أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد الشهبوني - الإتحاد المغربي للشغل: من منهجية تدبير الاختلاف إلى أسلوب الإقصاء والمنع (السيناريوهات المرتقبة للإتحاد)















المزيد.....

الإتحاد المغربي للشغل: من منهجية تدبير الاختلاف إلى أسلوب الإقصاء والمنع (السيناريوهات المرتقبة للإتحاد)


محمد الشهبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 17:37
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



ما فتئت مناضلات ومناضلو الإتحاد المغربي للشغل يصابون بالدهشة ويقفون مشدوهين أمام عدد من القرارات الجائرة والمفاجئة التي مست عددا من المواقع والرموز النضالية المعقودة عليها آمال عظيمة في تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة وفي تحصين مكتسباتهم التي انتزعوها بنضالاتهم وتضحياتهم الجسيمة في سبيل بناء صرح نقابي بديل تتحصن فيه حقوق الطبقة العاملة. والواقع ان مصدر تلك القرارات التي عصفت بالجهد النضالي المستفرغ على مدى عقود من الزمان (منذ أواسط تسعينات القرن الماضي) لم ينتج عن جهة خارجة عن التنظيم كما قد يبدو لأول وهلة، بل هو نابع من صميم التنظيم نفسه، بل من رأسه وقمته. حيث فوجئ ثلاثة من أعضاء الأمانة الوطنية من منعهم حضور اجتماع مقرر يوم الثلاثاء 20 مارس 2012 وبلغوا بإحالتهم على اللجنة التأديبية عبر رسائل مكتوبة، ولم يتعلق الأمر سوى بمناضلين شرفاء من خيرة ما أنجبه هذا الوطن. إذ حصلوا مواقعهم النضالية البارزة عبر نضاليتهم واستماتتهم في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وعبر انتسابهم إلى الصف الديمقراطي التقدمي وتموقعهم إلى جانب الجماهير الغفيرة الكادحة. وهو القرار نفسه الذي أضاء عددا من القرارات السابقة له: إغلاق مقر الإتحاد الجهوي بالرباط الذي يعد متنفسا وملاذا وبؤرة نضالية بارزة للإحتجاج، ليس لصالح مناضلات ومناضلي الإتحاد المغربي للشغل بكافة قطاعاته وجامعاته، بل لصالح عموم فئات الشعب المغربي الغيورين على الوطن والمطالبين بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة ومحاربة الفساد ومعاقبة المفسدين. وكذا تجميد عضوية أحد أعضاء الأمانة الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم المعروف لدى القاصي والداني بسيرته النضالية ورسوخ قناعاته ومبادئه التي طالما ترجمها من خلال وقوفه المكرور بجانب كل فئات الجسم التعليمي رافعا عقيرته لإيصال أصواتهم إلى المسؤولين وللإلحاح على تحقيق مطالبهم وصون مكتسباتهم والحفاظ على المدرسة العمومية التي لم تكل يوما عن إنجاب خيرة أبناء واطر الوطن. إضافة إلى سحب التفرغات والإنقلاب على عدد من المكاتب الإقليمية والجهوية الشرعية وتنصيب مكاتب صورية دون الإحتكام إلى المنهجية الديمقراطية المتمثلة في عقد الجموع العامة وإجراءات الإنتخاب والتصويت. وعوض ذلك تسقط قرارات فوقية يتم بموجبها تغيير المغضوب عليهم بآخرين موسومين بالوداعة والإنبطاح. زيادة على منع فروع جهة برمتها من الإجتماع العادي بإحدى مقرات الإتحاد بهذا الوطن وإقفال بابه في وجوههم مما دفعهم إلى عقد إجتماعهم بمحاداة باب وسور المقر إحتجاجا على هذا القرار الجائر الأرعن. غير أن التصاعد الدرامي لوتيرة هذه القرارات تمثل في قرار اللجنة التأديبية المجحف الصادم واللامسبوق والمتمثل في الطرد الغيابي لرموز النضال النقابي الكفاحي بالإطار: عبد الحميد أمين، عبد الرزاق الإدريسي، عبد الله الفناتسا، وخديجة الغامري.
لقد كان التحاق الجم الغفير من المناضلين قبيل انصرام عقد التسعينات بالإتحاد المغربي للشغل بسبب من تقدميته واستقلاليته بما هما مبدآن راسخان في الوثائق المرجعية للتنظيم الذي يعد أب الإطارات النقابية الوطنية وأعرقها وأكثرها تمثيلية لاسيما وأن وجوده ارتبط بالمقاومة والاستقلال والوطنية والتحرر، مما أكسبه شرعية لدى الطبقة العاملة المغربية، تعمقت بنزيف دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ولقيم الحق والواجب والعمل. ولعل المؤتمر العاشر للإتحاد المغربي للشغل قد رسخ هذه القيم في مقرراته التنظيمية وقانونه الأساس مما شكل بارقة أمل وفألا حسنا وبشارة كبرى لعموم فئات العمال والمأجورين والموظفين على اختلاف قطاعاتهم المهنية. حيث أخذوا يترقبون المواعيد التي ستعرف فيها هذه المقررات النور والتحيين على أرض الواقع من خلال عقد المؤتمرات في أوقاتها، إلا أن الطامة الكبرى نزلت من قطاع التعليم الذي يفترض ان يكون رجاله والقائمون عليه أسرع من غيرهم إلى تحصين قيم الحرية والديمقراطية والتقدم والحداثة. إذ نهج المستفيدون من الوضع أساليب بخسة من أجل تعطيل المؤتمر وتأخيره، وهو المؤتمر الذي لم ينعقد منذ سبعة عشر سنة رغم بح حناجر مناضلات ومناضلي القطاع جراء النداء والصراخ المتكرر.. ولكن لا حياة لمن تنادي. في حين ثم شن هجوم ممنهج على قياديي الشغيلة التعليمية بسحب التفرغ تارة أو التوقيف والطرد تارة اخرى، بعد فشل المحاولات اليائسة لقلب المكاتب فشلا ذريعا بسبب يقظة المنخرطات والمنخرطين وقناعاتهم الراسخة ووحدتهم وتشبتهم بالديمقراطية وإطارهم العتيد. مما دفع بالمتأمرين على الإطار وممتهني الوصاية عليه والجاثمين على صدره إلى التسلل خلسة في غفلة من الزمان النضالي البهي قصد تشكيل مكاتب صورية مفتعلة وافتراضية لا تمت بصلة إلى واقع العمل النضالي والنقابي.
وأمام هذا الوضع المزري المأزوم الذي أضحت النقابة تتخبط فيه بسبب قرارات رعناء هوجاء خاطئة حتى النخاع وتضرب الممارسة النضالية في مقتل عبر أساليب الإقصاء والتهميش والطرد والإنفراد بالقرار وعدم الإعتراف بالآخر والإبتعاد أيما بعد عن تدبير الإختلاف وهو السمة التي يفخر بها مناضلات ومناضلو الإتحاد من خلال تعدد المشارب والمضان الفكرية والسياسية الضاربة في نسيجه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. نكون امام أزمة قيم حقيقية بارزة وواضحة وضوح الشمس في كبد نهار صيفي، تدفع بقوة إلى التساؤل مع المناضلات والمناضلين ومتتبعي الشان النقابي المغربي عن الأسباب والدواعي الحقيقية التي دفعت إلى انتهاج هذا الأسلوب وسلك هذا المسلك المفتقر للحد الادنى من قيم الحوار والحق في الإختلاف والإعتراف بالآخر بماهية قيم أجمعت عليها البشرية في كل مكان وكل زمان:
• فهل ضاق صدر الإتحاد المغربي للشغل بالأصوات الحرة المستقلة الغيورة على مصالح الطبقة العاملة ومكتسباتها ومطالبها العادلة والمشروعة،
وما هي الظروف التي جدت وجعلته يتخلى عن أهم المبادئ المشيدة لصرحه من قبيل الإستقلالية والتقدمية؟
• وأية ظروف (صفقات) دفعت بالإتحاد إلى الفداء والتضحية بأبنائه المخلصين وحماته الأقربين وبناته الذين أعادوا إليه ألق التوهج بعد ان خبت ناره ردحا طويلا من الزمان؟
• وهب أن الإتحاد عازم على طرد هذه الرموز النضالية واستئصالها دفعة واحدة انتصارا لجهة معينة ليست هي الجهة المرتبطة بقيم النضال والكفاح وهموم الطبقة العاملة بالطبع، فماذا سيكون موقفه من عموم المناضلات والمناضلين والمنخرطات والمنخرطين المنتشرين عبر ربوع الوطن في قمم الجبال الثلجية وفي الصحاري المقفرة وفي القرى والمدن، يشيدون صرح الإتحاد بإمكانياتهم الذاتية المحدودة وجهودهم الأسطورية في سبيل توحيد الشغيلة والعمال وتضامنهم وإلتفافهم حول كفاحية الإتحاد مقنعين إياهم بانها نقابة الماضي والحاضر والمستقبل، النقابة البديل التي تحصن الحريات النقابية وتحمي المكتسبات وتشيع ثقافة الإختلاف والحوار والكرامة والديمقراطية؟
