مـذكـرة - 3 لماذا توسيع حلف الأطلسي(الناتو)يشكل خطرا على العالم بشكل عام وعلى روسيا بشكل خاص

مرعي ابازيد

الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 11:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لماذا توسيع حلف الأطلسي(الناتو)يشكل خطرا على العالم بشكل عام وعلى روسيا بشكل خاص
مـذكـرة - 3

معارضة التكامل بين دول الاتحاد السوفييتي السابق ( الكومنولث ) .
إن إشعال نار العداء بين روسيا و أوكرانيا نشأت على أسس جيوسياسية مضادة لروسيا على " محاور " كييف – تبليسي – باكو – طشقند ، وعلى " مثلث " أنقره – باكو – جروزني ، وتأسيس حركة " طالبان " بمساعدة أمريكا وحلفائها الغربيين بهدف التحرك إلى عمق دول الاتحاد السوفييتي السابق حتى الوصول إلى الحدود الجنوبية لروسيا الاتحادية لمحاولة تمكين الغرب من التحكم بالموارد النفطية لبحر قزوين وقطع روسيا عن منطقة ما وراء القوقـاز عـن طريق دعم الانفصاليين فـي شمال القوقاز " الشيشان " ، ومساعدة الانفصالية في تتاريا وبشكيريا لقطع الأورال وسيبيريا والشرق الأقصى عن مركز روسيا لتتحول هذه المنطقة إلى منطقة تحت التحكم الأمريكي و الياباني .
على الرغم من أن الحديث يدور الآن في أروقة الأطلسي حول دخول هنغاريا وبولندا وتشيكيا في حلف الناتو لكن عمليا من ضمن المخططات للمرحلة القادمة هو إدخال رومانيا وبلغاريا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا في هذا الحلف ويبدأ التجهيز للتوسع من الجنوب إلى الشمال . تجري الآن محاولات صريحة لإنشاء تحالف أوكرانيا – جورجيا – أذربيجان – أوزبكستان ، والذي سيتخذ سياسة العداء لروسيا . يقام في الواقع حول روسيا ما يشبه مخافر الشرطة ، وكل هذا يمثل حلقة من نفس السلسلة ، وتوسع زاحف من قبل دول الناتو التي تحمل هدفا واحدا ألا وهو إضعاف روسيا أو حتى إذا تطلب الأمر إنهائها كدولة واحدة مستقلة . وهكذا الشخصية العدائية من قبل أعضاء الناتو ضد روسيا جارية منذ عدة سنين والآن تخرج من طور الخفاء إلى طور العلن ، وحملات الدعاية السياسية المموهة وخاصة التي تبثها في السنين الأخيرة لتبدأ التجهيز للطور الأخير وهو تحطيم روسيا عسكريا .
إن القبول الشكلي لأعضاء جدد في الناتو - هو فقط رأس جبل الجليد العائم في مياه المحيط ، وتحت اسم المناورة السياسية - الدبلوماسية يجري على قدم وساق جذب دول أوروبا الشرقية واتحاد الدول المستقلة إلى البنى العسكرية للناتو عن طريق برامج "المشاركة من أجل السلام " .
في ظروف هذه البرامج من المتوقع تحول مقاييس جيوش هذه الدول إلى مقاييس الناتو ، حتى الدول التي لا تريد الدخول بالتحالف في الوقت الراهن . وهكذا وبالخصوص تحقيق اقتران نظم الإدارة والاتصالات للقوى الجوية والأنظمة المضادة للطائرات والصواريخ والحماية الخلفية للقوات البحرية ، وأيضا يجري الآن تدريس وتدريب ضباط الدول المرشحة للدخول في الحلف بشكل واسع ومكثف .
كانت القوات البحرية للدول المشاركة في برنامج " المشاركة من أجل السلام " جاهزة الفعالية للمشاركة ضمن القوات البحرية لحلف الناتو في عام 1999 . إن جذب جيوش دول " أوروبا الشرقية " ودول " اتحاد الدول المستقلة " ( الاتحاد السوفييتي السابق ) يجري قبل كل شيء عن طريق نظام المناورات العسكرية في إطار برنامج " المشاركة من أجل السلام " ، وهكذا بولندا فقط شاركت في عام 1996 في المناورات المشتركة مع الناتو 25 مرة ، و تشيكيا – 22 مرة ، و هنغاريا – 21 مرة ، و ليتوانيا – 19 مرة ، مولدوفا – 18 مرة ، استونيا – 14 مرة ، وبلغاريا – 10 مرات ، و أوكرانيا – 8 مرات . إن حركة القيام بهذه المناورات على مدى عدة سنوات هي على الشكل التالي :
في عام 1994 – 11 مرة ، عام 1995 – 46 مرة ، عام 1996 – 106 مرات . وان التوسع في شرح هذه الصورة بدون فائدة .
وبهذا الشكل وقبل قبول هذه الدول في الناتو سيكون العمل المشترك في إطار برنامج " المشاركة من اجل السلام " لخلق كل الأسس لتكامل جيوش هذه الدول ، مع نية الأطلسي لتكون جاهزة بعد اتخاذ القرار السياسي لدخول قواتها السريع ضمن قوات الحلف .
