/2003 أو ما يشبه السفر
16- قفلت راجعا إلى مسقط رأسي لأتجدد ولا جديد استمرار التكالب على الفعل الحر وعلى الأحرار.
26/11/2003 أو عيد الفطر
17- الأبواب المفتوحة وحصة المطر ارتفعت وكذلك قيود التكلفة مع بقاء المجاملات وأكيد إكسسوارات طقس العيد ثم قداس حار يدوي من رحاب المساجد.
27/11/2003 على السطح الأعمق من العمق.
18- على فهمنا أن يصير صيرورة مادية فعلية لا أن يظل مجرد نظريات أقرب إلى تأملات معلقة إلى جدار تيه اللحظة ومزخرف بزندقة معرفة محدودة.
30/11/2003 أو السرعة تقتل أو رويدا
19- والمرء النبيل مهما كان معدنه وطبقته وجنسه عندما يجد أن الحياة لا تطاق إما يتحول إلى دونكيشوطية خائبة أو يسير على النغمة القائلة من حق الحكيم أن ينتحر إذا وجد أن الحياة لا تطاق ولحكمة أسمى وأنبل نستدرك على المرء أن يعود إلى قلعته إلى دفئ الأحاسيس الأولى إلى فراش ما تبقى ليجدد لياقته ويبدع المستقبل فخطأ إضافي يعني الموت وموته يعني تأبين لمشروع إنسان نظيف وسعيد.
20- لا ننسى أن الممجد ذكره والمبجل منطقه أرسطو كان يعتبر العبد آلة.
21- أخبار محلية العداوات الصغيرة بين المناضلين والفضائحيين ثم الشتات وسيف التجنيد الإجباري.
01/12/2003 أو إعادة التدوير
22- نير لعبة أكاديمية بإكسسوارات البورجوازية الصغيرة الخائفة دائما على مصالحها لهذا تعتقد أنها بالتفاهات تصنع تميزا أو امتيازا في حين تعمل على صناعة أجسام طيعة بمقاسات مستوردة لهذا اقتنعنا مبكرا لقذف إعادة التدوير هذه في أقرب مزبلة.
03/12/2003
23- قد يتحول الجحيم نعيما عندما يواجه بالاستماتة العظمى لقوى الأعماق
24- استمرارا على نهجها المارستاني قامت الإدارة هذا اليوم بافتتاح المطعم ومنع الطهي بالغرف لكن إضافة إلى قائمة المنع التي تستهدف البوطاغاز وما شابه على من يلج المطعم أن يكون مرفقا بملعقة وسكينة وشوكة وكأس؟..
25- إن منكرا عظيما يقع هنا لكن لا حق في رفع أدنى كلمة احتجاج ومن يدري يحتمل أيضا أن تدعونا الإدارة إلى العمل على شكل لجن للنظافة والقمامة وربما أيضا للقوادة والتجسس خصوصا في ظل الخوف على الخبزة الذي يجعل القابلية لدى البعض لتحول إلى غلام مملوك حتى إن اقتضى الأمر صيانة للخبزة.
26- ونحن السكان العابرون لهذه المقطيعة لا يسعنا إلا الصمت حتى أشعار آخر.
27- أنهم أي أطر حماة أعوان المكان أبشع من رجال البوليس ورهبان القرون الوسطى رغم معطف الحداثة الكاذب فأرواحهم لم ترفرف أبدا خارج كهف أفلاطون وتعاليمهم سنقذفها في أقرب قمامة كما أسلفنا.
28- ولأن المهمة بطولية ومقدسة فلا مناص من تحمل السعير.
10/12/2003 أو اليوم العالمي لحقوق الإنسان
29- الأمطار الشديدة... الإهانات المقصودة من طرف الإدارة والمكونين...
التماطل في تسليم المنح التي نقص منها نصف شهر...
الأكل رديء... المياه تغمر بعض الغرف... وعلى الهامش زارهم وفد فرنسي كولسوا عليه بلافتة تافهة... قطع الماء والكهرباء.
10/01/2004
30- لا تفكير دون أفكار كما لا أفكار دون تفكير تحصيل حاصل لا زال موضوع عدم الفهم.
11/02/2004 أو جنون الكرة
31- إجماع دوكسا في احتفال صاخب وعارم بخلودها واطمئنانها لأوهامها فالحس المشترك سعيد ومعتد بانتصاراته الهشة.
24/02/2004
32- الأسوأ من كل شيء وفي كل شيء كان ذلك نصيبنا وفي مقدورنا رغم ذلك أن نضحك وبوسعنا أيضا أن ننتصر.
33- إن الشجاع أبدا ما يحتمي بالجبان وإن صادف وصاحب الماكر والمغفل إنه واثق من ذاته من بطولاته الخاصة التي صنعت مجده الخاص.
34- أحاول أن أستمتع برفقة الأنداد على قلتهم في أوطان الرعاع والرعية.
28/02/2004
35- كانط ذلك الدجال المسيحي الفيتاغوري الحرفة إلى حد بعيد لم يكن غير صانع أقفال غير صالحة للعقل في حين أن العلبة السوداء كانت تحتاج إلى مفاتيح لا إلى أقفال.
36- مغفلوا المعاصرة ظلوا دائريين حتى والأهليليج يعلن صراحة عن انتماء جديد.
