أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد السلام أديب - مبررات إهدار المال العام














المزيد.....

مبررات إهدار المال العام


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 11:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من المبررات الواهية التي يستند عليها دعاة ايديولوجية الخوصصة وإهدار المال العام لفائدة الشركات متعددة الإستيطان في بلادنا والتي يمكن الرد عليها بسهولة هناك ما يلي:
1 – يقال بان القطاع الخاص يعتبر أكفأ من الدولة في إدارته للمرافق العمومية مما يؤدي الى الاسهام في توفير موارد مالية وتحسين ادارة هذه المرافق والزيادة بالتالي في معدلات النمو الاقتصادي.
لكن الواقع يؤكد بأن حالات الفشل والإفلاس التي تتعرض لها مقاولات القطاع الخاص تفوق بكثير حالات التعثر المحدودة التي تعاني منها المقاولات العمومية لأسباب لا ذنب لها فيها (غياب الديموقراطية، غياب الرقابة المواطنة على حسن تدبير المال العام ...).
2 –يقال أيضا أن القطاع الخاص بما يقدمه من حوافز أقدر من الدولة على تعبئة الموارد المالية وتوجيه الادخار نحو المشاريع المربحة وتعميم ملكية هذه المقاولات على أكبر قطاع من المواطنين وخلق سوق مالية نشطة تشجع على الادخار وتوفر قناة وطنية للتمويل.
لكن خلق مشاريع مربحة لا يعني بالضرورة أن هذه المشاريع ذات مضمون اجتماعي يراعى مصلحة أفراد المجتمع الأساسية. بينما يمكن للدولة في المقابل أن تصحح التفاوت الصارخ في المداخيل عن طريق اقتطاع جزء من الأرباح الفاحشة للقطاع الخاص وتحويلها إلى خزينة الدولة، حيث يمكن استعمال هذه الموارد في تحسين البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية. من جهة أخري يصعب تصديق مقولة أن الخوصصة ستؤدي إلى توسيع قاعدة الملكية بين صفوف المواطنين الذين تعيش أغلبيتهم على حد الكفاف من بينهم على الخصوص المستخدمين في القطاع العمومي الذين لا يملكون أي فائض يمكنهم من شراء سهم واحد.
3 –يقال كذلك أن تحويل المقاولات العمومية إلى القطاع الخاص يزيل عن كاهل الحكومة عبء خسائر هذه المقاولات مما يسمح للدولة بتركيز جهودها ومواردها لأهداف اقتصادية محددة.
لكن ما هو أهم من تدبير المقاولات العمومية لكي تنشغل به السلطات العمومية، خاصة في ضوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها بلادنا حاليا والمتمثلة في الكساد والبطالة والغلاء وتردي مستوى المعيشة؟
يلجأ أنصار الخوصصة من جهة أخرى إلى مقولات أن العالم قد تغير من حولنا، وأن عددا لا بأس به من الدول الرأسمالية الصناعية كبريطانيا وألمانيا والدول التي كانت اشتراكية، تقوم الآن ببيع قطاعها العام، وهي في ذلك لا تميز بين الأجنبي والمواطن المحلي في حق الشراء.
لكن بالقاء نظرة سريعة على واقع هذه الدول سيتأكد لنا عدم صحة هذه المقولة، فأولا لا يجوز التشبه أو القياس بما حدث ويحدث في الدول الرأسمالية الصناعية. فشتان ما بين أحوال بلادنا ومشكلاتها وطبيعة أحوال ومشكلات هذه الدول. فبلادنا ما زالت تصنف في عداد الدول النامية ذات الدخل المنخفض ولم تنجح حتى الآن في تحطيم قيود التخلف وعلاقات التبعية التي تربطنا بالخارج. وما زلنا نتعامل مع هذا الخارج من موقع ضعف وعدم تكافؤ بسبب تزايد ديوننا الخارجية وتزايد اعتمادنا الغذائي والتمويلي والتكنولوجي على العالم الخارجي. وما زالت طاقاتنا الإنتاجية، الصناعية والزراعية والخدمية، تعجز عن سد الاحتياجات الأساسية لغالبية سكان البلاد.
إن البلاد التي طبقت سياسة بيع بعض وحدات القطاع العام –في سياق الليبرالية الجديدة- لم تستطيع أن تخرج من أزمتها الاقتصادية، بل تفاقمت فيها الأزمة من خلال تردي معدل النمو الاقتصادي وتفاقم العجز الداخلي والخارجي وتحول ظاهرة البطالة فيها إلى مشكلة مزمنة، وكذا انخفاض مستوى معيشة العمال والطبقة المتوسطة ..إلى آخره. ويشكل الاقتصاد البريطاني خير مثال لهذا التردي في عز تطبيق الليبرالية الجديدة ونقل ملكية القطاع العام إلى الخواص، فتحول بريطانيا الى مختبر لليبرالية الجديدة مع صعود المحافظين الى الحكم سنة 1979 ، عبر تراجع الدولة وفتح المجال على مصراعيه أمام القطاع الخاص جعلها اليوم عرضة لمختلف الأوبئة: مثل البقرة المجنونة، والحمى القلاعية، وهشاشة البنيات التحتية أمام الفيضانات، وخروج القطارات عن سككها....



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزانية الانكماش والتفقير والتهميش
- المرأة المغربية بين مدونة الأسرة والمواثيق الدولية لحقوق الإ ...
- راهن المخزن على صناعة باطرونا مغربية تضمن له البقاء والاستمر ...
- اتفاقية التبادل الحر كمدخل لاستعمار جديد
- تتوخى اتفاقية التبادل الحر المغربية الأمريكية تحويل المغرب إ ...
- عربدة المخزن الاقتصادي حول البلاد إلى إقطاعية رأسمالية خاصة
- الحوار المتمدن مكان فسيح لتبادل مختلف الآراء بل وربط علاقات ...
- دروس من آسيا الشرقية
- قراءة نقدية في مشروع ميزانية سنة 2004
- التحولات الاقتصادية والسياسية للطبقات الاجتماعية في المغرب ( ...
- عولمة الأزمة وآفاق الثورة
- حتى لا ننسى إفريقيا
- بناء سبل تحقيق عالم بديل لنعمل معا على عولمة المقاومة
- سوء التنمية ومحاربة الفقر
- أوهام التأهيل والمنافسة الحرة
- النساء والعولمة الليبرالية
- المعجزات التنموية ودور الدولة
- الهجرة الى الفردوس الاقتصادي
- التقسيم الدولي الجديد للعمل
- تناقضات العولمة الليبرالية


المزيد.....




- مصر والعراق ! .. خالي بالك من توقعات ليلى عبداللطيف بشأن الأ ...
- استغلال العراق للسيليكا فرصة لتعزيز الصناعة المحلية وجذب الا ...
- ارتفاع أسعار البناء يضاعف معاناة المهجّرين بعد عودتهم لقراهم ...
- شهادات الإدخار.. تعرف على أعلى عائد في البنوك الان
- تقلبات أسعار النفط تُربك الأسواق الاقتصادية ومخاوف من -حرب ت ...
- وزيرة المالية تفصل آلية سحب الأمانات الضريبية وتصفه بـ-الإجر ...
- ارتفاع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم الأحد
- ترامب: الاقتصاد الجيد من صنعي أما السيء فمن بايدن
- شركات طيران تلغي رحلاتها إلى تل أبيب وخبراء يتوقعون المزيد م ...
- وزير الطاقة السوري: سنوقع قريبا اتفاقا لتوريد الكهرباء من تر ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد السلام أديب - مبررات إهدار المال العام