موقع قيادات دول وسط وشرق أوروبا .
إن نوايا المسؤولين في هذه الدول المتوجهة للدخول في الناتو هي بسيطة بما فيه الكفاية .
• - من المحتمل انهم يعون ما هي تكاليف الدخول في الحلف ، على الرغم من انه من الواضح هذا يعتبر خطوة ضرورية باتجاه الهدف الرئيسي – وهو الالتحاق بالبنية الاقتصادية للاتحاد الأوروبي ولكن قبل فترة قامت دول الاتحاد الأوروبي بجعل شروط الدخول في هذا الاتحاد أكثر قسوة من ذي قبل إذ انه يضع الآن المشاركة الكاملة لدول مثل ايطاليا واسبانيا تحت الشك ، مما يجعل دول أوروبا الشرقية أيضا تحت هذا الضغط إذ أنها لا تستطيع أن ترفع من مستوى ونوعية إنتاجها كي تنافس في السوق الأوروبية . وبنفس الوقت انهم يجازفون بفقدان السوق الروسية الواسعة والجيدة بالنسبة لهم جزئيا أو كليا ، حيث سيقوم التاجر الغربي بإخراج التاجر الأوروبي الشرقي من السوق الروسية .
• - إن شرح مفهوم الاندفاع للناتو وفي الخصوص تشيكيا وبولندا هو خوفهم من إمكانية مطالبة ألمانيا بأراضي من هذه الدول والتي ضمت نتيجة الحرب العالمية الثانية ، فإن حسابات زعماء هذه الدول بأن دخولهم في الناتو يحفظ لهم أراضيهم كاملة . لكن هذا التصور هو عبارة عن أمل وهمي كبير جدا وساذج . إذ إن وحدة أراضيهم محفوظة قبل كل شيء بقوة اتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وهي اتفاقيات يالطه وبوتسدام والتي فيها الطرف الرئيسي روسيا ، وليس الضمان هي الدول التي لها نظرتها إلى التحالفات الجديدة بل العكس إن خروج روسيا من نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية هو الخطر الرئيسي على وحدة أراضي هذه الدول .
• - إن دخول هذه الدول في حلف الناتو سيجعل من أراضيها مسرحا للعمليات العسكرية في حال نشوب حرب كبيرة بين الشرق والغرب
• - النتيجة الهامة هو إن الحديث يدور حول الدخول في الناتو بدون الخوض في مواضيع الحسابات الاقتصادية الواقعية لهذه الخطوة ، لأن المصروفات المحتملة تقاس بمليارات الدولارات ، والثقل الرئيسي سيقع على عاتق الدول المرشحة لذلك .
• - إن مفهوم توسيع الناتو لدى القوى الوطنية في هذه الدول هو بمثابة تغيير الاحتلال السوفييتي إلى الاحتلال الألماني – الأمريكي . كل هذا يوصلنا إلى نقطة بغض النظر عن القيام بعمل هائل في وسائل الإعلام للتأثير على الفهم العام للجماهير العريضة في هذه الدول ، ألا أن عامة الناس ينظرون بحذر إلى مخططات زعمائهم لزجهم في تحالف مع الناتو .
في الاستفتاء العام الذي أقيم في سلوفاكيا بتاريخ 24 / مايو / 1994 بشأن الدخول في الناتو ، حيث أعتبر هذا الاستفتاء غير قانوني ( لمشاركة 10% فقط من الناخبين ) ، ظهر جليا رأي المجتمع : مع الدخول في حلف الناتو 147 ألف صوت ، ضد الدخول في الناتو 175 ألف صوت ، / مع وجود السلاح النووي على أراضيهم 33,500 ألف صوت ، ضد الوجود النووي 268 ألف صوت ، و في بولندا 51% من الشعب مع مشاركة الجيش البولندي مع جيوش الناتو ، أما في تشيكيا فإن 33 % فقط مع مشاركة جيوشهم في الناتو ، ( في الدول الباقية النسبة أقل من ذلك ) ، مع زيادة النفقات العسكرية للدخول في الناتو صوت في بولندا 23 % من السكان ، وفي تشيكيا 9% ، ماذا يعني ذلك ؟ . " كان كل شيء سهل على الورق ، ونسوا الوادي الضيق " . ( مثل شعبي ) . لا أظن أن الرأي العام في مجتمعات أوروبا الشرقية ينظر بنفس النظرة التي ينظرونها إلى الغرب / خلافا لنظرة الصفوة السياسية ??‍??‍….) لأنه كما كان من قبل فإن شعوب هذه الدول تقوم بدور تاريخي ولغوي وديني وتربطها بروسيا علاقات إنسانية .
الدول المرشحة تشغل موقعين : مثلا زعماء ليتوانيا يطلبون الدخول في الناتو بصوت عالي اكثر من غيرهم على الرغم من انهم ليسوا مستعدين لأي مصروفات تذكر لذلك ، عدا عن ذلك انه في الدستور الليتواني وبشكل صريح هناك مادة تمنع انتشار الأسلحة النووية على أراضيها وتمنع أيضا انتشار قواعد عسكرية أجنبية .

إعداد : مرعي ابازيد

#مرعي_ابازيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات