محمد لعوينة
الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 17:27
المحور:
الادب والفن
ظل يحاصرني،
فسيح
مثل حقول الغيابْ.
ظل يمتد بداخلي،
يسافر،
على مهل ،
كما يسافر السحابْ.
ظل يمارس طقوسه
بين الضلوع
يبعدني حين أدنو،
و يبتعد حين يدنيني.
ظل في القلب ،
في المرآة،
أفاجئه،
يفاجئني عند كل باب.
ينحفر في وجه الليل
كغمازة كل مساءْ.
يسيل هامسا كلحن رباب.
ظل يجرني وراءه،
إلى مباهج الشوق،
إلى مذابح العشق،
يدفعني إلى التيه ...فيه.
كثقبٍ أسودَ،يستلني ...مني،
يبتلعني...يفنيني.
ظل يسير وراء نعشي ،
حين أمشي،
يجيد ترانيم الشوق
ينقش تراتيل الغواية على دمي،
يعيد فتح جروحي،
بلا سكين.
ظل يستيقظ إذا نمتُ،
يتخطفني،
يقتلني ،مرارا...و يحييني.
بالأخضر يلون أوراقي،
ينثر الجلنار بأعماقي،
يبدل باليقين شكي،
وبالشك يقيني.
ظل أخضر ،
شهي كالصلاةِ،
من كل همومي
من كل ذنوبي يعريني.
رمادا ،حين تبعثرني المسافات،
سهادا، حين تغتالني الحياة،
هو وحده
يفرش لي قبلتين
يهيئ لي وسادا،
من سحاب
و يؤويني.
ظل بوجهين،
وجه على وجه الماء يستريح،
ووجه هو الماء ،
لا يتعب من الرقص
في شراييني.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