أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل سليم - أبو مازن والركض وراء الجزرة














المزيد.....

أبو مازن والركض وراء الجزرة


باسل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


سيفوز أبو مازن في الانتخابات الفلسطينية بلا جدال، فالرجل قام بالزيارات التقليدية الى دول الجوار كرئيس متوج ووزع ابتساماته على الصحفيين ، كما أن حملته الانتخابية لا تواجه بأي مرشح آخر قوي سوى الدكتور مصطفى البرغوثي الذي تقول الاستطلاعات عن أن فرصه بالفوز لا تتعدى العشرين بالمئة من المستطلعين ، كما أن منافس فتح الذي قد يكون ذا وزن وهي حماس امتنعت عن خوض انتخابات لن تعني لها إلا اضاعة الجهد في مواجهة رجل أميركا و " أسرائيل " بجدارة .
أبو مازن من المقتنعين بعدم جدوى الانتفاضة وهو يدعو بوضوح الى التمسك بالحل السلمي السياسي رافضا المقاومة المسلحة بصراحة بحجة أن موازين القوى ليست في صالحنا في هذه الفترة، متناسيا أن موازين القوى لم تكن يوما في صالح الفلسطينيين ، كما ان المقولة الاساسية التي يستند عليها: أن الانتفاضة واللجوء الى السلاح كانا السببين الرئيسيين للعدوان الصهيوني على شعبنا فيقول " لماذا استمرينا بالانتفاضة اربع سنوات ونصف مع كل ما حصل من تدمير واعادة للاحتلال"
كل هذه المقولات والمراهنات التي يقدمها أبو مازن تجد استجابة لدى قطاع كبير من الناس، من هنا نرى أن الخطورة في مشروع أبو مازن وما يمثله تكمن في النقاط التالية
أولا : جاء أبو مازن في مرحلة فلسطينية خطيرة فبعد اربع سنوات من المقاومة الفلسطينية من الواضح أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني مهولة ومؤثرة ، فالاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والبيوت المهدمة والاراضي المصادرة والجدار العازل كلها أمور ذات تأثير على صبر الناس واحتمالهم ، فحقيقة أن الشعب الفلسطيني قدم تضحيات بطولية حقيقية لا جدال فيها إلا ان العبء النفسي واستمرار الاحتلال خلق حالة من التعب واليأس لدى الشعب الفلسطيني ، فالقوى الفلسطينية تم انهاكها ، وتمت تصفية القيادات الحقيقية اما بالاغتيال وإما بالتغييب في المعتقلات ومثال حماس والجبهة الشعبية خير مثال، ومن تبقى على الساحة على الاغلب هم اصحاب المشروع البديل، اصحاب المشروع السياسي السلمي والبعيد عن المقاومة حتى ضمن حركة فتح، فالقيادات التي غالبا ما وصفت بالمتشددة أما تمت تصفيتها وأما غيبت في العتقلات كحالة البطل مروان البرغوثي ، إن تغييب أسماء من مثل البرغوثي في سجون الاحتلال وسجن الرفيق أحمد سعدات في سجون ما يسمى بالسلطة "بحجة حمايته من الاحتلال" لا يجب أن يتم قراءته الا بأنه جزء من تغييب قيادة المقاومة الحقيقية عن الساحة الفلسطينية لمصلحة المشروع البديل مشروع الحل السلمي والتفاوض على ما تبقى مما يمكن التفاوض عليه مما تبقى من فلسطين ومن حقوق الفلسطينيين ، وتتمثل نهاية آخر محاولات المقاومة لتدارك الامور في انسحاب مروان البرغوثي عن ترشيح نفسه عن حركة فتح وفي أن الجبهة الشعبية آثرت دعم الدكتور مصطفي البرغوثي لعدم الاتفاق مع قوى اليسار على مرشح واحد..

ثانياً : يكمن الخطر الثاني في مشروع أبو مازن بأنه مشروع المنتفعين من السلطة الفلسطينية والحل السلمي وهي فئة عملت منظمة التحرير على تربيتها طوال عمرها في الخارج وهي نفس الفئة التي عادت الى فلسطين بعد اتفاقية أوسلوا وإن بدوافع مختلفة ، وطوال عمر السلطة التي تلقت المساعدات من الدول الاوربية لدفع الرواتب تربى جيش من العاطلين في دوائر الدولة ، آلاف من الموظفين غير المنتجين الذين عنت الانتفاضة لهم حرمانهم من الرخاء الذي وعدوا به من قبل أوسلوا وذاقوا حلاوته باسم السلام ، إن تربية هذه الفئة لا يعني الا تربية بديل النضال والنفس الطويل ، لا يعني إلا نمو طبقة الحلول السريعة وامانى الاستقرار وإن كان واقع الاحتلال فرض نفسه على الجميع إلا أن الاحتلال مثل اي احتلال يفرز المنتفعين منه والمتاجرين بالحلول السهلة للخلاص منه ، إن واقع وجود هذه الفئة يمكن تلمسه بوضوح في الصراع الدائر في فتح بين الجيل القديم القادم من المنافي والذي أثرى كباره على حساب القضية وبين جيل الشباب الذي تربى على مقارعة الاحتلال ولم يجن صغاره سوى المزيد من الجراح والتضحيات.

ثالثا : يكمن الخطر الثالث في وجود أبو مازن في الطروحات السياسية والمعالجات التي يقدمها لتنفيذ هذه الطروحات وهو ما يمكن القول عنه "بالخلفية الفلسفية السياسية لمدرسة فن التنازلات " ، فرسالة أبو مازن واضحة للجميع فبدل الاستفادة من نضالات الشعب الفلسيطيني كتكتيك من تكتيكات مدرسة فن الممكن قدم أبو مازن جوهر الرسالة الصهيونية الى الشعب الفلسطيني وبكلمات واضحة من أن النضال ومقارعة الاحتلال وأي شكل من أشكال تطوير هذا المقاومة لن يعني إلا شيئا واحدا وهو مزيد من البطش الصهيوني ، والخطر في هذا الطرح أنه يلعب على العامل النفسي للفلسطينيين ، "فمنكم وابنكم" هو الذي قدم لكم الرسالة الشارونية ، إن هذا الطرح الغبي والصريح من قبل أبو مازن وان كان يستند الى ارضية واقعية في وجه من وجوهه لا يمكن الا ان يمثل رصاصة الرحمة للمقاومة ، رصاصة تطلق على مشروع المقاومة بأيد فلسطينية ومباركة أميركية ، والطفولة السياسية التفاوضية تعني على الاقل الاستفادة من النضالات لأخذ مكاسب ولو جزئية ضيعها أبو مازن منذ البداية ، إن السؤال حول الغرض من كل هذا التصريحات لا يمكن أن يوصلنا الا لاستنتاج واحد لا محيد عنه أن مدرسة فن الممكن الفلسطينية هي مدرسة القبول بالواقع والتراخي وتقديم التنازلات .
كما يتوهم ويروج اصحاب هذا المشروع ان عدم التكافيء من ناحية القوة العسكرية مع العدو يمكن تعويضة بالفهلوة التفاوضية، متناسين أن قوة العدو التفاوضية تكمن في قوته العسكرية اساسا وفي تفوقه السياسي وفي الدعم اللامحدود من الامبريالية الاميركية .

تبدو الصورة قاتمة وغائمة للجميع والمفارقات في هذا الزمن اصبحت أكثر من الحقائق ، فالهزائم العسكرية يعتقد البعض أنه يمكن تعويضها بالمكاسب الانتخابية ، كما ان البعض يتوهم أن الركض وراء الجزرة سيحميه من عصا من يمتطيه إن تقاعس أو تسائل لحظة واحدة عن جدوى هذا الركض.



#باسل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا نضل الطريق - إلى الشبيبة الشيوعية
- عشبة في جدار
- أعور بين العميان
- فسحة للضوء: الحوار المتمدن نموجا
- كم ظلمنا العدس
- القابض على الجمر
- بل الوقوف على ارض الواقع يا رفيق هادي
- حديث الليالي الطويل
- نشر الجريدة الحزبية أم سقوط وطن: أزمة الحزب الشيوعي العراقي
- الفلوجة واسلحة الدمار الشامل


المزيد.....




- -صمام أمان-.. أنور قرقاش يؤكد أهمية تعاون و-حكمة- محمد بن سل ...
- السعودية.. انطلاق مناورات -طويق 4- الجوية (صور+ فيديو)
- الولايات المتحدة.. الكشف عن اختلاس أكثر من ربع تريليون دولار ...
- علامات شيخوخة البشرة.. تعرف على ما يمكن أن تواجهه في المستقب ...
- أحداث لبنان وغزة وسوريا والسودان حاضرة على -مأدبة عمدة اللور ...
- أعراض ورم الدماغ
- علماء: سبب النفوق الجماعي للفيلة في بوتسوانا يعود إلى ظاهرة ...
- ماكرون وبن سلمان يبحثان أزمة الرئاسة في لبنان واستدامة الهدن ...
- هل يولد المجرمون أشرارا؟
- 4 علامات مبكرة للخرف تظهر عند المشي


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل سليم - أبو مازن والركض وراء الجزرة