أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - هذا الضياع يدخلني في النشوة














المزيد.....

هذا الضياع يدخلني في النشوة


بشرى البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 17:31
المحور: الادب والفن
    


يبللني رذاذكَ الصيفيُّ بالشذى
أعرف أنَّك تكذب
لكن ذلك لا يعنيني....

***

يأخذني النغمُ بعيدا على أجنحة هدهدْ
أعرف أنَّه ليس هدهدَ سليمانْ
لكني لا أحتاج الهيكلَ ولا الصرح
بل أتوقُ لبوحٍ ملكيْ..

***
ليس الصدقُ والكذبُ ما يعنيني
ما يُغريني .... وقعُ الكلماتْ..!

***

لا.....
لا تُعدْ لي بوصلة اتزاني،
فقد خامرني فرحٌ طفوليٌّ مذ فقدتها معك
حين صار الشَّوق يلاعبُ خصلات انتظاري ،
وصارت اللحظات تنفرط عن بلابلَ ملونةٍ،
ونُدفٍ من الثلج،

***

لا تُعدْ لي بوصلة الأماكنْ
فهذا الضياع الأثيريُّ يُدخلني في النشوةْ
وإذ أتيهُ في الطريق إلى بيتي،
أشعرُ أنك معي،
تبحثُ لي عن الدرب في خرائط البلدانْ ..
................
ضبّبْ الوعودَ والكلماتِ واللكماتِ والمنى
فألا نصل يعني الوصولَ ذاتَهْ،
ألا نصل يعني أننا منهمكون بالوجد ،
وأنك ستأتي

***

لا يعنيني أنْ تقاسمني الألم أو الشوقْ،
دع الشوقَ لي وحدي،

***
لا يعنيني أنْ نتقاسم القلقَ وانتظارَ اليمامْ،
دع الليلَ ينساب في جرحي،
ما يعنيني أن أظلَّ أنتظركْ،
وأنك ستجيء

***

لا يؤلم رسائلي انك تتركها في الوحشة،
مادامت الملفاتُ في أناملك تُطلع عشبا وردياً،
وندىً أخضرْ،
أشمُّ عن بعد عبيرهْ..

***

لا يجرحني أن تحيط النساءَ بالحبِّ غيري
" فلو كان لك ألفُ امرأةْ
ما نبض فيَّ عِرقُ غيرةْ..
هنَّ شيءٌ، وحبي شيءٌ آخرْ.."
..........
ولأنك تعرف أنَّ ما معيَ أبقى
يزداد توهجا ما تعاقب الليل والنغم ..
مستمدا من زرقة السماء ألقها ،
ومن عذاب المعرفة أنوارهْ.
ومن مشاكستك العذوبةْ.

***
لا يعنيني ألا تجيءَ لموعدي
ناسيا أن البحرَ ملكُ يدي،
والليلَ وقناديلهْ
وأني أرقصُ معك على موجهما معا
في لعبة فاتنة تصل الشواطئ بالمنفى ..
ومن حولنا تشهقُ الملائكةُ
وتهيم النجومْ ...
......................
وينسى الفجرُ مواقيتهْ..

***
لا يتعبني ألا تأبه بأسئلتي
متمنّعا بغلائل العتمة
فذلك ما يُبقيك في فضاء تأويلي
ويفتح لي نوافذَ أجوبةٍ مشاكسة..

***

لا يتعبني أن تغيب طويلا
مادامت تتهجّاك معي:
عصافيرُ حدائقي
ولوعاتُ قصائدي
وأعمدة سريري..
وكؤوسُ الخمرة المترعة بانتظاركْ..

***
لا يحزنني أن تحاول إطفاء غيمي
لأني سأرث بك الجنان وما عليها
وسأضم فوح طفولتك الشقية
رافلةً بضوء زندي ..
لاهيةً ببلابل حزني ..
أنا... تاج الخليقة يا سيدي
وحلقة الوصل بين الملائكة وبينك •

***

لا يؤلمني أنك لا تجيبُ ندائي،
مادامت الأجوبةُ محتملةً كلَّ آنْ ،
واللحظاتُ حبلى
وأقولُ.....
" كلَّ يومٍ تتبدلْ
غيرُ هذا بكَ أجملْ " •*
فتبدّلْ، تبدّلْ،
كي أضيعَ في التجلياتْ،
وأنضوي معك في كمالاتٍ تشتبكُ بمفردة (غير)
الصدقُ ومواعيده
والكذب والاعتذار عن الكذبْ،
والحبّ وادعاءاتهْ،
والوصل ونقيضه ْ
وتضمُّ الاختلافَ والإرجاءْ
والتشتيتَ وشظايا الأثرْ
وتضم صوتك الحريريَّ /المستوحشْ
ومع نيتشه،
مع كل هذا التشذير أقولُ لكْ...
تلك هي سماتُ ما بعد الحداثة...!
في داخل اشتباكاتها
تضيءُ مفردة واحدة بجلالْ:
" أحبكْ "
....................
يا الهي...
كم كنت حداثياً معي...!





*" المرأة تاج الخليقة "، مقولة الفيلسوف الألماني: يوهان هيردر ، "إن المرأة هي حلقة الوصل بين الملائكة والرجال" ، مقولة الفيلسوف الأمريكي جون جراي.
**البيت لشاعر صوفي قديم



#بشرى_البستاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لئلا ينطفئ البرق
- المرأة العربية والربيع المأمول
- مواطنة المرأة العربية ، شعارٌ أم قضية ..
- النقد وإشكالية الحداثة
- إبداع المرأة بين الخصوصية والسؤال


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - هذا الضياع يدخلني في النشوة