أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - مغلوب لا يقلد الغالب .














المزيد.....

مغلوب لا يقلد الغالب .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين قال ابن خلدون "أن المغلوب يقلد الغالب لأنه يرى أن أسباب النصر في أفعاله" ، لم يكن أبدا مخطأ ، فأسهل الطرق لامتلاك المعرفة هي عن طريق تقليدها ، و بالنسبة للمهزوم أي وسيلة للخروج من محنته هي الحل الأمثل .

هذا الأمر الذي فعله المصريون القدماء مع الدولاب السومري الثوري في حينها ، و كذلك الصينيون اليوم مع المنتجات الأمريكية ، فكلا الحضارتين قررت التقليد في مرحلة ما لاكتساب المعرفة ، وطبعا ومع الوقت كان من الطبيعي أن يشتغل الإبداع لدى هذه الأمم ، فالصينيون وكأمة مغلقة كان الإبداع فيها صعبا يصبح التقليد هو الوسيلة الأسهل ، فمع التقليد المكثف لا مناص أن يشتغل الإبداع ، وهذا مع حصل مع الذهنية الصينية بحيث صار لها إبداعها الخاص الذي تنافس به اليوم .

لكن بالنظر إلى للعرب فإننا نجد أنه وعلى عكس كل أمم الأرض وفي كل الأزمنة ، يقررون وتحت ضغط تيار ممول من المنتصرين ، أن عليهم أن لا يقلدوا هؤلاء ، فكما يقال أن الولاء و البراء يحتم هذا ، وطبعا و حين يقال مثل هذا الكلام يخيّل أن أصحابه هم أول الملتزمين به ، لكن هذا ما لا يحصل .

فبالنظر إلى واقع الوهابية في الحجاز فكل شيء متوفر لديهم من منتجات المنتصرين ، في المقابل يظل الخطاب المعادي لهم مستمرا في شيزوفرينيا واضحة .

الأكيد هنا فقط ، أن هؤلاء و حين حرموا التشبه بالمنتصرين لم يكونوا يقصدون حتما السيارات الفارهة ، و لا الفيلات الفخمة التي يملكونها ، فالفقراء في الدول العربية لا قبل لهم بها ، لكن المقصود كان في القيم التي بنيت عليها حضارة المنتصرين ، فالعادلة والحرية و المساواة كقيم لم تكن لتجعل الفقراء يخسرون شيئا في تبنيها ، لكنها بالتأكيد كانت لتنتشلهم من واقعهم المزري .

ذلك التكفير للديمقراطية و اللعن لحقوق الإنسان ، ليس سوى حجب للمعدمين في الدول العربية عن اعتناق ما يخدمهم ، فأول المتضررين من تبني الفقراء في الدول العربية لقيم المنتصرين ، هم طغمة المستبدين التي تسطوا على أرزاقهم ، ولهذا ظل من الواجب إبقائهم بعيدين عن أي تأثير يمكن أن ينير عقولهم .

و عليه وبالجهل و بالغسيل المستمر للعقول الخاوية من أي معرفة ، ومع الغلق الكامل عن العالم ، من الطبيعي أن نرى فقراء العرب يلعنون حقوق الإنسان و يجرمون العدالة الاجتماعية ، فالجهل يقود صاحبه للتهلكة ، في المقابل لا عجب أن ينتخب الفقراء في الدول العربية مجموعة من الإقطاعيين ليديروا بلدانهم المهشمة ، فاللامنطق ينتج يؤدي للخيارات اللامنطقية .

لكن يبقى أن نقول أن تقليد المنتصرين سيفرض نفسه حتما ، فمع الوقت وحين يشتد الجوع والعطش على هؤلاء الفقراء سيكفرون بالنهاية بتعاليم الإقطاعيين وسيمشون مرغمين نحو ما يخدم مصالحهم .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - مغلوب لا يقلد الغالب .