لمناسبة انعقاد مؤتمر النقمة العربية ... الى أصحاب السيادة والسعادة والفخامة والضخامة الملوك والامراء والرؤساء العرب

هادي محسن الجساس

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سادتي ...
الآن وبعدما تغيرت الأدوار في خارطة السياسة العربية ... وبعدما أصبح الصغار كبارآ والكبار صغارآ .. وبعدما سرقت ثورات الربيع العربي واصبح التفتت والتشرذم والتقسيم يهدد البلدان التي شهدت هذه الثورات .. حتى أننا وكمواطنين بسطاء اصبحنا امام امرين لا ثالث لهما وهذان الامران احلاهما مر كالعلقم ... فبعد أن تعاطفنا وشجعنا ودعمنا ثورات الشباب التونسي والمصري والليبي واليمني ضد الانظمة الشمولية والاستبدادية التي كانت تحكم هذه البلدان اصبحنا نجر حسرات الندم ونعظ اصابع سباباتنا ولسان حالنا يقول ليتنا لم نكن نشجع هذه الثورات لأننا لم نكن نعلم ايضآ أنه بتشجيعنا ودعمنا هذا انما نشجع وندعم التشرذم والتفتيت والتقسيم حتى بتنا نشعر وكأننا موغلين ومشاركين في الجرائم التي ترتكب حاليآ في هذه البلدان .
الآن وبعد كل هذا تأتون لتعقدو اجتماعآ لساعتين او ثلاثآ أو قل يومآ كاملآ ستنعمون فيه بنعمة العيش الرغيد والمبيت في فنادق بغداد الفخمة وتستمتعون بما لذ وطاب .. والشعب العراقي كان قد دفع الثمن مقدما في يوم الثلاثاء الدامي ... ناهيكم عما اعلن من تعطيل الحياة في بغداد لمدة عشرة ايام متواصلة .. فهل يرضيكم يا أصحاب السيادة والسعادة والفخامة والضخامة كل هذا ؟؟ هل يرضيكم أن يتعطل علاج المرضى لمدة عشرة أيام كاملة ؟؟؟ وهل يرضيكم أن تتعطل المعاملات الرسمية والتعاملات المصرفية والتجارية والقضائية كل هذه الفترة ؟؟ وهل يرضيكم تعطيل سفر من لديه النية في رحلة علاج .. أو قضاء عمل تجاري .. أو زيارة لذويه المغتربين ومااكثرهم .. أو حتى للراحة والاستجمام ؟؟؟ وأنتم تنعمون بالعيش الهانئ وتتفرجون على الشعب العراقي .. والسوري .. والمصري .. والتونسي .. والليبي .. واليمني وهم يذبحون ويتقاتلون فيما بينهم أو فيما بينهم وبين أعداء الانسانية .
ان قمتكم ( نقمتكم ) هذه كان يفترض بها أن تكون من أجل معالجة مشاكل هذه الشعوب ألتي هي شعوبكم وأنتم أولى برعاية مصالحهم ( ان كنتم تمثلوهم ) قبل غيركم لا أن تنحروهم على مذبح الديمقراطية وأنتم تتبادلون الابتسامات الصفراء والقبل الكاذبة والمنافقة .
عذرآ سادتي ...
نحن نريد منكم ومن قمتكم هذه ( نقمتكم ) أن تجود علينا بمشير أو جنرالآ أو أية رتبة كانت أو حتى شخصآ من غير العسكريين .. كالمشير السوداني المحترم عبد الرحمن سوار الذهب .. ألذي زهد كرسي السلطة وسلمه شامخآ الى غيره .
عذرآ سادتي سوف لن أصفق لسماع خطاباتكم .. فدعوني في همومي غارقآ .. ودعوني أبكي على شهدائي في العراق .. ومصر .. وتونس .. وليبيا .. واليمن .. وسوريا .. فدمائهم لن تجف بعد فيما انتم سترسمون خطواتكم على سجاد احمر يذكرني لونه بلون دماء الشهداء .
فطوبا لكم قمتكم ... وتعسآ علينا نقمتكم .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات