أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبراس دلول - العلمانية والتطرف الاسلامي في الانتفاضة السورية















المزيد.....

العلمانية والتطرف الاسلامي في الانتفاضة السورية


نبراس دلول

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتفل العالم غداً بذكرى عيد الأم, و أظن أننا كلنا نحاول أن تكون سوريا أمنا الجامعة لنا بحضنها الدافئ. لذلك فان معايدة ألام التي ولدتنا وربتنا سيمر تلقائياً عبر الآم الكبيرة: سوريا.
بالنسبة لي, فان وطناً اسمه سوريا يشع في مخيلتي بادء الآمر في صورة أمي القروية السمراء, لذلك وطالما أنني سأتصل غداً بأمي لمعايدتها ,فلابأس بأن أقدم بعض افكار وهواجس للام سوريا وأحدثها عن رأي بما يجري في أحشائها, داخل أزقتها وشوارعها وساحاتها-أبناءها.
الاحتفال بعيد الآم غداً, يتقارب مع الاحتفال بذكرى مرور عام على الانتفاضة السورية التي لم يكتب لها الى الان ولعدة اسباب أن تكون ثورة! ان التخبط الحاصل والمحاولات العديدة لسرقة الحراك او لتغطيته برداء ليس ردائه وليس من جلدته ينم على فكرة مفادها أن الحل للمأزق السوري ليس بالمتناول الآن ولن يكون على المدى القريب طالما أن الهم الوحيد للكثيرين من قيادات المعارضة السورية( ولا أقول القليل) هو العودة الى دمشق (منتصرين) وان كان ذلك على حساب سوريا جثة هامدة أو أم (مغتصبة) لا ينفع معها بعد ذلك (المعايدة).
يتجلى المأزق السوري ,في ملعب المعارضة, في أن السياسة وادواتها مغيبة لصالح الآيديولوجيا والنظرة المسبقة, التي تكون في كثير من الآحيان وعند غالبية شخصيات المعارضة , نظرة مطلقة لا يأتيها الباطل لا من أمامها ولا من خلفها طالما أنها, برأيهم, تؤدي الى اسقاط النظام. هذا النظام الذي يحسب له تملك أدوات سياسية جعلته لاعب اقليمي مهم وغير قابل للسقوط طالما أن معارضيه وأدواتهم ,في حال وجودها أصلاً, هم عبارة عن غوغاء ( لااتحدث هنا عن الشارع) وعن جملة من مرضى العصاب وطلاب الشهرة وهواة للسياسة لايزالون يروها, السياسة, وسيلة للاستمناء باليد يحقق لهم البهجة المريضة.
في المسار الثوري, يعتبر انتقاد المعارضة والشارع الثائر هو مفتاح تحقيق خطوة تصحيحية للحراك الجماهيري, وعند مقارعة نظام استبدادي ,كالنظام السوري, يحضر الجانب الآخلاقي بقوة في كثير من اداء الثوار. حيث ان الجماهير لو كانت تريد استبدال مستبد بأخر وطبقة سائدة بأخرى مثلها, أي تحمل نفس ممارساتها السياسية الاقصائية وغير ذلك, لكان أولى أن تطلب اصلاح ماهو قائم فان ذلك أقل كلفة وأكثر نجاحاً على المدى البعيد.من ذلك, ولآن الثورة مشروعنا منذ اكثر من عقد من الزمن(على المستوى الشخصي) فان تسليط الضوء على سلوكيات الثوار السلبية يصب في خانة دعم الحراك وتصحيح مساره وجعله يحقق التغيير المنشود على مستوى البنى السياسية والاجتماعية والاخلاقية للمجتمع السوري.
