أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الكاتب والمدون/ أحمد عبد العزيز - الحياة كواقع افتراضي














المزيد.....

الحياة كواقع افتراضي


الكاتب والمدون/ أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 02:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما ننظر إلى السماء فنجدها محيطة بجوانب الحياة، هي غلاف لعلبة الأرض التي تحمل داخلها أصل الحياة، نمضي بداخلها وسط كرات الهواء المحيطة بنا؛ نستطيع التحرك بسهولة، لكننا لا نستطيع أن نغير بسهولة، فالليل يأتي في لحظات بعينها لا تفارقه ظلمات القدر، كذلك فالنهار مشرق بشمسه التي لا تتغيب إلا في أحلك المواقف.
قدرنا أن تكون تلك هي نواميس الكون، أشياء لا طاقة لنا بها؛ فالرياح والعواصف والأمطار هي أقدار لا يمكن لنا بضعفنا أن نغيرها أو نعدلها، فقط علينا أن نتحمل تبعات تلك الأحداث، ونرفع أوزارها على ظهورنا، ليست تلك قضيتنا، لكن أمسنا لن يعود، كما أن ماضينا بحلوه ومره لن يعود، حتى وإن أتانا الجديد، ففي لحظات شوق عابرة نتذكر لمسات الماضي الجميل، فنبتسم أو نضحك ابتغاء الشعور بتلك اللحظة العابرة، كما تضحك علينا الأقدار التي تعرف جيداً أن ما مضى لن يعود، تلك هي الحقيقة التي نتجاهلها كي لا نراها، نريد أن نعيش لحظاتنا بلا آلام، بلا شعور إضافي بأن تلك اللحظة التي نعيشها لن نراها ثانية، علينا أن نعيشها كما ينبغي، فهي لن تعود، كما أنها ستمضي لتحتل موقعها في ألبوم الذكريات الذي تعرضه الذاكرة أحياناً كفاصل للخروج من مشهد أو في وقت الراحة.
الحياة هي واقع قائم بذاته، لكنها واقع غير مكتملاً، واقع تنقصه بعض الملامح، تنقصه بعض العوامل، واقع ويكأنه اختبار ما قبل دخول الحياة، كتصنيف لفئات البشر، لكي يتم وضع كل امرء في مكانه المناسب، لكن هذا المكان لم يعلمه أحد بعد، ولم يدر أحد منا ما موقعه في الواقع الحقيقي الذي يلي واقعنا الافتراضي المعيش.
كل منا يهبط إلى أرض المعركة؛ يواجه الحياة، منا من يحمل أسلحته، ويعرف كيفية استخدامها جيداً، ومنا من لا يحمل شيئاً ولا يعرف شيئاً سوى الضمير، فيرفض الحرب، ويترك الساحة، لا يريد إلا سلاماً وأماناً وحياة بيضاء لا قتل فيها، فلا حاجة له لرؤية دماء ساقطة على صفحة الحياة البيضاء التي رغب أن يراها كما هي.
يذهب اليوم، ويذهب الغد، ويأتي ما يليه، إلى أين؟ وإلى متى؟ وكيف؟ كلمات وأسئلة وآلام وأحلام لا أحد يعرف ماهيتها، لكن كل تلك اللحظات التي تمر وتمضي ليست أكثر من واقع افتراضي، قد نستمتع أو نحزن فيه، لكنه ينقصه الكثير من الواقعية، ينقصه الكثير لكي يملأ أعيننا الطامعة، الحياة ستمضي كبروفة لا بأس بها لواقع علينا انتظاره، مع سعينا الدؤوب نحو الوصول لموقعنا الحقيقي في واقعنا الحقيقي، فالسلميون والمخلصون والمحبون والإنسانيون سيحتلون مواقعاً لن يصل إليها المجرمون والغادرون والكارهون وأعداء الإنسانية الذين رضوا بسفك الدماء، وشربوا ماء السماء ليمنعوه أن يصل لمن شاء، وقتلوا الآمال وتركوها أشلاء، أولئك شرار الخلق، هم أولى بأنفسهم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بري يطرح الحوار تحت سقف استراتيجية الامن الوطنية
- سيارة تقتحم القنصلية الروسية في سيدني بأستراليا
- نيويورك تايمز: أميركا توسع قيود التأشيرات على الفلسطينيين
- الحوثيون يعتقلون 11 موظفاً أممياً، والأمين العام يطالب بالإف ...
- شاهد.. أسباب تراجع أداء برشلونة أمام رايو فاليكانو
- مقتل 9 في زلزال بقوة 6 درجات هز جنوب شرق أفغانستان
- -حلقة النار-.. جولة حرب جديدة قاسية بين إيران وإسرائبل
- نتنياهو يعطي -إشارة الانطلاق- لاجتياح مدينة غزة
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء في قصف للمستشفيات ونسف ل ...
- شاهد..هل استحق الأرسنال الخسارة أمام ليفربول؟


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الكاتب والمدون/ أحمد عبد العزيز - الحياة كواقع افتراضي