أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي ابازيد - من الممكن ان تضيع أمريكا دورها كدولة عظمى















المزيد.....

من الممكن ان تضيع أمريكا دورها كدولة عظمى


مرعي ابازيد

الحوار المتمدن-العدد: 1086 - 2005 / 1 / 22 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أردنا ان نتكلم عن نتائج الأعوام المنصرمة فإنه يتوجب علينا التوقف عند بعض التغيرات الهامة التي كانت متوقعة وحصلت فعلا.
أولا: في إطار الائتلاف ضد الإرهاب .
أول ما يتبادر إلى الذهن أن العدو مشترك فمن المفروض ان يتوحد الجميع أو على الأقل الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية والأصدقاء في حلف الناتو ، لكن الذي حصل هو العكس تماما إذ أن العلاقات بين مراكز القوة في العالم أصبحت اليوم بعيدة كل البعد حتى عن التناغم ناهيك عن الائتلاف ! ففي أوروبا الغربية تنامى الشعور بعدم الرضا بالنسبة لواشنطن في الأوساط الرسمية والشعبية على مدى الأعوام التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي لأنها أولت اهتماما كبيرا لروسيا وبعض الدول المنحلة عن الاتحاد السوفييتي والصين وبعض الدول الاشتراكية السابقة مثل بولندا ورومانيا والمجر ..... الخ بالإضافة إلى الأنانية في التطلع إلى المصالح الضيقة للولايات المتحدة على حساب علاقاتها مع حليفاتها في اوروبا الغربية. هذا الشعور هو عبارة عن شعور ما يشبه الغيرة أو الغبن السياسي مما أدى إلى ردة فعل قوية على كل الصعد في أوروبا وهذا أدى بدوره لظهور جماعات قوية مناهضة لأمريكا ، مقارنةً بوش بهتلر.
ثانيا: لم يحصل أي تغيير مبدئي في العلاقات بين الشمال الغني والجنوب الفقير وبين الغرب الصناعي
والشرق القائم على ضخ النفط حيث أن الكثير من زعماء العالم تكلم بهذا الموضوع بعد أحداث
11 سبتمبر والذي بدوره لم يضعف الصراعات العرقية والدينية.
ثالثا: بغض النظر عن جهود العديد من الدول فإن أسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا إنتاجه أصبحت
خارج السيطرة بنسبة كبيرة والمثال على ذلك عدم رغبة إيران في الانصياع للجهود الدولية بعدم تخصيب اليورانيوم وأمور أخرى بالإضافة إلى كوريا الشمالية التي لا تعير اهتماما للرأي الأمريكي والدولي بشأن منشآتها النووية وطردها للمراقبين الدوليين على منشآتها النووية قبل حوالي سنتين غير مكترثة بالمطالب الأمريكية وضاربة بها عرض الحائط ، وعدم قدرتها على إقناع العراق لاستقبال المفتشين الدوليين والذي بدوره أدى إلى نشوب الحرب المدمرة ومن ثم احتلال العراق التي مازالت نتائجها مجهولة إلى الآن علما بأنه تبين أخيرا أنه لم يكن لدى العراق أية أسلحة محظورة . هذه الحالة التي خلقتها أمريكا بينت الخلل الكبير والواضح الذي يهدد وجود نظام السيطرة العالمية الواحدة في هذا المجال.
رابعا: بغض النظر عن مكان تواجدنا سواء أكان في واشنطن أو موسكو، طوكيو أو الخليج أو المغرب العربي فان الجميع وجدوا أنفسهم فجأة يعيشون من حساب جيوبهم او من حسابهم البنكي لأن الاقتصاد
العالمي العام لم يستطع الخروج من أزمته حتى الآن.
خامسا: الدولة العظمى الرئيسية في العالم – أمريكا – أشعلت عنصر الانفرادية في سياستها أكثر من
ذي قبل وان كل الحسابات والآمال التي علقتها واشنطن على حقيقة العولمة في تناول المسائل
العالمية كانت مخيبة للآمال. لدى الولايات المتحدة باع طويل في الانغلاق عن المشاكل التي
تحصل في مناطق أخرى من العالم ولديها أيضا تجارب انعزالية ناجحة في الحياة ماعدا المسألة
العراقية التي تواجه ضغطا شديدا من بعض أطراف البيت الأبيض ومن اللوبي الصهيوني بنفس
الوقت لعدم التراخي والتراجع . بشكل عام يتكون تصور بان الأمريكان قرروا ان يوجهوا
اهتمامهم الرئيسي لحماية أمن بلدهم ليس من الداخل أو على الحدود الدولية بل اختلاق جبهة
خارجية بعيدة آلاف الأميال عن حدودهم الدولية ، لكن هذه نزعة خطيرة للغاية إذا بدأت القوة
العظمى الوحيدة في العالم التنصل من مسؤولياتها تجاه العالم بشكل منظم فإن الوضع في
المستقبل القريب سيكون مهددا بالاتجاه نحو
النتائج الكارثية.
بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي دخلت فكرة جديدة في عقول الكثير من الصفوة الإدارية الأمريكية بما يشبه التوقف الاستراتيجي الذي يمكِّن الولايات المتحدة الآن وحسب رأيهم بالقيام بأعمال كانت محرومة منها في الماضي . إن قرع طبول الانتصار والأوهام بأن خصوم أمريكا سوف يلاحظون بأن واشنطن ستأخذ استراحة على الساحة الدولية أي " استراحة المحارب " وخلقوا هالة حول النخبة الأمريكية أي ما يشبه " الضعف الجيوبوليتيكي “. بالطبع استمرت أمريكا بدورها كدولة نشيطة وقوية لكن ظهور نشاطها سواء أكان في الصومال أو في البلقان، هاييتي أو بنما لم يكن جزء من مخطط استراتيجيتها العامة بل حمل في الكثير من الحالات مجرد شكلا ذو صلة بالصدفة وهذه الطبيعة تنطبق تماما على " الملحمة " العراقية التي قادها بوش الأب ويقودها الآن بوش الإبن.
يجب الاعتراف بان طبيعة الإرهاب العالمي تساعد على ظهور الأفعال الجوابية وحيدة الجانب على الرغم من أن ما يسمونهم الإرهابيون لا يشكلون تهديدا لكل العالم وإنهم يهاجمون دولاً بعينها. الدول التي تعرضت لهجمات إرهابية تمارس موقفا أكثر تشددا من الدول التي لم تتعرض لمثل هذه الهجمات ولم تكن هدفا بالنسبة للإرهابيين. فمثلا لم تنتظر فرنسا وروسيا وألمانيا مباركة دولية في صراعها مع الإرهاب فكان لزاما عليها ان تضع خططها الاستراتيجية بشكل ذاتي في مواجهة الإرهاب وبدون مساعدة، أما أمريكا فهي حديثة العهد في هذا المجال إذ أنها سارت على هذا الطريق منذ فترة قريبة جداً لكنها وضعت نفسها تحت النقد الحاد من جراء انفراديتها وأحاديتها باتخاذ القرارات وعدم الاكتراث بالآخرين وفي نفس الوقت تطلب المساعدة والتأييد ومشاركة دول أخرى تحت أمرتها .
بالفعل إن الذنب هو ذنب واشنطن لأن الموالين لسياسة الاستراحة الاستراتيجية في إدارة بوش وكلينتون من قبله لم يفلحوا لأنهم حسب رأي البعض قد تجاهلوا ببساطة القانون القديم في السياسة الأمريكية والذي يقول بأن أمريكا يجب ان تبقى دولة عظمى دائما تقوي دورها الريادي في العالم بدون أية استراحات او توقف مؤقت. ان أمريكا في القرن العشرين أظهرت نزعتها إلى العمل الجماعي والذي يعتبر في الوقت الحالي أساسا للنظام العالمي الجديد بدءا من منظمة الأمم المتحدة انتهاء بمنظمة " الجات " وكلها مكتوب عليها " صنع في أمريكا " على الرغم من ان الحرب ضد الإرهاب بقيت لفترة طويلة منسية في السياسة الأمريكية بل كانت تغذيه عندما كانت دول كثيرة منهمكة في الحرب ضد الإرهاب وتخسر مليارات الدولارات بينما الولايات المتحدة تنعم في رفاهية البترودولار إلى أن أُخذت على حين غرة في عقر دارها من قبل نفس الأبطال الذين كانت ترعاهم وتربيهم .
أمريكا اليوم تعتقد أنها خرجت من سباتها وعلى ما يبدو أنها تقف على مفترق طرق أمام عدة خيارات أحلاهما مر ، فإما أن تتصرف الآن في العالم كقوة ما فوق العظمى وبناء الدرع الصاروخي مع كل ما يصاحب ذلك من متاعب وخسائر وإما خفض عدد تأشيرات الدخول إلى أدنى مستوى والعيش داخل حدود مغلقة خوفا من الإرهابيين كما تسميهم أمريكا كي لا يتكرر الحادي عشر من سبتمبر مجددا .
هنا يجب تقدير الأعوام المنصرمة على أساس أنه لم تحصل الكارثة العظمى حيث أن الحرب العالمية لم تحصل ، ولم يتوسع نطاق الحرب على العراق ليشمل بعض الدول المجاورة ، وان هذه الأعوام أثبتت أن العراق هو ليس لقمة سائغة يسهل هضمه ، بل اتضح أنه عظمة علقت في حلق أمريكا ولا تستطيع إخراجها إلا بعملية جراحية ، ناهيك عن الدول التي شاركتها هذه الحرب إما خوفا من عقوبات أو طمعاً بمكاسب موعودة بعيدة المنال . أم أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟
في ليلة عيد رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد صلى جميع الأمريكان بما فيهم الجنود المتواجدون على أرض العراق ورئيسهم ( المؤمن ) على أمل أن يكون المستقبل أكثر أمنا والتضرع إلى الأب والابن والروح القدس أن يخلصهم من هذا المستنقع الموحل .

إعداد : مرعي أبازيد



#مرعي_ابازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مـذكـرة - 3 لماذا توسيع حلف الأطلسي(الناتو)يشكل خطرا على الع ...
- حتى لا يبقى شعري أصداء
- كـوارث الـلـغـات
- لماذا توسيع حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) يشكل خطرا على روسيا ...
- حرب العطش وصراع الأجيال
- مستعمرات القرن الحادي و العشرين


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي ابازيد - من الممكن ان تضيع أمريكا دورها كدولة عظمى