نلام كثيراً كعلمانيين, لايشق لنا غبار, على تأيدينا للحراك الثوري الذي تشهده سوريا بحجة ان ذلك يصب في مصلحة التيار الآسلامي الذي يريد خنق المجتمع السوري واضطهاد الآقليات والى ما هنالك. طبعاً, ان الخوف من الاسلاميين هو أمر مشروع بسبب تاريخهم القذر في كثير من المجتمعات, هذا طبعاً بالاضافة الى حاضرهم الذي لم يخلو من انتهازية في كثير من المواقع. ولكن قد يكون هذا الخوف, اذ ما جاء من عفوية الشارع غير الاسلامي, هو أكثر قبولاً عندنا من ان يأتي من مثقفين وقيادات سياسية او وجوه اجتماعية كبيرة. حيث أن اولئك المثقفين وتلكم فئة المنورين لم تقرأ الواقع الاقليمي جيداً ولم تحاول فهم العلاقات التي تربط الافكار بجملة المتغيرات, من حيث أسباب صعود أيديولوجيا ما وتصدرها للمشهد على حساب ايديولوجيا اخرى, هذا عدا الاستعصاء الفكري لدى الكثير من اولئك الدارسيين في فهم بنية الايديولوجيات نفسها وعلاقاتها الداخلية , فلو أنهم أعملوا ألة العقل جيداً لاكتشفوا بأن الموقف السياسي الصحيح هذه الايام هو تبني خيار الثورة حفاظاً على ماتبقى من تقاليد علمانية في المجتمع السوري, أو قل: كانوا تبنوا خيار الثورة لآنها أفضل وسيلة لتنفيس الاحتقان الديني وأنجع طريقة لوقف المد السلفي او على الاقل عدم دفعه نحو التطرف أكثر او نحوحمل السلاح!.
نعم, في سوريا كلما تأخر سقوط النظام كلما تحولت سوريا الى قندهار أخرى!! كلنا رأينا كيف أن نجاح الثورتين التونسية والمصرية خلال أيام معدودات كان من نتائجه على المدى البعيد هو قبول التيارات الاسلامية المتشددة الدخول في لعبة البرلمان وعدم حمل السلاح لفرض أرائها وخياراتها السياسية والاجتماعية. حدث ذلك في تونس ومصر وهما بيئتان (وخصوصاً وبالدرجة الآولى مصر) مناسبتان لحلم اسلامي-سلفي قائم على الهوس بانشاء الدولة الدينية الاسلامية. تعتبر مصر بيئة حاضنة من الدرجة الآولى لنمو التيار السلفي( أعتقد أن المشكلة هذه الآيام هي مع السلفيين أكثر من الاخوان) لاعتبارات عديدة أهمها أن 90 بالمئة من المصريين هم من المسلمين السنة( لا شئ غير السنة هناك!!) الا ان مشاركة التيارات السلفية والمتشددة في الثورة المصرية واسماعهم الناس صوتهم بشكل عال من ثم نجاح الثورة أدى الى تنفيس الاحتقان السلفي ولعلّ الصورة التي تختصر ما أريد ايصاله ,هي تلك التي جمعت المتحدث باسم حزب النور السلفي في البرلمان مع النائب اللبرالي عمرو حمزاوي في حفل زفاف الاخير من الفنانة بسمة التي ظهرت بفستان عرس مكشوف الصدر.
النائب السلفي صرح بعد ذلك أنه لايحترم ولايحب حفلات الزفاف المختلطة بين الجنسين الا أنه رأى ان من واجبه تلبية دعوة زميله عمرو حمزاوي خصوصاً( وبحسب ماقاله اثناء مقابلة هاتفية مع قناة دريم) ان حمزاوي برأيه هو أنشط عضو في البرلمان ويحترم نشاطه الذي يخدم فيه الناس!.
هذه الصورة تبين لنا حجم الكارثة المقبلين عليها نحن هنا في سوريا. فالشباب المتدين المنخرط في الحراك الثوري يتجه شيئاً فشيئاً من منطقة التدين المحافظ الى منطقة التطرف الديني لآن احلامه تكسرت على شاطئ التشبيح الذي يمارسه النظام بحقه. ان النظام هو الملام بالدرجة الاولى على عملية(النزوح) هذه,فالشباب السوري بدأ يشعر ان رجولته وجينات التغيير فيه باتت معطوبة بالمقارنة مع الشباب التونسي او المصري او حتى الايراني والبحريني! عندما يخرج الشباب السوري بأعداد هائلة ويقدم الدماء من ثم ,وبعد عشرة أشهر على انتفاضته, يخرج رئيس النظام في خطاب فحواه الحديث عن الخدمات كزراعة الزيتون