أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف ابراهيم - التطهير العرقي على أساس الدين فى دولة المجلس العرفي














المزيد.....

التطهير العرقي على أساس الدين فى دولة المجلس العرفي


أشرف ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف الإخوان والسلفيون عن برنامجهم لحكم مصر سريعاً، ليس فقط استمرار سياسات نظام مبارك الاقتصادية والهجوم على جماهير الفقراء، والتواطؤ مع المجلس العسكري لتمرير صفقة الخروج الآمن، لم يعد هذا كافياً بل بدأت سياسات التطهير العرقي والاضطهاد الطائفي للمسيحيين.

ليست حادثة طرد 8 أسر مسيحية فى العامرية بالإسكندرية إلا جزءاً من سياسة منظمة لخلق دولة الغاب، دولة ليس فيها قانون إلا ما تراه أغلبيتهم التي بلا شك ستتآكل من خلال انفضاض أغلبية الفقراء والمضطهدين من حولهم، بعد وضوح مدى معاداتهم لمطالب الجماهير الاجتماعية.

يهدف نشر الفتنة هنا إلى تعبئة جماهير الفقراء فى مواجهة بعضها البعض بدلاً من توجيه غضبهم لدولة القمع والاضطهاد الاجتماعي، ونشر الفقر، يستخدمون نفس أساليب حكم مبارك فى تفرقة الجماهير إلى جماهير كروية تارة، وجماهير دينية فى مواجهة بعضها البعض تارة أخرى.

لكن هذه السياسات لم تنجح في الحفاظ على نظام مبارك، كما لن تنجح فى وقف مسيرة الثورة الاجتماعية التي تتجذر يومياً فى احتجاجات الفقراء، ونضالات المضطهدين. فجريمة قتل الثوار فى استاد بورسعيد لم تنجح ولو لوهلة فى تحقيق غرضها بوضع قطاعات جماهيرية فى مواجهة بعضها البعض، وتبرير سياسات القمع، ومنذ اللحظة الأولى كشفت الجماهير عن وعي ثوري حقيقي ووجهت غضبها نحو المجرم الحقيقي مباشرة، وهو المجلس العسكري وعصابة الداخلية.

وأيضا جريمة التطهير العرقي للأقباط فى الإسكندرية لن تؤدى إلا إلى ازدياد تعبئة الجماهير ووعيها الثوري فى مواجهة مشروع تخريب الثورة، ونشر الفتن لتمرير سياسات قهر الفقراء وزيادة معدلات استغلالهم.

فحادثة كان من المفترض أن تكون فرصة للبرلمان الجديد، "برلمان الثورة" للإعلان عن رؤية جماهير الثورة، أن مصر قد أصبحت دولة قانون، ومساواة، عن طريق تطبيق القانون بكل حزم ضد المخطئ، ومحاسبة كل من يثبت ارتكابه جريمة ما، تحولت إلى فرصة لنشر الفتنة بشكل شرعي، وتأجيج الفتنة على أساس الانتماء الديني.

ففي أعقاب انتشار إشاعات عن قيام شاب مسيحي بتصوير امرأة مسلمة خلال علاقة بينهما، تجمع مسلمي القرية لحرق مساكن ومحلات المسيحيين بالقرية، ورغم قرب معسكر الأمن المركزي من موقع الأحداث إلا أن الدولة لم تتحرك إلا بعد 5 ساعات وبعد إتمام المتجمهرين لمهمتهم بتكسير وحرق كل ما طالته أيديهم من ممتلكات المسيحيين.

ثم جاء قانون الغاب المسمى بالمجلس العرفي وكأنا فى بلد ليس بها قانون أو حقوق، تشكل المجلس برئاسة شيخ سلفي، ومشاركة أعضاء مجلس الشعب من الإخوان، ليقرر طرد أسرة الشاب من القرية، رغم أن الشاب المتهم سلم نفسه للشرطة.

ثم اجتمع المجلس العرفي مجدداً ليقرر طرد 8 أسر مسيحية من القرية، وبيع ممتلكاتهم حتى بدون حقهم فى حضور جلسة البيع، عقاباً لقيام أحد الأقباط بإطلاق النار فى الهواء دون إصابة أحد، حين كان المتجمهرون يحرقون منزله ومحلاته.

لكن الكارثة الحقيقية كانت فى رد فعل أغلبية الإخوان ورئيس مجلسهم البرلماني، الذى رفض أن يلقى أحد أعضاء المجلس بياناً ليوضح للمجلس أبعاد الكارثة، ثم رفض استجواب مقدم من عدد من الأعضاء حول الموضوع. بالتأكيد فالإخوان الذين شاركوا فى الجريمة من خلال المجلس العرفي لن يسمحوا بمناقشتها فى برلمانهم.

إن سياسات نشر الفتنة والتطهير العرقي وقمع المطالبين باستكمال الثورة وتحقيق أهدافها لن تؤدى إلا إلى المزيد من تأجيج المطالب وتوحيد كل المضطهدين والفقراء فى طريق الثورة الشاملة، لتحقيق مجتمع العدالة، مجتمع المساواة، مجتمع يخلو من المضطهدين على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون.

الثورة هي طريق المضطهدين والفقراء للسيطرة على مجتمعهم ومواردهم من أجل خلق مجتمع جديد، مجتمع يحقق إنسانية البشر، مجتمع يسيطر فيه مجموع الشعب على موارده ويوجهها لخدمة مصالح الأغلبية، وليس الأقلية التي تحتكر الثروة، وتنشر الفقر والاضطهاد والاستغلال.

عاشت ثورة الفقراء والمضطهدين



#أشرف_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضراب العام خطوة للأمام لتحقيق مطالب الثورة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف ابراهيم - التطهير العرقي على أساس الدين فى دولة المجلس العرفي