حيدر الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 08:01
المحور:
المجتمع المدني
قبل عدة اسابيع ..وعندة مغادرتي احد مطارات الدول العربية متجها غربا الى دولة اوربية..؟؟وبعد مصادفتي لاحد عمال نقل الحقائب وكان غريب الاطوار حيث كان يفرض رقم معين من ((البقشيش))..ولا يرضى باقل منه وتكون اما مجبرا لاحراجك بكلماته التي هي تارة مديح وسرعان ما تنقلب الى كلمات استياء من كونك بخيل حتى تضطر الى ان تدفع له تجنب للاحراج تارة وتارة للتخلص منه ..والكثير منكم مر بهذا الموقف ؟؟وتبدى الاحداث عندما استقبلني موضف الكاونتر المسؤل عن استقبال المسافرين عند هبوط الطائرة حيث تغيرت ملامح وجه عند روئية ملامحي الشرقية وخاصة كنت انا وصديقي الوحيدين على متن الطائرة من اصول عربية شرقية..وسرعان ما تغير نمط كلامه وملامح وجه المحمر.. عند معاينة جواز صديقي حيث كان يحمل جواز سفر امريكي ..فبادر مرحبا بنا وكعادة موضفي الاستقبال تكون لديهم خفة الدم وسرعة البديهة .كونهم يختارون لهذه المهمة لتمتعهم بقابليات مميزة ..فبادر بنشر..جو لطيف على الموقف حتى ينتهي من ادخال معلومات الجوازين في قاعدة بيانات المطار كوني اول مرة احط بالمطار هذا ..فبادرالقول مازحاا بلكنة امريكية..اتمنى لكم التمتع بسفرتكما واتمى لكم قضاء اوقات جميلة في البلد وسنكون سعداء جدا بوجودكم ختاما اهدانا ابتسامة جملية ولو انها مستعارة.وفورا بعد الانتهاء من هذا الموضف سرعان ما توجهنا الى موضف اخر مسؤل عن الكمارك ولم يطول المكوث عنده وهنا قمنا بحمل حقائب السفر واتجهنا الى خارج المطار وسرعان ما بادر احد العمال بدفع عربة الحقائب ..وبادر سائلا هل تودون الحصول على سيارة اجرة فابلغناه بنعم وتبعناه حتى وصل الى بارك المطار وقام بوضع الحقائب في داخل السيارة وقام بفتح الابواب وعرض علينا ان كنا نحتاج الى خدمة يقوم بتقديمها فبادرت مسرعا الى اخراج محفضتي حتى اعطيه البقشيش .فاجابني بابتسامة جميلة واردف قائلا نحن موجودين لغرض القيام بهذا العمل ونحصل من ادارة المطار ما يكفينا فشكرا لك على الكرم ..وهنا استرجعت مسرعا العامل في المطار الذي قدمت منه ..وشتان بين الاثنين فما كان ينبغي مني الا شكره وتوديعه بابتساة جميلة كون الابتسامة رسالة سلام ومحبة مفهومة عند كل الشعوب..ومضينا الى وجهتنا التي كانت ما يقارب 60كم اي 45 دقيقة بالسيارة ..مما افسح المجال لاطلاق الحديث مع سائق التكس ..فبادرت اساله يدفعني فضولي بعد سماع العامل بالمطار وحديثه عن راتبه الذي يعطيه له المطار ومقدار هذا الراتب الذي سد جميع نفقات العامل بالمطار..وهنا جاء الرد من السائق عن علم مسبق كونه يعمل في المطار مذه مدة كسائق تاكسي..ان ما ياخذه هذا العامل في المطار الغربي مبلغ لا يفوق ما ياخذه عامل المطار العربي ..وعندها كنا قد وصلنا الى وجهتنا المقصودة ونزلنا من السيارة وقمنا بدفع اجرة السيارة وانزال امتعتنا التي قام سائق التكسي ايصالها الى الشقة.وهنا ودعنا ذاهبا ودخلنا ناخذ قسط من الراحة وقد كان الوقت متاخر ونحن متعبان فكان النوم هو هاجسنا..ولم نفق الى على صوت جرس الباب يقرع عند منتصف النهار في اليوم الثاني لوصولنا فبادر صديقي لفتح الباب وبعد دقيقة عاد ومعه نفس سائق التاكسي الذي اوصلنا بالامس..استغربت لقدومه فبادرني صديقي بالقول ان ((مارك ))وكان اسم السائق عاد وقطع مسافة الطريق حتى يعيد لك مبلغ من المال كنت قد نسيته بالسيارة..وهنا اخرجت محفضتي والتي تحوي جميع نقودي فوجدتها على ما هو عليه فاجبته ان المال غير عائد لي ..لكنه اجابني ان المال عائد لي وهو مبلغ 20دولار امريكي الذي حاولت بلامسي اعطائه لعامل الحقائب الذي رفض تقبله كان قد سقط من في السيارة؟؟وهنا اطرقت حتى اعرف مع من انا اتعامل وخخصوصا ان ((مارك))قطع مسافة حتى يعيد مبلغ زهيد فتبادر الى ذهني انه صادف وجوده في الجوار واستغل الفرصة حتى يعيد المبلغ ..وحاولت ان استفهم وكان الجواب انه قادم من اجل ايصال الامانة لي وسيعود ..وهنا وانا مصدوم حاولت ان اعطيه قيمة اجرة سيارته التي هى بالاساس اكثر من المبلغ المسترجع ..فاجاب بشكري ومديحي وقال انه لم يقطع هذه المسافة حتى يحصل على مكافئة او عطية لكنه حضر لانه لا يريد ان يحصل على شى قد يكون صاحبه بحاجته وخصوصاوهو شخص غريب ..فالجمني حديثه واسكتني وغادر جون حتى دون ان اخذ رقم هاتفه ....وبعد خروجه اخذت نفسا عميقا وهنا استوعبت لماذا كان عامل الكاونتر في المطار قد ابدى انزعاج وكان حكمه مسبقا لمجردمشاهدة ملامح عربية..وكان الحق معه كل الحق ...اطلت عليكم ولكن هذا ما حدث معي وليس من الانصاف ترك هذه التفاصيل دون الاشارة لها ..وهنا اتسائل متى نكون مثل((مارك)) ومتى يصبح الفرد في وطني مثل عامل الحقائب في المطار ونعكس صورة مشرفة عن بلادنا ...حتى يبتسم لنا موضفو الاستقبال في المطارات كافة عند مشاهدة ملامح عربية ..شكرا
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