أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد يوسف - آخر خيارات الثورة السوريّة














المزيد.....

آخر خيارات الثورة السوريّة


أحمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشارف السنة الثوريّة السوريّة الأولى على الانتهاء, ومازال الشعب السوري الصامد يواجه بمفرده كلّ أساليب القتل والبطش والتنكيل, مُقَدّماً عشرات الشهداء كلّ يوم كُرمى لكرامةٍ مُداسةٍ وحريّةٍ مسلوبة, كلّ يومٍ نفتح أعيننا على مجزرة جديدة, وكلّ يومٍ يعتصر الألم أفئدتنا قدّام مشاهد قتل الانسان وصورِ وأد أحلام الطفولة تحت ركام قصف المنازل وهدمها.
لم يُلقِ النظام الفاشي آذاناً صاغية لا لمطالب شعبه ولا لكلّ الضغوط العربيّة والدوليّة, وكلّ السبل الدبلوماسيّة لم تجدِ نفعاً في وقف نزيف الدم السوري على طول البلاد وعرضها, بل يزداد النظام الأسدي وحشيّةً وشراسةً إثر كلّ دعوة أو ضغطٍ أو مؤتمر. إنّ النظام الذي امتهن سفك الدماء منذ نشأته لن يرعوي ولن يتنازل عن همجيّته, وهو مازال يراهن على أن قتل الشعب هو السبيل الوحيد لبقاءه واستمراريّته.
كلّ الأقنعة سقطت, وتبيّن أنّ كلّ المؤتمرات الدوليّة والعربية وحتّى مؤتمرات المعارضة لم تفعل في النظام فعلتها, ولم تؤثّر فيه لإيقاف المجازر والنهي عن قتل الشعب السوري, بل يمكن القول إنّ النظام كان يكتسب جرعة ثقةٍ بعد كلّ مؤتمرٍ وبعد كلّ قرارٍ حبريٍّ خاوٍ مرهون بالتسويف لا جدّية فيه, فحلفاء هذا النظام جادّون ومتمسّكون بحليفهم القاتل أكثر من تمسّك ( أصدقاء الشعب السوري ) بحرمة الدم السوري, ليتبيّن أنهم أصدقاء النظام السوري وليسوا أصدقاء الشعب السوري, فلا صديق للشعب السوري سوى السوريين أنفسهم.
أمّا المعارضة السوريّة فما زالت تدور في حلقة مفرغة, مرتبكة, متصارعة فيما بينها, كلّ طرفٍ يلهث هنا وهناك, يقوم بصولاته وجولاته يبحث عن الاستحقاق والشرعيّة أكثر من بحثه في كيفيّة وقف نزيف الدم السوري وإسقاط هذا النظام المجرم, وفي كثير من الأحيان تقوم أطراف المعارضة بالوشاية على بعضها ضدّ بعض في لقاءاتها على المنابر الإعلاميّة. كلّ طرفٍ يعرض تصوّره لمرحلة ما بعد النظام وكانّه يعرض برنامجاً انتخابيّاً لكسب الجماهير, في الوقت الذي تغرق فيه سوريا في بحر من الدماء.
أحد أطراف المعارضة عوّل وتهافت كثيراً وراهن على التدخّل العسكري الدولي في سوريا, وروّج لهذا التدخّل في كلّ المحافل الدوليّة وحاول استجراره بكل الوسائل وفي كلّ المؤتمرات, ولكن كان يأتي الرّد دائماً باستحالة التدخّل العسكري في سوريا, وكان يتمّ التشديد على رفض هذا التدخّل في بنود كافّة المؤتمرات التي عُقدت حول سوريا بدءًا من مؤتمرات الجامعة العربيّة والتي خرجت بالمبادرة العربية وانتهاءًا بمؤتمر تونس. والقوى الدوليّة في كلّ مناسبة أكّدت على عدم وجود بند التدخّل في سوريا على جدول أعمالها حتّى على المدى البعيد طالما ليس ثمّة من يسدّد فاتورة هذا التدخّل. إذن ألم يكن صراخ المعوّلين على التدخّل الخارجي والاستماتة في جلب هذا التدخّل صراخاً في الفراغ !؟
أمّا الطرف الآخر من المعارضة السوريّة فما زال موغلاً في تمسّكه باللّاءات الثلاثة ويقبض ويعضّ عليها بالنواجذ, ويصرّح في كلّ مكانٍ وزمان بالتزامه بمواقفه - المبدئيّة والثابتة – وعدم حياده عنها, بحجّة الواقعيّة في الطرح, وكأنّ هذه اللّاءات كفيلة ببثّ الرحمة في قلب الأسد المجرم ونظامه القاتل. إنّ تلك اللّاءات الثلاثة ( لا للعنف, لا للطائفيّة, لا للتدخّل الخارجي ) من حيث المبدأ لا غبار عليها وهي مطالب كل الشعب السوري, ولكن ببساطة وبعد قرابة السنة من عمر الثورة وبعد كلّ الدماء التي سالت و التي مازالت تسيل, لم يعد لتلك اللّاءات أيّة معانٍ حقيقيّة, لأن الواقع يقول إنّ سوريا الآن تدور في دوامة العنف أكثر من أيّ وقتٍ مضى, والحديث عن سلميّة الثورة سقط بعد سقوط الآلاف من الشهداء بينهم الكثير من الأطفال والنساء, فأيّة سلميّةٍ هي التي يمكن أن تقف في مواجهة الدبابات والصواريخ والقذائف؟ وكأنّنا لم نتعرّف بَعدُ على عقليّة هذا النظام البعثي منذ نصف قرن, فعمليّاً سقط مبدأ اللّاعنف.
ومبدأ لا للطائفية أيضاً سقط منذ تشكيل كتائب باسم معاوية والفاروق وابن الوليد... وغيرهم من الصحابة من الأزمنة البائدة, وحريّ بنا الاعتراف بأنّ هنالك على أرض الواقع ثمّة جيش سوريّ حر ( سنّي ) وجيش أسديّ نظامي ( علوي ). أمّا ما هو متعلّق بالتدخّل الخارجي فإنّ القوى الدوليّة إن أرادت أن تتدخّل عسكريّا في سوريا فإنّها لن تستأذن أحداً من الرافضين له, كما أنّها لن تتهافت على طلب الراغبين لذلك من أجل أن تتدخّل.
أمام هذه المشاهد التراجيديّة المأساويّة في بلدنا سوريا, وأمام هذا التهريج المعارض المثير للسخرية, وأمام استمرار النظام الأسديّ المجرم بارتكاب المزيد من الجازر الدمويّة بحق شعبه, والإيغال في انتهاكاته واستباحته للدم السوري, وكذلك أمام صمت العالم وبقاءه تحت قباب المؤتمرات, وبعد أن انسدّت كلّ سبل الحل, هل تبقّى أمام الشعب السوري من خيار آخر إلّا أن يدافع عن نفسه بنفسه؟ يبدو أنّ الزخم الشعبي والانتفاضة الشاملة والإضراب الشامل مع التمسّك بحق الدفاع عن النفس بكافّة الوسائل, وعدم التعويل على أية قوةّ خارجيّة هي السبل الكفيلة لتحقيق أهداف الثورة السوريّة في الإطاحة بالمجرم بشار وإسقاط النظام وبناء سوريا جديدة ديموقراطية تعدّدية حرّة.



#أحمد_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى اعتقال القائد والمفكّر الكوردي عبدالله أوجآلان
- الخطابُ القوميّ العربيّ قَرابَةَ قَرنٍ مِنَ الخَديعَة - محاو ...


المزيد.....




- ولي عهد البحرين يثير تفاعلا بلقاء ترامب وقيمة الاستثمارات ال ...
- مصر.. علاء مبارك يعيد نشر انتقاد والده اللاذع لقوى عربية ودو ...
- خامنئي يبين -دليلا- على قوة إيران بحرب إسرائيل يُستدل عليه ب ...
- من السويداء والجولان إلى واشنطن.. هل تنهار وساطة أمريكا للته ...
- المرصد السوري: سقوط أكثر من 350 قتيلا في أحداث السويداء
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو يدعو للمرونة في مفاوضات غزة
- الشرع: -الدروز- جزء من نسيج الوطن وحمايتهم -أولوية-
- دراسة: الأطباء يتجاهلون -سببا شائعا- لارتفاع ضغط الدم
- إسرائيل تستعد لمواجهة في سوريا وتنقل فرقتين من الجيش للحدود ...
- البحرين توقع اتفاقا نوويا مدنيا مع واشنطن وتعلن استثمارات كب ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد يوسف - آخر خيارات الثورة السوريّة