أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وحيد الطويلة - خطاب إلى فيروز















المزيد.....

خطاب إلى فيروز


وحيد الطويلة

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 00:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


خطاب إلى فيروز
" المواقد ترمدت "
* وحيد الطويلة


عزيزتي فيروز
عزيزتنا كلنا
في لبنان يقولون : سفيرتنا إلى النجوم .. إلى السماء
نحن نقول سفيرتنا إلى الإنسانية إلى الفرح و الملائكة ومن قبل رسولتنا إلى أرواحنا وأرواح أحبتنا .
نكتب أغانينا بصوتك ، نرسل رسائل لحبيباتنا ، نقرأ أحلامنا وأوجاعنا .
ما رأيك هذه المرة أن تكوني سفيرتنا للأرض ، للرئيس بشار الأسد تحديداً ، الذي يضع الناس تحت الأرض ، أنت الذي غنيت من فترة ليست بعيدة على مسمع منه رغم أن المسافة بين لبنان وسوريا تتسع وتبتعد .
أنت التي تغنيت بسوريا ، بالشام كما لم ولن يفعل أحد ،.لغوطتها لسهولها لبشرها لبردى حتى كاد يعود ، لجبل الشيخ حتى كاد ينطق .
كنت أحقد على البنات السوريات الجميلات , أنا احاول أن أجد طرقاً وأبوابأ لهن عبرك ، كنت أحقد عليهن حين يهزمنني بك وكنت أفرح أيضاً لأن هناك من طرحني أرضاً بك ، هزيمة بطعم النصر ، كنت أرقبهن حين يقلن في نهاية المعركة أننا تربينا على صوت فيروز ( ربيانين ع صوتها ).
السيدة فيروز كما يحلو للبعض أن يكتب اسمك : سيدتي فيروز ..
لقد قمت باستغلالي يا سيدتي طوال مشوار حياتي ، أنسخ للبنات شرائطك وأشرح لهن ما اندغم بخفة في طيات صوتك ، وأقرب المعاني التي خفيت على صديقاتي المصريات ، وكل مرة أوضح لهن ما معني كلمة " شلحوني " .
قد لا تعرفين صحفية سورية اسمها عتاب لباد ، لكن الجميع في سوريا يؤمن أنها تعرفك مثل ريما ابنتك ، كل من يحتاج جملة أو أغنية أو تاريخاً غنيت فيه أو معنى استغلق عليه يسأل فيأتيه الجواب : إذهب لعتاب لباد ،.
عتاب لباد تعرفك أكثر منا جميعاً ، الذي يحب أن يطير معك يذهب اليها في غرفتها الصغيرة التي تتسع لأشواق الجميع ، كل ممتلكات عتاب قلمها وصوتها وغرفة صغيرة وأنها مرجعنا فيك ، عتاب لباد شلحوها ، أخذوها ، وضعوها في أمن الدولة فرع الجوية ، أقسى فرع لأمن الدولة في التاريخ كله ، كل جريمتها أنها تظاهرت ، أنها كتبت على صفحتها في الفيسبوك أنها تريد أن تنام مطمئنة ، نزلت إلى الساحة وسط الجموع التي تطالب بكرامتها ، أنت تعرفين أكثر مني أن الحيطان لها كرامة في سوريا أكثر من البشر ، ولها آذان كثيرة بأضعاف أضعاف عدد أجهزة الأمن والمخابرات هناك ، عتاب ليست مشهورة مثل الممثلات لكنها أكثر أهمية لوطنها سوريا ولوطنها الإنساني الذي صنعته من ثقافتها ووعيها وضميرها والذي استطاع أن يضمنا جميعاً ، عتاب هي جامعتنا العربية الحقيقية .
سيدتي :
للمدن مفاتيح ، البشر هم مفاتيحها وبواباتها المتسعة ، وعتاب هي بوابة دمشق الحلوة بكل تنوعها وفسيفسائها وقدرتها على الصمود دون إدعاء بالممانعة ، ان تكون حضناً للجميع ، محمود درويش حين يطل على دمشق يسأل أين عتاب ، وسعيد عقل يحكي بفخر وتقديرعن والدها ميشيل لباد المثقف السوري الكبير الذي قضى في متوسط عمره .
