أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الهاشمي بن ربيعة - محاولة لفقدان ذاكرة














المزيد.....

محاولة لفقدان ذاكرة


أحمد الهاشمي بن ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


أتذكر:

وأنا ابن المرأة الثانية أو الثالثة
وأعمامي الرعاع يصرون,
على امتهاني
ألوذ بخرافي نحو الخلاء
لتعبث بالخراطيش بين العشب الندي
وليتسنى لي أن أكون إله
الأقحوانات الجميلات
يزَيّنَّ خدود الثرى
والياسمين عطرا سرمديا
على كساءه الكستنائي
ولأغسل جلبابي الصوفي
وأنا استجم بالرذاذ جنب الوادي
وأرابط لزينب منتظرا
حتى تملأ القلق
وأسابق السنونو مصطنعا
لألفت الكون أنني ذرة غبار فوقه
ولألفت زينب أنني إله المكان

وأنا أصرخ:

أنتظر الإفرنج ليرحلوا
شرط أن يأخذوا أعمامي معهم
ويتركوا خالي بيننا
وتوأميْ عنزتي البِِيض
ويعيدوا إليََّ نايِِي القصبي
ومن وراء الشمس
"الجيلالي" و"الفاطمي"
أيها الغرباء
أرشدوني لقبر أبي
أيها الغرباء
عودوا إلينا
أيها الغرباء
لا لتنظفوا الحقول من بارودكم
ولا لأجل نايي؛ أثمن ما ملكت
ولا لأجل خراطيشكم
فقد أكلتها العنزات
وإنسان المستعمرات
بل لأجل نفاياتكم الحاكمة
فلم نجد بحجمها قمامات
كما لم نجد من قبل بحجمكم

وأنا شريد:

ابن المرحلة الثالثة أو الرابعة
والرأس ابيَّضَ من فرط الحياة
والحياة اسودََّت من فرط البؤس
واغتصبت على قارعة التاريخ
فحبلت فجاءني الطلق
على مسخ إنسان
وعرفت أن زينب
خانت طفولتي,
مع جندي فرنسي
وخانت شبابي,
مع حاكم مغربي
وخانت شيبي,
مع سائلهما المنوي
وملأت الجراب بالكذب علي
وسامحتها فلم يغفر الوادي
وعذرتها فاتهموني:
الحقل والناي والسنونو والعنادل
والصنوبرة الأم
ٲني زينب الخائنة
مادام مضاجعيَّ
وُلاة أمري وآلهتي

وأنا أهيم:

أتنتظر السوقة ليعدلوا
وأطفالي الجراء مصرون,
أنني والدهم ومعيلهم
وأنا لا أذكر مني شيئا
نسيتُني تماما
نسيتُ صوتي
من فرط الهمس
ونسيتُ شكلي
من كثرة توائمي
ونسيتُ مشيتي
من كثرة الوقوف
ونسيتُ الوقوف
من شدة النوم
ونسيتُ أنني أنا
فصرت أتسلل ليلا
إلى مضجعي
لكي لا تستيقظ الأرض والإنسان
والجراء المكَوََّمة
لكن قطتي الشقراء
تستفيق على وقع قدومي
ولا أجد ما أطعمها
فتنوء وتنوء لتذكرني
أنني أنا
أنني مدمن حب زينب
فيستفيق الجميع
على هول الفضيحة
فضيحة
أنني أنا, بعد أن تنكرتُ لي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيامة


المزيد.....




- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الهاشمي بن ربيعة - محاولة لفقدان ذاكرة