أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لحسن بتغراصا - التربية وعلاقتها بالتنوير عند كانط















المزيد.....

التربية وعلاقتها بالتنوير عند كانط


لحسن بتغراصا

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقديم
يبدو لي أن هذه المقالة تعتبر من بين أهم المقالات التي كتبها كانط ، لأنها على علاقة وطيدة بمسألة التنوير ، فهي شرط أساي وضروري لحصول التنوير ، كما يشير إلى ذلك كانط في مستهل هذه المقالة ، كما أن هذه الأخيرة تثير قضايا مهمة جدا لا تزال تحتفظ براهنيتها إلى الآن ، مثل قضية التوفيق بين الحرية والطاعة ، كما أنها تثير أيضا إشكاليات لا زالت قائمة إلى الآن مثل قضية الجنس وعلاقتها بالطفل والمراهق والمجتمع بصفة عامة .
كما ان اختيارنا لهذه المقالة لم يكن عبثا ، فبعد قراءتنا لموقف كانط من الثورة الفرنسية وعلاقة هذا الأخير بسؤال التنوير ، وكيف ان هذان السؤالان لا ينفكان عن بعضهما البعض ، تبين لنا أن الأهم عند كانط أيضا لحصول التنوير وكذا التقدم البشري الذي أعلنت عنه الثورة الفرنسية ، هو التربية التي هي شرط ضروري لحصول التنوير .
هذا النص هو عبارة عن محاضرات كان يلقيها كانط في جامعة كونكزبارك konigsberg أثناء فترات متقطعة من سنة 1776/1786 ( ).
وتنم هذه النصوص عن الاهتمام الكبير الذي كان يوليه كانط لمسألة التربية ،لازمه طوال حياته ، ولم يكن نتيجة للواجب المهني فقط ، فكان دوما يعتبر بأن التربية هي أهم وأصعب مشكلة تطرح على الانسان ، وهذا التأكيد الكانطي ليس من قبيل التأكيدات السطحية ، بقدر ما يعبر عن الاهتمام البالغ لدى كانط بمسألة التربية ، ذلك أن فكرة التنوير لدى كانط تتضمن بعدا تربويا فلم يعد الهدف من وراء مؤسسة التربية هو اكتساب مهارات وامتلاك معرف من أجل الاندماج في بؤرة المجتمع السائد فحسب، وإنما أيضا في الانفتاح على حركة التفكير المعاصرة (الأنوار) والمساهمة في ترسيخ الدولة العصرية من أجل تغيير الذهنيات والممارسات ومجاوزة النظم التقليدية التي طالما جثمت بثقلها على الذات والآخر والعالم.
هذا الاهتمام الكانطي بمسألة التربية نابع من اشتغال الرجل مدة طويلة بمسألة التعليم مما مكنه من اكتساب تجربة كبيرة في التربية والتعليم وإدراك الفرق البون الشاسع بين النظرية والممارسة في ميدان التربية ( ) وفي هذه المقالة سعى كانط إلى الربط بين التجربة والنظرية ( ) ، ومن الملفت للنظر حقا أن كانط يقترح في التربية حلولا ناجعة تدل على وعي وحس تربوي سليم ودقيق ، وهذا التأكيد على التجربة ليس عبثا بل هو من أجل الالتفات إلى واقع الطفل الأسري وكذا الاجتماعي ، وما يتطلبه هذا الواقع من إنجاز وتخطيط تربوي في ضوء التجارب الممكنة والضرورية ، ذلك أن كانط يعتبر أن غاية التربية لا تنحصر فقط في الاهتمام بالحالة الراهنة وتكوين الناشئة وفق متطلبات الواقع الراهني الذي يعيشه المجتمع ، أو إعداد الأطفال للنجاح في الحياة كما يريد ذلك أولياؤهم ، بل الأهم عند كانط هو تكوين هؤلاء حسب رؤية مستقبلية ، يقول كناط " يجب ألا يربى الأطفال فقط بحسب حالة النوع البشري الراهنة ، بل بحسب الحالة الممكنة التي تكون أفضل منها في المستقبل ، أي وفق فكرة الإنسانية وغايتها الكاملة ( ).
من هنا نرى كانط دائما يسعى إلى تأسيس نظرية كونية ، تتضمن أبعادا قيمية إنسانية تنأى عن التصورات الجهوية والإقليمية ، وتتجاوز كل المسافات التاريخية المحددة لتطرح إشكاليات تربوية لا تزال تحتفظ براهنيتها إلى الآن ، وخاصة مسألة الحرية والطعة ، والامتثال والعفوية ،...فهذه المقالة الكانطية لا تزال تدعوانا إلى التفكير في هذه القضايا من جديد وإلى التفكير فيها استنادا إلى العقل والتجربة.

تأملات في التربية
1776 _ 1787

" الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يجب تربيته ، ويقصد فعلا بالتربية الرعاية ( الرعاية ، التغذية ، التعهد ) والانضباط والتعليم المقترن بالتكوين ، ومن هذه الزوايا الثلاث يكون الإنسان رضيعا وتلميذا وطالبا ( ).
يبدأ كانط بالتأكيد على مسألة التربية بالنسبة للإنسان ، ذلك أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يجب تربيته ، أما الحيوانات فتتعهد نفسها بنفسها ، كما ان المقصود بالتربية عند كانط ليس الإتيان بشئ جديد مخالف للطبيعة بقدر ما هو اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة التي يقوم بها الوالدان ليحولا بين أطفالهما وبين استعمال قواهم الطبيعية استعمالا سيئا ( ).
في هذا الإطار يؤكد كانط على مسألة " الانضباط " ويعتبر هذا الخير بمثابة الشرط المحقق للإنسانية ، إذ عن طريق الانضباط يصير الإنسان إنسانا ، فالحيوان حسب كانط لا يحتاج أن يحدد لنفسه مسار سلوكه ، فقد حدد سلفا من طرف الطبيعة ، لكن الإنسان يحتاج حسب كانط إلى استعمال عقله الخاص ليحدد لنفسه مسار سلوكه ، وبما ان الطفل لا يستطيع القيام بذلك فقد وجب على الآخرين أن يقوموا بذلك من اجله .
إذن الانضباط عند كانط هو الفعل الذي يجرد به الإنسان من حيوانيته ، وهو يقابل التوحش ، وهذا الأخير حالة مستقلة عن القوانين ، بينما الانضباط يخضع الإنسان لقوانين الإنسانية( ) وهذا يجب ان يتم في سن مبكرة حسب كانط فالأطفال يرسلون إلى المدرسة ليس من أجل أن يتعلموا شئا ، بل من اجل التعوذ على الانضباط والامتثال لما يؤمرون به ، وهذا يقي فيما بعد من الخضوع للنزوات والأهواء ، ولو تركنا الإنسان في حداثة سنه يتصرف وفق مشيئته ودون شئ يمنعه لاحتفظ طول حياته بنوع من الوحشية وعد الخضوع لأوامر العقل ( ).
قد يفهم من هذا أن كانط يخالف الشرط التنويري الذي هو " الحرية " عندما اكد عليه في مقالته " ما هو التنوير ؟ qu’est ce que les lumières ? حيث قال : " وإنه من أجل هذا التنوير لا يتطلب الأمر شئا آخر غير الحرية ، وبالضبط تلك الحرية الأقل ضررا ..أي حرية الاستعمال العمومي للعقل في كل الميادين ( )..لكن كانط لا يعني بالانضباط الطاعة العمياء للإنسان بقدر ما هي طاعة للعقل وأوامره ، ومن هنا يؤكد كانط ان هناك عائقان اثنان يحولان دون تحقيق هذا الهدف المنشود ؛ الأول يتعلق بالأولياء الذين يحرصون على شئ واحد وهو أن ينجح أولادهم نجاحا جيدا في الحياة دونما تمكينهم من استعمال عقولهم بأنفسهم ودونما الاهتمام بالتربية كعلم يستفيد منه كل الأجيال، أما الثاني فيتعلق بالأمراء الذي لا يرون في رعاياهم سوى أدوات لأغراضهم ، وهؤلاء لا يفكرون إلا في قضاياهم ومصالحهم الشخصية ، وليس هدفهم الخير الكلي للإنسانية ، وبهذا يدعوا كانط إلى تصور مخطط في التربية يتخذ منحى كونيا ، وهنا يطرح كانط مسالة مهمة جدا وهي : هل الخير الكلي فكرة تضر بالخير الخاص ؟ يجيب كانط طبعا بالنفي لأن الخير الكلي حسب كانط يزيد من تحقيق الخير الخاص ( ) وهذه فكرة لها ارتباط وثيق بمسألة : الاستعمال العمومي للعقل والاستعمال الخصوصي للعقل ، ذلك أن هذا الخير لا يضر أبدا بالأول ولا يعيق تقدم الأنوار ، إذن الأمر لا يتعلق أبدا بتقييد للحرية وإعاقة التقدم ألأنواري يقول كانط " إن استعمال الإنسان لعقله استعمالا عموميا يجب أن يكون دائما حرا ، وهو وحده يمكن أن يؤدي إلى تنوير الناس ؛ أما استعماله الخصوصي فيمكن غالبا تقييده بصرامة شديدة ، دون أن يعوق ذلك بشكل خاص تقدم التنوير ( ) .
إذن فكرة الانضباط لا تعني أبدا إقصاء الحرية بقدر ما تعني نفس ما يعنيه الاستعمال الخصوصي للعقل ، ذلك أنه لا يمكن للإنسان ألا يتقيد بشئ ما ضمن إطار ما والخضوع للقوانين ، كما انه وفي نفس الوقت لا يمكن للإنسان أن يظل دون ان ينتقد أو يحتج أو يلاحظ أو يعترض..ضمن فضاء خاض يسمح بالقيام بهذه الأشياء.
تشمل التربية عند كانط ؛ الرعاية والثقافة ، وهذه الأخيرة هي : _ تربية سالبة يقتصر فيها الانضباط على منع الأخطاء _ وموجبة تهتم بالتعليم والتوجيه ، من هنا يفرق كانط بين المعلم ( الخاص ) الذي لا يعدو أن يكون حسب كانط إلا أستاذا ، وبين ( المربي ) الذي يربي ويوجه من أجل الحياة عكس الاخر الذي يربي من أجل المدرسة ( ) كما أن هناك حسب كانط فترتين بالنسبة للطفل ، فترة أولى ينبغي أن يظهر فيها الطفل الامتثال والطاعة السلبية ، وفي الفترة الثانية نعلمه وفق قوانين كيف يفكر وكيف يمارس حريته ، فالقسر آلي في الفترة الأولى وهو أخلاقي في الثانية ، ومن هنا يخلص كانط إلى التفريق بين التربية الخاصة ، والتربية العامة ، فالولى مهمتها التمرس على القواعد الأخلاقية ، أما الثانية فمهمتها التعليم والثقافة الأخلاقية ، وغايتها تحقيق تربية سليمة خاصة ، لكن كانط يؤكد ان التربية العمومية هي بوجه عام أكثر نفعا من التربية الخاصة (*)، ليس من حيث المهارة فحسب ، بل أيضا فيما يتعلق بطبع المواطن ( ) .
يعود كانط ليتساءل مرة أخرى حول مشكلة الحرية ، ومشكلة الطاعة والامتثال ؛ كيف يمكن الجمع بين امتثال المرء قسرا للقانون ، وبين القدرة على استعمال حريته ؟ كيف أستطيع تعاطي الحرية في ظل القسر ؟ يجيب كانط " ينبغي أن أعوذ تلميذي على قسر يثقل حريته ، وفي الوقت نفسه أوجهه هو بالذات إلى حسن استخدامه لحريته ، ( ) يضيف كانط : من غير ذلك يكون كل شئ مجرد آلية محضة ، ولا يقدر الإنسان المحروم من التربية على استعمال حريته ...( ).وهكذا يستطيع كانط أن يوفق بين الطاعة والامتثال والحرية ، كما استطاع سلفا التوفيق بين الاستعمال العمومي للعقل والاستعمال الخصوصي للعقل ، إذ لا يوجد تعارض بينهما أبدا.

بعض القواعد الكانطية التي يجب إتباعها في عملية التربية

1 ينبغي ترك الطفل حرا في كل الأمور منذ الطفولة الأولى ( باستثناء الأمور التي يمكن فيها أن يضر نفسه ) ولكن شرط أن لا يناوئ حرية الآخرين .
2 ينبغي أن نبين له أنه لا يقدر على بلوغ غاياته إلا إذا ترك الآخرين يحققون غاياتهم ، مثلا أنهم لا يفعلون أي شئ يرضيه إن لم يفعل هو ما يردون .
3 ينبغي ان نثبت له أننا نمارس عليه قسرا يقوده إلى استعمال حريته الخاصة ، واننا نثقفه لكي يستطيع ذات يوم أن يكون حرا ، أي لا يكون تابعا لرعاية الآخرين ، وهذا الجانب هو الأكثر تأخرا يؤكد كانط ( )وهناك تفكير يأتي متاخرا لدى الأطفال وهو إمكانية إعالة أنفسهم ، فهم يعتقدون أنهم دائما سيعالون من طرف أوليائهم ، وخاصة أطفال الأغنياء وأبناء الأمراء الذين يظلون طوال حياتهم أطفالا ، من هنا – يشير كانط – إلى ان التربية العمومية تتوفر على كثير من المزايا ، فالتربية العمومية تعطي أفضل نموذج للمواطن في المستقبل ( ) وهكذا دوما نجد كانط في كل مقالته وكتاباته يفضل البعد العمومي والكوني ، حتى عندما تكلم عن الثورة الفرنسية اعتبر ها بمثابة تجسيد لحلم التقدم الكوني والإنساني بصفة عامة وليس فقط حدث خاص بالفرنسيين ، وكل حدث لا تتوفر فيه الشروط البرهانية والتذكيرية والتقديرية لا يعني كانط ، ذلك لأنه لا يعني الإنسانية بصفة عامة . أكثر من ذلك يؤكد كانط حتى ان ألعاب الأطفال تتميز بالكونية فتجدها تتشابه في اغلب البلدان إذ في أصل هذه الألعاب نزوع طبيعي لدى الأطفال.
في هذا الصدد أيضا بفرق كانط بين الثقافة العامة والخاصة ، فالأولى تنشد المهارة والإتقان وتكوين القوى العقلية ، وأما الثانية تنشد تنمية القدرة على المعرفة ، وتنمية الحواس والذاكرة ، كما أن كانط يؤكد على أن التربية الأخلاقية يجب أن تقوم على مبادئ ، لا على الانضباط ، فهذا الأخير – حسب كانط – يمنع العيوب ، والأخرى تنمي طريقة التفكير ( )لهذا ينبغي أن نعود الطفل أن يتصرف وفق مبادئ يتبين هو نفسه عدالتها ، وأن الثقافة الأخلاقية حسب كانط تفترض الكثير من الأنوار لدى الأولياء والمعلمين ( )لهذا يجب أن تجد المبادئ مصدرها في الإنسان نفسه ، وهي أولا مبادئ المدرسة ، ثم مبادئ الإنسانية بصفة عامة.
كما أن الطاعة ضرورية بالنسبة للطفل – حسب كانط – وهي قسمان : طاعة مطلقة ؛ بمعنى إطاعة القوانين سواء داخل المدرسة أو داخل أية مؤسسة ، وكذا طاعة قوانين الدولة ، وهذا ما سماه كانط في مقالته " ما هو التنوير ؟ " بالاستعمال الخصوصي للعقل ، .ثم هناك طاعة إرادية ، بمعنى لا تخضع للالتزام بل تكون نابعة من إرادة الإنسان / الطفل وبرضاه ( ) وتختلف الطاعة لدى المراهق عنها لدى الطفل ، إذ أنها تقوم على الخضوع لقواعد الواجب ، وأن فعل شئ ما من أجله يعني طاعة العقل ، فيكون جهدا لا طائل من ورائه ان نكلم الطفل عن الواجب ، ذلك أنهم يعتبرونه شئا يكون خرقه متبوعا بالسوط ، لكن ما أن يكبروا حتى يستوعبوا ضرورة مفهوم الواجب ( ) . ويؤكد كانط على ضرورة تلقين الأطفال الواجبات التي عليهم أن يقوما بها ، وهي : واجبات تجاه الذات ، وواجبات تجاه الآخرين ، فالأولى لا تتمثل حسب كانط في الحصول على لباس أنيق أو ما إلى ذلك ، بل تتمثل في امتلاك إحساس داخلي معين بالكرامة ؛ كرامة الذات وكرامة الإنسانية أيضا ، كذلك يجب أن يتعلم الطفل أن يقوم بواجبات تجاه الآخرين ، وذلك بتلقينه في سن مبكرة التقدير والاحترام للآخرين ، ذلك أن حفظ كرامة الإنسان في شخصه لا تتأتى إلا عندما يضع المرء نصب عينيه الفكرة المطلقة للإنسانية بصفة عامة ، ومن يهمل الواجب تجاه الذات إنما يستبعد الإنسانية أيضا ( ). في هذا الصدد يتساءل كانط حول ما إذا كان الإنسان من الناحية الأخلاقية خيرا ام ضريرا بالطبع ؟ إنه حسب كانط لا هذا ولا ذاك لأن الإنسان بطبيعته ليس كائنا أخلاقيا بالمرة ، وهو لا يصير كذلك ( أي كائنا أخلاقيا ) إلا عندما يرتقي عقله إلى مفهوم الواجب ، والإنسان في ذاته يحتوي على دوافع تبعث على جميع الرذائل ، ولا يصبح أخلاقيا إلا عندما يمارس على ذاته نوعا من الإلزام والإكراه ( )
لقد حاولنا جهد المستطاع خلال هذه الصفحات ، أن نبين كيف ان النظر في مسألة التربية لدى كانط ارتبطت ارتباطا وثيقا بالنوار والتنوير ، وهذا كان اهتمام جميع الأنوار يين ، ذلك ان الإعلان من شأن التربية والعمل على تعميمها يؤدي حتما إلى التقدم والتنوير ، وان الحط من قيمتها والتقليص من دورها يرسخ الجهل والاستبداد والتخلف الاجتماعي.لهذا كان كانط شانه شأن جميع الأنواريين يهتم بالتربية اهتماما كبيرا ذلك انه اعتبرها بمثابة الشرط الضروري لحصول التنوير ، كما ان هذا الأخير هو نتيجة حتمية للتربية الخلاقة .
لقد تكلم كانط ضمن مقالته هذه على جميع الأشياء التي تهم التربية وتهم الإنسانية قاطبة ، بدءا بأصغر الجزئيات حتى أكبر الكليات، لكننا اقتصرنا فقط على الأشياء التي لها علاقة مباشرة بمسألة التنوير ، كالحرية والطاعة ، والانضباط ، والواجب والثقافة...
فإذا كانط في مقالته " ما هو التنوير ؟" يؤكد على هذه المفاهيم ويعتبرها شروطا ضرورية لحصول التنوير ، فإنه في هذه المقالة يبين الكيفية التي بها تغرس هذه المفاهيم منذ الطفولة ، وذلك في سعيه الدءوب إلى تأسيس نظرية كونية أنوارية خاصة بالإنسانية ، ذلك أن هذه المقالة شأنها شأن كل المقالات الكانطية الأخرى تحاول رسم معالم كونية عامة لا تهم المجتمع الألماني فحسب بقدر ما تهم الإنسانية ، وهذا ما أكده في بداية هذه المقالة عندما قال : " يجب ألا يربى الأطفال فقط بحسب حالة النوع البشري الراهنة ، بل بحسب الحالة الممكنة التي تكون أفضل منها في المستقبل ، أي وفق فكرة الإنسانية وغايتها الكاملة. إذن كانط لم يكن المانيا بقدر ما كان إنسانيا ، فشغفه الكبير بالإنسانية لم يفارقه طوال مسيراته التاريخية إلى أن فارق الحية .