وغير ذلك(وكانه في خطاب ترشح لمجلس الشعب لا أمام حركة ثورية) بينما الشباب في تونس ومصر يسقطون نظاماً بكامله خلال ايام ودون الوصول الى الرقم الذي وصلت اليه تضحيات الشعب السوري, فعلينا اذن ان نتوقع عملية النزوح نحو التطرف( الذي شاءت الظروف والتاريخ ان يكون اسلامياً هذه المرة). فحتى في البحرين تم تقديم التنازلات للشباب المنتفض يا ايها النظام السوري ولم يتم مقابلة الانتفاضة هناك بالحديث عن الخدمات بل تم الحديث عن السياسة.
المزعج, أن اللائمون لنا يتسابقون لمدح حماس وحزب الله !! على الرغم من معرفتهم بأن تلك تنظيمات اسلامية وهم يقبلون بها طالما أنها ليست سورية.
ان هذا المنطق (الآعوج) الذي سوق له النظام السوري وتبناه مؤيدوه والذي يقول: ان دعم حماس واجب والقتال الى جانب حزب الله هو فريضة ,وليس هناك أجمل من الاسلام على الطريقة التركية وعندما يأتي ذلك الاسلام الينا ننسى ما قلناه سابقاً ونعتبره ردة (عثمنلية)... كل ذلك يقودنا للقول للنظام السوري واتباعه: ما رأيكم أن نقف الى جانب اسرائيل (العلمانية) في حربها ضد حزب الله وحماس كون الاخيرتين منظمات اسلامية تنادي بالحجاب وحد الردة.. الخ؟ ما رأيكم لو كنا قلنا (كعلمانيين نرفض الحجاب وحد الردة) لاسرائيل بقيادة أولمرت (الذي يرفض الحجاب وحد الردة) في العام 2006 بأننا واياه في خندقٍ واحد ضد حزب الله او ضد حماس في العام 2008؟.
أعتقد ان من يقف مع النظام السوري بحجة العلمانية والدفاع عن الحريات الشخصية , بينما نراه يقف مع حماس وحزب الله , وهما الحركتان الاسلاميتين المعاديتان للحريات الشخصية , في حربهما ضد اسرائيل, هو أحد شخصين: اما أنه منافق يعمل الامر ونقيضه أو أنه خائن لمبادئ العلمانية لآنه لا يقف مع اسرائيل في حربها ضد القوى الرجعية-الدينية؟
نحن, وكي لانقع في كل ذلك, وبالرغم من معرفتنا بخلفية سياسات حزب الله وحماس وتعارضنا معها, لم نقبل الا أن نكون الى جوار الحق ضد الباطل, فوقفنا الى جانب الشعوب المقهورة في لبنان وفلسطين ولم تغرينا اسرائيل(بعلمانيتها), وها نحن اليوم نقف الى جانب الثوار السوريين على الرغم من اختلافنا الفكري والسياسي والاجتماعي وحتى الديني مع السواد الاعظم منهم ,ليس محبةً بهم وانما محبةً بالانسانية وبالوطن ومحبةً بالانسجام مع النفس.
نعم, وعلى الرغم من كل اختلافاتنا مع شرائح واسعة من المنخرطين في الانتفاضة السورية(أشدد هنا على الاختلاف بالنظر الى الحجاب وحرية المرأة ودور الاقليات) الا أننا نقف هناك, معهم, على يابسة الحق, متمثلين قول الرائع أبداً مارتن لوثر كينغ جي أر حيث قال في أحدى ألمعياته التنظيرية المذهلة: ((أن أسوء مكان في الجحيم مخصص لآولئك الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الاخلاقية العظيمة)). ولا شئ أكثر أخلاقاً هذه الآيام من ثورة الشعب السوري.
تحيةً لأمي خصوصاً وللآمهات عموماً وللوطن-الآم سوريا يوم عيد الآم .



#نبراس_دلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام والديمقراطية
- سيرم - دفاعاً عن المرأة والجنس


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبراس دلول - العلمانية والتطرف الاسلامي في الانتفاضة السورية