أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل دنو - مدارس الإنغلاق الفكري














المزيد.....

مدارس الإنغلاق الفكري


عادل دنو

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


عانت بعض مؤلفات كبار العلماء الذين كوّنهم الغرب الى تشويه ممن اعتبر نفسه من كبارات الثقافة في الشرق عندما لجأ بعض الفاهمين الى ترجمة بعض اكبر الكتب التي حوت افكار غيرت نظر الانسان وفكره وسمت به ليكون بعضهم اساطين الفلسفة في القرن العشرين، واذكر مثالين على ذلك، الاول هو نتاج كبير لعالم وفيلسوف يعد من اكبر المفكرين العظماء هو اريك فروم. الذي نتناوله كنموذج. والثاني هو نتاج اخر كبير لو تم وزنه بمثاقيل الدنيا ما قدرت ان تعطيه حقه الى جانب اعمال اخرى في نفس الاختصاص وهو الكتاب المعنون " الصوت المنفرد مقالات في القصة القصيرة" الذي وضعه فرانك اوكونور وترجمه د. محمود الربيعي. وقد وضعت الهيئة المصرية العامة للكتاب في اصدار عام 1993 ملاحظة في الصفحة التي تسبق المقدمة " هذه ترجمة كاملة لكتاب The Lonely Voice By Frank O’Connor " . وهي صيغة نادرا ما ترد في الترجمات مما يثير الشبهات حول الاصدار السابق من الترجمة. وبمتابعة مقدمة المترجم يتوضح كل شيء. فبعد شغف المترجم بمحتوى الكتاب واهتمامه لترجمة الكتاب لوضعه في ايدي القراء والمتابعين لفنون القصة وهو فضل كبير قام به. يعترف في المقدمة انه اكثر من سنتين مرتا بين دفعه الى " مجلس الفنون"، ورؤيته النور في " مشروع المكتبة العربية" سنة 1969 في مصر. ولكنه يضيف انه بقدر فرحته بظهور الكتاب احزنه".. أيضا على انتزاع فصل منه، وغيابه من الترجمة، حزنا كبيرا." ويشفي المترجم غليلنا في كشف تفاصيل اكثر عن الموضوع فيقول ان الفصل المنتزع كان الفصل الخاص باسحاق بابل وعنوانه :"رومانتيكية العنف". وحسب ادعاء المترجم:" أن السبب الذي اعطي لهذا التصرف كان واهيا."
من المؤسف ان الاعراف والتقاليد العلمية لا تتبع في مواطن تدعي الثقافة فعلى حامل شهادة علمية كالدكتوراه ان ينحني امام حامل شهادة عملقة في الفكر بغض النظر عن ديانته وانتمائه السياسي والعقائدي. والمشكلة ان الدكتور(؟) العلمي.!. لا يرى الاشياء الا من منظاره الاسود .. فكل الورود يجب ان تكون سوداء.. وكل الاوراق الخضراء ينبغي ان تكون سوداء والا فانها علة علل مشاكل بيئتة ومحيط هذا الدكتور..
واليك النموذج الاول الذي ذكرناه. صدر في اغسطس عام 1989 كتاب ضمن سلسلة عالم المعرفة التي يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب – الكويت وبتسلسل 140 ويحمل عنوان الانسان بين الجوهر والمظهر. وورد تحت العنوان اسم المؤلف اريك فروم واسم المترجم وهو سعد زهران ثم اسم المراجع والمقدم وهو لطفي فطيم. ورغم ان المجلس حرص على ان يذكر في اسفل الصفحة بعد العنوان الداخلي ملاحظة تقول " المواد المنشورة في هذه السلسلة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس"، الا ان الحقيقة آلى هذا المجلس على نفسه ان يكون المرشح الذي منه يوجب القراء ان يستقوا، وجعل من نفسه المسؤول عن تحديد معارف الذي يقرأ العربية ولا يجيد لغة عالمية. ومعرفة لغة اجنبية تساعد كثيرا لكيما يكون القارئ سيد نفسه لا ان يتسيد اخر على معارفه في الزمن الحاضر.
ويبدو أن هؤلاء "المفكرون" الذين لا يريدون رأيا مخالفا لعبقرياتهم، يتبجحون ويفتخرون بعنجهية في مقدمة الكتاب ليعللوا أفعالهم اللاثقافية باسباب اوهى وكما يقال بعذر اقبح من الذنب. ففي صفحة 12 يقول المقدم الذي يضع حرف "الدال" امام اسمه :" ... ولذلك فانه ( يقصد المؤلف اريك فورم) في محاولته الطوباوية هذه يبحث عن جذورها في الديانات التي يعرفها وهي اليهودية والمسيحية ثم البوذية التي انصرف الى دراستها والتعرف عليها" على كبر". فنجده لكي" يؤصل" طريقة الحياة المبنية على احترام الوجود الانساني يلجأ الى امثلة من التوراة والانجيل ويقتبس من آباء المسيحية وفلاسفتها. وله العذر في ذلك فهذه هي الديانات التي يعرفها. وفي اعتقادي انه لو امتد به العمر ووجد من يهديه الى سبيل القران- كما حدث مع جارودي- لجعل من هدي الاسلام مرجعه الحقيقي..."
ويمضي في أفكاره الغريبة هذه وكأن هذا العالم الجليل بنى كل أفكاره من الخبرات الدينية وحدها. فالمقدم والمترجم والهيئة جميعا لا يستطيعون استيعاب معنى الحياة ومنهج العلوم وتطور الفلسفة وتجدد الفكر.. وينتهي المقدم سواء اكان رأيه أو رأي الجميع بمن فيهم اعضاء المجلس، الى تبرير تدخله في التغيير وبصراحة يقول:" وهكذا فقد تدخلنا غب مواضيع قليلة بالحذف من الاقتباسات والاشارات الدينية اليهودية والمسيحية التي اوردها فروم. وحجته في ذلك:" لأنها غير مألوفة لدى معظم القراء العرب، ولأن الافكار التي وردت بتلك الاستشهادات تكررت في اكثر من موضع بالفاظ وعبارات اخرى." والطامة الكبرى ان هذا الرجل القليل الثقافة الذي لا يستوعب عقله ان الرأي الاخر هو بناء واثراء، يقول:" لذلك فلم يؤد حذفها الى اي مساس بآراء المؤلف، بل نعتقد اننا زدنا افكاره ثراء بالاقتباسات التي اسلفناها من القران الكريم." ويختم بكشف اخر وهو قمة في التمدن : على اي حال لم يزد ما حذفناه من الكتاب كله على عشر صفحات متفرقة لم تؤثر ابدا في سياق افكاره" ويضيف او تضيف هيئة التحرير لهذه السلسلة ان تقوم بتكحيل الكتاب بأن تحذف ايضا الفصل الذي يتناول التملك والكينونة في العهد القديم وفي العهد الجديد وفي كتابات المعلم ايكهارت. ان الهدف الاصولي واضح وتيار الفكر الرجعي كان قائما قبل ان يعمل سلاح اميركا تفتيتا في الطائفية والعنصرية. يا لفروم المسكين. لو علم ان مقصا عنصريا سيعمل بآرائه لكان قد عاد ليدرس ويتعلم من جديد في مدارس التخلف. تلك المدارس التي يقودها فكر منغلق.



#عادل_دنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل دنو - مدارس الإنغلاق الفكري