المصادر المعتمدة

_ 1 إمانويل كانط " تأملات في التربية réflexion sur l’Education " ترجمة : محمود بن جماعة ، دار محمد على للنشر ، سلسلة أضواء ، ط 1 /2005
_ 2 مقالة إيمانويل كانط "ما هو التنوير ؟ " ترجمة عن الألمانية : إسماعيل المصدق .

كانط إمانويل " تأملات تأملات في التربية " ترجمة محمد بن جماعة
ن م س ص : 4
ن م س ص : 7
ن م س ص : 5
ن م س ص : 12
ن م س ص : 12
ن م س ص : 13
ن م س ص : 13
نص كانط ما الأنوار ؟ ترجمة عن الألمانية : إسماعيل المصدق
تأملات في التربية ن م س ص : 20
نص كانط ، ن م س
" تأملات في التربية " ن م س ص : 25
ن م س ص : 26
يقيم كانط دوما تفرقة ما بين العام والخاص ، كما أنه يفضل دائما ما هو عام ، ذلك ان الرجل طول مسيرته التاريخية كان يسعى دائما إلى بناء نظرية كونية تهم الإنسانية قاطبة . (*)
ن م س ص : 27
ن م س ص : 72
ن م س ص : 28
ن م س ص : 19
ن م س ص : 49
ن م س ص : 58
ن م س ص : 59
ن م س ص : 62
ن م س ص : 71
ن م س 74



#لحسن_بتغراصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لحسن بتغراصا - التربية وعلاقتها بالتنوير عند كانط