أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طرفة بغجاتي - أخطاء النظام ومراجعات الثورة في سورية















المزيد.....

أخطاء النظام ومراجعات الثورة في سورية


طرفة بغجاتي

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




طرفة بغجاتي، فيينا

مع دخول الثورة السورية عامها الثاني، حريّ بنا في المقام أن نستعرض مواقف كل من النظام السوري والثوار كطرفي في المعادلة:

يمكننا تلخيص مواقف النظام السوري في خمس نقاط وهي:

أولاًـ لقد جاءت كل خطابات الرئيس السوري بشار الأسد أبعد ما تكون عن مقولة "ما خاب من استشار"، فمنذ خطابه الأول في مجلس الشعب، والذي طغى عليه تبسم بل ضحك وسخرية كالها الأسد للحركة الإحتجاجية وللإنتفاضة الشعبية بقوله: "إذا فرضت علينا المعركة فسوف نقاتل"، معتبرا أن طلبات الحرية إعلان حرب من الشعب عليه! وكذلك مقولات مبهمة مثل "علينا السرعة وتجنب التسرع"، بهذا خرجت هذه الخطابات بمصداقية تقارب الصفر في آذان وعقول وقلوب الجماهير.

ثانياًـ لم يقدم النظام السوري أي إصلاحات ملموسة على أرض الواقع، ولم يعط الحكماء من المعارضين مركزهم لمحاولة إمتصاص غضب الشارع على النظام، بل العكس تماما هو الذي حدث! ففنانون يحسبون على التيار العلماني مثل الأستاذ المبدع علي فرزات يتم الإعتداء عليه مع تعمد إيذاء كلتا يدي الرسام العالمي لإجباره على وقف رسومه الساخرة من النظام، كما يتم على الطرف الآخر من المجتمع الإعتداء على مشائخ وعلماء أفاضل مثل الشيخ أسامة الرفاعي الذي شُجت رأسه من قبل أعوان النظام أمام باب المسجد وعلى مرأى من تلاميذه.

ثالثاًـ يتصرف النظام السوري وكأن شيئاً لم يحدث، بل وكأنه يعيش في كون آخر، فمثلاً كيف يخطر بباله إجراء إنتخابات بلدية في وقت تدك فيه أحياء حمص وغيرها من المدن والقرى بمدفعية الفرقة الرابعة من الجيش؟ ومن ذا الذي يفكر الآن بدستور جديد يفصل على عجالة وكأن مشكلتنا في الدستور؟! أما الطامة الكبرى فهي إنتخابات مجلس الشعب والمقرر لها أن تجرى في السابع من مايو هذا العام، تُرى أي مجلس هذا سيكون وعن أي إنتخابات يتحدثون؟

رابعاًـ اعتمد النظام بكل سدنته على الحل القمعي أمنياً وعسكرياً، معتقدا أن دولا مثل روسيا والصين وإيران ستستمر في مساندته إلى ما لانهاية، ترى ألم يسمعوا بأن لكل تحالف أجلا ولو لم يكن مسمى؟ وأن لكل دولة مصالحَ؟ وأن على الجميع ولو طال الأجل أن يفتح قلبه لمطالب أي شعب مُصرٍ على حقوقه، وعندها ستدير جميع الجهات ظهورها للنظام وإن لم يكن ذلك عن قناعة فسيكون عن مصلحة وبراجماتية؟

خامساًـ التصريح في المادة 155 من الدستور الجديد باستمرار حكم الرئيس الحالي حتى نهاية فترته الرئاسية عام 2014 وكذلك إحتفاظه بحق الترشح عندها مجدداً وذلك حسب المادة 88، أي لدورتين رئاسيتين جديدتين وبالتالي إستمرار حكمه عملياً حتى عام 2028، فعلى ماذا تريدون أن تفاوضوا وتحاوروا إذا كان كرسي الحكم محجوزاً إلى نهاية العقد الثالث من المئة الأولى للألفية الثالثة في عصر مابعد الحداثة؟

على الرغم من أن المسؤولية عن تأزم الأمور في سوريا بهذا الشكل تقع بالدرجة الأولى على عاتق النظام، إلا أنه آن الأوان للثورة، أو بالأحرى لبعض أطرافها أن تراجع بعض أمورها وتعيد النظر في إستراتيجيتها كمراجعات تذكيرية بمبادئ الثورة، ولعلنا نوجز هنا بعض النقاط، التي نرى أنه يتعين مراجعتها:

أولاًـ تخوين بعض أجزاء المعارضة الوطنية سواء بالتلميح أو بالتصريح، وخاصة فيما يتعلق بهيئة التنسيق الوطنية، أو تخوين كل من يرفض العنف والعسكرة كحلٍ، سواءً أخذت شكل تسليح وعسكرة أم شكل تدخل خارجي عسكري، ونؤكد هنا على أن أسلوب "من ليس معي فهو ضدي"، هو أخطر خنجر يمكن أن يقضي على الثورة السورية وعلى مبادئها، فالثورة ليست بضاعة يحتكرها البعض، وإلا فبهذا يتم الوقوع في نفس أخطاء النظام الذي أدمن على تخوين كل مخالف باحتكاره للمقاومة والقومية والتقدمية والممانعة.