21/03/2004
37- دخل مارس دخول الفاتحين المنتظرين ومارس بطل ينتشي البطولات لدى حق له ربط غضب الشتاء بشبق الربيع.
24/03/2004 أو عهود لا بداهة
38- أنا العاصفة المدمرة التي ستعصف لعنة وأقدارا طيبة المآل فلقد أدركت أن الحقائق متأخرة قد تأتي مثلما يفضح الخريف شجره ومثلما تدرك الريح غايتها إسقاط ما لا ساق له ولا سياق أدرك أن صيحتي ليست عاصفة مرتجلة إنما هي تباشير بأقواس قزح ونوافذ على الربيع مترعة.
39- اسمي أنتروبولوجي النحت والبخت ففيه شيء من أمجاد الأقدمين تخليد ناري وأثر دموي وميسم انتصار وآه لولا خيانة الكلمات وآه لولا خرافة سفر الخروج لما كانت الدنيا دنيا و لا أنا ولا اسمي جديرا بهذا الانتماء من محاولة إحراق إبراهيم إلى اغتيال علي وطقوس الأشياع ووثنية الأتباع وشطحات التيه والرحيل الأبدي وراء السر الهلام. إكسير الحياة هذا اسمي وهاهنا قد يستعان بصليب الناصري ودموع المجدلية لاحتفال بطقوس من دماء في صلوات كوثرية ترفع الصليب فوق تاج القياصرة وتجعل لاسم الحب معاني جديد موشومة بلفح التضحية ممزوجة برائحة البطولة عنوانها آن الأوان لتأبين تاريخ ويبتدئ التاريخ.
29/03/2004
40- وأخيرا احتج القطيع وأفصح البعض أو الكل عن هويته لكن كنت homme de la situation  
41- تعليقات:
12/04/2004 الخمر رحيق إلهي.
13/04/2004 زبرجدة خضراء هو الحشيش الكتامي.
14/04/2004 إنعاش الجسد هو أيضا درس ناجح.
30/05/2004
42- ولكم في النهاية كامل الصلاحية في افتراض المكان وتمثل شخصياته ووقائعه وتأثيث زمانه وأشيائه لتصلوا في النهاية إلى إدراك نتيجة واحدة ووحيدة مفادها أنه هناك دائما ظلم يمارس واضطهاد يقاس.
43- إننا لا نعرف إلا القليل لكن رغما خرجنا من العدمية السقراطية كل ما أعرف أنني لا أعرف شيئا هذا التحقير الذي قد يتلفظه أي بدائي في بداية اكتشافه أبجدية الحياة أكيد ولا ريب تجاوزناه.
09/06/2004
44- إن واقع الحال ومنطق الوهم الحيوي الذي يجعلنا نكتشف الحقيقة متأخرين يجعلنا نتمعن في كل ما أقصاه منطق الدائرة الأرسطية وما لا يحايث المستقيم الأقليدي ليبقى سؤال المصير مرتبطا أبدا ودوما بغائية ذلك الإقصاء.

* الكتامــي *

في بداية شيخوخته ونضجه بدأ يعيد مجددا النظر في أوهامه الكبرى أحلامه القصوى التي لن تتحقق ليس لأنه تهاون وتقاعس في خدمة قضية إيمانه وليس أيضا للظرف الموضوعي كما يدعي البعض عندما يتعلق الأمر بتعليق معطف فشلنا على مشجب الآخرين او المحيط عموما فنقول الشرط الموضوعي لم يكن... إن الأمر في نظره يتعلق بالذوات التي شاركته هم القضية ويتعلق أيضا بلبس في فهم الفكرة أو إيديولوجية القضية فالثورة المغاربية كما كان يحلوا له أن يسميها خليط من القومية البعثية بطبخة عروبية وتوابل اشتراكية فكرة تحررية كانت في البداية لكن جبهة التحرير من كلكل الاستعمار الأجنبي والدفاع عن الأرض قد يصبح مهمة حتى أبشع مستغل في ظروف معينة ويضيف قبضته وحتى ماله للقضية لكن بعد الاستقلال حتى أولائك الأشاوس قد يتحولون إلى شماسين من درجة شماسي كنائس القرون الوسطى لقد جاب العالم من المغرب إلى الجزائر حيث مقر عمله ومنفاه مرورا ووصولا إلى كل من ليبيا والعراق وسوريا ومصر قبل قليل من تلفعها بلباس التطبيع وتشاد والكونغو... ثم دول في أمريكا اللاتينية حيثما يمكن أن توجد نفحة تحررية بأي مذاق كانت كان يحاول أن يتواجد أو لنقل ظروف عمله فرضت عليه ذلك واعتباره لبعض الأنظمة القومية اشتراكية وأنها أنجحت المهمة في بلدانها كان يعمل في هذا الإطار الأممي إنه مناضل القضية الإنسانية ولا يهمه لونها أو شكلها كل يقرر مصيره شريطة أن يواجه الإمبريالية لهذا كانت له علاقات طيبة أيضا مع الإيرانيين فهو عدو شرس للأنظمة الملكية أكثر منه للأنظمة الديكتاتورية والانقلابية لأنه يرى أن الثاني عارض يسهل تجاوزه والأول ثابت يصعب تجاوزه فميكيافيل لم يكن عبثا يحذر الأمير وينبهه أنه إن كان أمام خيار غزو مملكة أو جمهورية فليبتدئ بغزو الأولى لأن شعبها ألف القيود فقط يحتاج من يلمعها في حين وجب على الأمير أن يتريث أمام الجمهورية حتى لو كانت براس ديكتاتورية لكن أثبت التاريخ أن الجمهور لم يحكم يوما ولم يعرف التاريخ أبدا جمهورية... في قرارة نفسه كان منظما يحمل تكتيكا واضح المعالم واستراتيجية محسومة في أقصى حدودها الممكنة لكن في شروط العمل حيث الآخرين والأغيار والوسائل كان لا يلمس أبدا هدفه الأقصى حتى في عز روسيا كان يفهم أنها فقط صديق مرحلي وأبدا ما هي بالحليف الاستراتيجي... لكن المطلب في نظره اليوم ليس هو الثورة فهي ممكنة وقام الإنسان بما لا يحصى من الثورات من أجل الحرية والمساواة لكن المهم هو ما بعد الثورة حينهايفتر الحماس ويصطدم الشعار بصخرة الاقتصاد وسيكولوجية أو ثقافة لها ما يكفي من الزمن والجذرية التي طبعت حتى في صبغيات الجينة... إ ن ما بعد الثورة يظل غائما وباهتا...
