احمد جلال
الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 17:27
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بعد ان انتهيت من تأديه واجب الزياره لاحد الاقارب و انا فى طريقى الى المنزل فاذا بفتاه فى سن الظهور ترفع صوتها بشكل ملفت و عال .. فتوقعت ان تكون قد تعرضت للسرقه و لكن الحقيقه صدمتنى ..
فلقد اكتشفت انها قد تعرضت للتحرش فى وسط الطريق العام و امام الجميع
و ظل ذلك الشاب الذى تحرش بها يسير فى طريقه و اللامبالاه تكاد تتكلم عنه و لكن صدمتى الحقيقيه لم تكن هنا .. انما صدمت بشده عندما مر رجل هرم تبدو الحكمه على وجهه بجانبى
يهمهم بصوت شبه واضح و يقول : الله يلعن الجيل ده فقلت له : فعلا يا حاج الشباب اخلاقهم ضاعت خالص
ففاجئنى برده حينما قال : لا يبنى انا قصدى على البنت اللى مش محترمه ده , ما هى نازله لابسه ديق و كاشفه شعرها و مش عايزه يتعمل فيها كده ازاى !!
فما كان منى الا ان توقفت بشكل لا ارادى عن السير فى حاله من الدهشه و الاستغراب و كنت فى موقف يكاد يعتقد الناظرين الى انىى فاقد الوعى
فما ذنب تلك البريئه التى لم تؤذى احد بشىء .. و كل خطأها انها سارت فى طريق مليىء بالحيوانات الجائعه , فكان من الاولى عليها ان تلتزم البيت او ان تنزل متخفيه الى الطرقات .
و لكن تلك الفتره من التفكير لم تستمر طويلا .. فسرعان ما شعرت بالدماء ترتفع بشكل مفاجىء و شديد الى رأسى و اكاد انفجر من الغضب .. و ذلك كله بسبب المشهد الذى رأته عينى
فلقد وجدت الفتاه منهاره فى البكاء و معها صديقتها تحاول ان تهدئها بينما الماره فى الطريق يرمقونها بنظرات الاتهام و العار المستفزه .. التى لا تعبر عن شىء الا تأخر ذلك المجتمع فكريا بشكل خطيرا و متزايد .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