أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز نايل - حتى الميدان اصبح شهيد














المزيد.....

حتى الميدان اصبح شهيد


عبد العزيز نايل

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


حتى الميدان أصبح شهيد !!!!
شعر : عبد العزيز نايل

ثورة تايهة من سنة
واللي يلاقيها يسلّمها لأي مصري
رجاءً بس يا ولاد الحلال
يتأكد الأول من بطاقته انه مصري
بس البطاقة مش كفاية
علامْته !!!!
حا تلاقيه كده من سحنته
مصري وابن مصري
شكله ماهوش تركي
ولا حتى من المماليك
ولا بيلبس في القدم شبْشبْ
ولا عمره كان راعي للبقر
ولا حتى راعي للغنم
حاتلاقيه لسه صورته كما هو
مرسومة على الجدران على المعبد
شخصيته من بره
وموصوفة من جوة
وهو هو اللي قبل التاريخ ما يتولد
كان هو بس اللي صانع هنا .... شكل المدينة
وهو هو قبل العائلات ... قبل البيوت ... هو اللي بدأ
عجن الصحاري في الفيافي مع الطمية والتراب
وأنشأ ما يسمى بالبلد
حاقولك وصدقني
من قبل البشر كان اسم البشر مصري

كل اللي فات من علاماته
وازاي بعد كل ده متعرفهوش
تعرفه من بين كل الوشوش
مجرد ما تبصله يبقى صاحبك
مخلص مُحب .... وان غبت عنه ساعة
يستلف عشانك
يسافر ويسأل طوب الأرض عنك
كمان علامة من علاماته
لسه دمعته ف عينه
لسه لهفته من يوم ما تاهت ثورته
هايم على وشه
كما العاشق
من كتر الندا اختفى صوته
رسم سؤاله على رمشه .. الثورة تاهت من سنة .....
واستنى قد ما استنى
مسمعش غير صدى صوته
رسم ثورته كما المسجونة فوق كفه
وابتدأ يوصف عنيها وشعرها
بيوصفها للي رايح واللي جاي
وللي ماتوا بالحيا
وللي اعتقد انه حي
بيوصفها .....
ثورة تايهة ... يا هل ترى يا للي ماشي شفتها
ماسكة في ايديها
غني وفقير.... مسلم مسيحي .... صحراوي وسواحلي
بحرواي وصعيدي
كان فاضل شوية
وتشيل الكل ف عنيها
تاهت وتاه الكل من حواليها
الاّ ملاك الثورة في الميدان
ولسه اعتصامه في مفارق الألم
واعتصامه فيما تبقى من فتافيت العلم
هي تاهت ولا هو اللي انكسر
وهي اللي خانت ولا الخيانة من محبيها في البوادي والحضر
اخر المتمة شافها عروسة عريانة
بيقسموا في لحمها في مضارب النخاسة والغجر
رجع مرجعش بيته
من شارع لشارع وفارش حصيرته في الميدان
يلين الرصيف تحت راسه
علامة من علاماته
يبقى نايم وفي عز نومه
ينده عليها باسمها
يخترَف بألحانها وغناويها
نايم وفارد ايديه على أرض الميدان كله
حامي حمى الشهيد
واللي لسه على الأسفلت في هذا الميدان
تسمع صراخ دمّه
وارتعش جوه احلامه
ايه اللي خلا الشهيد
لسه في الميدان بأثماله
ينزف ومتعلق ما بين السما والأرض
وارتعش تاني لما الشهيد قالّه
تاه الوطن منك
وتاه الوطن مني
وأنا اللي موتي ما افتدى حتى حزن امّي
ولسه البيادة مغرورة وماشية فوق دمّي
تجار السياسة ... لأ ... تجار النخاسة
باعوا واشتروا بيا
صرخته صحت جيرانه
لما الشهيد قالّه
فين الوطن فين المواطن .. باستحلفك قوللي
فين العيش ... فين الحرية ... فين الكرامة ...
وليه الميدان بقى جزيرة
محاطة ومتستفة
مابين العساكر والغجر والحراسة
شفتهم الفين عِصابة
والعُصابة دغششت كل العيون
حتى لو كنت انا هُنت في كل بيت وفي كل حارة
ازاي ازاي ازاي مصر العزيزة الطيبة ممكن تهون

تتلم تتجمع على عضم الرصيف
تتلم احلامه
احلامه اللي ضاعت في عز النهار منه
تنهنه بالبكا
يجري الأنين بالحنين على بلاده
يرتمي فيها
عشان هو اللي عارف
عارف خلاصه
عارف رجله من راسه
عارف اللي كانت في ضميره الثورة فرض
واللي شافها وارتعد
واللي شافها وابتعد
ثم احتمى في المزيف والمجلد اللي قالّه الثورة بدعة
عارف اللي فعلا
كان بيرفع اسم مصر في كل ركعة
واللي ارتجل خطوته ف مواكبها
وباسم المسيح اتمنى لها الرفعة
عارف كل اللي كان فيها ساكن
واللي كانت هي ساكنة فيه
عارف اللي افتعل محبتها
واللي اكتفى بابتسامة من شفايفها
رجع تاني للميدان
وفي الميدان طوبة طوبة بتعرفه
نهنه بالبكا
لما التقى الميدان الميدان
طلقتين ثلاثة في الحشا من بعيد
حتى الميدان اصبح شهيد
وفجأة
ارض الميدان بقت غابة
وكل ثوري وكل عاشق حتى المحبين بقوا ديابة
وبعد ماكان الميدان قطعة من الجنة
وصورته في كل بيت ... وف كل غيط ...
واترسم بلون دم الشهيد على شنط التلامذة
وارتفع كانه كعبة العشاق
واتمايل في الغناوي بانتصاره
وف المواييل كان مذهب الموال عند الصعايدة والفلاحين
كان البطاقة الجديدة لكل مصري
اوجبت للمصري التحية اجلالا مبينا
في كل البلاد وف كل مينا

وفجأة ليه وليه كده فجأة
وفجأة ليه وليه كده فجأة
ارض الميدان بقت غابة
وكل ثوري وكل عاشق عنين البلد دي عاشق صبابة
وايا من افتداها بالشهادة
حتى المحبين اللي اختفوا بالمحبة ورا كل بوابة
كل دول كلهم بلا استثناء
اصبحم صورة ف الجرايد وف كل شاشة
كل دول كلهم بلا استثناء
استُبْعدوا من المشهد متصنفين كما فصيل من الزواحف والديابة
ساعي البريد خبط على بابي بصللي مستاء
رمي تحت بابي رسالة من المستقبل
من كل مصري لسه حايتولد ليوم الدين
بيسأل عن هذا العبث
عبث طبيعي ولاّ عبث مقصود
وان مكنش قدَر يبقى صناعة مين
وليه كل دول استُبْعدوا من المشهد واتصنفوا كما فصيل من الزواحف والديابة
ادي المستقبل اللي واقف وشايف ..... ومستني من بلاد العبث
مستني الاجابة
مستني الاجابة


















#عبد_العزيز_نايل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذباب 2
- رأسان لكل مواطن في القاهرة 2007
- واختفى الكاتب والحمامة
- حدث في جزيرة الطوابية
- بوابته في الخلاء الرمادي
- فوق السطح لا يتشاركون
- بوووووه ...توت ...مات
- الدكاترة
- العرباوي..!!
- مصر التي تسرطنت


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز نايل - حتى الميدان اصبح شهيد