أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عز الدين السعد - قراءات في رواية -هوان النعيم – لجميل السلحوت















المزيد.....

قراءات في رواية -هوان النعيم – لجميل السلحوت


عز الدين السعد

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


قراءات في رواية "هوان النعيم – لجميل السلحوت"
بقلم: عزالدين السعد
اللجون - القدس


هوان النعيم رواية لجميل السلحوت تقض مضجعك، تتناولك منذ لحظة البداية حتى آخر سطر فيها، تبكيك وتزرع فيك أملا رغم ما مرّ على صوت العرب. تتناوب عليك أحداثها لحظة فلحظة تردك ردحا طويلا، وتعصف بك الآن كأنك تبدأ الحكاية من منتصف تعرف أوله، ولا تدري متى آخرهّ، لكنك تؤمن أنه بيدك أنت لا بيد أي عمرو .. كانتحار العقارب السوداء(ص42) التي في دائرة الحصار الحجري أو انتحار الزباء زنوبيا الأسطورية ... لكن بيدك لا بيد عمرو ألا تنتحر بل تمنع الانتحار هي الرسالة ( لأننا أمجاد يا عرب أمجاد ) وتمنح ليديك وفكرك تكامل النصوص والحقائق ... فالقدس مدينتنا كما يقول خليل (الاستاذ) أحد أبطال الرواية – أليست مدينتنا؟ نريد أن نرى ما حلّ بها في هذه الحرب الظالمة . ومحمد ابن عمته يجيبه –من يسمعك تقول مدينتنا يحسب أنها ملكك ..وتأتي إجابة خليل: نعم إنها ملكي، وإذا لم يعجبك كلامي "بلط البحر" .... (ص59)نعم هي ملك لكل منا. ليس بالأمر إيحاء بل ترابط منذ فتح المذياع على صوت العرب، عندما حطت طائرة الملك في مطار القاهرة وصار كل شيء مباح تحت الحكم الأردني .. يقول صوت العرب وعند صوت العرب كان القول الفاصل حتى سقوط دموع الدكتور صبحي المكلف بجمع رفات الشهداء(ص85) التي تؤكد سقوط القدس تحت احتلال اسرائيل ...يرفعك فوق الجبل جبل المكبر مع كل المعلومة عن أمير المؤمنين عمر، وغواية الحبّ في مشاهدة القدس تغتسل بأشعة شمس تعانقها ... شيخنا جميل السلحوت في هذه الرواية الإيقاعية يثبت وحدة الشعب الفلسطيني المشتت، لكنه يركز بالذات على شطري برتقالة بين 1948و1967.. يثبت وحدته بين احتلالين، ووحدته بين معتقداته وأديانه، جريس الذي يحمل خليل ومحمد الى الناصرة (ص138) ولمحات عن كون هذا الجزء مغيبا ملعونا، لكن في إحدى ذروات الرواية نجد الحكم النهائي في الحوار بين القادمات من كفر كنّا، ويسألن عن المسجد الأقصى " نحن من كفر كنا يا عمّاه، ويسألها وأين كفر كنّا هذه؟ قضاء الناصرة - وهل بقي في الداخل عرب بعد النكبة؟ ( أبكاني السؤال والجواب أكثر ) نعم بقي مائة وخمسون ألفا، وهم الآن 350 ألف ."ما قالوا عنه أضحى جزءا من الهاجاناه ص104" ولكنه صمد في وجه التغييب وتمترس في ثقافته ولغت.ه