ثالثاًـ إطلاق الشعارات في غمرة من الحماس وبدون تقدير للعواقب أو حساب للإمكانيات، فمثلاً بدأ التشويش بتسمية "جمعة الحماية الدولية"، رغم إجماع كل من يفقه في دهاليز السياسة العالمية بأنه لن تكون هناك أي حماية دولية! وبعدها التخبط في تسمية الجُمع من قبيل: "من يمثلني.. ومن لا... ومن يحميني.... " وآخر هذه التسميات "التدخل العسكري الخارجي الفوري"، والتي شكلت القمة في إستبعاد كل الوطنين الشرفاء الذين يعارضون النظام جذرياً ولكنهم يرفضون العسكرة والتدخل العسكري لا عن أيديلوجية صماء بل عن خبرة وتبصر.

ثالثاًـ الإصرار على أنه بالإمكان إسقاط النظام بسرعة وذلك خلال أيام معدودة أو أسابيع محصورة أو في رمضان أو العيد إلخ.... وهو أسلوب فيه تثبيط للهمم، بل تأخير للفرج وليس له علاقة بالتشجيع وبث الأمل في نفوس الثوار.

رابعاًـ التعويل الفائض عن الحد فيما يتعلق بتركيا وإمكانية تدخلها، مع عدم الأخذ بعين الإعتبار بأن تركيا "ما فيها يكفيها" ولن تدخل في مغامرة غير مأمونة العواقب، أما التعويل على فرنسا وأمريكا ومن ورائهما الناتو بإسقاط النموذج الليبي على سوريا فهو غير مقبول من الناحية السياسية، ناهيك عن الأخلاقية بعد أن رأينا بأم أعيننا ما حصل في العراق جارة سوريا اللصيقة. وكذلك محاولة بعض الأطراف الدخول بالثورة في أجندات إقليمية أو طائفية.

خامساًـ التعويل على عسكرة الثورة وتسليح الشارع، مما يحول الموضوع من شعب يثور من أجل كرامته وحريته إلى صراع عسكري بين فريقين ستكون الغلبة فيه للأقوى، فالكل يعرف من هو أرجح كفة في الميزان من الناحية العسكرية، فعندها ستكون الغلبة للنظام قولاً واحداً.

من الحريّ أن يكون الإصرار على سلمية الثورة وبالتالي جر النظام لمزيد من الإحراج وإجباره على التخلي عن الحل العسكري القمعي وبفتح الطريق أمام مرحلة إنتقالية تحضيرية، لمرحلة ما بعد طغيان الحكم في سوريا الحبيبة.

ولعل أفضل ختام لهذه النقاط التحليلية، مقولة للأديب السوري الشهير ممدوح عدوان، المتوفى في عام 2004؛ حيث قال: "حين تتفاقم الأمور فإن السلطات تتراجع، ويصبح رجل السلطة أمام خيارين، إما الإستسلام للإرادة الشعبية وإما محاولة قتل الشعب كله".

طرفة بغجاتي، النمسا، فيينا

ـ ولد طرفة عدنان بغجاتي في سوريا عام العاصمة السورية دمشق عام 1961.

ـ عضو مجلس إدارة منتدى "من أجل أوروبا متعددة ثقافيا" Platform for Intercultural Europe PIE

ـ ـ عضو المجلس الإستشاري للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية

ENAR - European Network against Racism http://www.enar-eu.org

رئيس مبادرة المسلمين و المسلمات النمساويين http://www.islaminitiative.at

ـ نائب رئيس المعهد الإسلامي الفييناوي لتعليم الكبار.

ـ المسؤول الثقافي للهيئة الإسلامية في فينا.

www-wiieb.at

البريد الإلكتروني : [email protected]

الهاتف: 0043 (0) 664-521 50 80



#طرفة_بغجاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طرفة بغجاتي - أخطاء النظام ومراجعات الثورة في سورية