أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الفرعوني - المرجعية الاسلامية للدولة














المزيد.....

المرجعية الاسلامية للدولة


محمود الفرعوني

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 18:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أنا متأكد أن ميدان التحرير طوله أكثر من 100 متراً؛ قال زميل أخر إن الميدان لا يزيد عن 20 متراً ....سارع زميل ثالث وحصل على شريط القياس؛ قام زميل رابع بعملية القياس فوجد طول الميدان 50 متراً تماماً. عند هذا الحد توقف الكلام وتأكد الجميع أن شريط القياس قال الكلمة النهائية ولم يعد هناك مجالاً للتخمين. يحدث هذا لمعرفة الوزن ولقياس درجة الحرارة..الخ. الميزان والمكيال والمقياس هم المرجع النهائي والتي اتفقت حولها البشرية بعد طول عناء لمعرفة الأشياء بدقة. في الحياة اليومية المسألة أكثر تعقيداً ولا يوجد الجهاز الذي يحدد بحياد ماهي المصلحة الوطنية في هذا الأمر أو ذاك؛ وهل نقف مع العسكر أم مع إخوان الفاشيست في حالة الخلاف بينهما أم كلاهما في النار. طيب ماذا لو حاولنا الاستفادة من فلسفة الميزان والمكيال في تقويم المسائل الوطنية والاجتماعية المعقدة؛ في البداية لابد أن نسأل أنفسنا ما هو الشيء المهم؟ هل هو وجود المترو والمكيال أم أن المهم هو الاتفاق على مرجعية هذه الأدوات. من المؤكد وجود عصا من الخشب طولها متراً بالتمام والكمال آلاف المرات في تاريخ البشرية وكذلك قطعة من الحجر وزنها أيضاً كيلو بالتمام والكمال وبالتالي فوجود هذه الأشياء ليس هو أساس المسألة بل أساسها الحقيقي هو اتفاق البشرية على مرجعيتها في حياتنا.
النتيجة التي نسعى إليها من هذا العرض البسيط أن المسائل الوطنية والاجتماعية المعقدة لو استطعنا أن نفككها إلى عناصر بسيطة تم الاتفاق عليها ولم تعد محل خلاف وصارت من البديهيات نكون قد عرفنا كيف نختلف وصار من اليسير الوصول إلى حل أو حلول لأي خلاف. فمن ضمن البديهيات المتفق عليها والتي رفعت شعاراتها ثورة اللوتس الحريات والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية وحسم الخلافات من خلال التصويت وحرية العقيدة وحقوق التعبير وغيرها كثير لا يمكن التراجع عنها. المثال الذي صدرنا به الكلام مثال توضيحي لإدارة الخلاف حول طول الميدان وفيه استخدمنا مقياساً كنا قد اتفقنا عليه سلفاً وبالتالي يجب علينا عند الخلاف حول اعقد المسائل أن نعود إلى المبادئ البسيطة التي صارت محل اتفاق جماعي؛ وقتها نستطيع أن نقول أننا نختلف بشكل موضوعي ومنهجي وأيضاً وضعنا قدمنا في طريق الحل الصحيح بعيداً عن الأوهام والرؤى الشخصية والتقديرات العشوائية.
والسؤال الآن هل نستطيع أن نطبق هذا الكلام على قضية غاية في التعقيد وهي وضع المرجعية الإسلامية للدولة في الدستور الجديد؟ فالمعلوم أن الذي سيتحكم في وضع الدستور تيار الإسلام السياسي صاحب الأغلبية في البرلمان وسيتم استفتاء الشعب عليه قبولاً أو رفضاً؛ ورغم أن فكرة الاستفتاء من الأمور المتفق عليها وتشكل مقياساً مقبولاً إلا أن هناك مشكلة أن المرجعية الإسلامية للدولة أمر مجهول المعالم ويحتاج لمعرفته إلى كتب ومراجع وبالتالي سيتحول الاستفتاء إلى امتحان للشعب وهو أمر لا يجوز؛ وأن بطاقة الاستفتاء لابد أن تحتوي كتابة على الأمور المستفتى حولها وهو أمر في هذه الحالة مستحيل ومصدر الاستحالة أنه لا يمكن تلخيص هذه المرجعية في كلمات قليلة لكونها ليست من المعلوم من الدين بالضرورة وعلينا أن نرفع مع بطاقة الاستفتاء كتاباً من مئات الصفحات يشرح المسألة العويصة وهذا من المستحيل.



#محمود_الفرعوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات التاريخية للفرد من مؤمن إلى مواطن
- الصراع حول تدخل الدولة (الدولة الشمولية)
- حلم مصري يتحقق
- لجنة تقصي الحقائق في المنيا
- ما العمل


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الفرعوني - المرجعية الاسلامية للدولة