أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهية خليل - ملاك














المزيد.....

ملاك


زهية خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


اهداء لابو ابراهيم القيسي ومحمد حنيني

حضر زيارة لتلك المدينة على أمل ان تزوره الاقدار ويمخر البحر تجاه مجهول اخر ، كان جسده يطفو فوق الذكريات والماء وفرش الزنزانة ، تحضره الملائكة يصلي ويغفو في حب مع رب يملك قلبه وحنينه الذي لاعنوان له ..كان طوافه وطوفانه ، يقاوم الغرق في تفاصيل مملة لتعب احتضنه لاكثر من عمر لطفل لم يجد لغته بعد في وسط الحياة والموت ..جاء من البر ولم يطفو على البحر ، كانت السماء ترقص لمجيئه ، لكنه نسي اسمه في تلك المدينة
لم تعد الوجوه المشتاقة لاحتضانه قادرة على فهمه وهو مدرك لذلك السر الذي خبأه في احدى تلك الجبال ، خوفا من الرعاة الذين تنفش غنمهم حصاد الارض ..هرب بسره كي لايموت مع جثمانه يوما ما ..الاانه ببساطة طفولته وفهمه لم يدرك كيف يعيش مع ذلك السر ..حاول فلسفة الامور كثيرا
كتب قصائد وتحدث كلمات مستوحاة من فلسفة قديمة حول عشق الارض ، زودته كلمات شاعر خاطبه شعره يوما ما... بأن الارض ظله، يقوم معه ويقعد وينام ..، حتى ان امه وصحبه طلبوه مرات عديدة لنساء جميلات في البلدة والبلاد كي يغادر ظله ، لكنه توقف كثيرا بين تردده ان ينام في احضان امرأة يحلم بها وبين حلم الفناء في المجهول الذي يعانق فلسفته في علاقة الجسد بالارض ...كيف يصل لحالة التحام التراب بالتراب وان ذلك الجسد الطين هو ملك لايملكه وان كان معذبه ، لذلك كان يلجأ للصيام كي يقدمه قربانا للحظات الشهادة التي يمسكها في احلامه وكوابيسه فقط
غاص طويلا في كهف قديم ، يبحث عن وجع لعاشق لم يفهم سر العشق بعد ، رغم الوقت الكثير ومتعة الانتظار والفناء الا ان مخاوفه كانت تكبر كلما كبر سره ، لم تعد الجبال تطيقه ورجعت له نفس اسئلته القديمة : هل زمن الزنزانة يحسب نضالا ام هو سقوط مقاتل مجبر عليه ليبقى حاله فردية يمتص وحدته ودمه ؟ , هل زمن الزنزانة هو زمن موته ؟, هل صحوته ورجوعه للبلاد هي حياة مفيدة قد تزهر ..ام انه عاد وحيدا كما مكث في زنزانته وحيدا؟
مالذي يجتاح قلبه من خوف حينما لايكون هو هو ولا عدوه يبقى هو , من هؤلاء الناس الذين لايعرف ويخشى غربته التي تهاجم سياجه ؟ , من هذا الشخص الذي لايعرفه داخله ومتلون بكل المشاعر والمزاجات المتناقضة ؟
تقف تساؤلاته المؤلمة ليبتلع البحر ويهاتف صديقه الذي يحمل عكسه ويختبء تحت ظلال السيوف ولم يخبء سره في الجبل ..بل أخفاه في قلبه ومشى به ..ترجل متلبسا حبه للارض وبادر هو بنزع خوفه وامتطيا سيارة كي يذيعا سرهما بعد ان باءت محاولاتهما بكتمانه بالفشل ..وبالقرب من مكان ما في زمن ما ولعشق ما، كان رجلين او رجال يهديان الدم بالجسد لمدينة يبتلعها البحر حينما يطالهما صاروخ غاضب يمتلىء خوفا من عيون الملائكة التي تزهر بجمالها الورود فتختبىء في ظلاله طفلان يعيدان سرا مفقودا في زنزانة واخر تحت ظلال السيوف



#زهية_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة مهزومة


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهية خليل - ملاك