• كيف سيتعامل الإتحاد – وهو ينفذ أجندته الراهنة- مع هذا الجيش العرمرم من المناضلين والمنخرطين، هل سيستأصلهم كما استأصل قيادييهم الحقيقيين والفعليين والوحيدين؟ وأي مستقبل نقابي ونضالي ينتظر الإتحاد حين يفرغ من مناضليه وحين يخرجون من خيمة الإتحاد إلى السديم الواسع؟
• أية خطة جهنمية تدبر للإتحاد ولمناضلاته ولمناضليه، وأي زلزال عصف بالصورة النمطية المهيبة الوقورة للإتحاد في عيون مريديه حتى غدا عرضة لأخطاء قاتلة مميتة ورعناء طائشة من قبيل الشطب والإلغاء والطرد... تنكرت في سرعة الضوء لمناضلين بذلوا الغالي والنفيس إخلاصا ووفاء لقيم الإتحاد ومبادئه وتاريخه، بل إن أفضالهم في صنع مجد الإتحاد وتسطير تاريخه المعاصر بادية للعيان لا ينكرها إلا جاحد... ومع ذلك ما بدلوا تبديلا، وليس بعيدا عنا حالة عبد الحميد أمين (الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي) وعبد الرزاق الإدريسي (الجامعة الوطنية للتعليم) خديجة الغامري (مستشارة برلمانية)؟
• وما هي تأسيسا على ما سبق الإحتمالات والإمكانات والتوقعات المرتقبة والمطروحة في المستقبل القريب لاسيما وأنها أسئلة مؤرقة ومقلقة ومحرقة للصف التقدمي والديمقراطي برمته على اختلاف انتماءاته وانتساباته؟
• هل ستقتدر مكونات الاتحاد على رأب الصدع وسد الشرخ ولم الشعث وتجاوز المرحلة عبر معاودة واستئناف تدبير الاختلاف وإشاعة ثقافة الحوار وقيم الديمقراطية وترسيخها داخل الاطار في أفق تنظيفه من بؤر الفساد ولفظها خارج الاطار؟ أم أن التناقض والتقاطب والتنابذ سيتعمق في أفق الإنشقاق والإنفصال؟
• ألا يعود بنا احتمال الإنشقاق والإنفصال إلى أزمة العمل النقابي (تفريخ الدكاكين النقابية) الجاثمة عبر فسيفساء وأرخبيلات وجزر نقابية لم تعمل على توقيف حدة النزيف النقابي بقدر ما أثخنته بجراح جديدة؟
• ألم يعد ثابتا مركوزا في الشان النقابي والنضالي الوطني وجود قبيلة من المناضلات والمناضلين لا زالت ترتحل منذ الازل باحثة عن اطار يحتضنها ويوفر لها قيما ديمقراطية حقيقية تمارس من خلاله فعلا نضاليا نبيلا؟
إن عملية البحث شاقة ومضنية ومكلفة وطويلة الامد، حيث لم تتوقف حركة الإنشقاقات والإصطفافات عبر تاريخ العمل النقابي الوطني الحديث. وفي كل مرة يجد هذا القبيل من المناضلات والمناضلين نفسه يعاود الكرة ويرجع إلى نقطة البداية ليطرح سؤال السيناريوهات المحتملة في واقع نقابي مازوم.

محمد الشهبوني
مناضل الجامعة الوطنية للتعليم



#محمد_الشهبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “شكو ماكو” كيفية الاستعلام عن رواتب الموظفين في العراق من خل ...
- “أخيرًا خبر هيفرح ناس كتير” .. زيادة رواتب المتقاعدين بالجزا ...
- الآن تعرف على رابط التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 ...
- “الآن سجل واحصل عليها” .. التسجيل في منحة البطالة الجزائر 20 ...
- وقفة احتجاجية أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بتونس بسبب سياس ...
- وزارة المالية… تعلن عن موعد صرف رواتب شهر مايو لعام وما هي ح ...
- يحيا التاسع من أيار! عاش انتصار الشعوب على الفاشية!
- دارالاتحاد والشغالين والوطنيين تخرج بعد 120 سنة في حلة جديدة ...
- تدهور المناخ الاجتماعي في الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة
- طلاب جامعة كامبردج البريطانية يواصلون اعتصامهم الداعم لفلسطي ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد الشهبوني - الإتحاد المغربي للشغل: من منهجية تدبير الاختلاف إلى أسلوب الإقصاء والمنع (السيناريوهات المرتقبة للإتحاد)