أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوبكر الفلالي - مقال















المزيد.....

مقال


بوبكر الفلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحراك الشعبي العربي الأخير هل هو جزء ثان من حركة التحرر الوطني العربي؟

نساءل في هذه العجالة الحركية الممتدة و المتصاعدة في الشارع العربي مشرقا و مغربا أو من سوريا حتى المغرب الأقصى,لا يعني هدا أنه من الوارد هنا أن نقف عند كل حالة بمفردها كما فعل أخيرا البعض بطريقة جد متعسفة, و في غياب للأدوات المعرفية التحليلية المرهفة الكفيلة باستنطاق الواقع العربي في سياق تحوله.
نؤمن نخن هنا بشيء من التشابه بين البيئات و الظروف في بلدان الحراك الشعبي الأخير, من ألوان هذا التشابه نذكر وجود أنظمة استبدادية غاشمة عملت بشكل كبير و متفاوت على الإجهاز على البقية من عناصر الاستقلال الموجودة لدى مجتمعاتنا, و أسلمتها بالنهاية إلى حال من البؤس و الفقر و العجز الاجتماعي الموصول بجدره المادي,و إلى شيء كبير من التبعية للمؤسسات الاقتصادية العالمية ( مؤسسات الدين العالميين) ذات الارتباط بإقتصادات الدول الكبرى، بعبارة موجزة لقد حققت لنا الارتهان العميق و الكلي للمنظومة الرأسمالية و اقتصاد السوق بما لا مزيد عليه، ¸ نعم لقد اجهزت بمعنى عميق على شيء من الفصل الجزئي حققته مثلا ثورة 52 بمصر نقصد الفصل بين الاقتصاد الوطني المصري و نظيره العالمي، داك الفصل الذي كان يعنى استعداد النظام المصري في تلك الحقبة للدخول في مغامرات تنموية ربما انتهت لتحقيق نصر كثيرا ما حلم به الفرد المصري منذ محمد علي و طيب الذكر الخديوي إسماعيل .
أسلمته أيضا الى شيء كبير من العجز الفكري الثقافي فلم يعد هناك في ظل الأنظمة- التي تعمل شعوبها اليوم على إفنائها الواحد تلو الأخر " نرجو أن يمتد الحبل نحو النظام السعودي الذي بنظرنا يشكل سقوطه بداية التحرر الفعلي التاريخي للذات و الفعل العربي و الإسلامي" - إمكانية لربط الثقافة بالتحولات الاجتماعية نقصد انه في ظل هده الأنظمة انعدمت إمكانية تحول الفكرة / الماهية إلى نشاط و وجود و فعل اجتماعي عاقل و موضوعي، إنما فتح المجال واسعا للسلوكات عفوية لها تأثير لما و الى أفكار محضة معزولة تماما في سياقاتها و مساراتها الاجتماعية، نعني أن المثقف في ظل المستوى غدا واحدا من أجزاء النظام أو قل تحول إلى ممارسة هذه الوظيفة الدفاع عن النظام و تبرير ممارساته . و أحيانا الدفاع عنها بصفتها الحق المطلق، و ما داك إلا لأن الدولة تخشى النقد و الفهم الذي ينصرف نحو الظواهر العقلية و الاجتماعية و أيضا الوجدانية من اجل دراستها و مناقشة أزمنتها أو تطورها وفهم مغاليقها و أعطابها.
أسلمته أيضا و وجدت لديه ميلا نحو نزوعات دينية متفاوتة الخطورة و الى تدين ليس هو الذي تكلم عنه يوما MOX WEBER و الذي اسعد الحظ به أوروبا في لحظة تاريخية ما فقفزت انطلاقا منه نحو آفاق واسعة من الحداثة الإصلاح, إنما هو تدين مغشوش يراعي كثيرا المظهر و الشكل ) الحرص على العبادات( في غياب كلي لعمل اخلاقي و فكري نزيه و واضح و ايجابي يمكن ان يطهر المجتمع ويغسله من أمراضه المزمنة التي تعاظمت و تأبدت بشكل غير مسبوق ) ينظر سيد القمني ( .
ان كثيرا من الضعف الذي أصاب مجتمعاتنا راجع الى اختياراتها السياسية على أساس ان الوعي السياسي يشكل أعلى مستويات الوعي . ، هذا درس ماركس الذي أصبح إلى جانب كل العناصر الصحيحة في النظرية مضموما إلى العلم و جزءا منه.
انطلاقا من هذا و كيما نخرج من لحظة التوصيف السابقة نطرح الأسئلة التالية: كيف نفسر الحراك الشعبي العربي الأخير ،كيف نفسر و تفهم هدا الوارد الذي دفع به استشهاد البوعزيزي إلى الساحات و الأماكن العامة كمن يريد استردادها من اغتصاب دام عقودا ؟ كيف نفهم تعاظم و اشتداد الصراع بين القوى الاجتماعية و الأنظمة بدل الصراع فيما بينها أي هذه القوى كما تقول ماركسيات مبتذلة منقولة ؟ ما دور العامل الديني أن كان له دور يحسب في هذا الحراك أو الدينامية ؟ لماذا انخرط الإخوان و غيرهم من التيارات الإسلامية متأخرين في هذه الدينامية لنجدهم متصدرين المشهد الانتخابي ( المغرب , مصر , تونس) ؟ أسئلة من كل كثير متشعب نحب أن نتلوهما مع القارئ علنا نظفر ببعض إجابة تضيء مسيرة هذا الحراك و تفسر لماذا يمكن اعتباره جزءا من آخر أوسع هو مسيرة التحرر الوطني الذي دخلت فيه مجتمعاتنا في البداية مع القوى الامبريالية وها هي اليوم تستكمل بعضا من مهماتها التي دخلت انتظارا طويلا في انتظار ربما الفصل الأخير الذي لم يحن أوانه .
يفيدنا المصطلح الخلدوي هنا نعني مصطلح نشأة مستأنفة للتعبير عما يحدث اليوم في البلدان العربية و هو ما قصدناه لقولنا إن الحراك الشعبي الذي تتفاوت وثائره هنا و هناك صيغة ثانية و جزء من حركة التحرر الوطني لكن هذه المرة ضد أنظمة نشأت و تكرست لما فشلت حركة التحرر الوطني ضد الامبريالية في بناء أنظمة ديمقراطية شعبية تسمح بالحريات و بالتعددية و بالتداول السلمي للسلطة و توزيع عادل للثروة , المطالب الاجتماعية التي كان من المفروض أن نصنعها إلى جانب المطلب السياسي الاسمي و هو تحقيق الاستقلال و التحرر من قبضة المستعمر, نحن نشير هنا إلى أن حركة التحرر الوطني للأسف لم تكن ثورية شعبية كما زعم ذلك بعض مؤرخي المرحلة (مهدي عامل , حسين مروة)، نعم كانت وطنية قومية لكن ثورية تعبر عن صراع طبقي هذا ما يكشف الحراك الشعبي اليوم عن بطلانه و زيفه مصداق هذا الشعارات ذات الطبيعة الاجتماعية المرفوعة اليوم من لدن شباب ( يرفض التنظيمات السياسية ذات المصداقية أو تلك التي أوجدها النظام لخدمة أهدافه ) لكنه استيقظ على مستقبل مفوت , و على فوات كثير من مصالحه أو تفويتها و سرقتها من قبل أنظمة مستبدة امتصت الثروة و غرزت مخالبها في البقية الباقية من هذا الجسد المنخور .
صحيح أن الحراك الشعبي هذا يفتقد إلى كثير من التأمل في أوضاعه بعيدا عن سكرة و نشوة إسقاط الأنظمة ( خاصة بعد سقوط نظام مبارك الذي نعتبر سقوطه عنصرا حاسما في تطور الحراك و تعاظمه إن لم نقل نضجه في افق صيرورته استقلالا تاريخيا حقيقيا و الغريب انه بسقوط نظام مبارك طرحت جميع الأسئلة المتعلقة بالهوية , و البرنامج الوطني الكفيل بانتشال المجتمع من مشكلاته و القائم على مصالحه و أهدافه , الحرية , التعددية العلاقة مع التراث, ...
و صحيح أيضا افتقاد هذا الحراك إلى دعامة نظرية واضحة قادرة على مده بالإجابات و المعطيات المناسبة في سياق صيرورته مشروعا وطنيا بديلا , و صحيح ايضا أن حركة التحرر الوطني كانت مسبوقة بعمل نهضوي إصلاحي ( محمد عبده الأفغاني ) أمدهما بأسلحة علمية و فكرية عميقة حولتها بفعل اشتباكها بواقعها المعقد و المكتنز إلى وسائل و أدوات للعمل السياسي ( لقد أجاب أو حدد محمد عبده من منطلق ديني و نظري متفتح العلاقة بين الإسلام و كثير من مفاهيم العصر الحرية خاصة الدينية , العدالة , العقل , مدنية الدولة الإسلامية , مادية قوانين الاجتماع الانساني...
صحيح ايضا افتقاد الحراك لكوادر قادرة على استثمار المكاسب الحقيقية الموجودة لدى الجماهير و هنا نشير إلى العلاقة الملتبسة بين الحراك والتنظيمات السياسية , نقصد
- عجز هاته الاخيرة عن قراءة الاوضاع الاجتماعية بطريقة سليمة و واضحة -عجزها أو ضعفها الأخلاقي و نعني به عجز البناء القيمي الذي تأسست عليه ان يكون شاغلا حقيقيا لدى الجماهير .
- ضعفها العلمي نعني عجز ادواتها التحليلة عن فهم و تفسير البنية الاجتماعية في تحولاتها , و عن استثمار الأنساق الفكرية ( الايديولوجية من حيث هي وعي منقول لإضاءة واقع آخر مختلف و متخلف) من اجل بناء فهم مطابق لما هو موجود .
