أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر خولي - مبدأ تصفير المشكلات في ضوء الانتفاضة السورية














المزيد.....

مبدأ تصفير المشكلات في ضوء الانتفاضة السورية


معمر خولي

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 23:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مبدأ تصفير المشكلات في ضوء الانتفاضة السورية
ارتكزت السياسة الخارجية التركية في عهد حكومة العدالة والتنمية التي وصلت إلى الحكم منذ عام 2002، على عدة أسس منها، مبدأ تصفير المشكلات مع دول الجوار. وقد أثبت هذا المبدأ فعاليته وبشكل نسبي مع الدول التي كانت في حالة عداء تاريخي مع تركيا كاليونان وجورجيا وروسيا وحتى سوريا. ولكن ما مدى فاعليته مع الانتفاضة السورية؟. ولأن الوضع الداخلي في سوريا مثل تونس ومصر قبل ثورتيهما من حيث طبيعة بنية الحكم الاستبدادي ومخرجاته السلبية التي انعكست بشكل مباشر على الدولة والمجتمع السوريين على مدار أكثر من أربعين عاما.
وصلت الحركات الاحتجاجية المدن السورية التي طالبت في البداية قيام الرئيس بشار الأسد بإجراء إصلاحات دستورية وسياسية تعيد الاعتبار للدولة والمجتمع، وبدل أن يعتمد الرئيس على مقاربة سياسية إصلاحية تهدف إلى تجنب الدولة أية مخاطر قد تهدد ديمومة كيان الدولة، فضل الاستعانة بالحل الأمني في التعامل مع مطالب الجماهير. ونتيجة أسلوب القمع الذي مارسه القيادة السورية ضد المحتجين وسقوط العديد من الضحايا، صعد المتظاهرون مطالبهم ووصلت إلى مستوى المطالبة برحيل حكم الرئيس بشار الأسد.
لم يمنع التقدم المتعاظم الذي طرأ على العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا في عهد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري. أن يطلب الرئيس من القيادة السورية قبل وأثناء الانتفاضة الانفتاح على المجتمع السوري من خلال تسريع عجلة الإصلاحات الدستورية والسياسية والاجتماعية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطواريْ ووقف العنف ضد المدنيين. ولكي يقوم حاكم استبدادي بإجراء إصلاحات حقيقة، فهذا يتطلب منه شجاعة تاريخية، لأنه يدرك تماما بأنها وبشكل حتمي ستنهي حكمه الذي لا يحظ بالشرعية الوطنية. لذلك فضلت السلطة الحاكمة في السورية خيار البقاء في السلطة مهما كلف الأمر على الرحيل عنها. ومن أجل الاستمرار أمعنت الأجهزة الأمنية والجيش السوري في استخدام العنف ضد المدنيين الأمر الذي جعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ينتقد ذلك الاستخدام "مؤكدا على عدم رغبة تركيا في رؤية حماة جديدة مشددا على أن العالم يتغير وأن أي نظام يحد من حقوق البشر لا يستحق البقاء".
وذهبت تركيا في تصعيد موقفها ضد السلطة السورية إلى أبعد من ذلك. حينما استقبلت على أراضيها فصائل المعارضة السورية كافة لعقد اجتماعا لها تحت شعار" لقاء اسطنبول من أجل سوريا". والمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد عن حكم. ولقد كان السلوك التركي سواء بالتصريح أو الاستقبال مدعاة لإثارة الغضب السوري الذي عبرت عنه صحيفة " الوطن" السورية التي رأت في الموقف التركي "استيقاظات عثمانية ما قبل أتاتوركية، أو أنه أحد الحقول التشاركية مع الإستراتيجية الأمريكية التي تعمل راهناً على إعادة إنتاج سلطات إسلامية غير جهادية ونظيفة السلوك تجاه الكيان الصهيوني، لتتولى منظومة الدول العربية لعقود عدة قادمة".
وإزاء الفعل ورد الفعل تراجعت العلاقات التركية السورية، وقد تشهد المزيد من التراجع في حال استمرار التناقض في موقف كلا الدولتين عما يحدث في سوريا ، وإذا قدر للقيادة السورية الاستمرار في الحكم ولم تتراجع تركيا عن موقفها ، فربما نشهد توترا سمته الصراع في العلاقات بين الدولتين تذكرنا فيما كانت عليه في أثناء الحرب الباردة وما بعدها بسنوات قليلة.
وعليه، شككت الإنتفاضة السورية وتداعياتها على العلاقات التركية السورية بمدى فاعلية مبدأ "تصفير المشكلات مع دول الجوار" وواقعيته السياسية الذي وضعه الدكتور أحمد داود أغلو وزير الخارجية التركي الحالي ومهندس سياستها الخارجية . فالمبدأ أقرب إلى عالم الفلسفة السياسية(القيم، المباديء، الغايات)، منه إلى عالم علم السياسة( الوقائع، الظواهر، الحركيات السياسية). وتأتي الانتفاضة السورية لتؤكد أن العلاقات بين الدول مهما وصلت من تقدم لا تسير على خط مستقيم، بل هي معرضة لهزات سياسية لا سيما بين نظامين يختلفان في مصادر الشرعية، نظام شرعيته التوريث الجمهوري! والأخر صناديق الاقتراع. فالمبدأ بحاجة إلى إعادة مراجعة سياسية وفكرية.



#معمر_خولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد التغيير العربي.... إعادة الاعتبار لمفهوم الشعب
- في ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية، ليس دفاعاً عنها
- اللغة العربية: رمز الهوية ورهان التنمية.
- في ضوء ما يجري في سورية: موقف النظريات السياسية في العلاقات ...
- في ذكرى إلغاء الخلافة الاسلامية.... العلمانية والعلماني لدى ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر خولي - مبدأ تصفير المشكلات في ضوء الانتفاضة السورية