أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزو محمد عبد القادر ناجي - الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه -الجزء الأول-















المزيد.....



الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه -الجزء الأول-


عزو محمد عبد القادر ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 21:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الرد على أبواق النظام السوري
حول المؤامرة الكونية عليه -الجزء الأول-

عمل أبواق النظام الأسدي ممن يدعون أنهم محللين سياسيين وخبراء استراتيجيين وإعلاميين وأساتذة جامعات واستراتيجيين عسكريين وأمنيين وشهود زور وغيرهم ممن باعوا أنفسهم وحياتهم من أجل مصلحة مادية أو معنوية أو من أجل منصب أو ارتقاء بمنصب في ظل نظام ليس ككل الأنظمة في العالم بل لا يمكن اعتباره في أي حال من الأحوال بنظام ، ولا تنطبق عليه شروط وعناصر أي نظام في العصر الحديث لأنه بصريحة العبارة ليس سوى عصابة إرهابية طائفية مافوية ، لا يمكن أن تصل مهما ارتقت لمرحلة نظام من الممكن إصلاحه بأي شكل من الأشكال كونه عبارة عن عصابة تكونت على السلب والنهب وإذلال الشعب السوري وتدمير مقدراته الحضارية والإنسانية بشتى السبل والوسائل التي لديها .

عمل هؤلاء الأبواق على الإدعاء بأن الغرب يريد سايكس بيكو جديدة في منطقة الشرق الأوسط بما يعرف بمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد أو الشرق أوسطية ولم يدرك كل هؤلاء أن هذه الدول ومنها الدولة السورية بالطبع هي بفعل تقسيم الدول الكبرى في مطلع القرن العشرين ، وعليه لماذا تعمل أنظمة هذه الدول على الدفاع عن هذه التركة الاستعمارية دون تحرير الذهن واعتماد مرجعيات أخرى خلاقة لمصالح شعوبها وبلدانها وصياغة مستقبلها ، ولماذا تبقى أسيرة مسيرة في موقع السلبيين بالرغم من أنها قادرة على امتلاك وسائل الشرح الوطني والإيصال المعرفي لمواجهة أي مخططات مادية لمستقبل أوطاننا ، ولماذا الإدعاء أن الغرب متآمر بفعل الفضائيات المغرضة ، بالرغم من أن هذه الأنظمة تملك القدرة على تأسيس فضائيات لها القدرة على الاقناع فيما لو امتلكت المنطق العلمي السليم .
ولنفترض مثلاَ أن هذه الأنظمة استطاعت بفعل قوتها العسكرية والأمنية والمخابراتية على القضاء على هذه الثورات -وقد حاولت ذلك بالفعل ، وانتهكت حقوق الإنسان بشكل لا يوصف وارتكبت جرائم ضد الإنسانية ، وكان أعنفها ومايزال النظام الأسدي اللاسوري الذي برهن أنه بالفعل عصابة إرهابية قاتلة لا تمت للإنسانية بأي صلة – فإلى متى سنظل حبيسين لهذه الأنظمة القمعية المتخلفة المعادية للعلم والتطور ، المجيشة للقوات المسلحة والأمنية والمخابراتية من أجل تحرير أراضيه المحتلة أو الدفاع والذود عن الوطن فيما لو تعرض لخطر خارجي ، أو من أجل أمنه الوطني ، وهل من حل آخر سوى القضاء على هذه الأنظمة بكل أركانها وجذورها أم باستمرارها وتوارثها وبقاء الشعب تحت رحمتها ، المنطق السياسي لا يجد حلا آخر سوى هذا الحل ، ونعود هنا للحديث عن النظام السوري أو بالأحرى العصابة الإرهابية الأسدية ودورها في المؤامرة على سوريا ، وليس بمؤامرة الغرب أو الشعب السوري على هذه العصابة ، وعليه يتوارد إلينا مجموعة من التساؤلات التي تكشف زيف أبواق هذه العصابة ومسؤوليتها عن كل مايحدث .
الم يكن مؤسس هذا النظام حافظ الأسد مسؤولاَ رئيسياَ عن احتلال الجولان عندما كان وزيراَ للدفاع عام 1967 ، حيث أعطى تقارير للقيادة السياسية والحزبية عن قدرة الجيش السوري واستعدادة لتحقيق نصر حاسم على إسرائيل بالرغم من أن حجم القوات الإسرائيلية كان أضعاف حجم القوات السورية والمصرية مجتمعة ، كما أنه المسؤول عن الإنسحاب الكيفي الفوضوي للجيش السوري بعد العزيمة ، وهو المسؤول عن هجرة مواطني الجولان وأكثرهم من المسلمين السنة إلى أراضي الوطن السوري الأخرى على أمل أنهم سيعودون بعد تحقيق النصر على إسرائيل ؟
أليس من الواجب كان بقاءهم كما بقي الآخرون من أهلنا السوريون الدروز وقليل من الطوائف الأخرى بما فيهم المسلمين السنة ؟ ولماذا يخرج بنفس الخطأ الذي أخطأه القادة العرب عام 1948 عندما طلبوا من الفلسطينيين للخروج حتى تحقيق النصر على الإسرائيليين ، ومن ثم العودة ، فخرجوا ولم يعودوا بسبب القادة العرب أنفسهم ؟ وحول عدم عودتهم بررت إسرائيل بأن العرب فيما بعد أبعدوا اليهودالذين يمكثون عندهم منذ مئآت أو آلاف السنين واعتدوا عليهم وهجروهم من البلاد التي ينتمون إليها ، وأن هذه بتلك ، وبسبب هجرة هؤلاء إلى إسرائيل دخلوا الجيش الإسرائيلي فكانوا قوة إضافية لإسرائيل ؟
أليس حافظ الأسد هو المسؤول عن إعلان سقوط الجولان قبل أن يسقط مما جعل المندوب السوري في الأمم المتحدة موضعا للسخرية عندما ادعى أن القيادة السورية أكدت سقوط الجولان ، مما جعل المندوب الإسرائيلي يجيبه بسخرية أنها لم تسقط بعد ؟
أليس هو مسؤلاَ عن هزيمة القوات السورية عام 1973 حيث احتلت إسرائيل مزيداَ من الأراضي السورية ووصلت إلى سعسع على بعد 17 كلم عن دمشق وأصبح الطريق إلى دمشق مفتوحاَ لجيوشها ؟
ألم يكن دخول القوات السورية إلى لبنان عام 1975 بطلب أمريكي إسرائيلي لمواجهة قوات منظمة التحريرالفلسطينية بقيادة الرئيس ياسر عرفات المتحالف مع القوى الوطنية اللبنانية ، ولإنقاذ ما سمي بقوى الانعزالية اللبنانية ثم السيطرة على لبنان باسم قوات الردع العربية ، ثم أصبح يمتلك قرارات المنظمات الفلسطينية العميلة له مثل القيادة العامة في جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة عميله أحمد جبريل ، ثم عمل على طرد الفلسطينيين من لبنان بعد أن أجهزت على الكثير منهم قوات الأسد في طرابلس الشام ، لتنفى هذه المنظمات غير التابعة له إلى تونس ؟
هكذا أثبتت حقبة الأسد أنها غير ذات مصداقية بانتقالها من شعار تحرير فلسطين في أول عهدها ، إلى شعار جبهة الصمود والتصدي ، ثم إلى شعار التوازن الاستراتيجي – دون أي استراتيجية سوى استراتيجية التضليل الإعلامي ثم إلى شعار الممانعة – ممانعة عن المواجهة والتحرير واستمرار حالة اللاحرب واللاسلام – كل هذه الشعارات كانت لإعطاء إسرائيل الوقت لاستمرار عملياتها في الأراضي المحتلة ، وبالمقابل لإعطاء غطاء لإستمرار الحقبة الأسدية إلى مالانهاية ، ومايدل على ذلك قول أحد الدبلوماسيين الغربيين أثناء لقاءه ببشار الأسد حيث دخل عليهما ابنه حافظ بشار حافظ الأسد حيث أجابه بشار عن ماهية الطفل فقال له هذا رئيس سوريا القادم وبالفعل أخذت أجهزة الإعلام السورية والمتحالفة معها تصفه أنه الأجمل في العالم كنجم هوليودي عالمي ، وتسويق صورة زوجته أسماء الأخرس كأفضل النساء أناقة في العالم .
ثم ماذا فعل النظام الأسدي لأكثر من مليون لاجئ سوري من الجولان بينما يتحدث صورياَ عن ملايين اللاجئين الفلسطينيين ثم يدفع بهم في بداية الثورة السورية المباركة عام 2011 إلى حدود الجولان مع سيارات البث الفضائي فقط دون سيارات الإسعاف ، ليقتل العشرات منهم على يد القوات الإسرائيلية ، ثم لتقتل العشرات الأخرى منهم على يد عميلهم أحمد جبريل داخل مخيم اليرموك ، ثم ماذا فعل النظام الأسدي عندما حلت الطائرات الإسرائيلية فوق قصوره في دمشق واللاذقية ، وقصفت عين الصاحب القريبة من دمشق ، فلم يجب سوى أنه محتفظ بحق الرد في الوقت المناسب الذي لم ولن يحين طالما الأسد قابعاَ في السلطة ، لكن عندما انتفض الشعب السوري ضده أرسل بوارجه ودباباته وطائراته لقتل شعب أعزل ثار من أجل حريته وكرامته ، تاركاَ الجولان طيلة أربعين عاماَ دون حرب جدية لتحريرها ، بل ويربط أمنه بأمن إسرائيل حسب تصريحات خازن بيت مال آل الأسد وسارق الشعب السوري ابن خالته رامي مخلوف .
ألم تكشف وثائق ويكليكش أن النظام الأسدي مستعد لبيع دماء الشهداء الفلسطينيين وغيرهم من العرب مقابل استمراره في حكم سوريا ، كما تؤكد الوثائق أن إسرائيل كان لها دورها الكبير في استمرار هذا الحكم اللاشرعي من خلال علاقتها بمراكز القوى في الدول الكبرى ؟.
ألم يتحالف النظام الأسدي مع الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت عام 1991 ضد النظام العراقي البعثي المماثل له في التبني الظاهري للقومية العربية ؟.
ألم يتحالف هذا النظام مع الولايات المتحدة في المجال الأمني والمخابراتي بل والتودد لها وتوسيط أطراف أخرى فيما لو حدث أي خلاف معها ، مثل تنازله عن أراض سورية هي لواء الاسكندرونة لصالح تركيا فيما عرف باتفاقية أضنة عام 1998 في عملية ترسيم الحدود ، دون أي استفتاء شعبي حول ذلك ، كل ذلك حتى تكون تركيا مساعدة له في التقارب مع الولايات المتحدة وفك عزلة النظام الأسدي ، بالرغم من أن كل الدساتير السورية بما فيهم الدستور الحالي تعتبر أن أي تنازل عن أراض سورية يجرم بالخيانة العظمى ويخلع الرئيس من قبل مجلس الشعب ، ذلك المجلس الذي لا يستطيع إقرار أي قرار من دون موافقة الرئيس فهو مجلس عار للشعب السوري ولا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال بأنه مجلس شرعي ؟.
لقد أكد طبيب الرئيس المصري أنور السادات وهو الدكتور محمود جامع في مذكراته أن الرئيس جمال عبد الناصر أكد لنائبه أنور السادات أنه تأكد من خلال المخابرات المصرية أن وزير الدفاع حافظ الأسد عام 1967 قد اتفق مع الولايات المتحدة وإسرائيل على التنازل عن الجولان مقابل وصوله للرئاسة في سوريا إضافة إلى مبلغاَ كبيراَ من المال .
