قاطرة الثورات بدأت بدأت بدأت

يوسف عكروش

الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قاطــــــــــــــرة الثـــــــــــــورات بـدأت بـدأت بـدأت ولـن تنتظر وصفات ولن يوقفها تهويش
حين أقرأ البعض يتحدث عن الثورة يهيأ لي أن هناك وصفة جاهزة محددة مثل "كورس" المضاد الحيوي بتواريخ ومواعيد محددة ومدّة صلاحية معينة.. وبرامج وحدود وهوامش مرسومه لا يجوز تخطيها رسمها رسام معماري .. يجب أن تكون هكذا والا فلا.. هل حقا هناك وصفة جتهزة للثورة والعمل الثوري .. هل هناك وصفات جاهزة لتحرك الجماهير وانتفاضاتها وهل هناك ساعات ميقاتية لتحرك الناس يضبطها ساعاتي محترف؟ .. وإذا لم تتوافر هذه الشروط مجتمعة وتمّ تنفيذها بدقة ساعة سويسرية فإانها تكون مؤامرة على "الوصفة"- الثورة ويجب وأدها؟!
إن حركة الجماهير التي بدأت بانتفاضات عفوية نتاج تراكمات طويلة من القهر والحرمان والتهميش والتجويع والاملاق والسحق .. انتفاضات عفوية فاجأت العالم كلّه وعلى رأسها أعتى أجهزة الاستخبار والاستشعار .. ووقف البعض مندهشا ثم انسلّ ليقتعد مقعدا وثيرا ليجهّز وصفته ونعوته ومن ثمّ هجومه بسبب عدم تطابق الانتفاضة مع الوصفة وحياد "التمرجي" - الممرض- عن البرنامج الموصوف.. انتفاضات ستولد ثورات وهي ثورات على الظلم والطغيان لن ترحم أحدا ممن عاداها وستقع بأخطاء وستمرّ بصعاب وتعبر مؤامرات ويمرّ فيها متآمرون ويسقط منها متعبون وقصيروا نفس ولكن.. ستستمر فقد حطمت كل الجدران والحواجز .. وبرغم الالتفاف على هذه الثورات في تونس ومصر - الخوانجية والعسكر - وزعران الامبريالية والمؤامرة الداخلية والخارجية على الثورة السورية الباسلة والمؤامرة الخليجية على ثورة اليمن .. وحتى الحــــراك الشعبـــــي والتملمــــل الذي لم ينضـــــــج بعـــــــد فــــــــي الأردن ويتطــــور فــــــي مواجهـــة التآمـــــر عليـــــــه.. جميعها لم يدفع لها المدعو فيلتمان ولا يقودها حمد موزه كما يحلو لسحيجة بشار الأسد تسميته... يحضرني قول للدكتور - أو الدكاترة كما كانوا يلقبونه أحمد زكي عندما هبطت مركبة أبوللو على القمر عام 1970 وأنكر ذلك البعض واستخار واستغفر وكبّر.. قال: نعم لقد هبطت أبوللو على القمر هبطت هبطت على القمر.. وهنـــــــــــــــا نقــــــــول قاطــــــــــــــرة الثـــــــــــــورات بـدأت بـدأت بـدأت ولـن تنتظر وصفات ولن يوقفها تهويش

#يوسف_عكروش (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل