أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جادر الجادر - بغداد بين ربيع الشعوب وخريف الحكومات














المزيد.....

بغداد بين ربيع الشعوب وخريف الحكومات


جادر الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 19:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قمة بغداد حدث مهم ومرتقب من قبل الشعوب العربية قبل حكوماتها مؤمل له أن يكون نقطة تحول كبير في المنطقة العربية، خاصة بوجود مستجدات كثيرة وكبيرة، أهمها انتفاض بعض الشعوب العربية ضد الرمزية والصورة النمطية للحاكم العربي، وشيوع ظاهرة تبديل الوجوه، تلك الوجوه التي واكبت عقودا من الزمن بصرف النظر عن نوعية وطبيعة أدائها وإدارتها للحكم، لذلك أطلق على ما يمر به العرب بـ(الربيع العربي)، وربما تقترن هذه العبارة بتبديلات النظم العربية من الشمولية والدكتاتورية الى الديمقراطية والتعددية، أو بروز دور الشباب في إشعال فتيل الأحداث الاحتجاجية مروراً بالتبديلات السياسية ومن ثم إدارتها، وفي ذلك متغير كبير لم تشهده القمم السالفة، وبمقاييس السياسة هناك اعتراف بالتغيير وصفه البعض على انه نجاح كبير، وربما يكون ذلك صائباً، ولكن ما جرى من أحداث في البحرين وسوريا يدل على غير ذلك، حيث لم تقتصر الأزمة على وضعيهما الداخلي فحسب بل انعكس على المنطقة العربية بأسرها وربما الإسلامية فيما بعد، ليُشكل بعدا جديدا في التعامل مع الأشياء بمنظور فئوي وطائفي ولد إصطفافات من شأنها أن تمزق أوصال العرب، وتضعف الإسلام، وتقدم خدمة مجانية لأعداء العرب والمسلمين الذين سعوا لقرون طويلة إلى تحقيق اقل من ذلك بكثير.
فالصبغة المذهبية التي يسعى إليها المتطرفون على حساب الدين المعتدل سوف تكلف العرب فقدان بلدان من المحيط العربي وسيؤدي هذا الى إرغام هذه البلدان الى اللجوء لغير العرب، فخسارة الجزء العربي لا يمكن تعويضه، والعزف على وتر الطائفية لا يخدم الجميع، والمتضرر الأكبر هو المواطن العربي، لا سيما في البلدان التي يتكون مجتمعها من مذاهب عدة.
وفي تلك الظروف يحتضن العراق القمة العربية، هذا البلد الذي انطلق منه التغيير ومورست فيه الديمقراطية على مستويات لم تشهدها المنطقة، وعلى الرغم من عدم نضوج التجربة بشكل كامل إلا أن ذلك من البديهيات المقترنة بما يرافق التجارب الأُول من إخفاقات وإعادة تصحيح وتعديل، وبالرغم من تعقيدات المشهد العربي بشكل عام والعراقي الداخلي بشكل خاص، إلا أن الفرصة تعد تاريخية لإرجاع العراق إلى معادلة التوازن العربي عن طريق إنجاح القمة العربية، وذلك لا يتأتى إلا إذا تمكن العراق من تحقيق نتائج مقبولة بشأن الخلافات العربية المهمة، كتلك التي تتعلق بالبحرين وسوريا وغيرها.
وإذا تحدثنا عن انجازات القمم العربية السابقة فإنها لم تدرك أي من الأسباب التي على أساسها تشكلت الجامعة العربية، وهذا ليس على السياسة فحسب بل ينسحب على الاقتصاد والثقافة والرياضة وغيرها من سبل التعاون والتبادل المفترض بين البلدان العربية.
لحل خلافاتنا الداخلية نتمنى من سياسينا الاستمرار في الحوار والنقاش، وحتى المشادة الكلامية في بعض الأحيان على أن لا يتعدى ذلك حدود البيت العراقي، لكي لا نتبنى قضايا شديدة الحساسية قد تهدد نجاح القمة العربية كما يحاول بعض ساسة العراق التأثير في العرب من خلال إثارة مشاعرهم الدينية، عبر تضمين جدول أعمال القمة لقضية الخلاف السياسي العراقية، والذي سوف لا يخلو من طرح يتعلق بذكر مفردات قد تحمل شحناً يرتبط بشكل أو بآخر بامتدادات مذهبية، بصرف النظر عن مصداقية الطرح من عدمه، فأن مؤدى هذا الأداء سوف يُحدث خللاً كبيراً وانقساما ًفي العلاقات العربية والمنظومة الإسلامية، وهنا سيفرض على البعض اتخاذ موقفا إزاء هذه الدولة أو تلك، وعندئذ سوف نعمق شرارة النزاع الطائفي بشكل رسمي في المنطقة، ونكون الرعاة الرسميون لهذه الممارسة التي قد تعصف بالعرب، وهذا ما لا نأمل أن يكون، لاسيما في ظل وجود من يستثمر هذه الخلافات ويتعكز عليها.



#جادر_الجادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جادر الجادر - بغداد بين ربيع الشعوب وخريف الحكومات