*************
آن الأوان ليرتاح ليتفرغ للموت وقبلا تدوين بعض الحقائق إن الأمر لا يتطلب منه إلا بيانا فالتقدم أضحى في عدد المستحيلات لماذا إذن لا يحاول إعادة تدوير ركام تجربته لينتج خلاصات مفيدة للمستقبل من له الحق أن يشير له بأصابع الاتهام والتنازل هو التاريخ لكن التاريخ إن لم يكن منصفا لن يكون ظالما وهو فوق ذلك شيء رمزي أما الناس فسيلوكون الخبر ويتجذر بعض الفوضويين وتنتهي المسألة لكن من ذا بإمكانه فتح النار على معلمة تاريخية من النضال والجهاد والأسرار والتجارب الكبرى لكن لماذا لا يصمت ويعلن موته السريري ويعود إلى مسقط رأسه أو على الأقل وطنه الأصلي ويمارس الصيد والعبث في انتظار الموت لكن حياته ليست حياة من يمرون في صمت فهم كما قال الصينيون مصيبة عامة في موتهم كما في حياتهم...
فلا شيء كما كان في الماضي ولا شيء ينبئ بالمستقبل فليبحر إلى حضارة الأحاسيس الأولى وقد طبعه ميسم حيدر حيدر في مراثي الموتى فلن تكون رجلا حقيقيا إن لم تكن صيادا لكنه أبدا ما عبر الجسر إذ لم يقم هذا الجسر إلا في حلم مراهق وطفولي عرقلته الدسيسة والحقد والخبث فلا شيء حقا كما كان في الماضي ردد في نفسه و لا مستقبل فعلا فبدأ يكتب البيان معلنا نهاية المناضل الثوري وانطلاقة المثقف على متن باخرة مبحرا في زورق لا يقوده سوى إلى مرفأ الموت مرددا مع بودلير أيها الموت أيها القبطان العجوز حان الوقت فلترفع المرساة هذا البلد الكئيب يبعث فينا السأم أيها الموت فلنبحر.
**************
بيان: ضد الوصاية... ضد الوصاية... أو الوعي أولا.
 إن المهم الآن هو البحث عن آلية لتصريف الفكرة لا إعادة إنتاجها.
إن الثورة تحسم بالسلاح لأنه من فوهة مدفع تنبع السلطة السياسية كما قال ماو لكن الوعي بالثورة والإيمان بمضمونها لا يمكن أن يتم بالإكراه البدني ومعسكرات اعتقال الأفكار والبشر  أن ديمومة خطاب ما تنبثق من انخراط أكبر عدد من الجموع في ممارسته وممارسته هذه تقتضي الوعي به والذي لا يتأتى دون حملة الكتاب الإشعاع الدعاية التحريض التوثيق تثقيف الشعب هذه مهامنا الأساسية اليوم حقا الحرب تحسم بالعدة والعدد لكن شريطة توفر التنظيم الخطة الهدف وهي أشياء متداخلة وكلما تحقق التناغم المطلوب فيما بينها سيكون النصر هو النهاية هذا النصر في حد ذاته لن يشكل إلا مدخل للبداية الصحيحة فأحيانا إن لم نقل في الغالب تعرقل الانتصارات الثورات الصاعدة فلا ننسى أول إشكال طرح على قيادي أكتوبر 1917 هو موقعهم من الجموع المنتصرة أو التي انتصروا باسمها لقد وجدوا أنفسهم في فخ الوصاية من جديد أضف أنهم عجزوا خصوصا في المراحل الأولى لنجاح الثورة عن توفير الحد الأدنى من الحد الأدنى الذي كانت تنتجه القيصرية ولاحظوا بعدها عصيان الجموع ثم تأكيدا للوصاية جاءت الستالينية إذ هي الخيار الوحيد حينها و ربما للمرة الأخيرة لإحلال الخطاب محل قناعة جماعية على مقاس بروكسيت... هنا أيضا نعثر على مسألة الوعي حتى تتسنى للكل الجموع المضطهدة طبعا أن تشارك أو تساهم في التغيير هذا التغيير اليوم هو ما فرض المدخل المدني بما هو مدرسة للتثقيف والتنوير والتمرس ومحط التقاء الجمهور العريض الذي به ومن أجله ينجز هذا التغيير وما دامت الثورة لا تصدر لأنها محصلة للشروط الداخلية وأسلوب تعاطيها مع الموضوع فكذلك الثورة لا تحدث ولا تنجح بالوصاية.
