أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم العدراوي ،المغرب - الفصل 475 من القانون الجنائي المغربي(لايعذر أحد بمعرفته بالقانون)














المزيد.....

الفصل 475 من القانون الجنائي المغربي(لايعذر أحد بمعرفته بالقانون)


إبراهيم العدراوي ،المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 17:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الفصل 475
لايعذر شخص بمعرفته للقانون
إبراهيم العدراوي
"من اختطف أو غرر بقاصر تقل سنه عن ثمان عشرة سنة بدون استعمال عنف ولا تهديد ولا تدليس أو حاول ذلك، يعاقب من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم.
ومع ذلك، فإن القاصرة التي اختطفت أو غرر بها، إذا كانت بالغة وتزوجت من اختطفها أو غرر بها فإنه لا يمكن متابعته إلا بناء على شكوى من شخص له الحق في طلب إبطال الزواج، ولا يجوز الحكم بمؤاخذته إلا بعد صدور حكم ب هذا البطلان فعلا."
تتواضع المجتمعات على قوانين تحمي أفرادها، تكفل حقوقهم، ليشعروا بالأمن والاستقرار. و يحسوا أنهم يعيشون في مجتمع إنساني، متمدن، لايغلب فيه القوي الضعيف، ولا يأكل فيه المتوحش إنسانية الناس، ولا يمرغ الكرامة التي ولدت معهم.
وكلما جرحت الإنسانية في كبرياء كرامتها، كانت تتقدم قوانينها. توجهها بوصلة أصيلة، لتتهم قوانينها وأعرافها بأنها قاصرة، وتغيرها بمنطق أننا بشر طلقنا الغابة ولن نعود إليها.
على شاهد قبر الطفلة "أمينة الفيلالي"، حكاية تدين القانون، وتتهم المجتمع بأنه حيواني يلبس مدنية مشوهة.
فالمجتمع لم يرحمها لفقرها. ولم يرحمها لطفولتها. ولم يرد الوحش الذي كسر عنفوان الحياة الذي أملته في جوهر إنسانيتها.
أما قوانين المجتمع فقد شرعنت جريمة اغتيالها. لأن أعراف المجتمع والقبيلة حولت المغتصب عريسا، ونقلته من جان إلى منقذ ومحرر ورافع للذل والعار، الذي سببه الضعف والجهل والفقر.
كيف يعتبر المغتصب مجرما، وهو رمز الذكورة؟
القبيلة المهزومة بفقرها، لا تقبل أن تحتفظ بما "أكل السبع"، غنيمته فليأخذها.
والطفلة، كما عصفور وقع في الفخ، فمن أين له القوة لكي يختار غير القفص؟
كذلك غنت آمنة، جريحة، مقصوصة الجناح. حلقت بين قضبان "القفص الذهبي"...حنت إلى حريتها، إلى مدرستها، إلى شقاوة طفولتها...ولكن الحلم والحنين كسره "قانون الغابة".
في الحكاية، أصبحت الطفلة، بحكم القانون، زوجة.
علمها مغتصبها كيف تكتشف تفاصيل جسدها، "رباها على يديه"، وروضها على الطاعة والرقص على الجراح.
أمينة لم يقبلها مجتمعها فقيرة، ولم يقبلها مغتصبة، فكبرت مع جرحها لتكتشف معنى الحياة، فالحكاية انطلقت من الغابة، والقانون قانون الغابة، ولا مكان للضعيف في قانون الغابة، وهنا استوى في عقلها ووجدانها معنى الحياة، فهي لا تستحق الحياة، وما وجدت إليها سبيلا.
أنهت العصفورة حياتها، التي لم تحمل معنى للحياة. وللفقيه أن يجتهد في فقه النوازل، وللحقوقي أن يندد ويتظاهر، وللصحفي أن يعرض الجرح نازفا، وللقاضي أن ينام مرتاح البال، فهو لم يطبق إلا "القانون".
فسلام على آمنة يوم ماتت حية، وسلام عليها يوم تبعث حية. وسلام على أمة ضحكت من قوانينها الأمم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...
- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- ممرضة هندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن
- فضيحة جنسية تهز تايلاند: اعتقال امرأة بتهمة -الإغواء- وممارس ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 بالشروط الم ...
- “المرأة الجديدة” تنظم ورشة تبادل خبرات حول سياسات الحماية من ...
- محى الدين: ندوات تثقيفية حول حقوق المرأة في قانون العمل الجد ...
- المندائيون في العراق.. الزواج مرهون بمنسوب مياه الأنهار!
- لوموند تتحدث عن الصمت المريب إزاء جرائم الاغتصاب بتيغراي


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم العدراوي ،المغرب - الفصل 475 من القانون الجنائي المغربي(لايعذر أحد بمعرفته بالقانون)