أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال القرى - عن صيغة الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني














المزيد.....

عن صيغة الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني


جمال القرى

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان غالبية الصيغ الاساسية العديدة والمعتمدة في النظام السياسي اللبناني، تحمل تناقضاً بين شكلها ومضمونها، ولكن وجودها يُعتبر ضرورياً لتأمين استمرار وتأبيد هذا النظام وإعادة بناء تكوينه كما هو بعد كل تسوية تنجم عن ازمة أو حرب. وهذه الصيغ اللازمة لوجوده هي نفسها التي شكلت وتشكل، اسباب ازماته وحروبه.
لنأخذ مثلا "الصيغة التوافقية"، او ما يسمى ب"الديموقراطية الطائفية" او "الديموقراطية التوافقية"، بما هي صيغة اساسية في بنية النظام اللبناني والتي تعطل عمل الدولة بتعطّلها، وباستمرارها تدوم وتنعم.
فهذه الصيغة تقوم على ضرورة وجود عناصر ضرورية هي الوعي الطائفي، التوازن، حق استعمال " الفيتو"، والديموقراطية الطائفية.
1-ان الوعي الطائفي ضروري لوجود هكذا دولة، وهي لا تتجدّد الا بتجدده.. فاذا استحال هذا الوعي وعيا وطنيا تعطلت الدولة بما هي دولة طائفية ولذا، فهي تعمد الى تشجيع الفكر والفعل الطائفيين من أجل المحافظة على الذات..
2-اما التوازن فلم ينعكس في تاريخ لبنان لا مساواة ولا مشاركة بين الأقليات الطائفية ( الكيانات السياسية), بل على العكس من ذلك، فقد كان دوما وهميا لانه امّن هيمنة اقلية واحدة او اثنتين على باقي الأقليات في ادارة شؤون الدولة التي بهذه الهيمنة تصبح دولة مركزية قادرة على حفظ هذا التوازن الاستتباعي الوهمي، وهذا ما جرى بعد الاستقلال عندما استفردت المارونية السياسية وبدرجة اقّل- السنّية السياسية- بحكم الدولة، وبادارة معظم مرافقها الاساسية على حساب باقي الأقليات، وذلك بتشريع ودعم فرنسيين. هذا الواقع تكرر في دولة ما بعد الطائف مع تبدّل الأدوار تبعا لتبدل الوصايات، فالوصاية السورية أمّنت هذا التوازن الهيمني للشيعية السياسية. ويخشى ان يتكرر ذلك ايضا بعد اي تسوية قادمة لحل اي أزمة اخرى قادمة، فتحل طائفية سياسية جديدة مكان التي سبقتها.
3-في حين ان حق استعمال " الفيتو" الذي هو حصرا حق الأقلية المهيمنة في هذا التوازن (لأن النظام نظام اقلّي)، فهي باستعمالها هذا الحق في مواجهة قرار الأكثرية (المؤلفة من عدة اقليات، ما كانت لتتكون لو لم تستشعر وجود أقلية مهيمنة) تتعطل الدولة، واذا ما استعملت هذه الأكثرية حق النقض في مواجهة قرار الأقلية، فهي تنتج عندها الغاء حق الأقلية المهيمنة في المشاركة، وهذا منافٍ للتوافق، وتتعطل حينها الدولة ايضا وتدخل في أزمة. وهذا ما نشهده على الدوام وفي شكل شبه يومي، كائن من كان على رأس كل السلطات، مع ما يستتبعه ذلك من استنفار لقواها الطائفية والمذهبية ان في المواقف وان في الشوارع وان في الاتهامات المتبادلة... مما يزيد الأزمات حدّة.
4-أما الديموقراطية الطائفية، فهي ليست الديموقراطية الفعلية، لأنها ليست سوى ديموقراطية الأقلية التي تنتج بالتالي ديموقراطية عنصرية ( هذه النوع من الديموقراطية لا يوجد الا في لبنان).

يتبين ان واقع هذه الدولة يقضي اذن، بضرورة تغيير الّسّمة الاساسية لنظامها، نظامها السياسي الطائفي، واستبدال صيغة "الديموقراطية الطائفية" بديموقراطية حقيقية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية التكوين الاجتماعي اللبناني وضرورة المحافظة على تنوّعه الثقافي. وهذا التغيير ليس بالامر اليسير، لأنه لن يتم الا عبر سيرورة تاريخية طويلة تتميز باشكال متعددة من النضالات الشعبية الديموقراطية، قامت وتقوم بها قوى سياسية مستقلة، تنشط وتعبّر عن وجودها السياسي من خلال احزاب وتيارات وحركات ومنظمّات مدنية، وتّتخذ اشكالاً وافكاراً مختلفة باختلاف الظروف التي فيها تنشأ، وتتكامل مع بعضها لتصب في اصلاح سياسي حقيقي لبنته الاولى اصلاح قانون الانتخاب. مع الأخذ بعين الاعتبار ان كل القوى المنضوية في السلطة، اي زعماء كل الأقليّات مجتمعين، سوف يكون دفاعهم شرساً مكتسباتهم، وعن شكل هذا النظام الذي يؤمن لهم السيطرة على اقاليمهم واماراتهم، وافراد طوائفهم ومذاهبهم وقبائلهم. وليس ابلغ من ذلك سوى ردود فعلهم وتصريحاتهم مؤخّراً حول قانون الانتخاب.



#جمال_القرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا
- قضية ساري حنفي: قضية حريات فكرية، وشرعية حق الاختلاف
- مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي
- في 17 شباط ذكرى اغتياله ال25، حسين مروة كرمز ضد الفكر الغيبي
- قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني
- قراءة اولية تقييمية لنقاش تشكيل تيار لبناني علماني وطني
- قراءة سريعة ومقتضبة في الثورات العربية
- دعوة لفتح نقاش جدي
- الفتوحات العربية في روايات المغلوبين


المزيد.....




- مشاهد من آثار هجوم باكستان على الهند.. إليكم آخر تطورات التص ...
- مضاهرات في بوخاريست للدفاع عن مستقبل رومانيا في الاتحاد الأو ...
- محادثات تجارية بين واشنطن وبكين في جنيف وترامب يقترح خفض الر ...
- ماكرون يهدد بعقوبات جديدة ضد روسيا إن لم تقبل وقف إطلاق النا ...
- مقتل وإصابة 6 جنود إسرائيليين في اشتباك بحي الشجاعية بقطاع غ ...
- قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبولندا في زيارة دعم لأوكرانيا ...
- وزير‎ الخارجية المصري يبحث مع نائب الرئيس الفلسطيني الوضع في ...
- الضفة الغربية.. تدمير وحصار وتهجير قسري لليوم 104 على التوال ...
- وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الهندي والباكستاني وقف ...
- مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في غزة وتحذيرات دولية من انهيا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال القرى - عن صيغة الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني