نور يتعكز على الظلام

جمال جاف

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 17:14
المحور: الادب والفن
    

نور ٌ يَتعكز على الظلام

تَختلط أيادي السماء بأقدام الأرض ، مدنٌ بأوصالِها ، أحشاء بأطرافها
جباهٌ بسجادات الصلاة ، نوافذ تَهرب ، أبواب ٌ تتساقَط .
بيوتٌ تخرجُ من ايقاعاتِها ، طرق ٌ تنقلبُ تتفتت أمعاءها ،
سيل ٌ يغسل الأرجاء .



رأس ذُبابة مَعدنية تَتقدم
أحصنة رماد تَصهل
الأنهار تقفُ على قوادمِها

الرياحُ تَهطل
الأمطارُ تَهب

والرؤوس مرفوعة كقناديل فوق عكاكيز الدَهر
النهار نصلٌ يَحك جلد الواقع
والليّل يَختبأ في تُفاحة مُدَوَدة .


شياطين يَنزلقونَ بينَ أسنان السماء
يَحملون أقنعتهم ، تيجانَهم ،
يَعلكونَ أجنِحة المَجد
رؤوسهم مواقد وقلوبَهم مَداخن .

أكتب ، لا أكتب ، أهذي ...

أنفلقُ في الخَرس
أقود التلعثُم
يَتبعني الفُصح بألسنة مِن الجمر والكبريت .
أتوهجُ في الغموض
يَتقشر جلد الغَيب .

شجار ٌ في العَجينة
جُمجمة الملح ، شَريان الماء
الجَمرةُ تَخلعُ سراويلِها
التنور يَنقلب
أصابعُ الجحيم تتراقص
الخبز فَران ، والخَباز حَطَب
والوقتُ فرنٌ الهي يَخبزُ التاريخ .

أقول ، لا أقول ، أهذي

يَشرق القَمَر
مِن فم جَرافة الكترونية .

تَضيىءُ الشَمس
في كف جَنين يَتسلق جِدار الرحم
العينان في الجَرن
ماءُ السَليقة .
الحواس مَصابيح تَشتعل .



أهذي ، أقول ، وأكتب

تَنقلب ما هو مَوجود
يَجيى ما هو مَقلوب .

رأس تَشتعل
كتبٌ منزلة
قراطيس اثقل من الريشة
في مهب السكون
كلمات مفقوؤة الاعين
كفان تصدأن الحديد.

كتبٌ مُنزلة
حروف كذئاب جَريحة
كلماتٌ كطرائِد تتَغرب
يَتلون الرداء .
النجوم تفر
رأس في السرة
واليدين خفين مِن التُراب .


أكتب ، أقول ، أهذي ...

بَحر رماد ، سواحل نواقيس
نمشي على السماء تسقفُنا الأرض
الأجرامُ تأكلنا بِملاعقِها المُرصَعة
الخرابُ وردةٌ بَيضاء
والتَمدنُ أنقاضٌ وَهباء .

أهذي ، أكتب ، أقول ...

النجوم تَتقيأ
والظلام يتعكز على سور المستقبل
في حوار مع الخفافيش

ماء يتلاطم عطشا ً

ق ... ر ... ش ...
شرق ...
الليّل والسجيل
والكلام المُبين


أقول ، لا أقول ، لا أهذي .

جمال جاف

#جمال_جاف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل