أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هدير هادي - قمة التمر والزهور الهولندية














المزيد.....

قمة التمر والزهور الهولندية


هدير هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 18:35
المحور: كتابات ساخرة
    


قمة التمر والزهور الهولندية
في وقت يُفرش فيه الكاربت الاحمر ويتضوع القصر الرئاسي بعطر الزهور الفاخرة ويوزع التمر بأوان مطلية بالذهب تنعقد القمة العربية في بغداد رغم انوف الكثيرين دولا كانوا او جهات سياسية او تنظيمات ارهابية تمنوا فشلها.
انعقدت القمة بغياب بعض الرؤساء من اصحاب الوزن الثقيل وبتمثيل دون المستوى من البعض الآخر ،قمة وصفت بأنها حفل تعارف للزعماء الجدد وتبادل التحايا وهذا يبدو واضحا كون اغلب القضايا العربية لم تطرح على طاولة اعمالها ،قمة هي الأكثر كلفة في تاريخ القمم العربية وهي الوحيدة التي تم تسخير هذا الحشد البشري الهائل من رجال الامن لحماية وفودها .
عقدت القمة وبأي حال عُقدت ياقمة في وقت بلغت فيه معاناة المواطن العراقي أوَجها حيث أرتفعت أسعار الفواكه والخضر والمواد الغذائية ناهيك عن الأعتقالات العشوائية في المناطق الساخنة المحاذية لمطار بغداد بحجة حماية الوفود المشاركة وأُجبر الناس على الاقامة الجبرية في بيوتهم من خلال تقطيع أوصال المناطق وحظر التجوال غير المعلن .. واذا مانظرنا الى حال من يعتمدون في توفير قوتهم على الاجرة اليومية نراهم اكثر المتضررين من انعقاد هذه القمة ، وزيادة في التضييق على المواطن قطعت الاتصالات وماتت الشبكات في هواتفنا فبات الاتصال باهلنا امرا مستحيلا حيث لاطريق يوصلنا ولا شبكة تسعفنا والانكى من ذلك أن الحكومة في سلسلة ضحكها على ذقن المواطن نفت علاقتها بقطع الاتصالات في حين اعلنت الشبكتان الرئيسيتان في العراق آسيا سيل وزين أنها تلقت أوامر عليا بقطع الشبكات ،وبالرغم من كل الاحترازات والاجراءات المشددة التي اصبحت نقمة على المواطن شهدنا اختراقات امنية في يوم انعقاد القمة من ضمنها ماحدث لعائلة في الوشاش الذي ذهب أبناؤها ضحية لصاروخ لايعرف مصدر اطلاقه سقط على بيتهم.
ولما خرج علينا السيد المالكي عبر وسائل الاعلام ليشيد بمساعدة الشعب في انجاح القمة وليعتذر للمواطن عن صرامة الاجراءات الامنية التي ابقته في بيته وقطعت رزقه وكسبه لم يعتذر لهذه العائلة المفجوعة بفقد ابنائها او تعويضها ماديا جراء الاضرار التي لحقت بمنزلهم ومن سخرية الاقدار ان هذه العائلة وكما اوضحت وسائل الاعلام عادت للعراق مؤخرا هربا من الاوضاع في سوريا وبحثا عن الامن والسلام في العراق .
وقد تبدو غايات السيد المالكي في عقد قمة بغداد موضوعية وهي عودة العراق الى الحاضنة العربية المتشظية اصلا والانفتاح على المنطقة ورفع العقوبات الدولية وانعقاد القمة هو أول الغيث في ذلك الا ان تصرف الحكومة مع المواطن بهذا الشكل عمق الهوة بين المواطن والسلطة .. كون المواطن لن يستفيد من قمة يستنفد خلال ايام انعقادها دخله وصبره وتشل حركته ويعتقل ابناؤه .. وان المكاسب التي ستتحقق ضمن سقوف زمنية لانعلمها وإن افادت المواطن ستوضع في كفة المالكي السياسية خلال دورته ، لأن المواطن ينظر الى هذه القمة على انها ترف سياسي في وقت هو احوج مايكون الى هذه المبالغ الهائلة التي صرفت على انعقادها ، وقد بدا واضحا للشارع العر اقي ان نجاح اي قمة او محفل سياسي يتحقق على حساب المواطن لايوفر مكاسب له بقدر مايوفره لشخص المالكي في تعزيز دوره داخليا واقليميا ، وما عزز ثبات هذه الحقيقة قول الامين العام لحظة نزوله من الطائرة ان هذه القمة هي قمة لبغداد ويفترض ان القمم هي لكل العرب .
ولا ادري كيف لحكومة لاتستطيع حل خلافاتها الداخلية ان تضيف قمة وتطرح حلولا وتوصيات ومبادرات سلام وتعنى بمعاناة الشعوب العربية وشعبها يعاني من البطالة وقلة المداخيل وهجرة العقول والفساد في مؤسسات الدولة والحيتان الكبيرة تاكل الاسماك الصغيرة اما كان الاولى ان تعزز الحكومة الثقة بينها وبين الشعب من خلال تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي وتُعلي دولة المؤسسات وترأب الصدع بين قادة الكتل السياسية وتتجنب التفرد بالقرار واعادة سيناريو الدولة الشمولية حينها سيكتب التاريخ ويشهد العدو قبل الصديق بعودة العراق الى دوره الريادي.
هدير هادي



#هدير_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفطار على عتبة مفرزة أمنية
- ليس كل من أثار العجاج عنترا
- ضحك ولعب وجد وحب
- لبعض الحمير حظوظ !
- البعض يفضلها بدينة
- دعوة للفرح


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هدير هادي - قمة التمر والزهور الهولندية