في كل الثورات هناك متطرفون ، أحد أصدقائها يقول لها نحن في غضب منك لأنك ما زلت تحتفظين بصداقة أناس يناصرون بشار الأسد ,وهي ترد بصوت حازم خشن يليق بالمناسبة : لأ اريد وطناً دون أصدقاء مهما كانت مواقعهم ، أريد وطناً واسعاً متنوعاً بتنوع الفيسفساء في أرض سوريا ، اريد وطنا بتنوع وجمال وجوه بنات بلدي ، اريد وطناً لا طوائف .
.
سيدتي :
أنت لا تعرفين بالطبع أن عتاب لباد مسيحية ، لكنها توقن تماماً أن المحبة هي الدين الوحيد الذي تقام طقوسه وصلواته بأعمال وأقوال من شغاف القلب ، الرجل السلفي الذي كان يقف بجوارها في المظاهرة ولا يعرف ديانتها يقول لها متى تتحجبين ، والآخر يقول لها سنقضي على العلوية بعد الثورة ، وهي خرجت من أجل كرامتها فقط .
عتاب ليست من الشبيحة ولا من المندسين وليست من العصابات المسلحة ولا من كل هذا الكلام الفارغ الذي لم يعد يقنع طفلاً ولو في سيبيريا ، عتاب أمهر من يكتب عن ناجي العلي وعن الأوقات التي تحبين أنت الحياة فيها فيأتي صوتك متل أصوات بنات الالهة في خيالنا ، تكتب عن باب الشمس لإلياس خوري وهي الآن في زنزانتها ترسل خطاباً للشمس أن تزورها ولو مرة .
أعرف أنك تكرهين الساسة والسياسة وأنك حانقة على الرئيس بشار ليس لأنه قتل مايزيد على عشرة الآف ، أو لأنه اعتقل ما يربو على المائة ألف ، أعرف أن قلبك ينفطر كل مساء لمقتل الأطفال أحباب الله وأنت تحبين الله فينا طوال عمرك حين أسعدتِ ايامنا كلها ، هذه أمور يعرفها القاصي والداني ، ولكن ربما لأن شبيحته قطعوا حنجرة المغني ابراهيم قاشوش لأنه غنى لوطنه ولم يغن للسيد الرئيس ، قطعوا الغناء يا سيدتي ، أسكتوه ، والذين يقطعون الغناء ويقتلون المغنين والشعراء أعداء الله , أعداء الوطن والذاكرة والوجدان .
أوجعتها أظافر الأطفال التي اقتلعوها ، أدمى قلبها أنين الأمهات ، وطارت روحها خلف كل نعش ، لا تؤمن بالنظام ولا بالمعارضة ، تؤمن فقط بوطن يسع الجميع .
يا سيدتي : عتاب في السجن ، غرفتها الواسعة تشكو غياب ساكنتها ، والمواقد ترمدت والوطن يضيق .
الخبر اليتيم الذي نشر عنها كان يقول أن لا أحد يعرف مكانها على وجه التحديد ، وأن مختلف وسائل الإعلام التابعة للتنسيقيات الاسلامية تجاهلت خبر اعتقالها لأنها ذات ميول يسارية علمانية ، ضاقت الدنيا على اليساريين يا سيدتي ، وضنت بخبر عن زميلة وشريكة في الإنسانية رغم أن عتاب دافعت كما قلت لك عن كل من اختلف معها ، تعرف جيداً معنى المصير الإنساني وأن ملاكاً في السماء الرابعة حين يسمعك سوف يسأل ببهجة واندهاش : من هذه ؟. وسوف تدل عليك
عتاب يا سيدتي صحفية شريفة تناضل بقلمها ، رشحت يوم أمس لجائزة "إيلاريا ألبي"Ilaria Alpi الإيطالية ، عتاب ترد على كل زائر لصفحتها بجملة من أغانيك ، الأيكفيك هذا .
لك في عنق الجيش السوري جميل ، كانت أغنيتك " خبطة قدمكن على الأرض هدارة " هي المفتاح في المرة الوحيدة التي حارب فيها بشرف ، عله يخفف قدمه الآن عن الأبرياء كرمى لك .
يا سيدتي يا سفيرتنا إلى السماء ، عتاب سفيرتك إلى دمشق ، سفيرتك فينا .
قبل أن يأخذوها وضعت على صفحتها في الفيسبوك أغنيتك :اي في أمل للمرة المائة .
أنا أغني معها أتقدم منك وأقول : اي فيه أمل .



#وحيد_الطويلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وحيد الطويلة - خطاب إلى فيروز