إن رهان التعبئة لا زال قائما كما أن رهان التنظيم المحكم مستبعد جدا طالما لم يتحقق التراكم الكافي لهذا الإشعاع ولا ننسى أن ما يميز الثوري عن الفوضوي هو تبني الأول للإصلاحات المشروطة طبعا بالاستراتيجي والذي هو الثورة والتي لا يتبناها الإصلاحي و لا ننسى أيضا أنه حتى في الطبيعة إما أن تتكيف أو تنقرض وفي هذا التكيف منطقين التكيف مع الحفاظ على الخصائص الجوهرية أو التكيف مع الاندماج وبالتالي فمضمون ذلك أننا   كخطاب لزم أن نتكيف مع الوضع لكن دون فقدان الاستراتيجية.
وما دام الأمر يتعلق بالانخراط الواسع في تثقيف الجماهير الكادحة عبر المنظمات الجماهيرية فلا بد قبلا ودائما الاضطلاع على التجارب الأصيلة في هذا المضمار والأفكار الحرة في هذا الشأن ومادام الأمر يتعلق بمستقبل الجموع فلنمنحها صوتها منذ البداية.
ولا يجب أن نغفل منطق الشك في حدوده المعقولة والحذر في حدوده الضرورية إذ أنه من بين أم المهام كم من التزوير تسرب إلى خطابنا وكم من التلفيق لحق أفكارنا إزالة للبس وتمزيقا لستار الغموض بصدد مسألة التزوير هذه لأنها مسألة حيوية في تأسيس الوعي بالخطاب نجد لزاما تعداد بعض الحقائق التي طمسها منطق الوصاية والجمود العقائدي عند حملة خطابنا:
1- الاعتقاد الأخرق أن  URSS  دولة عمالية وأنها فعلا أنجزت ثورة اشتراكية.
2- اليقين الأعمى أن لينين هو نبي الفقراء وأنه المرجع والمنتهى وهو الشيء الذي لن يرضى عليه نفسه لينين لو قيضت له العودة إلى الحياة.
3- إيطوبيا الاشتراكية النظيفة والثورة آتية لا ريب فيها إنه نوع من الافتراء قول ذلك حتى افتراضيا لأن ماركس أقر بالتراكم وأبطال كمونة باريس شأن أبطال كمونة موسكو أقروا بالجهد والنضال اللذان لخصهم ماو الحرب الطويلة النفس ولا غنى هنا عن التذكير أنه حتى الأمر الإلهي لا يحدث دون سبب فتراجع قوى الخير والتغيير عن أداء مهامها يؤدي إلى عكس الثورة لا ريب فيها أي الفناء لا ريب منه.
4- الجحود بالنضال الديموقراطي وإنكار دور المنظمات الجماهيرية حتى لو كانت صفراء.
5- تبني قيم مزورة وتداول أحكام مزيفة حول بعض الشخصيات كروزا وتروتسكي...
6- عدم التفهم العميق لفكرة الجسد حتى وهم يدعون المادية وبهذا الصدد نذكر تصنيف بعضهم العلوم إلى بورجوازية واشتراكية وموقفهم الغير المضطلع من نيتشه وفوكو وفرويد وسارتر ودولوز ودوسوسير... وعدم فهمهم في هذا المستوى أيضا لأطروحات علمية جديدة تؤكد فلسفة خطابنا لكن في نفس الوقت وقفوا في أحسن الأحوال محايدين فهم غير قادرين على إبداع مفاهيم عصرهم لهذا يحيون في لغة الماضي العتيد.
7- الإجحاف المقصود في حق الديني والقومي إما بارتدائهما المقلوب أو بنبذهما المطلق.
8-  الموقف العدمي من بعض التيارات مما لا ينتج تحالفات ممكنة لا كأفراد ولا كأفكار.
9- اعتبار ما العمل ورأسمال نصوصا منزلة والركون لكتابات دار التقدم.
10- عدم فهم علاقة الفرد بالجماعة ودورهما في التاريخ وإلا لما ظهرت النمطية ومات الإبداع الخلاق لتفاعلهما.والتباس علاقة الموقف بالمبدأ.
11- فقر نظري واضح في الاضطلاع على أدبيات خطابنا وإلا لما كان بعضهم على الأقل يردد بوخارين وغيره خان الثورة أو البيروسترويكا قضت على إمبراطورية العمال افتراء هو قول ذلك فالثورة خانت نفسها منذ البداية.
12-  الكراهية العمياء لقيم الجمال والفن...
13- تكريس فلسفة دار التزوير بالمزيد من الإقبال على معارف دار التقدم وما شابهها.
14- عدم التمييز بين الردة والتكتيك ألم تساوم كمونة روسيا ألمانيا وما النتيجة الفوضوية نددت واحتجت بل وحاولت الانتقام لكن حزب الثورة أخذ وقتا إضافيا لاسترجاع أنفاسه.
15- عدم امتلاك قدرات كافية أو حتى معقولة لإنتاج كوادر الثورة وهو ما يجسده غياب المطلق للأبحاث الميدانية والعلمية الأكثر التصاقا بالشعب وبالواقع خصوصا الإحصائيات الحاجيات الجغرافية أولا وأخيرا في حين أن بعضهم لا يحسن حتى استعمال بوصلة عادية فكيف له أن يصنع ثورة ولا ننسى هنا أن روح خلاصة كتابات تشي هي الجغرافية فلا تستقيم ثورة دون جغرافية لأن التاريخ المزمع إنجازه جزء لا يتجزأ من هذه الجغرافية في الحرب كما في السلم.
16- الخلط بين الهدف الأقصى والحد الأدنى وعدم فهم ميزان القوى محليا وأمميا إضافة إلى اعتبارهم التلقائية العنيفة والحماس الجامح والجوع الشديد إرهاصات ثورة وهم بذلك لا يميزون بين التمرد وبين الثورة.
17- عدم امتلاكهم رؤيا لما قبل العنف المباشر يجعلهم غير جديرين بتقرير ما بعده لهذا أزالت أول هبة ريح الفزاعات الاشتراكية (دول الكوميكون).
18- أخيرا وليس بأخير افتقادهم الحيوية وللذوق وبافتقادهم الخاصية الأولى يكونون أقرب إلى لموتى  والمحنطين أما بافتقادهم الخاصية الثانية فيصبحون اقرب إلى أسلاف جدهم الأول وضد البدائية وضد الموت جاء خطابنا.
توقيع: الكتامي 02/01/2003 مدريد.
 
 





الطريــق إلـى ويــوان
 
هاهم مجددا في قلب الأطلس المتوسط ولكل منهم ذكريات عن المكان حتى الذين منهم ليسوا من هنا سينقش القادم من الأيام على ذاكرتهم وصفحات قلوبهم أيضا هذا الجمال البديع باحتفاء واحتفالية جو يسترجع طفولته وشيئا من بداية الشباب أم جل مراهقته وعز شبابه أمضاه بحثا عن العلم والثروة كما سيفني كهولته لاحقا على صهوة السلطة بينما الجالسة إلى جانبه زوجة المستقبل ليلى  ولدت في أحواز هذا الفضاء فأبوها ذو المهام الصعبة رجل البيرة مر من هنا بل هناك بعض البقايا من أقارب  هم ما تبقى بعد درب الرحيل  من الجوع والجفاف بأحواز الراشيدية في زحف كبير أو فرار جماعي استقر بعضهم هنا وفي معترك الحياة ومع الزمن تغيروا أو هاجروا نحو أماكن أخرى لكنهم أخذوا طبيعة المكان ودمه بالتصاهر ولغته بالاندماج في حين أن خليل الذي عاش منشقا ورافضا لأبيه لماضيه القذر ولتسلطه الأهوج خصوصا بعد وفاة الأم بسرطان فتك بها في أيام حالكة كان فيها رجل البيرة في عداد الذين يجلسون في القاع في انتظار الصداقات والزكوات لكنه تحول فجأة وتمرد خليل ورغما ظلت وشائج إنسانية خفية تربطهما هذا أبي وأنا غير مسؤول عن ماضيه أفصح خليل لرفاقه إنها عقدة الأب فقط يا رفيق أبوك أو عداه لا يهم يجب أن تستفيد من وضعك لتتقدم...
هذه الحلقة الصغرى وحدها هي ما لم ينفصم واعتبرها رجل البيرة الذي خبرته الأيام وحنكته صروف الدهر أنها الأهم لهذا كان يتعهده من بعيد ويتدخل في اللحظات المناسبة خصوصا وأنه مؤمن أن من حق ابنه أن يصنع مصيره الخاص فليكن ما يشاء أجابهم  عندما قالوا له إن ابنك قاعدي.
كان السائق الأصم والأبكم يقود الليموزين على رأس القافلة التي كانت تتكون من بضع سيارات أخرى تقل رفاق وأصدقاء خليل سليمان باشا زاد رفقة ميكي في كونكو تجارية والسيارة الموالية ويسوقهاالتمساح وبرفقته المسدس الصامت وأبو ربيع أما السيارة الرابعة فكانت تقل فوكو القاسمي وفريد ويسوقها شيخ الكلبية  التوت القافلة على طريق البحيرات وكان الفصل فصلا جميلا والجو صافيا بينما الطبيعة ارتدت قشيب الألوان وجميل الأشكال ويبدو أن كل شيء في عزه وذراه عند كل منظر أو التفاتة كانوا يقفون على الأقل لمدة ربع ساعة يتواصل جو مرة بعد مرة مع وليد هاتفيا ليطمئنه عنهم وأنهم قادمون يأكلون يخمرون احتفظ رجل البيرة وابنته بالمسافة المطلوبة مع هؤلاء الشبان بينما انخرط معهم جو في الشراب والأكل والتدخين والرقص فوكو يشرب دون أن يرفع عينيه عن كتاب لجيل دولوز فريد يفتل لفافة رفقة شيخ الكلبية وباشا زاد وميكي يغنون على إيقاع الآلة الوترية لشيخ الكلبية الذي حتى وهو ثمل يظل وقورا بملامح رجل قانون أما خليل فعند كل توقف كان يشرب جعة أو جعتين ويدخن على الأقل سيجارتين ثم يرمي صنارته إلى ماء البحيرة وكان الصيد وفيرا مقارنة مع المدة التي يمكثونها عند كل مكان مجاريا بذلك التمساح والمسدس الصامت لكن هذا لم يمنع وكل يعيش إيقاعه أن يخلقوا إيقاعا موحدا ويوجهوا الكلمات إلى بعضهم البعض.