-هذا علاوة على ضعفها الخطير جهة ارتباطها بالجماهير التي كشفت عن عفوية كبيرةو كشفت بدورها عن قلق اجتماعي لم يجد للاسف الإطار و المفهوم الذي يحتويه و يحمله.
ان هذا الذي قدمنا جزء من صورة اكبر و اوسع لايسع المقام و لا الأداة لذكرها لكن هنا نجدنا مضطرين لان نخطئ الرأي الذي ذهب اليه سعيد بن سعيد من ان الأمر يتعلق بنهضة ثانية يشهدها الوطن العربي , الحق ان المسالة اقل من هذا بدليل تلميح الأستاذ نفسه الى العجز الثقافي و المعرفي الذي يسم هذا الحراك فكيف نقول أنها نهضة ثانية نحن نذهب الى ان الأمر يتعلق بمسار التحرر الوطني الذي نعيش فصله الثاني وهنا أجدني معني بتخطئة القول بضرورة التلازم بين التحرر الوطني و صنوه الاجتماعي
لقد كشفت التجربة ان المفردة الإسلامية يكون لها ابلغ الأثر في لحظة الصدام سواء مع المستعمر أو مع الانطمة الفاسدة التي ورثثه و ليس لغيرها , ان الذين قاوموا المستعمر و ربما أخرجوه ليسوا بورجوازية و لا هم عمال او فلاحين نعني ان المعنى الطبقي أو قل الاجتماعي لم يكن العامل الذي اوجد نضالا او كفاحا إنما هو الايدولوجيا و ان قل العقيدة هي سبب النصر على المستعمر و هي ايضا سبب صمود ثوار 25 يناير و لا شك أنها سبب نصر اكتوبر 1973 , و 1982 لست اغفل عوامل أخرى و لكن الحسم كان للمفردة الدينية، إذا تقرر هذا فسيكون الحراك الشعبي بدون شك جزءا من مسار طويل و عسير ايضا هو ما دعوناه حركة التحرر الوطني و ليس النهضة كما ذهب الى ذلك غيرنا , أحب أيضا أن يتقرر انه إذا كانت المفردة الدينية قد حققت النصر الى جانب عوامل أخرى فإنها لم تحكم أي لم تنهض بالسلطة او قل لم تتأسس الدولة بناء عليها إنما بناء على المفردة النقيض ( الدهرية العربية مأخوذة من منطق و واقع آخر اقصد مفردة الحرية او المدنية و العقل و هذه المفردات تحمل معنى واحدا إذا نظر إليها بمنظار جدلي يضاف إليها التاريخ و الطبيعة , المجتمع الدولة و القانون... )
نحن نشير هنا الى حقيقة مفادها ان لحظات الصدام يكون فيها للمفردة الدينية حضور قوي و فعال و ان هذه المفردة عاجزة تماما في لحظات الاستقرار و الهدوء و البناء , يوازي هذا حضور لمفردة المدنية , الحرية أوقات الاستقرار و البناء و لما كان هذا هكذا فان السؤال كيما تصبح حركة التحرر الوطني حركة اجتماعية , مدنية (صيرورة المفردة الدينية مفردة مدنية) هو كيف يمكن للمفردة الدنية ان تنفغ وقت الصدام و الاستقرار معا , و هذا ممتنع منطقا اللهم إلا إذا اعتبرنا المعنى الأخلاقي ذي الطبيعة الكونية او الانسانية دون سواه من داخل المفردة الدنية بعبارة اخرى كيف يمكن لمفردة الحرية بمعناها السياسي الاجتماعي و هذا هو المعنى الأصيل و المرجعي ( روزنتال) ان تنفع هي ايضا للصدام و الاستقرار معا من حيث هي اس التاريخ و المجتمع و منطقه , كيف يتحول المتدين من صاحب عقيدة الى صاحب برنامج و بالتالي صيرورته جزءا من مشروع وطني ذي ابعاد اجتماعية سياسية تاريخية عميقة محضة الحق ان هذا هو الجدر الموجود وراء صيرورة الحراك الشعبي الأخير جزءا من مشروع اوسع هو ما دعوناه بحركة التحرر الوطني أو بداية نهاية الفصل الأول من الدولة القطرية .

بوبكر الفلالـــي باحـــث.



#بوبكر_الفلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشارة لفهم علاقة الإسلاميين بالتراث وبالفئات الرثة
- أبو حيان التوحيدي سيرة فيلسوف2
- أبو حيان التوحيدي سيرة (محنة) فيلسوف
- ملاحظات حول مشكلة الحرية في الإسلام
- إلي الجميلة‮ ‬الجريئة‮ ‬إيناس الدغيد ...
- العلم في مواجهة الفلسفة التقليدية (ادغار موران ضد ديكارت)
- التوحيدي والإغتراب
- الإبداع في برنامج الجريئة
- *الدغيدي* ...والاسلام السياسي
- الحكم الذاتي، الانفصال، الحركة الطلابية الصحراوية...التكوين ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوبكر الفلالي - مقال