فعلا ابداع رائع لشيخنا جميل السلحوت حيث جمع في هذه الرواية، ماحدث عشية احتلال القدس عام 1967 مع ربط التواصل مع من تبقى من أجزاء الشعب الفلسطيني في الداخل 1948 .. وطرح مفردات وأفكارا مسبقة، كانت سائدة عنهم. الأشمل في الرواية إيقاع الحدث وتناغم أصدائه، وتمرير المعلومات لكل أجيالنا عمّا حدث، وكيف ومتى وكم؟ ففي ثلاثة مواضع على الأقل يخبرنا الكاتب أن عدد من تشبثوا بأرضهم في 1948 مئة وخمسون ألف، واليوم (فيعام 1967) صاروا 350 ألفا ... وعن الحفاظ على الثقافة واللغة يمنحنا معلومات واسعة ..
عن الصحف والمجلات الأدبية للشيوعيين العرب"على سنة الله ورسوله ص 124" عن أدباء المقاومة ... وعن المقاومة الثقافية عندهم ... عن جهينة اميل حبيبي صاحب سعيد بن أبي النحس المتشائل .. يحملنا بأسلوب شيّق بين حارات القدس العتيقة حتى الأقصى والصلاة فيذكرنا بحارة الشرف المهدمة وسلوان بعيونها وكرم أهلها أمس واليوم وغدا، وما أشبه الأمس باليوم لكن الغد بأيدينا صياغته.
تتداخل الأحداث والمحدثين بين شارع ابن بطوطة (الرحالة) الذي فيه مكتب الداخلية في القدس مفارقة مذهلة بين الرحيل والبقاء، بين الحصول على بطاقة الإقامة أو عدم الحصول عليها، وعن أنواع الشخوص التي نعايشها، ففيهم المعلم والدكتور والمختار الوطني، وفيهم أبو سالم ...فأمّا أبا سالم ... فقد سلــّم حتى أسرار أمّ سالم، وليس فقط نبح بل نهش أمانته لذاته
واستباح لنفسه الذلّ والمهانة، وانسلّ باختياره مغيّرا موقعه .. الى مواقع العدو ولا حول ولا قوة الا بالله، قلّة هذه الثّلة، لكنها بأقل القول نفايات نتعرقل بها في الدروب دوما، وتكون عووووووووو ...... ذات معنى واحد لا لبس فيه – قافلتنا تسير وكلابهم تنبح عوووووووووو......................وووووووووووووو.......

كانت التظاهرات المبكرة جدا ضد الاحتلال تمنحنا الأسماء التي في الواقع أسماءنا وحياتنا اليومية الآن وغدا ... من وحي الربط بين شهيد القسطل الشهيد عبد القادر الحسيني الى دماء ابنه فيصل على باب العامود في التظاهرات ص124 .. تنويهك سيدي أن أسماء الشخصيات والعائلات غير حقيقية، وأنه اذا ورد بينها وبين شخصيات حقيقية ..فذلك بمحض الصدفة ..طغت عليه حقيقة الأحداث، وحقيقة تصويرك المبدع لتواترها وتدافعها ..زاد للقارئ من أيّ جيل، كان وجبة دسمة من الأحداث عن عبد القادر الحسيني وأبنائه الثلاثة وابنته " وهل تزوجّ الشهيد؟" .. وفيصل المتوج بعمله الدائم الذي استشهد على البعد من أجل كحل عيني القدس .. نعم الرواية –هوان النعيم – هي المرتع الحاني لتحتضن كل هذه الأسماء، لتفتح الأفق لأجيال ما عاصرتها، أن تسأل وأن تأتي على الكأس المترعة بهم، فتشرب وتشرب وتشرب لترتوي وتقوم تنفض عن جنبات القدس أخطر مما جرى.
أختم بأجمل منظر على الإطلاق " شرعا ينظران إلى المدينة ويركزان عيونهما عليها .. خصوصا على المسجد الأقصى بقبته الرمادية، بينما تنعكس شمس الضّحى على القبّة الذهبيّة للصخرة المشرفة .. حبّات النّدى تتزحلق من القبّة بحياء الحسناء التي ينزاح نقابها بهبة نسيم عابرة ... رأيا كيف تتسلق بيوت سلوان الجبل الى راس العمود، حيث تفصلها مقبرة اليهود عن جبل الزيتون .. ورأيا كيف ينفرج وادياها اللذان يحتضنان المدينة، ليلتقيا حيّ البستان عند بير أيوب .. وأصابتهما غصّة وهما يريان غبار الهدم المتطاير من حارة المغاربة ...ص89" ما أروع تصوير منظر يتم نحت تفاصيل عروس النعيم الذي لن يهون علينا يا شيخنا، وعلى هذا الجيل تلقي أنت بمهمة الحفاظ على استمرار وجود سلوان اليوم، وكل أرجاء القدس ووجود الاستمرار بالعمل والجد ... في كل حرف وكلمة وجملة وصورة يقول لنا شيخنا في هوان النعيم .... أنه لم يهن علينا ولن ... طالما بقي فينا أمثال خليل وجريس وديانا والأستاذ داود
الرسالة وصلت وصلت وصلت
عزالدين السعد
اللجون - القدس



#عز_الدين_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عز الدين السعد - قراءات في رواية -هوان النعيم – لجميل السلحوت