كما ذكر رئيس المخابرات العسكرية السورية آنذاك عبد الكريم الجندي في وصيته التي نشرت بعد قتله من قبل رفعت الأسد عام 1969 أن وزير الدفاع حافظ الأسد عميل ومرتبط ومشبوه وسيسعى لتدمير حزب البعث والدولة السورية ونفسه أيضاَ .
كما أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مذكراته أن الصهيونية العالمية كانت ترفض على الدوام أي ضغط على نظام الأسد وأيدته في توريث ابنه لحكم سوريا ، وهذا ما أكدته تصريحات رامي مخلوف التي تحمل تصريحا مبطناَ للصهيونية العالمية من أن استمرارها في الدفاع عن نظام الأسد سيحقق أمن إسرائيل كما أكدت بذلك الصحافة الإسرائيلية والكثير من الإسرائيليين أصبحوا يصلون من أجل أن يبقى الأسد في السلطة كونه حامي حمى إسرائيل بل ويعتبره بعضهم ملكاَ من ملوك إسرائيل .


من جهة أخرى يدعي بشار الأسد في خطابه في 18 سبتمبر 2011 أن الثورة ضده ستشعل حرب أهلية وستقسم سوريا إلى دويلات طائفية ، حيث قال بذلك منذ فترة طويلة مستشار الأمن القومي الأمريكي برجنسكي ، وكأن بشار علم ببواطن السياسة الأمريكية وأعماقها بتحليله السطحي هذا تلك السياسة التي لا يعلم ببواطنها إلا القليل من المحللين وفق وجود عناصر معينة للمادة ، وهذا غير موجود عند النظام السوري وكل نظام على شاكلته على الأقل من خلال السياسة الخارجية ، كونه نظام طارد للكفاءآت العلمية ومدمر للكفاءآت الغير موالية له ، وقد أكد هذا الرأي قبله عمه رفعت الأسد صاحب مجزرة حماه 1982 حيث ادعى أن النظام الأسدي يواجه حرباَ قد تفضي إلى دولة علوية في جبل العلويين وعليه يجب الاستعداد لإنشاء هذه الدويلة كالتتي أقامتها لهم فرنسا بعد انتدابها على سوريا عام 1920.

نتساءل هنا لو كان الغرب فعلاَ يريد قيام دولة طائفية أو عرقية في سوريا أو في المنطقة ككل ، فلماذا لم يقيمها ويدعمها منذ البداية أي منذ سايكس بيكو ، وكان قادراَ على ذلك بالفعل حيث فسم سوريا واقتطع منها دويلات مرتبطة ارتباطاَ كبيراَ به مثل الأردن وفلسطين ولبنان ، ومناطق فصلها عن سوريا رغم ارتباطها به بشكل أكبر من دولة أخرى مثل الموصل ، ومناطق ضمها لسوريا مع أنها أقرب للعراق مثل دير الزور ؟ .
لماذا لم يقيم للكورد العراقيين دولة لهم حتى الآن بالرغم من أنهم قادرون على إنشاء دويلة لهم في شمال العراق ، والجواب ببساطة لأنه لا مصلحة لهم في ذلك ، والمصلحة بالتكتل مع الآخرين المتعايشيين معهم تاريخياَ وحضارياَ وليس بالانقسام عنهم ؟ ولماذل لم يقم بتقسيم ليبيا قبيل القضاء على نظام القذافي بعد تدخل حلف الناتو لصالح الثوار في الشرق ، وكان قادراَ على ذلك فيما لو دعم قسم من دول العالم نظام القذافي وقسم آخر المجلس الوطني الانتقالي الليبي ، إلا أن الغرب رفض ذلك ليس حباَ في الشعب الليبي وإنما لأن ذلك لا يخدم مصالحهم ولا مصالح الشعب الليبي على حد سواء ؟.
