أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض برادلي - بلعام عنقروم .. تحقيق في قبو ملكي














المزيد.....

بلعام عنقروم .. تحقيق في قبو ملكي


رياض برادلي

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحقيق في قبو ملكي

درب السلطان الفدا- الدار البيضاء

المعتقل: بلعام عنقروم

محضر الضبط: في أوائل القرن الواحد والعشرين قامت مؤسسة الهولدينغ الملكي بتطوير ربوتات نظامية تطابق الانسان في هيئتها وذكائها ووظائفها، أطلق عليهم حينها اسم "المُرود". الجيل السادس من المرود كانوا أقوى وأكفأ من عامة الناس بل تساواوا ذهنيا مع المهندس الجيني الذي أوجدهم. المرود ينشطون في العالم السفلي كعبيد الخدمة لجباية الضرائب والمكوس واقتطاع الأراضي ونهب الغلال و كأداة للقمع والاختطاف والتعذيب.
بعد مجزرة ارتكبها "جيل المُرود الخامس" في إحدى المهام القمعية، تمرد الجيل السادس وانضم لفئات الشعب الغاضبة فصدر بحقهم حكم بالاعدام؛ وبات الجيل مطارد في كل مكان، هذا أحدهم اسمه "بلعام" بعد إلقاء القبض عليه يتم عرضه على اختبار ذهني ومعنوي في قبو بكوميسارية حي درب السلطان:

ساعات الفجر الأولى؛ الغرفة باردة، الضوء خافت، دخان السجائر يخدر الأجواء، آلات تقيس الترددات الصوتية وتغير النبرات، بعضها موصول بصدره وبعضها بسبابته.

المحقق: لنبدأ
بلعام قلقا: أنا دائما عصبي أمام هذه الاختبارت الذهنية
المحقق: حسنا؛ لكن لا تتحرك كثيرا
بلعام: اعذرني لقد سبق لي أن أجريت اختبار آي كيو مطلع السنة، ولم يسبق لي أن أجريته بهذه الطريقة.
المحقق: ردة الفعل وسرعة الاستجابة بالغة الأهمية هنا؛ فأرجو أن تركز وترعني كل انتباهك
بلعام: حسنا
المحقق: سبعة - خمسة - تسعة - أربعة حي الأمير مولاي عبد الله
بلعام: هذا الفندق
المحقق: ماذا؟
بلعام: أسكن فيه
المحقق: مكان مريح؟
بلعام: أجل، أظن ذلك- هل هذا جزء من الاختبار؟
المحقق: كلا.. فقط لتسخينك وتهيئتك
بلعام: ليس بأمر ممتع
المحقق: أنت الآن في صحراء قاحلة، تمشي على امتداد الرمال، فإذا فجأة..
بلعام: هل هذا الاختبار الآن؟
المحقق وقد بدى على قسماته التدمر: نعم. أنت الآن في صحراء قاحلة، تمشي على امتداد الرمال، فإذا فجأة تنظر تحت قدميك..
بلعام: أي واحدة؟
المحقق بضيق: ماذا؟
بلعام: أيّ صحراء؟
المحقق مشيحا بيديه: لا يهم البتة أي صحراء، إن الأمر افتراضي بحت
بلعام: لكن كيف أمكن أن أكون هناك؟
المحقق: لنقل ليئسك وقنوطك أو أنك أردت أن تخلص إلى نفسك وتكون أنت أنت..لا ظل غيرك من يدري؟ نظرت تحت قدميك ورأيت أم طبق، بلعام.. أم طبق تزحف نحوك..
بلعام: أم طبق، لم أفهم؟
المحقق: تعرف ما هي السلحفاة؟
بلعام: طبعا
المحقق: نفس الشيء
بلعام: لم أر قط سلحفاة، لكني فهمت قصدك
المحقق: انحنيت عليها وقلبتها على ظهرها يا بلعام
بلعام: هل أنت من يعد هذه الأسئلة أم تملى عليك؟
المحقق متابعا: انكفأت السلحفاة على ظهرها؛ وبطنها يحترق تحت أشعة الشمس الملتهبة ، وهي تضرب بقوائمها تحاول عبثا قلب وضعها المعكوس لكن دون جدوى لن تستطيع دون مساعدتك، لكنك لا تساعد
بلعام هاتفا بحنق : ماذا تعني بأني لا أساعد؟
المحقق متوترا وقد بلغ مرحلة حساسة: أقصد أنك لا تساعد السلحفاة، لماذا يا بلعام؟
مغيرا لهجته بعد تضاعف غضب بلعام: إنها مجرد أسئلة يتطلبها التحليل الهندسي والنفسي.. إنها معدة لي مسبقا..إنه اختبار موضوع لاستخلاص اجابات عاطفية ومعنوية.. هل بإمكاننا المتابعة؟ صف في كلمات محددة الأمور الخيرة فقط الخيرة التي ترد على بالك بخصوص أمك..
بلعام: بخصوص أمي؟
المحقق: أجل
بلعام: دعني أحدثك عنها

ويثب بلعام فجأة نحو المحقق يحاول خنقه يقتحم المكان دستة من الرجال يطوقونه من كل مكان، بعدها بأيام يأمر به إلى الإعدام بعد تشخيص الخلل الذي اعترى بلعام ومعه جيل المرود السادس: العاطفة



#رياض_برادلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البرص يفسخ النكاح!!
- الله يحبنا معشر المثليين
- مغرب (هرمنا) الدائم


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض برادلي - بلعام عنقروم .. تحقيق في قبو ملكي