لاحظوا أن سيارة غريبة كانت تقتفيهم بل توقفت في انتظارهم عند حدود بحيرة ويوان وكانت تقل فتاة أكيد أن جو يعرفها وهي فيروز كان يرافقها الكتامي الذي لا يعرفه أحد اللهم بعدما نطق اسمه استغرب الكل عندما نطق الاسم فلقد تعلثم رجل البيرة وبرقت عينيه وهو ينظر بإمعان إلى الرجل أما جو شأن بقية الأصدقاء فيسمعون عنه أهملوا فيروز احتفاء بهذا الرجل العظيم الشهير  بينما احتضن الكتامي جو طويلا وكأنه ابنه بعدما عرف اسم أبيه... في غمرة التعارف كان خليل يرمي صنارته في الماء وإلى جانبه فيروز التي يبدو أنها أغرته محوا لثار قديم لها على جو ويبدو أن خليل التهم الطعم فلقد تجاوب مع البارسية بسرعة مذهلة  ليلى ورجل البيرة لم يشاركا هذه الوقفة فلقد اختفى رفقة ابنته في السيارة مدعيا أنه سيغفو قليلا فشيء ما من الماضي يعاود الظهور فهو رأى كيف احتفى هؤلاء الشبان بذلك الرجل الذي عانده طويلا وكما كلفه اختفاءه الكثير من اللوم هاهو حضوره قد يكلفه الكثير اليوم أيضا.
***************
(إنها ليست دوما مسألة دقائق)
فــلاش بــاك 1(التحقيق)
- الكتامي: إنها مسألة دقائق.
- جاسوس مندس بالتنظيم: أتساءل فقط عن حال الأشياء بعدنا.
- الكتامي: إلى الجحيم حينها.
-  الجاسوس: لكن هؤلاء السادة تعاملوا معي لحدود الآن بسخاء وقالوا لنا كونوا فقط شهود عيان والمهم أن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة دقائق. إنها مسألة دقائق لا أقل ولا أكثر وطبعا الرفاق سيعذروننا.
-  الكتامي: بكل بساطة سيعذروننا.
-  الجاسوس: هاته البساطة غير مكلفة وحق الآلهة غير مكلفة.
-  الكتامي: الآلهة تأكيد لرائع.
- الجاسوس: تأكيد على كوننا نريد أن نحيى.
- الكتامي: بهذا الشكل.
- الجاسوس: وما العيب في هذا الشكل.
- الكتامي: والأسلحة.
- الجاسوس: نعترف بكل بساطة.
-  الكتامي: وحبل المشنقة.
-  الجاسوس: سيلتف على الرؤوس الساخنة وبعض دقائق تعلم كافية لاغتيال كل شيء ويعود الاستقرار إلى المعمل وإلى الحقل ثم تدور العجلة.
- الكتامي: والآخرين.
- الجاسوس: ما لنا وما للآخرين عددنا قليل قلنالهم لا نستطيع معانقة الطوفان لوحدنا خصوصا وأن الآن لدينا حقوق ولدينا استقلال.
-  الكتامي: أعتقد أن الغرق مع أصدقائي أفضل مما تقترح.
- الجاسوس: إنك مجنون وجنونك أبدي.
فلاش باك 2 (المطبعة)
-  الجاسوس: احذر إنك تلعب بالنار.
-  الكتامي: أليس اللعب بالنار مسليا.
-  الجاسوس أبدا فهو ينتهي بالدموع والاحتراق. والمهم يجب أن تغلق هناك مصادرة.
- الكتامي: لماذا.
-  الجاسوس: ممنوعات وأشياء تمس...
-  الكتامي: لكنها فقط كلمات.
-  الجاسوس: هذا قله للأطفال الصغار.
-  الكتامي: وسيضحكون طبعا منكم.
-  الجاسوس: المهم يجب أن تغلق.
-  الكتامي: ليس هناك ما أندم عليه مجرد الإغلاق الجبري للمطبعة سأوزع مليون بيان إدانة.
-  الجاسوس: لكن هذا سيجرك للحبل.
-  الكتامي: كل الحبال أعرفها.
-  الجاسوس: هل هذا هو ردك الأخير.
-  الكتامي: وكان دائما هذا هو ردي.
-  الجاسوس إذن استعد من جديد.
-  الكتامي: حملة تفتيش جديدة.
-  الجاسوس: هذه أسرار.
-  الكتامي: إذن لننتظر أن يصبح هذا السر حقيقة علنية.
-  الجاسوس: من حقك كذلك لكن هذه المرة سيكون الوضع صعبا.
-  الكتامي: ومتى كان سهلا.
-  الجاسوس: أوكد لك ستكون لآخر مرة إلى الحبل مباشرة وسأحتفظ لك بحق الطلب الأخير أوكد لك أنك لن تطلب شيئا ستصيح أريد الحياة لكن هيهات ستغدو كطفل فقد لعبته.
-  الكتامي: ريثما تتحقق هذه النبوءة السعيدة أرجوك دعني وشأني.
-  الجاسوس: حقا فأنا على وشك توديعك أيها الصديق القديم.
-  الكتامي: لن تكون الأول ولا الأخير الذي خالف دورة الكأس.
