|
قصة قصيرة بعنوان : من رحم الآلام تولد الآمال
نهاد عبد الستار رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 12:29
المحور:
الادب والفن
بعد أن انتهيا من اجراءات الجمارك والجوازات في مطار ليوناردو دافنشي – فيوميتشينو ، توجها الى قاعة الأستقبال ، حيث كان رمزي بانتظار ابيه وشقيقه مجدي . ما ان شاهد اباه على كرسي ذي العجلات حتى اسرع اليه وانهال عليه تقبيلا وهو ينشج بالبكاء ، وتجهم وجه ابيه ، فأخرج منديله من جيبه ، وانخرط في بكاء حاد ، ثم التفت رمزي الى شقيقه مجدي ، عانقه وسأله ، وهو يكاد ينشج بالبكاء ، قائلا : _" وين امي ، واخوتي ، واختي مها ؟! ماتوا كلهم ؟! اللعنة عليك يا بوش ! " _" الطائرات الأمريكية كعادتها قصفت البيوت السكنية ، دون شفقة أو رحمة ، ودون وازع من ضمير . " فسأل رمزي ، وهو يغالب نفسه كي يتماسك ويتجلد ، قائلا : _" ليش يقصفون المدنيين ؟! وين المنظمات الدولية ؟ وين مجلس الأمن ؟ وأخذ يشهق بالبكاء دون وعي ، ثم أضاف قائلا ، وقد بلغ التأثر مداه : " ما أبشع هذه الجرائم البربرية ! " ثم التفت الى ابيه ، وصاح بصوت متهدج ومنفعل : _" وما الذي أصابك يا أبي ؟ " فطفق مجدي يسرد على مسامع أخيه ما جرى للعائلة ولأبيه ، وصاح بانفعال بالغ : _" هكذا هي المصائب لا تأتي فرادا . " وانحنى رمزي على ابيه وانهال على وحهه تقبيلا ، وأخذ في الشهيق والبكاء ، واستدرج نحيبه نحيب أبيه ، وامتزجت دموعه بدموع أبيه . بذل أبوه مجهودا كبيرا لأستعادة هدوئه والتحكم في أعصابه ، الا أنه لم يستطع أن يحبس الدموع التي فاضت من عينيه . لقد كانت الصدمة أعنف من أن تطاق . حاول رمزي اخماد نوبة الأنفعال في عجلة بالغة ، ثم شرع يدفع اباه للخروج من مبنى المطار . ركبوا سيارة اجرة لتقلهم الى شقة رمزي المجاورة لساحة اسبانيا في روما . كان الشفق يتوهج في الأفق حين انطلقت بهم السيارة . أخلد الأب الى الصمت ، بينما كان رمزي متعطشا لسماع المزيد من الأحداث ، فألتفت الى أخيه وسأله فيما اذا تمّ اخراج جميع الجثث من تحت الأنقاض ، فأجابه مجدي متلوعا ، وكان لا يزال في صوته شيء من أثر البكاء ، قائلا : _" لم نستطع تمييز اي فرد منهم ، لقد تحولت جثثهم الى أوصال متناثرة ملتصقة بكتل الكونكريت التي تراكمت فوقهم . " فصرخ رمزي بصوت عال ، وهو يضرب رأسه براحتي يديه : الله اكبر ! الله أكبر ! الويل لكم أيها البرابرة . " توقف مجدي برهة عن الكلام ، ثم تابع كلامه والشهقات تحبس أنفاسه قائلا : انتزعت أشلاءهم انتزاعا وجمعتها في كفن واحد . " وخنقته العبرات فكفّ عن الكلام ، بينما استبدت بشقيقه رمزي موجة عارمة من موجات الحزن ، ثم راح يشرح للسائق بالأيطالية ما حدث لأهله . كان الهلع قد جمد الدموع في عيني الأب ، وسحقته الأحزان سحقا ، وشعر بأن حملا ثقيلا ينوء تحت وطأته كل جزء من أجزاء جسمه . من شقته الواقعة في الطابق الثاني ، اتصل رمزي هاتفيا بالمستشفى التي حجز فيها غرفة لأبيه قبل أيام ، وأبلغهم بوصول أبيه ، وطلب ارسال سيارة اسعاف لنقله . قام رجال الأسعاف باجراءات نقل الأب حال وصولهم للشقة ، ورافقه رمزي ، بينما ظل مجدي في الشقة لموافقة المسؤول على مرافق واحد فقط . استلقى رمزي على السرير بعد أن شعر بانهيار شديد ، وعدم قدرته على تحمل هذه المعاناة وثقل هذه الحياة القاسية . شرع يضغط بمنديله على فمه ويشهق بالبكاء ، واستمرت وطأة الدوار الذي كان يعصف برأسه ، بعد أن قلبت الكارثة التي حلت بهم حياته رأسا على عقب ، وضاقت الدنيا على رحبها في عينيه . لم تكد تمضي ثمة نصف ساعة حتى وصلت السيارة الى المستشفى ، وسرعان ما نقلوه الى غرفته الخاصة ، وحال وصوله شرع الأطباء والممرضات بزيارته للأطلاع على حالته الصحية والقيام بالأختبارات اللازمة التي يتقرر على ضوء نتائجها عملية استئصال الشظية . في اليوم التالي تمّ نقل الأب الى صالة العمليات ، بينما جلس رمزي في قاعة الأنتظار التابعة لصالة العمليات ، وقد هده الحزن حتى لم يعد بمقدوره الوقوف على قدميه . كان الوقت يمر بطيئا قاسيا ، وفي فروغ صبر راح رمزي يترقب أخبار أبيه من خلال هاتف مديرة القاعة التي هي على اتصال متواصل بصالة العمليات . بينما كان مجدي يسبح في بحر قاتم من الهموم والذكريات المرعبة ، ويشعر في دخيلة نفسه بيأس قاتل ، راح يناجي نفسه قائلا : " هل بوسعي بعد كل ما حدث أن أشعر بلذة الحياة ؟ ! " وغلبته المرارة بعد اليأس فلم يعد يبالي شيئا . قبل ان تعلن ساعة الحائط منتصف النهار ، نادت مديرة القاعة : _" السيد مازن " نهض رمزي فورا واتجه نحوها ، وبدت على وجهه علامات التشنج . _" راجع استعلامات صالة العمليات . " قالت المديرة . _" وهل حدث مكروه لأبي ؟ " سأل رمزي وهو يرتجف . _" كلا ، أبدا . لقد انتهت العملية . " أجابت مديرة القاعة . ما أن وصل رمزي الى استعلامات صالة العمليات حتى وجد الطبيب الجراح في انتظاره بملابسه الخضراء ، وهو يخلع قفازيه ، فأبتسم له ، وبشره بنجاح العملية ، وطلب منه العودة الى غرفته لأستقبال أبيه ، فتنفس رمزي الصعداء ، وكانت هذه أول بارقة أمل من شأنها أن تخفف العبء على نفسه . في اليوم التالي أوصى الطبيب باخراجه ، بعد أن وصف له بعض الأدوية ، وأوعز لأحدى الممرضات ممن تتكلم الأنكليزية بمرافقة المريض الى شقته ومواصلة علاجه هناك . كان ألأب يتألم باباء وشمم في كثير من الصمت والهدوء ، اذ على الرغم من آلام العملية الجراحية فقد ترك الحادث المروع في نفسه لوعة وحسرة لا حد لهما . وواصلت الممرضة عملها بتقديم العلاج للأب ، وتدريس الأيطالية لأبنه مجدي بناء على طلبه . كان الأصيل يحتضر غارقا في سحب حمراء عندما باشرت الممرضة في تقديم درسها الأول الى مجدي في غرفته الخاصة ، ثم جلسا ، بعد ذلك ، الى مائدة صغيرة الواحد قبالة الآخر ، وأخذ مجدي يرتشف النبيذ الأحمر ( الفينو ) في رشفات كبيرة ، بينما لم تكمل الممرضة كأسها الأولى . تنهد مجدي نهدة طويلة ، وأغرورقت عيناه بالدموع ، وقال في شيء من المرارة والحزن : _" لعلي أجد فيك ما يريح أفكاري ويفرج من كربتي . " فأجابت الممرضة ، وهي تبتسم : _" اريدك يا مجدي أن تبتسم برغم ما حصل لكم ، فما زلت في ريعان الشباب . " وهنا قال لها مجدي ، وهو يتطلع اليها ويحدق في وجهها المستدير : _" هل أنت متزوجة ؟ " _ " كلا . لكني لا أرى جدوى من تضحيتي بشبابي ومن الظلم أن أبقى على هذه الحالة . " أجابت الممرضة ، ثم نهضت وجلست بجوار مجدي . بدا لمجدي أنه فهم ما ترمي اليه . فأنسرى همه ، وراح يرمقها باهتمام عاطفي . وضع ذراعه حول كتفيها ، فشعرت الممرضة باسترخاء أوصالها ، واسترسلت في دلاعتها ما طاب لها الأسترسال . أشعلت في دم مجدي الرغبة لمداعبتها . كان جسدها طريا ، يبدو مستسلما كلما لمسه ، فأنزلت في قلبه السكينة ، وأعادت الى نفسه الثقة . أذعنت للعناق ، وأخذ كل واحد منهما يلثم فم الآخر ، لكن مجدي سرعان ما كبح جماح رغبته الشديدة المستعرة ، فتابعت الممرضة قولها وهي تربت على ظهره متوددة متحببة : _ " لا ينبغي أن تسلم أمرك الى اليأس . " أرى أن ثمة سبيلا واحدة لا غير . " أجاب مجدي ، وكانت ثقته بالمستقبل تزداد ساعة بعد اخرى . بعد صمت قصير ، سألته الممرضة قائلة : _ " وما هي ؟ " ان شغلي الشاغل الآن هو الحصول على عنوان صديقتي الأسترالية مارغريت هيتشسون بعد أن أحرقته الطائرات الأمريكية . " أجاب ، وقد بدت على وجهه امارات الحيرة . _ " هل تحبها ؟ " سألت الممرضة . _ " لقد ماحض الواحد منا الآخر الود وتعاهدنا أخيرا على الزواج . " _ " كيف ستتصل بها بعد أن فقدت عنوانها ؟ " _ " اتصلت بالسفارة الأسترالية هاتفيا ونصحوني بالسفر الى مدينتها ، والحصول على عنوانها من دائرة البريد أو من دليل الهاتف . ثم انها شاعرة معروفة ، نشرت مجاميع شعرية ولدى دار النشر عنوانها الكامل . وقد أجد عناوين الشعراء الأستراليين من أصل بريطاني في متحف دار الشاعر البريطاني جون كيتس المجاور . " تناول مجدي ما تبقى من الشراب ، ثم أضاف قائلا : _ " غالبا ما كانت هيتشسون تمر بايطاليا قادمة من استراليا في طريقها لزيارة أبويها في بريطانيا . " بعد أن أوغل الليل في التقدم ، نهضت الممرضة وغادرت الشقة . في صبيحة اليوم التالي ، نهض مجدي مبكرا ، وثارت كوامن شوقه وحنينه لحبيبته هيتشسون . اطمأن على صحة أبيه . تناولا الفطور سوية ، ثم رنا الى أبيه بلحظ مغرورق بالدموع ، وقال بعد أن انتابه شيء كثير من الحزن والكآبة : _ " أنا ضحية قدر قاس لا يمكن التغلب عليه . أفقدني أهلي وحبيبتي هيتشسون . أجد نفسي الآن ضائعا بلا أهل ولا أمل . " استجمع أبوه ما تبقى لديه من قوة ، وقال : _ " ابني ، الفراق سنة ، ولابد أن نروض أنفسنا ومشاعرنا عليه . " ثم أضاف بعد برهة صمت أليمة : _ " بامكانك الزواج من فتاة ايطالية تملي علينا البيت أطفالا وبهجة . " فأجاب مجدي فيما يشبه التحدي : _ " ان لم أعثر على هيتشسون فلن أتزوج غيرها أبدا . " بعد أن تناولا الشاي بساعة أو نحوها ، قال مجدي مخاطبا اباه : _ " أبي ، سأذهب الى دار الشاعر كيتس كما أبلغتك سابقا ، عسى أن أحصل هناك على ما يرشدني لعنوانها . كانت مدرجات ساحة اسبانيا تكتظ بالسياح ألأجانب والباعة المغاربة الذين يعرضون تحفهم اليدوية على السلالم . . . وقف مجدي يتأمل المبنى الوردي الذي يضم الشقة رقم ( 26 ) التي كان يقيم فيها الشاعر الرومانسي الأنكليزي جون كيتس . كان صباحا تموزيا عليل النسيم ، وكانت الشمس تشق سبيلها في سماء روما الزرقاء ، وأخذت الظلال الطويلة تتقاصر عندما شرع مجدي بدخول المبنى ، وما أن تقدم باتجاه شقة كيتس حتى انبثقت في أعماقه نوعا من الهواجس ، فراح يغذي الخطى نحو المكتبة . لمح على مقربة من القسم الخاص بذكريات الشعراء الرومانسيين امرأة شقراء مستغرقة في قراءة كتاب لأعمال الشعراء الرومانسيين . كان الهواء النافذ يحرك خصلة شعر تدلت فوق جبينها . لم تكف عن القراءة عند اقتراب مجدي منها . ألقى عليها تحية الصباح بصوت مهموس ، فقطع عليها خيط تأملاتها . استدارت نحو مصدر الصوت ، حدقت في وجهه بعينين كأنهما قطعتان من الزمرد الأخضر . سألها ان كانت من استراليا ، فأجابت قائلة : _ " كلا ، كانت مجموعة من الشعراء الأستراليين هنا وغادروا توا . " شعر مجدي بصدمة كبيرة ، وقرر اللحاق بهم . في طريقه لمغادرة المبنى وجد كيسا مرميا على الأرض كتب عليه ( غرب استراليا ) رفعه ووجد بداخله جواز سفر حبيبته هيتشسون ، فتضرج وجهه بهجة وسرورا ، وأحس برعشة تسري في كيانه ، وأخذ ألمه يفقد حدته رويدا رويدا . هبط درجات السلم مسرعا الى الخارج . وقف يتطلع في وجوه المارة . أجال طرفه فيما حوله بحثا عن المجموعة الأسترالية . مضت بضع دقائق كانت في طولها كالدهر . وبدأ يغمره احساس بالضيق والضجر واليأس . كان اضطرابه مزيجا من نفاد الصبر والغضب . ما كاد يهمّ بمبارحة المكان حتى شاهد امرأة مضطربة تسرع باتجاه المبنى . حدق في وجهها بامعان واذا بها حبيبته . أوقفها ملوحا بكيس جوازها ، وصاح ، وهو يتجه نحوها : _ " حبيبتي هيتشسون ! " احمر وجهها حياء وخجلا ، وسرت الأبتسامة الوادعة مسراها في أسارير وجهها ، ثم ندت عنها ضحكة مترعة بالعافية وهي تشاهد حبيبها. _ " حبيبي مجدي ! " صاحت ، وكانت تفيض انوثة ورقة . تفحصت جوازها ، وأنهالت على مجدي عناقا وتقبيلا ، وأخذت تقفز من فرط سرورها وقالت : _ " كم أنا محضوضة . عثرت على حبيبي وجوازي . " كان مجدي يتوق لأن يضمها الى صدره ويلتهمها التهاما ، وشعر بأنها ستبث في حياته التي ركدت فجأة شيئا كثيرا من المذاق والحيوية . ترددت ذكريات حبهما الواحدة تلو الأخرى على شفتيها ، وراحت تنطق بها بصوت مهموس . قالت هيتشسون وقد غمرتها النشوة : _ " الآن سنقطع تذكرة سفر لكلينا الى استراليا . " فأومأ مجدي برأسه موافقا .
نهاد عبد الستار رشيد العراق / 1998
#نهاد_عبد_الستار_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة قصيرة / التحدي
-
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الر
...
-
هكذا عرفت الروائية ابتسام عبد الله
-
في لقاء لي مع ( فيو ميري )
-
واخيرا التقيت بها
المزيد.....
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|