لماذا لم يدعم الغرب التقسيم الموجود حالياَ في الصومال واستمرار الحرب فيه رغم فقره ومجاعته ، تلك الحرب بين عدة أطراف للسيطرة على بقية الأطراف وليس لترسيم الحدود معها ، والجواب ببساطة لأنه ليس من مصلحة أحد استمرار تقسيم الصومال لا أبناءه ولا جيرانه ولا الغرب نفسه .
وحول انصال جنوب السودان عن السودان الأم فله خصوصياته ، حيث الجنوب لم يكن في يوم من الأيام موضع اهتمام شمال السودان حتى تم اكتشاف النفط فيه مؤخراَ حيث زاد الاهتمام فيه ، ووجود مركزية مفرطة في السودان جعل الجنوب أقرب إلى تشكيل دولة منه إلى الاندماج بدولة السودان الأم ، إضافة إلى تمايز شعب الجنوب بشكل كبير عن بقية أبناء الوطن السوداني ، ورغم ذلك هناك توجهات للتوافق بين الجزأين من أجل تحقيق المصلحة المشتركة .
أما بالنسبة للحالة السورية فنتساءل هنا لماذا أجمع السوريون الأحرار في ظل الانتداب الفرنسي فيما عرف بالكتلة الوطنية على وجدة سوريا الصغرى على الأقل وذلك حينا عمل نظام الانتداب على تقسيمها إلى دويلات طائفية وإقليمية ؟ ، ولماذا أجمعوا جميعاَ على اختيار القائد سلطان الأطرش ليكون قائداَ للثورة السورية التي عمت أرجاء الوطن السوري واللبناني ، رغم كونه من الطائفة الدرزية الكريمة ، والاجابة ببساطة أنهم جميعاَ كانوا ضد التقسيم ، ويهدفون جميعاَ إلى بناء الدولة الحديثة المنطلقة من فكرة المواطنة والتآخي وليس التفرق والاستبداد والكبت وهذا ما ورثته الأجيال الحالية منهم ومن مبادئهم فيما عرف بثورة الأحفاد منذ 15 مارس / آذار 2011.

نأتي هنا إلى ادعاء أبواق النظام بأن هناك دعم خارجي للثوار في الداخل ، ويرد على ذلك أن العكس هو الصحيح حيث أن للنظام دعم خارجي طائفي بالدرجة الأولى ، وذلك لبقايا من طائفة النظام في لواء الاسكندرونة والتي حاول أفرادها الضغط على الحكومة التركية وقف مساعيها للإيقاف حمام الدم في سوريا من قبل النظام السوري بقمعه وإجرامه بحق الشعب السوري المنتفض لحريته وكرامته ، وهؤلاء ليس لهم أي تأثير شعبي ولا يشكلون جماعة ضغط في تركيا رغم محاولاتهم ذلك وبالرغم من أن النظام الأسدي أعطى الكثير منهم جنسيات سورية حتى أصبحت نسبة العلويين في سوريا 11 بالمائة بعد أن كانت في منتصف الستينات ما يقرب من 5 بالمائة ، بل وعمل على تسليم الكثير منهم مناصب قيادية في الجيش والمخابرات والسفارات السورية في الخارج ، وإعطاء الكثير من الأموال لهم وكل ذلك على حساب الشعب السوري .

أيضاَ محاولات النظام الأسدي التقارب مع إيران الشاه أولاَ ثم الخميني ثانياَ وفتح المجال أمام التشيع في سوريا ، بل وتأثير إيران على صنع القرار السوري والداخلي والمصلحة القومية العليا ، ووقوف النظام الأسديمع النظام الإيراني في حربه ضد النظام العراقي في عهد صدام حسين فيما عرف بحرب الخليج الأولى التي دامت ثمانية سنوات ، وبالتالي أصبحت إيران في عهد الحقبة الأسدية لسوريا موطئاَ للنظام الإيراني في المنطقة على حساب المصلحة القومية العربية العليا ، بل والمساهمة مع إيران في تدمير العراق وتأسيس مجلس طائفي وحكومة طائفية يبعدان بقية أبناء الشعب العراقي من المشاركة في صنع القرار ، كما عمل النظام الأسدي على تصدير الإرهاب للعراق من حلال تجنيد إرهابيين في سوريا وبعثهم إلى العراق ، كما عملت السفارات السورية في الخارج على تجنيد الكثير من هؤلاء وبعثهم إلى سوريا وتدريبهم ومن ثم بعثهم إلى العراق ، وكل ذلك لتدمير أي مساع لعودة العراق – بعد احتلاله- إلى الواجهة العربية ومساهمته في حل القضايا العربية كما كان قبل احتلاله ، كما فتح نظام الأسد سوريا أمام الشيعة العراقيين بالدرجة الأولى وأعطاهم مميزات لم يعطيها لعراقيين آخرين غير شيعة وفتح لهم الحسينيات الشيعية وتقديم رواتب لكل من يتشيع من أبناء الشعب السوري وذلك بمساعدة إيرانية لها دورها في نهب الأحواز العربية المليئة بالنفط والعراق المليئ بالنفط أيضاَ ، والتحالف مع المليشيات المسلحة في كل لبنان والعراق بشرط أن تكون هذه المليشيات موالية لإيران مثل حزب الله في لبنان الذي أصبح له الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان بفضل النظام الأسدي حتى تم القضاء على مفهوم الدولة في لبنان ليصبح مفهوم تجوبه الكثير من الأقاويل والآراء التي تنفي صفة الدولة العصرية عنه خاصة بعد تورط النظام الأسدي في قتل الكثير من الزعماء اللبنانيين مثل كمال جنبلاط وجورج حاوي وسمير قصير وبشير الجميل ورينيه معوض ورشيد كرامي ورفيق الحريري وغيرهم ، إضافة إلى دعم حركة أمل الشيعية اللبنانية ، وعناصر هذين الحزبين شاركا ويشاركان الآن في عمليات عسكرية ولوجستية مع النظام الأسدي لقمع الثورة السورية .
وفي العراق دعم فيلق بدر بقيادة الحكيم وجيش المهدي بقيادة الصدر ليكون لهما دوراَ أكبر من حجميهما في صنع القرار العراقي والسياسة العراقية ، ودعم حركة حماس الأخوانية – رغم أن النظام يحدد بمرسوم إعدام كل من ينتمي إلى حزب الأخوان المسلمين في سوريا- كون هذه الحركة هي البوابة التي يدعي فيها النظام السوري أنه داعم للمقاومة الفلسطينية ، بالرغم من أن هذه الحركة عميلة لإيران ، وتابعة لأجندتها ، وكل نشاطاتها كانت لخدمة أجندة إيرانية وسورية ، وساهمت في شق الصف الفلسطيني ، وسببت كوارث للشعب الفلسطيني بسبب عملياتها اللاعقلانية والتي لم تكون في يوم من الأيام في خدمة الشعب الفلسطيني ، ومثال على ذلك قصفها لإسرائيل بعدة صواريخ لن ولم تؤثر عليها أدى لرد فعل إسرائيلي دمرت فيه البنية التحتية لغزة وقتل المئآت من أبناءها فيما عرف بحرب غزة ، وكل ذلك بسبب تهور هذه الحركة وعمالة زعيمها خالد مشعل لإيران .
ومثل تلك الحرب بحرب لبنان في يوليو 2006 من خلال إثارة حزب الله لحرب غير متكافئة مع لبنان أدى لتدمير البنية التحتية للبنان كله وقتل المئآت من اللبنانيين ، حتى أن زعيم هذا الحزب حسن نصر الله ادعى أنه لو كان يدرك نتائجها لما أشعلها .
لقد استطاع الثوار السوريون في ثورتهم المباركة منذ مارس / آذار 2011 القبض على الكثير من المرتزقة الإيرانيين ومن جماعة حزب الله وحركة أمل وجيش المهدي حيث عمل هؤلاء ومازال الكثير منهم يعمل على قتل السوريين المنتفضين من أجل حريتهم وكرامتهم ، ونلاحظ أيضاَ زعيم حركة حماس خالد مشعل يدلى بتصريحات يؤيد فيها النظام الأسدي ضد الشعب السوري المنتفض ضده .
كما أن التأييد الإيراني اللامحدود عسكرياَ واقتصادياَ ولوجستياَ للنظام السوري للقضاء على الانتفاضة السورية ، وتشويشها للفضائيات الحرة مثل الجزيرة وأورينت والعربية وغيرها بالتزامن مع تشويش النظام الأسدي لهذه القنوات بهدف قتل الحقيقة ووأدها تمهيداَ للقضاء على الثورة السورية ، أضف إلى ذلك عملت إيران على بيع النفط السوري في موانئها بعد العقوبات الأوربية في حظر صادرات النفط السورية إلى أسواقها ، وبهدف دعم النظام الأسدي الأسدي في القضاء على انتفاضته الباسلة .
نتساءل هنا هل النظام الأسدي قومي كما يدعي ذلك وتقول أبواق النظام ذلك أيضاَ ؟ الإجابة عن هذا التساؤل تكون من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تدحض إدعاءه وجعلها موضع مشكوك فيه ومتآمر على الشعوب في البلدان العربية بسبب ممارسات هذا النظام على صعيد الفعل والممارسة اللاقومية واللاعروبية حيث أن متاجرته بالقضية الفلسطينية كما أسلفنا سابقاَ تدحض أقواله ، وحيث أن هذا النظام دعم الانفصاليين في جنوب اليمن للوقوف في طريق وحدته ، كما أن هذا النظام سعى إلى اللتقارب مع إيران التي تحتل جزءاَ عربياَ ويضهد أهله وهو إقليم الأحواز العربي ، ووصل به الأمر إلى محو هذا الجزء من الخارطة العربية وجعله ضمن أراضي إيران ، كما فعل ذلك مع لواء الاسكندرونة حيث لأول مرة يمحى من الخارطة السورية في ظل النظام الأسدي ؟

ثم نتساءل ماذا فعل هذا النظام الذي يدعي القومية في مجال التعاون الاقتصادي العربي أو الوحدة الاقتصادية العربية ، وتمسكه فقط بالتعاون الأمني وتسليم المتهمين السياسيين بين الدول العربية في ظل جامعة الدول العربية التي هي جامعة أنظمة وليست جامعة شعوب على كل الأحوال ؟أليس هو النظام الذي جعل كل إمكانياته لصالح إيران في حربها ضد العراق وشارك الولايات المتحة في حربها على العراق عام 1991 ، وبعث مرتزقته وخبراءه لقصف معسكر ترهونة في ليبيا في الثمانينات للقضاء على الحركة العسكرية التي قامت ضد القذافي آنذاك ، كما بعث بشار بطيارين سوريين لضرب الثوار الليبيين الذين ثاروا على نظام القذافي منذ فراير 2011 ، وقد تمكن الثوار الليبيين من القبض على بعضهم ، كما بعث بسفن مليئة بالأسلحة وسيارات الدفع الرباعي إلى ليبيا إبان الثورة الليبية ضد القذافي ، ثم ألم يرسل طياريه إلى اليمن لقتل الثوار اليمنيين المطالبين بالحرية والكرامة وإنهاء عصر الاستبداد ، وذلك بعد رفض الطيارين اليمنيين قصف الشعب اليمني بالطائرات وقد أمسك الثوار اليمنيون الكثير من هؤلاء المرتزقة السوريين ؟
وماذا فعل هذا النظام حيال ثورتي تونس ومصر هل أيد الحراك الثوري فيهما أم أن أجهزته الإعلامية تحدثت عنهما وكأنها تتحدث عن بلد في أمريكا اللاتينية أو في أدغال أفريقيا ، بل ومنعت المواطنين السوريين من تقديم التهنئة للسفارتين المصرية والتونسية في دمشق ، وقد أكد الأمين العام السابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان محسن عوض في حديثه معي أن النظام الأسدي في التسعينات من القرن الماضي قد نصح نظام مبارك بقتل أكثر من عشرين ألف مصري معتقل من جماعة الأخوان المسلمين في مصر ، على أساس أن القضاء عليهم سينهي الأزمة ضده كما أنهاها في سوريا بقتله للسجناء السوريين المعارضين له دون أي محاكمات وبشكل همجي إرهابي ، ولابد أن نظام القذافي قد قبل بنصيحته في قتل المعارضين الليبيين في سجن أبو سليم عام 1995 مما عجل من سقوط هذا النظام لأن أهالي الضحايا ظلوا متمسكين بمطالبهم ومحاكة كل من ساهم في قتل أبناءهم .
هذا غيض من فيض بما يجعل النظام الأسدي هو نظام لاقومي بكل المعايير المادية والموضوعية ، ويلجم أفواه أبواق النظام على تكرار الادعاء بأن هذا النظام قومي ويثبت بما ليس فيه مجال للشك بأنه ليس سوى عصابة تسعى إلى تحقيق مكاسبها وأهدافها البعيدة عن الوطنية والقومية والإنسانية ، وذلك باستخدام شتى الوسائل الممكنة ، وعليه فإن سقوط هذه العصابة أو هذا النظام هو أمر تفرضه الضرورة الإنسانية والقومية والوطنية لأنه نظام عديم المصداقية والأخلاق والرقي المجتمعي

المراجع :
ميشال سطوف ، بشار الأسد : أكاذيب ونهاية عهد ، الجزائر ، 2011
http://www.alahwaz.eu/Abu%20Bashar2-6.10.htm
http://shamlover.maktoobblog.com
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279254392138984&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279251738805916&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279215865476170&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=372331659450371&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279206038810486&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279206038810486&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=220340201388530&id=161830650548026
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279263635471393&id=161830650548026
https://www.facebook.com/pages
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=279197288811361&id=161830650548026
https://www.facebook.com/pages
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=372331659450371&id=161830650548026
https://www.facebook.com/pages
http://www.youtube.com/watch?v=JhiZiwJuaFA
http://www.youtube.com/watch?v=C1PlxKeNu9Q
http://www.youtube.com/watch?v=x1wS15PNc4U
http://www.youtube.com/watch?v=x6TAhTlgUd0
http://www.youtube.com/watch?v=c8164FDG_WU



#عزو_محمد_عبد_القادر_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد التعليم في ظل حكم الأسدين
- الجامعة العربية جامعة أنظمة عربية وليست جامعة شعوب
- من أجلك سوريا
- النظام السوري والنفق المظلم
- اجتماع الجالية السورية في الجزائر دعما للثورة السورية
- التعليم في سوريا في عهد الملك فيصل وتطورات الوضع الداخلي الس ...
- التعليم في سوريا منذ العصور القديمة وحتى نشوء المملكة السوري ...
- فساد التعليم في سوريا في عهد الأسدين 1971-2011
- نموذج للنظام الأساسي لأي منظمة حقوقية في العالم العربي
- خطوات إنشاء منظمة حقوق إنسان عربية
- جدلية الإصلاح والوحدة الوطنية في سوريا
- الفساد السياسي والإداري وطرق استعادة الأموال المهربة قانونيا ...
- أثر التغيرات السياسية على حقوق الانسان في القرن الواحد والعش ...
- العوامل الداخلية والخارجية المؤدية إلى عدم الاستقرار السياسي ...
- الوحدة الوطنية خلال فترة البعث الأولى 1963وتداعياتها خلال ال ...
- العلاقات السعودية المصرية قي عهد الملك سعود
- حول العلاقات السعودية المصرية
- مقترح بحث عن موضوع الوحدة الوطنية في ظل حكم حزب البعث العربي ...
- المساعدات العربية للدول الإفريقية
- الجامعةالعربية ودورها في المساعدات الاقتصادية لإفريقيا


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزو محمد عبد القادر ناجي - الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه -الجزء الأول-