قانونية مؤتمر رام الله العمالي وشرعياته

اسعيد الاسطل

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 16:31
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

أوراق نقابية
قانونية مؤتمر رام الله العمالي وشرعياته

يستمر مسلسل الانقضاض على الحركة النقابية الفلسطينية وسرقة نضالاتها ومقدراتها
المحدودة التي استطاعت تحقيقها بالرغم العوائق التي وضعت في طريقها من الباحثين عن
المصالح الشخصية والشهرة غير عابئين بما يعانيه العمال الفلسطينيين في شطري الوطن . حيث البطالة المرتفعة بشكل مقلق , والارتفاع نسبة الفقر بين صفوفهم بشكل مخيف الذي يهدد مستقبل هذه الشريحة التي تعد من اكبر شرائح مجتمعنا وأكثرها حاجة للوقوف بجانبها ومساندتها لتخطي الأزمة التي تعيشها . فلا الظهور أمام شاشات التلفزة وإطلاق الشعارات الرنانة ولا المؤتمرات وإصدار البيانات يسد رمق أسرة عامل هنا أو هناك أسرة فرض عليها العيش بتقشف إجباري . وهنا يأتي السؤال أين أولئك الذين نصبوا أنفسهم قادة للحركة العمالية ؟ الم يحن الوقت لهولاء الوقوف لحظات صدق مع النفس وتبني قضايا من يدعون أنهم ممثليهم ؟
أم أنهم أبوا إلا أن يستثمروا ضعف الحركة النقابية الفلسطينية وتشتتها خصوصا في محافظات غزة لضمان بقائهم لإدراكهم بان ترتيب الوضع النقابي السليم سيكشف أوراقهم الزائفة ؟
إن نجاح الحركة النقابية وتطورها لتحقيق أهدافها والمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية
بين شرائح شعبنا بما يضمن الحدود الدنيا لحياة كريمة يتطلب قيادة نقابية حقيقة يختارها العمال بأنفسهم , قيادة تتمتع بالمصداقية والانتماء الحقيقي للطبقة العاملة , قيادة تضع خططها وبرامجها لتطوير الحركة النقابية والنهوض بها . لا القيادات التي تفرض نفسها مستغلة الفقر والعوز للعمال وأسرهم وأعطت لنفسها ومن يدور في فلكها الحق في الانقضاض على حقوق ومقدرات الحركة النقابية واستثمارها لخدمة أجندات خاصة .
طل علينا من خلال المواقع الإخبارية المحلية خبرا مفاده إن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في الضفة الفلسطينية عقد مؤتمره العادي في الفترة مابين 7-9 / 12 /2011 م تحت عنوان نعم لتحديد حد ادني للاجور وذلك في قاعة المؤتمرات بجمعية الهلال الفلسطيني بمدينة رام الله إلى هنا الخبر عادي جدا حيث انه لزاما على المنظمات النقابية إن تعقد مؤتمراتها بشكل دوري حسب ما نصت عليه لوائحها وأنظمتها الداخلية لاختار قيادها ووضع الخطط والبرامج لتطوير ذاتها وخدمة أعضائها دون الخروج عن تلك اللوائح والنظم .
مسمى المؤتمر كما أسلفت سابقا يلفت الانتباه بان هناك شيء من الأمل الذي قد يصدر عنه
من قرارات وخطط تصب لمصلحة العمال إلا أن المفاجأة كانت عند انتهاء أعماله حيث تم زج الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين محافظات غزة في هذا المؤتمر المنقوص تشريعيا وقانونيا لخدمة أجندة لم تعد خافية على احد في محافظات غزة والملفت للنظر ان نصيب غزة من الكعكة كان محفوظا . وأيضا تم الاستعانة ببعض القوى السياسية طبعا بنصيب من الكعكة
لتمرير هذا المؤتمر المنقوص قانونيا .
للأمانة النقابية ولوضع أصحاب المصلحة الحقيقة ( العمال ونقاباتهم ) في كل من الضفة الفلسطينية وغزة لا بد من كشف التجاوزات القانونية التي تثبت رؤيتنا بأن هذا المؤتمر ما هو إلا حلقة من حلقات الانقضاض على الحركة النقابية واستغلال نضالاتها من قبل ثلة من الانتهازيين تسعى للحصول على المراتب والامتيازات . نضع هذا المؤتمر ومخرجاته تحت المجهر بمفصليه النظام الدستوري للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الذي اقره المؤتمر العام الموحد الذي عقد بالتزامن في غزة والضفة عام 2004 م والمفصل الثاني النظام الانتخابي المرفق لهذا الدستور .
من الأساسيات التي يتم العمل بها لعقد المؤتمرات النقابية تحديد أعضاء المؤتمر وتسميتهم
فإذا رجعنا للائحة الانتخابية للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بالتحديد المادة (3) بند (ت)
التي توضح إن أعضاء المؤتمر العام هم أعضاء الهيئات الإدارية للنقابات الوطنية فهل تم دعوة
أعضاء المجالس الإدارية في نقابات غزة ؟ الإجابة بالجزم لا وهذا مخالفة واضحة للنظام الانتخابي .
وأيضا بالرجوع إلى النظام الأساسي في المادة (16 ) بند (ت ) ينتخب المؤتمر المجلس الأعلى للاتحاد هل تم ذلك أم قفزتم عن المجلس الأعلى الذي بدوره ينتخب اللجنة التنفيذية حسب ما
نصت علية المادة 18 من النظام نفسه ,هذه مخالفة أخري تبطل ما أقدمتم عليه من تسميات
ومناصب فصلت بالقياس لخدمة أجندات خارجة عن الفهم النقابي ومخالفة لدستوره .
كان الأجدر بالقائمين على هذا المؤتمر التفكير بجدية لإنجاحه وإتباع النظام والقانون
بدل من اختزاله لتنفيذ أجنداتكم الخاصة غير آبهين بمصالح أولئك الذين تدعون ليلا نهارا بأنكم الدافعين عن مصالحهم .
إن التاريخ لن يسكت عن مؤامرة الانقضاض على الحركة النقابية وسلب نضالاتها لخدمة أهدافكم . عمال فلسطين لم يعد لديكم خيار آخر إلا إسقاط هذه الزمرة الفاسدة المتربعة على عروشها وانتم تدفعون الثمن .

#اسعيد_الاسطل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات