أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أدهم طليب - المصالحة ، إلى متى ؟















المزيد.....

المصالحة ، إلى متى ؟


أدهم طليب

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 00:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


المصالحة ... إلى متى ؟ ؟ ؟
كنت من أشد المتفائلين عندما سمعت الخبر المفاجئ في وسائل الإعلام منتصف أيار الماضي والذي تضمن توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة. شعرت حينها بان قيادة الحركتين باتتا أكثر استجابة لمطالب الشعب الذي خرج في الخامس عشر من آذار الماضي، بعدما أيقن الشعب أن رياح التغيير التي اجتاحت بعض الأقطار العربية لا بدّ لها من الوصول إلى فلسطين . وأيقنت أن هذا الاتفاق ليس كغيره من الاتفاقات التي وقعت، نظرا لعدة أسباب ذاتية (حزبية) وإقليمية استجدت على الساحتين الفلسطينية والعربية ، وما اتفق عليه قادة الحركتين في مسالة المقاومة الشعبية وضرورة الاتفاق على برنامج سياسي واحد يجمع كل الفصائل كان أيضا مدعاة للشعور ولو بقليل التفاؤل.
فحماس التي كانت ترفض التوقيع على اتفاق القاهرة بصيغته الموضوعة، وقعت عليه لعدة أسباب من ضمنها : تنحي الرئيس المصري مبارك ومحاولة إعطاء دور للقيادة الجديدة في محاولة لكسبها إلى جانبها ،خصوصا بعد اشتعال فتيل الثورة في سوريا – مقر قيادة حماس السياسية – التي رفضت تأييد نظام الأسد القمعي في مواجهة الشعب السوري فبدأت بالبحث عن مقر جديد يؤويها . وأضف على ذلك ما بدا واضحا أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الإخوان وان الربيع العربي تحول ربيعا اخوانيا.
فعلى الرغم من أن أسبابا ذاتية وإقليمية أجبرت حماس على التوقيع على اتفاق القاهرة ، إلا أني اعتقدت أن أهم عقد الانقسام ستتفكك، (عقدة الحكومة وعقدة الاعتقال السياسي وعقدة الانتخابات وعقدة المنظمة ) ،وأن مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها ترسم على خريطة العلاقات الداخلية الفلسطينية .
وهنا لا بد من مراجعة خاطفة للمرحلة السابقة للوقوف على ما يجري اليوم . حصل تقدم على صعيد مسالة منظمة التحرير بتشكيل الإطار القيادي المؤقت وتم التوافق على موعد للانتخابات يكون في شهر أيار لهذا العام، أما بخصوص مسألة المعتقلين السياسيين وقضية الحكومة فقد كانتا كفيلتين بوقف مسار المصالحة الفلسطينية. فرفض كل طرف لمرشح الآخر لرئاسة الحكومة واعتماد سياسة الباب الدوار في مسالة المعتقلين السياسيين كانا السبب الرئيس في توقف عجلة المصالحة. وهنا لا بد من الاشارة الى ان تقزيم الانقسام الفلسطيني وحصره في مسألة الاعتقال السياسي مستخدمين سياسة الاستغباء والتهميش للشعب ، يجعلنا نتساءل عن ارادة الطرفين في انهاء الانقسام . وبدأت الشكوك تحوم حول نية الطرفين وجديتهم في انهاء الإنقسام وبدا الامر وكان الاطراف المنقسمة قد سعت لهذا الاتفاق من اجل امتصاص غضب الشعب في الضفة وغزة.

وبعد تدخل قطر على ملف المصالحة، فمن قطر إلى عمان إلى قطر مجددا وفجأة إعلان جديد عن اتفاق مصالحة جديد يبني عهدا جديدا ، أو كما جاء على قناة الأقصى يفيد بتوقيع اتفاق مصالحة ينهي الانقسام كاملا ، وكأن الاتفاقات السابقة لم تكن تهدف لإنهاء الانقسام بل جزء منه . وهنا لا بد من وضع بعض النقاط على الحروف كي تفهم الجملة كاملة :
كما أسلفت سابقا فإن مسالة رئيس الحكومة كانت مسالة الخلاف الجوهرية التي أوقفت سير ملف المصالحة ، إلا انه وبعد اتفاق الدوحة الأخير والذي أوكلت رئاسة الحكومة بموجبه للرئيس عباس على الرغم من رفضه لذلك مسبقا ، كان لا بد من تسريع عملية المصالحة وإدخال الفرح إلى كل بيت فلسطيني ، ولكن الأمور قد جاءت على عكس ما كان يتوقع .
ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه مباركة حماس الداخل على هذا الاتفاق ،جاءت إما مباركة خجولة كمباركة هنية - على الرغم من وجوده في دولة خليجية أثناء توقيع الاتفاق إلا انه لم يحضر التوقيع- وإما رفضا صريحا من قبل بعض قادة حماس في غزة ،وهو ما كان أيضا موقف كتلة حماس البرلمانية التي دعت إلى إعادة النظر في تكليف الرئيس برئاسة الحكومة باعتباره مخالفا للدستور.
(عذر أقبح من ذنب ) ، فحماس التي انقلبت على الدستور بما تسميه ( الحسم العسكري ) والتي تنقلب عليه كل يوم بعدم عرض التشريعات التي يصدرها تشريعي غزة على الرئيس للموافقة عليها ، والتغيرات التي تحصل في حكومة هنية المقالة دون عرضها على الرئيس هو أيضا مخالف للدستور وانقلاب عليه، وغيره الكثير الكثير . فلماذا الآن التمسك بالدستور من بعض قادة حماس في غزة ؟ ؟ ؟ أدستورية الحكومة اهم من الوحدة الوطنية ؟ هل المغزى من ذلك تعطيل المصالحة فحسب ؟ ام ردا على تفرد خالد مشعل بالتوقيع على الاتفاق ؟
صحيح أن رئيس المكتب السياسي لحماس السيد خالد مشعل هو الذي وقع على اتفاق الدوحة ؛ الا انه لا يمكن غض الطرف عن تصريحات قادة حماس في غزة لا سيما اعضاء المجلس التشريعي وآخرون متنفذون في القطاع الذين بدأوا عهدا جديدا من المماحكة والتمرد على قيادة الحركة لإعادة صنع قرار الحركة الى الداخل ،خاصة وأن بعض قادة حماس غزة يعتبرون نقل قيادة الحركة الى الخارج (بعدة استشهاد الياسين والرنتيسي) مرحلة طارئة وعارضة ولا بد من أن تنتهي.
لقد بات الانقسام واضحا في حركة حماس ما بين حماس الداخل وحماس الخارج ، وان إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عدم نيته الترشح لرئاسة المكتب السياسي مجددا، وتوقيعه للاتفاق في قطر دون حضور القادة المتنفذين غي غزة ودون حضور رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية الذي كان في نفس الوقت في الخليج ،والتصريحات التي أعقبت اتفاق الدوحة كلها دلّت على وجود خلافات داخلية في حماس، وإن رفض تولي الرئيس عباس رئاسة الحكومة ، وما صدر قبل اتفاق الدوحة من تصريحات من بعض قادة حماس بأن سجونهم ليس فيها أي سجين سياسي، وتصريح آخر يفيد أن تنفيذ بنود المصالحة يتم بشكل مواز، وآخر يقول إذا نفذوا سننفذ ،وما حصل مؤخرا على حاجز رفح عندما أعادوا وفدا من حركة فتح ومنعوه من الدخول إلى غزة ، يضع علامة استفهام أمام نية حماس في طريقها نحو المصالحة .
أما حركة فتح فهي ليست بعيدة أيضا عن وضع العراقيل في عجلات المصالحة، فالإعلان الأخير عن الإفراج عن 64 معتقلا سياسيا لحماس أثار جدلا واسعا بين الكثيرين. فهو من جهة بين كذب بعض تصريحاتهم التي كانت تنفي وجود أي معتقل سياسي في سجون الضفة ،ومن جهة أخرى يضعنا في شك من الامر خاصة بعد تصريحات من حماس تظهر أن جزء من هذا العدد لم يكن في القائمة المقدمة من الحركة و جزءا آخرا ليس معتقلا أو تم الإفراج عنه سابقا ، والعجيب الغريب أن أحدا في فتح لم يكذب ولم يدلل على صحة ما أعلنوا عنه . وهذا يبين السياسة التي تتبعها الحركتين (الباب الدوار) وهو ما من شانه تعطيل مسار المصالحة .
أما قطر فلم يكن دخولها على مسار المصالحة الفلسطينية تدخلا بريئا يهدف لتوحيد الصف الفلسطيني ، فقطر معروفة بأنها الجندي الآلي الذي تتحكم به الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي التي كانت من الدول التي شاركت في تدمير العراق وليبيا وتحاول ألان جاهدة تدويل المسالة السورية لإفساح الطريق أمام التدخل العسكري في سوريا .
وإن ما يفسر دخول قطر على مسار المصالحة الفلسطينية كان لعرض دولة قطر ومالها كبديل عن المأوى السوري والدعم الإيراني ، وعلى ما يبدوا أنها نجحت في هذا الدور خصوصا بعدما استطاعت تطويع الإخوان المسلمين بمالها لصالحها ولصالح حليفتها الولايات المتحدة وهو ما ظهر في حجم الدعم المادي المقدم من قطر للإخوان المصريين في معركتهم الانتخابية . وظهر هذا أيضا عندما أجل إسماعيل هنية زيارته لإيران الأسبوع الماضي بنصيحة من إخوان الأردن ردا على دعمها للنظام السوري ، وباعتبار إيران حليفة لحكومة حماس الغزية فأن قبول هنية للنصيحة دليل على وقوع حماس في الفلك القطري .
وبعيدا عن قطر ، فإن هذه الاتفاقات المتتالية بين قادة الحركتين والتي لم ينتج عنها سوى الشعارات الرنانة، لا يرى فيها الشعب قيمة تساوي الحبر الذي كتبت فيه ، وإن سياسة استغباء العقول ومحاولة الالتفاف على مطالب الشعب بإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى شطري الوطن وأبناء الوطن والاتفاق على برنامج سياسي واحد يجمع قواسم مشتركة بين كل الفصائل ، لا بد وان يوضع لها حد من الشعب الذي خرج قبل عام تقريبا في الخامس عشر من آذار رافعا شعار"الشعب يريد انهاء الانقسام ، الشعب يريد انهاء الاحتلال" فعليه ان يخرج مرة أخرى من كل مكان ويطالب برحيل كل من هو عقبة أمام تحقيق المصالحة ، من اجل توجيه البوصلة نحو الهدف الاسمي لنا جميعا وهو " التحرير " .
إن تطبيق بنود المصالحة المتفقة عليها دون وجود رقيب أو حسيب يراقب ويتابع تطبيق بنود المصالحة؛يفتح المجال امام الحركتين للاستمرار في مأزق الإنقسام وإبقاء الوضع على ما هو عليه . وفي هذه الحالة لا بد من وجود طرف ثالث قادر على المتابعة والرقابة للكشف عن الطرف المعطل . فغياب هذا الطرف منذ ظهور الانقسام كان سببا في إطالة امد الإنقسام ، وهنا لا بد من الاشارة الى أن أفضل طرف للرقابة على التطبيق هو الشعب .
إن السؤال المطروح : " المصالحة ، إلى متى ؟ " لا بد وأن تتم الإجابة عليه من كل من يهمه امر المصالحة والوحدة الوطنية ومن كل أطراف الانقسام ومن كل الفصائل الفلسطينية التي أصبحت تقف عاجزة امام ارادة الحركتين في غزة والضفة ،والتي اقتصر دورها فقط على حضور الاجتماعات والتصفيق أثناء توقيع الاتفاقيات.
إن المصالحة والوحدة الوطنية هي منبع قوتنا وسبيلنا نحو تحقيق هدفنا والحفاظ على كرامتنا ، وإن الانقسام لا يخدم سوى الاحتلال الصهيوني واعوانه وبعض أصحاب المصالح الذين يبذلون كل ما في وسعهم لإبقاء الوضع على ما هو عليه . والخاسر الوحيد هو الشعب وفلسطين اللذان يدفعان فاتورة الانقسام يوميا ولا زالا.



#أدهم_طليب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أدهم طليب - المصالحة ، إلى متى ؟