في ذكرى ثورة الحرية

سليم عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 10:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تحتفل الثورة السورية في هذا الاسبوع باطفاء شمعتها الاولى وذلك بعد سنة من الصمود و العزيمة الاسطورية لشعب قرر ان يكون حرا في نفسه مجسدا مقولة الرئيس الامريكي السابق "جان كينيدي" :ان اعظم ثورة في الماضي و الحاضر و المستقبل هي ثورة اولئك الذين قرروا ان يكونوا احرارا في انفسهم " وهذا ما حدث فعلا ذات اذار عندما اينعت ثمرة الربيع العربي في بلاد الشام الواسعة لتنزع الشرعية عن سنوات عجاف من الاستبداد و الاستعباد للمواطن السوري فقد فيها كل بارقة أمل في عيش كريم او في افق مشرق في دولته ووطنه الذي قدم من اجله الغالي والنفيس ,, وقدم بالمقابل لامته الكبرى عظيم التضحيات و المواقف المشرفة التي تنطلق من عمق قومي و انساني غير قابل للكسر او المزايدة مثلما فعلت هذه الانظمة الجاثمة على صدورنا التي حرمتنا من لذة العيش كمواطنين باسم الوطنية تارة و المقاومة تارة لتستنفر كل طاقات هذه الاوطان في مواجهة العدو الدائم متناسية جبهتها الداخلية فلا هي فلحت في جبهة المواجهة ولا هي حققت لشعوبها تلك النهضة التي تتشدق بها على الورق بل اكتشفنا عندما سقط القناع عن القناع انهم لم يكتفوا بتنصيب انفسهم كاوصياء على هذه الشعوب و على قضاياه بل تجاوزوا الامر الى اعتبار من ولوا على امرهم ملكا شخصيا لهم كل الحق في التصرف به مثلما شاؤوا ...ولكم ان تنظروا فيما فعلوا بابناء جلدتهم طوال السنة الماضية

ان مكانة سورية في قلب كل عربي اصيل ليست بالهينة وبالتالي عندما حدثت هذه الانتفاضة الشعبية لم نتناولها بنفس الشكل الذي فعلناه مع بقية نقاط الربيع العربي القائم في بلداننا فنحن ندرك جيدا ان سورية كانت دائما اما عروس او عريس لمشاريع اقليمية و دولية و بالتالي ان الاضواء ستسلط عليها بانماط مختلفة ستحمل احيانا الكثير من ضروب التصارع بين المصالح المتضادة
التي ستستغل الاحداث لبناء مكاسب بعيدة عن اصل الفعل و نقاءه

ولكن هذا الشيء لا ينقص من عظمة هذا الحراك القائم والمستمر حتى تحقيق اهدافه التي قام عليها فهذه العظمة هي التي تثير شهية الذئاب الجائعة فيأتي الطعن من القريب و البعيد .. وقد كانت صفة الحرية التي اخذتها الثورة كعنوان هي ترسيخ للهوية الفكرية و بالتالي سهلت من مهمة تفحص القيم الدخيلة التي قد تعلق بحركية العمل من هنا و هناك
ثم ان الثورة السورية جاءت بمفهوم الوحدة الوطنية والمصير المشترك بعيدا عن ربوع الاستبداد و سلطاته الشوفينية
فهل هناك اجمل من هذا البناء الي ننتظر بشوق ان يكتمل لنرى تجلياته على منطقتنا عندما تتمازج السيادة مع الوطنية و المواطنية و الكرامة

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات