طالب سهر وادي
الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 17:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا يريد العرب من العراق وماذا يريد العراق من العرب ؟
سؤال كبير من جزأين .. لو فتشنا عن الجواب لتشكلت لدينا أسئلة أخرى كثيرة متشعبة قد تدخلنا في مواضيع ليس الان وقت الحديث عنها .
وبعيدا عن ابتسامات الدبلوماسيين المصطنعة وانفعالات المتحاورين الكاشفة عن بعض الحقائق عبر فضائيات الاتجاه المعاكس والجدل العراقي الذي له أول وليس له آخر في مرحلة المخاض الأولى ثم أيام المحنة والقتل على الهوية والتهجير الطائفي والأحزمة الناسفة والسيارات والأجساد المفخخة لأعراب الصحراء الذين هم اشد كفرا ونفاقا وأجدر ألاّ يعلموا حدود ما انزل الله ... وصولا إلى مرحلة الهدوء العراقي الحذر والمؤطّر بالمؤامرات والدسائس لفرسان العملية السياسية ... وفي ظل ثورات الربيع السلفي العربي بتخطيط وتمويل أمراء النفط من آل سعود وتنفيذ آل خليفة القطرانيين ، تلك الدويلة التي وجدت أو تصورت نفسها فجأة دولة عظمى عندما استحال طغاة العرب إلى أقزام تحت وطأة أقدام وأحذية الشعوب المقهورة .
خلف كواليس السياسة تختبئ حقائق قد لا يجرؤ على التصريح بها احد من العاملين فيها ، وهنا قراءة تمثل على الأقل جزء من الرأي العام .
فمع وجهة النظر التي تذهب إلى أهمية انعقاد القمة العربية في بغداد واثر ذلك في استقرار البلد واندماجه في منظومة المحيط العربي مع كل ما نشاهده من فشل هذه المنظومة في اللحاق بالركب العالمي كأنظمة سياسية لا زالت تجتر نظرية التوريث والبيعة والانقلابات ، وكشعوب يقيم الجهل ويتربع في مضاربها ولا زالت غير مستعدة لمغادرة خانة التعصب القومي والطائفي المقيت ... من الغريب ان نجد الحكومة العراقية ــ المنتخبة شعبيا ــ لا زالت تبحث عن الشرعية لدى هكذا أنظمة هي فاقدة للشرعية أصلا إلاّ وفق الموروث التراثي العربي ونظرية الحكم العمرية الأموية ، ناسية أو متناسية كلام الله جل وعلا الصريح قل لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ... بعد الانسحاب الأمريكي أطلق العرب آخر طلقة لديهم لإفشال التجربة العراقية وكانت عبر أذرعهم التي تتحرك وتحرك جزء من التشكيلات العاملة في الدولة العراقية بعد انهيار النظام القومجي الطائفي الذي حكم منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بداية القرن الماضي ... وتحت ضغوط أسيادهم الأمريكان أذعن العربان لحضور قمة بغداد وهو استحقاق عراقي أولا بعد التسويف والتأجيل على أمل أن تتبدل المعادلة ويتصدر المشهد من يدعمون . وهو ثانيا فرصة للجامعة العربية التي تغيّر وجهها وبعض أساليب واليات عملها بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة بقوة وخلق تصدعات وتضاريس جديدة ولكن ماهو ثمن القدوم العربي لبغداد ؟ حسب الظاهر المنظور إلى الآن ... إطلاق سراح المعتقلين الذين أكدت الحكومة ضلوعهم في مؤامرة لقلب نظام الحكم .. وتغير الموقف الرسمي من الأزمة السورية وثورة شعب البحرين .. وتسليم الإرهابيين الذين أرسلهم ال سعود لقتل العراقيين تحت عنوان التعاون في مكافحة الإرهاب ... وما خفي كان أعظم !!!
كل ذلك من اجل حضور العرب لساعات الى بغداد وتعيين سفراء غير مقيمين لهم في العراق ... تحديدا في عمان من اجل ان يكون عملهم الرئيسي حياكة المؤامرات وتصديرها إلينا ... وسؤال الختام هل يستحق عقد القمة العربية في بغداد كل هذه التضحيات ؟؟؟ .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