-  الجاسوس: ستموت كجرذ قذر اختلس جبنة صغيرة.
فلاش باك 3 (المنزل)
-  الكتامي: ماذا تريد في هذا الوقت المتأخر.
-  الجاسوس: ألم تعلم أن النيران تلتهم آخر قطعة من مطبعتك.
- الكتامي: لا يهم وكان الأمر كما اعتقدت.
-  الجاسوس إنك تبدو غير مندهش.
-  الكتامي: مطبعة صغيرة مشبوهة احترقت واختفت.
-  الجاسوس: أنا هنا لفتح محضر في من تشك.
-  الكتامي: لا أشك بل أعرف كما تعرف والأمر الآن لا يعنيني فالمطبعة ليست لي. لقد بعتها  أمس لأحد الأثرياء وهو في الحقيقة كان يريد أن يهدمها وأكيد أن الجاني قدم له مساعدة مجانية فهو بالمناسبة يريد تحويلها إلى عمارة ويجعل في الأسفل حانة. وتردد علي غير ما مرة وأقنعني وأنت تعلم جيدا دوافعي للبيع.
-  الجاسوس: انتصرت هذه المرة أيضا.
-  الكتامي: بل دائما حتى وأنا معلق على مسامرك بالمناسبة كنت أنوي شرب نخب انتصار وبإمكانك الانتظار.
-   الجاسوس: أنا غير متعود على شرب نخب أعدائي.
-  الكتامي: هكذا إذن أيها الصديق القديم.
-  الجاسوس: في صحتك إنني لم أتكهن الأمر جيدا هذه المرة.
-  الكتامي: في المرة القادمة احبك مصيدة في مستوى الجرد وضع جبنة أكبر قليلا.
-  الجاسوس: إنني سأنصرف وجردك كان ذكيا.
-  الكتامي: نعم إنه كذلك وإلا كان الآن قطعة لحم طازجة.
**************
يبدو أن هذا الماضي لم يدفن جيدا إنه لا زال متواصلا يعاود العودة والانبعاث وبعض الذين خدموا النظام بالأمس عليهم اليوم في إطار المصالحة والإنصاف الاختفاء والعودة إلى الظل في أحسن الأحوال فالشعب يطالب مجددا بجثث موتاه ورفات شهدائه وتعويض ضحاياه وإلحاق العقاب بالجناة و الظرف العام خارجيا وداخليا لم يعد يحتمل تكتيك الحرس القديم آن الأوان لإنشاء عهد جديد فلا يمكن إيقاف فكرة جميلة حان أوانها فكان على البعض أن يؤدي الثمن ورجل البيرة إيمانا منه بهذا الجديد تراجع إلى الوراء واستعان بيافطة جو لكن عودة الكتامي سترجعه الى الواجهة فالكتامي لن يسكت عن الماضي وسيشار إليه بأصابع الاتهام حقا لقد عاد لكنه لن يعود عودة الزهاد بل عودة أباطرة السياسة لهذا فكر رجل البيرة أن يستبق المشكل أن يكتب فقل يا كتامي ما عندك هكذا قال في نفسه هذا ولا زال الكتامي مبهورا بالوطن الذي فعلا تغير مقارنة مع ما كان يذاع من إذاعات الجمهوريات الوهمية وتأكد أن ماكان يقوله ذات نفسه أحيانا ويقوله الآخرون كان دعاية مغرضة لهذا بكى عند بوابة المطار في أحضان فيروز التي انتدبها الأهالي لاستقباله خصوصا وأنه قرر الدخول في صمت إلا إشارة إخبارية بالإذاعة في آخر لحظة فهو يريد تجنب نقاش الأنصار والخوارج لهذا من طنجة إلى فاس عبر الطائرة مباشرة من المطار إلى الالتواء الطرقي الذي يؤدي إلى البحيرات وصولا إلى ويوان أخطر فقط ابنه جبيلو  وهكذا حتى التقى قافلة جو وأصدقائه... تبادل الكتامي بطلب من رجل البيرة  مع خليل فضمت الليموزين رباعي ليلى وجو والكتامي مع رجل البيرة تحرر هذا الأخير وفتح الجعة الأولى وقدم أخرى إلى الكتامي تأمل الرجلين بعضهما البعض لمدة غير قصيرة ثم بادر رجل البيرة قائلا: أينك أيها الصديق القديم رد عليه الكتامي دع اللقالق ترحل إذن الماضي فات كما قال طير الغيوان علق رجل البيرة أبدا ما فات لكن الحساب على التالي أين تساءل رجل البيرة محتدا في القبر يبدو أنك لا زلت مغفلا اندهش جو وليلى لهذا الحوار ولتعارف الرجلين لكن حكمته عودته الصمت عند بعض المواقف أما ليلى فقد نسيت غيرتها من فيروز في أجواء هذا النقاش وهي تدرك أن أباها لا يشرب أمامها إلا لسبب هام فتحرره كان فقط يبتدئ خارج المنزل بعد الباب إنه رجل دين كان في بداية حياته أضاف رجل البيرة في بعض المواقف يبدو أنك من معدن غبي ولم تستفد من الغربة والمنافي ورد الكتامي ساخرا هل هي إحدى أساليبك للتجسس رد رجل البيرة أبدا أيها الوغد الحقير فلو كنت جاسوسا حقيقيا لم انفلت من قبضتي وكدت أزج بسببك في مشاكل لا حصر لها بل أنا اليوم أيضا مهدد بسببك وأمثالك الذين أثارو الفتنة وبعدما كبحناهم غفرنا لهم لاحقا وعادوا ينغصون علينا رغدنا فماذا كانت النتيجة في النهاية القومية العفنة والوهم الاشتراكي وتاريخ صغير لا يجدر بمناضل مثلك ها أنت تعود للسخرية مجددا قاطعه الكتامي أبدا إنك أغبى الأذكياء هذا اعتراف على الأقل أني في مصاف الأذكياء أجاب الكتامي أبدا إنك مجرد جرد حقير قال رجل البيرة بينما اكتفى الكتامي بالصمت فلقد ضربه المخبر السابق والصديق القديم في الصميم فمنذ متى أخلف الموعد مع التاريخ وهل عليه أن يكون قربانا حتى النهاية لشعب وبشر استوطنته العفونة والتخلف واصطبغت في جيناته الوراثية فربما هو الإنسان الأخير فلا أمل ولا عزاء ولا بديل فالاستراتيجية فقدت بوصلتها هل كان عليه أن ينتحر لكنه بذلك سيكون ضد مبادئه فهو معتقد بالله وفوق ذلك الاشتراكية تدعوه إلى التفاؤل عكرت هذه الأفكار ابتسامته لكن حاول أن يحافظ على مرحه ويمارس قليلا من العاطفي والإنساني لهذا قال لرجل البيرة أيها البوليسي العتيق زدني الجعة ووفر كلام الماضي فهل أنت بخير أم تسربت لك بعض أورام الشيخوخة فإني أراك رغم سنك طافح بالصحة لما لا وقد تفرغت بعد خدمة الوطن وتطهيره من رؤوس الفتنة أمثالك إلى تربية أبنائي وتنمية مالي وأعمالي فانظر بحياد تجدني أفضل منك حالا ووطني أفضل بكثير من جمهورياتك الوهمية أنظر ها هنا التنوع والاختلاف وامتزاج الثقافات وجغرافية غاية في الغنى والتنوع ونفيت نفسك إلى الرحل والهمج والرحل يا صديقي لا يصنعون الحضارة فالطلل أرقى ما قد تصنع أيديهم والعواء الشعري أسمى ما قد يقولون صروح الكلمات في فراغ المكان وشح اليد وستجد أن كل ذكائك اللماع جعلته في خدمة الجزمة العسكرية بأسماء كاذبة وطئ الصمت والرضى جوارح الرجل بينما واصل جو وليلى صمتهما مستمتعين بهذا الصخب في حين كانت أجسادهما تتجاوب بشكل لا شعوري مع ذبذبات السيارة على الطريق الوعرة والشمس تختفي هناك بعيدا بينما بيت وليد يتراءى من بعيد كانت السيارة الخامسة قد توقفت لا بد أن خليل وفيروز على أشد انسجام لكن هذا لم يمحو تماما غيرة ليلى لهذا أخذها في أحضانه واستجابت لتغفو على صدره وهو يداعب خصلات شعرها وهمس في أذنها إني أحبك...
***************
يقول الراوي تمتد العوالي  من أعلى قممها تشرف على امتداد واسع ورحب من المروج المفصولة بتلال متفاوتة الأشكال تقترب هيئتها من هيئة الجبال الصغيرة الأرز الشامخ يستوطن العوالي والبلوط الأخضر يتوسط المساحة بين القمة والسفح وعلى مشارف السفوح أشجار أخرى أصيلة ودخيلة تداخلت في رونق وحشي يقطعه امتداد نباتي للورود والأزهار البرية ونباتات الحلحال والشديدة والنجم الأخضر ثوب قشيب بتفاصيل بديعة   متناهية الدقة وبليغة الوقع على النفوس العاشقة والدواقة كان المكان يتكلم وينطق آية الدهشة الأبدية وصور الكينونة في بعض تجلياتها هذا مع حركة دؤوبة ملحوظة للنمل والحشرات والعصافير إنها دعوة إغراء وشبق انخرط فيها حتى وحش المتخفي فالثعلب مر مارقا وجماعة من القردة تصرخ غير بعيد بينما كان صوت الخنازير ينبعث من هوامش الغابة وحتى عند بعض المسطحات المائية بدت الكائنات المائية خصوصا السلاحف والأسماك في غمرة العمل نشوانة وتجلت في أعلى القمم نقط سوداء إنها أعشاش ولا ريب للكواسر والجوارح  فلقد حلقت جموع من الصقور في اتجاه ويوان فغذاءها يوجد عند حواشي البحيرات حيث يعيش أسد الفئران والجرذان والجربوع وحتى الضفادع... إنه العالم دفعة واحدة ما يتقدم إليك نحو حواسك أول واسطة بينك وبين العالم يتقدم إليك بكامل التفاصيل في وشاح الوحدة ها هنا لا يسعك إلى أن تبتهج أن تسعد بوجودك.
عاشور عبدوسي صقر
02/09/2005 أطلس مريرت.
 



#عاشورعبدوسي_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرة من كتاب حكاياللاستيقاظ1
- بيان ماخود من كتاب حكايا للاستيقاظ الجزء الثالث


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاشورعبدوسي صقر - كتاب حكايا للاستيقاظ الجزء3