الإنهيارات الأرضيه

ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 10:10
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

تحصل الإنهيارات الأرضيه بشكل طبيعي في المناطق الجبليه ومناطق الهضاب وذلك بتزحلق التربه والصخور من مناطق مرتفعه الى اخرى أوطأ منها .

الإستغلال الخاطيء للطبيعه من قبل الإنسان يؤدي الى إنهيارات أرضية أكبر وأكثر ضرراً . بعد نهاية الحرب العالمية الثانيه بدأ إعمار إيطاليا بعد الدمار الذي سببته لها الحرب فتم بناء سد ( ڤايونت ) الذي يعد ثاني أعلى سد في العالم على نهر جورج الذي يعبر جبال الألب الإيطاليه والغرض من بناء السد هو توليد الطاقة الكهربائيه وتم الإنتهاء منه عام 1959 .

عند الساعه العاشره والنصف مساء يوم 9 أكتوبر 1963 وقع مالم يكن بالحسبان , فضغط الماء المحصور وراء السد أدى الى انهيار 260 مليون متر مكعب من جبل ( توك ) خلال 30 ثانيه فقط , وسقوطها في حوض السد سبب موجات عاتيه من المياه حرّكت مالا يقل عن 50 مليون متر مكعب من الماء في موجات زاد إرتفاعها على ثمانين متراً .. فاضت وأغرقت الكثير من القرى المحيطه بالسد وقتلت ما يزيد على 2000 إنسان . أما قرية ( لونغاروني ) أكبر قرى المنطقة فقد طمرت تماماً تحت كميات هائله من الطين , 4 قرى اخرى إختفت تماماً عن الوجود بمن فيها .

على الرغم من أن السد بني بأحدث الخبرات التقنيه , إلا ان البناء تم دون أي إهتمام بالتقارير الجيولوجيه للمنطقه , أو دراسة طبيعة الطبقات التكتونيه المكونه لقشرة الأرض تحته , ومن دون الإهتمام بطبيعه جبل توك الواقع بمحاذاة السد .

في العام 1960 أي بعد عام واحد من إنجاز بناء السد وقعت إنهيارات أرضيه صغيره قرب السد أدت الى مخاوف حقيقيه لدى السكان من إنهيار جبل توك , غير أن العمى الذي أثار طمع الإداره الى خزن المزيد من الماء خلف السد لتوليد المزيد من الطاقة الكهربائيه , والثقه الزائده بالتقدم العلمي , والإستهتار بالقابلية التي تملكها الطبيعه .. كل ذلك أدى الى هذه الكارثة المروعه التي أبادت الكثير من البشر .

على الفور تحولت هذه الكارثه الى موضوع إعلامي تناولته صحف الحكومه على أنه كارثه طبيعيه لم يكن بالإمكان تفاديها , في حين ذكرت صحف المعارضه أنه خطأ بشري نجم عن مبالغه في القياسات نتيجة الإستهتار بحياة البشر . وأين ما تكون الحقيقه فإن من دفع الثمن هم أولئك الأبرياء الذين قضت حياتهم غرقاً فيما هم يستعدون لنوم ليلتهم تلك ... واذا بهم وخلال 30 ثانيه إستغرقها زمن إنهيار الجبل ... ينامون نومتهم الأبديه دون أن يتعرف على جثثهم أحد فيما بعد .

ليت تركيا وسوريا وايران وهم يحجبون عن العراق مياه نهري دجلة والفرات يعون مثل هذه الحقائق , فلا يقتلون العراق من العطش , بينما تحل بهم كوارث قد يكون أولها الإنهيار الأرضي أو الزلزال , لكن لا أحد يقدر أن يتنبأ بما تخبئه لهم الطبيعة من مآسي , وعندها فقط سيدركون بأن الموت غرقاً لا يقل موتاً ... عن الموت من العطش .

#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات