أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال كريم العلوي - - بريق اللحظة -














المزيد.....

- بريق اللحظة -


امال كريم العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 15:47
المحور: الادب والفن
    



انتفضت سارة من الرعب حين ظهر لها فجأة بين القضبان، ينظر إليها بعينين مستغربتين من خوفها، لم ينبح كما عادته، لكنها فوجئت بنظراته ..
أمسكت بذراع سمير الذي ابتسم لها ابتسامة هدأت من روعها.
فبادرها قائلا:

- ما بــك عزيزتي ؟؟ .. لا تخافي و أنا بجانبك..

ضحكت بخدود خجلى من ردة فعلها، حاولت أن توضح ما شعرت به لكن دون جدوى.. واصل سمير حديثه إليها:

- حبيبتي أتشعرين بالأمان و أنت معي؟
- لم أشعر به يوما إلا و أنت معي. ( أجابت سارة ببريق لم يفارق عينيها).

و على إيقاع الأمن و الأمان، خطٌا السير نحو كرسيهما المفضل، هناك أمام القبة الملكية، التي تطل مشرقة بأضواء ليلية، تعودا أن تكون إمضاء شفافا لحبهما..
الشارع مكتظ بالسيارات و المقاهي اختفت كراسيها، و المارة كل في واد يسبحون، و قط أسود يديم النظر إليهما كلما جلسا هناك.

- أرأف كثيرا لحال هذا القط المسكين، في هذا الجو البارد، أتلاحظ كيف ينظر إلينا؟
- دعك منه يا سارة و لا تعيريه اهتماما، أتعلمين أنه مسخ من الجن؟
- لا أظن ذلك يا سمير، فسواده لا يعني بالضرورة أنه من الجن، لعله يستأنس بوجودنا لا غير .
- كما تشائين، فنظرة العوام تختلف عن نظرة الخواص يا حبيبتي.

علت ضحكاتهما معا، فللخاصة و العامة حكاية لا يعيها إلا شرب من معين مواقف الحياة الكثيرة و توالت عليه آراء الناس المختلفة.

ظلت فكرة التطير العامة، و المسخ الجني الخاصة، تدور في ذهنها، تسايرها تارة، و تسخر من تصديقها تارة أخرى، إلى أن اختلطت عليها كل الأحاسيس و كأنها مزيج من تلك الأضواء التي تتلألأ أمامها متسلقة جذوع النخيل...

أضواء تعلن في كل بريق معنى، تقول لها بكل شفافية:
- امنحي عقلك الحرية ليستوعب ما يسمع، و يرسم مما يرى واقعا، لا يهم إن كان حقيقة أم ادعاءات، عيشي اللحظة و الصورة بكل ما تحمله من قراءات.

و بين الحلم و الآخر، تترنح سارة في فراشها يمينا و شمالا، مستسلمة لبوصلة المعاني تقودها لكل ما هو خاص مثل من نبض به قلبها، بعيدا عن براثن الرؤى العامية.

أفاقت على نغمات رنين محمولها، انتفضت من جديد، أمسكته بأصابع ناعسة:
- ألــو ...
- صباح الخير حبيبتي.
- صباح الأنوار يا عمري ( نطقتها بقلب منشرح للحياة و له ).

سألها:

- ما رأيك أن نستغل شمس الصباح المشرقة و نستنشق أنفاس نبضاتنا هناك، قرب القبة الملكية؟

صمتت قليلا فابتسمت، موافقة قالت، مسرعة إلى دولابها، مرتدية أجمل ما لديها، توقفت لحظة مستسلمة لما جال بخاطرها فجأة:

- يا ترى ما الذي تحمله اللحظة اليوم؟؟

تساءلت بشوق، و أغلقت وراءها الباب، متجهة إلى هناك، حيث بريق النفس الجديد.

قاصة من مراكش/المغرب






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال كريم العلوي - - بريق اللحظة -