أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لنا عبد الرحمن - احلام تغسل الماء














المزيد.....

احلام تغسل الماء


لنا عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


تنزع ورقة الشوكولا عن الجزء البني المغلف،تقضمها بشراهة تحت اسنانها، القطعة الاخيرة تحتفظ بها في فمها وتبدء بمصها بهدوء، لا شيئ يشعرها بالنشوة لدقائق سوى تناول ألواح الشوكولا بأنواعها المختلفة.تعاود الجلوس على سريرها، تلتف تحت الغطاء، العالم ضبابي جدا، كم تخاف العتمة،يرعبها الظلام والاشباح التي تتسلل من فمه

" أدري أنني لا اشكل الا حجرا في رتابة هذا الكون وعبثيته،انه لا يحتاج وجودي ،ولا يلفظني خارجا،كم هو عدد الذين لا يحتاج الكون وجودهم؟كثيرون ربما، وانا بين آلاف الملايين التي يزيد عبأ وجودها على هذا الكون،.حياتي لها غموض الموت ورماديته،لماذا يظنون أن الموت اسود رغم انه يأتي متلفحا بالرمادي ،وأحيانا بالبني الغامق يشبه لونه الواح الشوكولا،في أ دراجي هناك الكثير من أغلفتها،لا أحب التخلص من اوراق الشوكولا تأملها يشعرني بمتعةخفية، عندما كنت صغيرة كنت أحتال على صديقاتي أضع الرمل مكان الشوكولا ألصق الأغلفة وأعطيها لهن، كانت تلك مداعبات الطفولة، منذ ايام حاولت أن أعطي لأحلام قطعة من الشوكولا لكنها هزت رأسها ولم تبال بي،كانت مشغولة بغسل الماء، كلما رأت مياه المطر تهطل تسرع الى البهو الخارجي تبدأ بتعبئة المياه من الحنفية في دلو حديدي ثم تضعه تحت المطر ويبدأ المطر بالسقوط على الماء المعبأ من الحنفية،وأحلام تستمر في عملها تعبئ الدلاء وتضعها تحت المطر، لا أحد يسأل أحلام عن اسباب وضعها الماء تحت المطر الكل يعرف أنها تغسل الماء، لا ينتهي عمل احلام الا مع توقف المطر،حينها تحس بغبطة غرببة تبلغ مساحات وجهها المثلث الصغير.حواف بنطالها تسيل منه الماء،بلوزتها القطنية رطبة،لكنها ترفض خلعها، تقف احلام وتبتدأ بحمل الدلاء المقدسة الى الداخل، لا أعرف ماذا تفعل أحلام بالماء بعد ذلك،تستحم به، تشربه، ربما تخبأه للصيف حين يغيب المطر"

لا يصدقها احد،تقسم لهم ان الاشباح تخرج ما أن يفتح الظلام فمه،وأنها تسحبها معها،وتلقيها أرضا وتبدا بجلدها، لكنهم لا يصدقون،تكره جسدها،تراه دميما،صار اسودا من آثار السياط التي تسقطها الأشباح عليه،تتكور على نفسها بشكل جنيني،تخبأ راسها،عيناها مغمضتان،لن تفتحهما لأنهم سياخذوها معهم،ما حاجتها الى فتح عينيها،تحفظ جيدا كل محتويات الغرفة،بجانب السرير طاولة صغيرة عليها اوراق بيضاء،وأقلام حبر كثيرة،كرسي بلاستيك برتقالي قبيح يرقد قرب دولاب الملابس البني ذي الدرفتين،هناك قطعة موكيت صغيرة من اللونين البرتقالي والبني،كم تكره البرتقالي، لانهم يتخذونه وسيلة لأشعال ألسنة اللهب في غرفتها، كلما كانت غافية بهدوء،ونست العتمة وتقلبت يمينا ويسارا،لو فتحت عينيها وأبصرت الكرسي البرتقالي ستجد النيران تشتعل به،وتتوهج كلما نظرت أكثر، وتصير النار تقترب منها،تزحف نحو كل ما في الغرفة،تلتهم دولاب الملابس ،السجادة والطاولة الصغيرة،وتزحف نحوها،برتقالية جدا، ينهمر من مساماتها سائل أسود يروي النيران فتشتعل أكثر،تصرخ لا احد يستمع لها"

حاولت أن أقول لهم أن احلام ستمرض وتموت من البرد لو انها استمرت في حمل دلاء الماء ،وربما تصاب بداء صدري يودي بحياتها،يرعبني رحيل أحلام،من سيغسل الماء لو ماتت ؟

ضربات قوية على الباب،يد كبيرة تسحبها خارج رقعة النار، تمسكها من شعرها،تهزها بعنف،تحس أن شعرها قاس جدا وجاف على رقبتها،يشبه اسلاك تنظيف الصحون في قسوته،كم مضى عليها منذ استحمت آخر مرة، لا تذكر، اليد الكبيرة التي حركت خصلات الشعر،تدفع الى فمها ثلاثة حبوب من الدواء،واحدة بنية،واثنتين من اللون البرتقالي،ضوء النهار يغمر الغرفة، لون مصباح النور برتقالي،يشبه لون جلسات الكهرباء أيضا.



#لنا_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتح قلبك لتكسب مليون مشاهد.....ماذا وراء الكواليس؟
- لنغرق بحر بيروت
- عنب أحمر للمساء-قصة قصيرة
- ياسمين هندي
- قصة قصيرة-عشق آباد
- قصة قصيرة-موت الحواس


المزيد.....




- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لنا عبد الرحمن - احلام تغسل الماء