البروكريستية

غسان شجاع

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 20:51
المحور: الادب والفن
    

‎Ghassan Shoujaa‎

البروكريستية :او ( سرير بروكريست)Brocrustean bed


بروكريست لم يكن بطلا في الاسطورة اليونانية , وانما هو مجرم و قاطع طريق ,ضجت به اليونان , وكان له طريقة خاصة في التعامل مع ضحاياه , حيث كان يستدرجهم

الى بيته ويقوم بتكريمهم وضيافتهم , ثم يلقي بهم على سرير حديدي (سمي فيما بعد باسمه)وهذا السرير هو دائما على مقاس الضحية ؟اا فان كان قصيرا يشد رجليها ويديها

بحبال حتى تصبح بطول السرير وان كانت الضحية ...طويلة قص من رجليها , الى ان جاء البطل الاغريقي (ثيسيوس) وخلص البلاد منه فأخضعه لنفس المصير بأن جعله

يستلقي على نفس السرير , وحيث ان بروكريست كان طويلا , قام ثيسيوس بقطع رأسه ليصبح بطول السرير .

ويرمز مصطلح ( البروكريستية ) الى اية ( نزعة الافكار الجامدة التي تفرض على الاشياء او الاشخاص او النصوص لتنسجم قسرا مع مخطط ذهني مسبق -بما يشبه

عملية القولبة) .

البروكيستية في النصوص:

بأننحمل النص بأكثر مما يحتمل من خلال تأويلاتنفرضها على النص من خارجه , كأن نتحدث عن منجزات العلم ومكتشفاته ثم (وبغض النظر عن سلامة النية وحسن

الطوية)نحشرها في تفسير بعض الايات القرانية . كذلك بالنسبة للنصوص التاريخية القديمة التي نجهد انفسنا في تطويعها لتلائم بعض الافكار العصرية التي نؤمن بها

ونفسر النص بعد ذلك كما لو انه كان قصد المؤلف في ذلك العصر
.
البروكريستية في الطب :

وذلك عندما يقوم الطبيب بأسر عقله في تشخيص مسبق ثم يقوم (بتكييف الاعراض المرضية لمرضاه)ليصبح على مقاس تشخيصه , وهذا مايدفع ثمنه المريض غالبا .

البروكريستية في عالم الاستخبارات :

كأن تقوم القيادة السياسية وتوعز الى ادارة المخابرات العامة , او احد الفروع الاكثر كفاءة ؟اا بأن تقوم( بتفصيل ) معلومات استخبارية على مقاس قرار سياسي مبيت ؟اا

بدلا من ان يكيف القرار السياسي وفقا للمعلومات الاستخبارية . وهذا اخطر انواع البروكريستية.

وترخي البروكريستية بظلالها على العلاقات الانسانية عامة وفي الاسرة والمجتمع ومجال الفلسفة والفكر السياسي , وبامكانكم اعطاء امثلة عديدة عليها ومتنوعة و من واقع

حياتكم ومن واقع تجاربكم .

ليسمو صباحكم بعيدا عن تعلقات الافكار والمعتقدات المعلبة , ومشرقا بخيوط الاتصال الذهبية مع الكون ,ومع الناس ,صباح الخير

#غسان_شجاع (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل