أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسير المهاجر - -المعارضة- السورية















المزيد.....

-المعارضة- السورية


أسير المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية وقبل كل شيء أود أن أقول بأنني مضطر لاستخدام كلمة المعارضة على ما يوصف بالأشخاص داخل وخارج سوريا الذين يقفون أو بالأحرى يوقفون على الضفة الأخرى ندا لند ووجها لوجه مع النظام, على الرغم من أن المعارضة لا يمكن أن تحوز على هذه التسمية إلا إذا كانت هناك دولة ديمقراطية تتعدد فيها الأحزاب الفاعلة المستقلة أي ليس كما هو عليه الحال في سوريا. إن ما يحدث في سوريا يمكن أن يسمى حراك شعبي, اضطرابات أو موجات وفورات ولكن لا يمكن أن يسمى ولا بأي شكل من الأشكال ثورة أو معارضة ومعارضين, والثورات لا يمكن لها إلا أن تنطلق من مؤسسات وإدارات بكل صدق وعفوية البحث عن الحرية والديمقراطية دون أن يرافقها الإرهاب المدعوم والمنظم من قبل دول ودويلات في الساحة الدولية.
هذا الحراك الشعبي كان تقريبا في البدايات وتراجع عندما بدأت الحكومة تبشر بمواضيع الإصلاح وتحسين حال المواطن وهي بحسب رأيي جادة بذلك ولكن الفاسدين الذين مازالوا في مواقع كثيرة من السلطة حاولوا وما زالوا يحاولون الحد منها إما لارتباطهم بأجندة خارجية عربية أو دولية أو لأنهم يعرفون بأنه لا مكان لهم بمناصبهم في حال كان هناك إصلاح يوضع فيه الرجل المناسب في المكان المناسب, وربما لأنهم يخافون من تفعيل شيء اسمه مكافحة الفساد الذي بتقديري لم ولن يكون يوما على الأقل بيد رئيس ولجنة مكافحة الفساد الحاليين.

الحراك الشعبي المذكور بدأ يتصاعد شيئا فشيئا في الآونة الأخيرة لأسباب أهمها سببين اثنين:
أولهما هو أن هذه الإصلاحات المزعومة والمرجوة بدأت وبقيت تسير بخطى بطيئة جدا بسبب المذكورين أعلاه وبسبب التراكم الهائل من الفساد وقلة الوعي والضمير والأخلاق واللهاث وراء المصالح والضغوط التي تتعرض لها سوريا من كل الإتجاهات.
ثانيهما هو أن الناس رغم وعيهم لشيء من الحقيقة بدوا لا يعرفون تفاصيل ما يحدث في الشارع ومن ضمنه عمليات قتل وخطف وتمثيل بالجثث وخاصة أن هناك طيف كبير من السوريين لا يتفرجون فقط على قناة الدنيا أو الفضائية السورية أي القناة الرسمية بل لقناتي الجزيرة والعبرية حصة في بيوتهم.

إذا:
المعارضة السورية كانت ومازالت محل جدل كبير حتى بين الأوساط الغربية والعربية والتركية المساندة لها لتنوعها أولا من حيث التفكير في طريقة الوصول إلى السلطة ولتنوع ألوانها ومشاربها ونشأة أفرادها ولا فرق كبير هنا بين المعارضة الداخلية والخارجية من حيث الإعتماد بالدرجة الأولى على الأجنبي والإستقواء فيه وكأنه هو حاميها وراسم سياستها والأب الروحي لها. طبعا هذا الكلام ليس من فراغ وبحكم عملنا وتواصلنا مع سفارات كثيرة كنا نرى على عتباتها في دمشق الكثير من المعارضين الوطنيين الحاليين أو السابقين. طبعا نحن هنا لا نتهجم على الوطني منها فكل إنسان بحاجة إلى طريقة ما يضمن بها بقاءه والسير إلى الأمام ما دامت السلطة التي يعيش في ظلها بعيدة عن تطلعاته وآماله. وللتوضيح أكثر هناك الأنواع التالية من المعارضة السورية:

- المعارضة الداخلية التي أصرت على البقاء في الوطن والدفاع عن حقوق طيف كبير من الشعب وهي تمثل الكثيرين من السوريين في الأفكار والأمنيات والآلام والآمال ومع ذلك على الصعيد العملي ليس لها برنامج واضح وكبير وليس لها أناس يسيرون خلفها وسبب ذلك كله هو الحصار الأمني السلطوي على هكذا ممنوعات.

وهذه المعارضة تقسم إلى قسمين: قسم معارض بأفكاره ودرجته العلمية والثقافية التي حصل عليها رغم ظروفه المعيشية القاسية ومعارضة مؤلفة من البورجوازية الجديدة التي نشأت وتربت وترعرعت في ظل حزب البعث والفساد الموجود والذي لايخفي نفسه, ومع ذلك هي معارضة أرادت الوقوف بشكل أو بآخر مع اللحمة الوطنية ومع الإنسان الفقير من جهة وخافت على مصيرها من الطوفان التكفيري الوهابي القادم في ظل عدم الإستقرار الذي سيدمر مصالحها من جهة أخرى.

- المعارضة الخارجية التي تعيش منذ بدء الأحداث بجدارة على فتات المؤسسات الصهيونية العالمية وعلى فتات شيوخ النفط والغاز والأعداء الذين يتربصون بسوريا كل شيء غير الخير والإستقرار والعيش الكريم.

والمعارضة الخارجية تحتوي على ثلاثة أصناف:

- الصنف الأول هم الفاسدون الذين نهبوا خيرات سوريا على مدى عقود باسم البعث والوطنية والعروبية وبعدها ولأسباب تطلعية إلى السلطة غادروا سوريا ليلحقوا بالمشروع الصهيوإمبريالي الذي سيعيدهم حسب تصوراتهم وخرافاتهم إلى سوريا على ظهر دبابات البنتاغون والناتو كما حصل منذ عدة سنين في العراق.
- الصنف الثاني هم الإسلامويون الذين تعودوا على الثقافة التدميرية التخريبية وعلى القتل الممنهج باسم الدين هؤلاء الملوثة أياديهم بدماء السوريين منذ ثلاثة عقود ونيف.
- الصنف الثالث هم المثقفون الليبراليون العلمانيون الذين عانوا الفقر والقهر والظلم الإجتماعي واستطاعوا أن يصلوا بعلمهم واجتهادهم إلى العمل بشكل مباشر وغير مباشر في المؤسسات الصهيونية العالمية لتنتج منهم معارضين على الطريقة التي تحاكي وتخاطب بروتوكولات آل صهيون. هؤلاء المعارضون كتب لهم الغرب والمستعربين والظروف اسم معارضة على الشاكلة إياها وما زال بتقديري الطريق مفتوح أمامهم للعودة إلى الرشد والوطن ليحاربوا معنا الفساد المستشري إذا ثبت بالدليل أنهم غير متورطون في قتل الأبرياء.

طبعا لا داعي هنا لذكر الأسماء فالشرح الوارد أعلاه يرسم الأسماء فتبدو واضحة للطفل الصغير. السؤال الذي يشغل المواطن السوري هذه الأيام هو أنه كيف استطاعت الصهيونية العالمية أن توحد المعارضة – بين قوسين – التي تقول كل قوانين الأرض والمنطق والإجتماع بأنها لا تستطيع أن تلتقي مع بعضها بل ذلك مستحيل وليس من شبه المستحيلات.

إن وصول الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إلى هذه النتيجة كان شبه محتم وبديهي بالنسبة لها وذلك لسببين هامين:

السبب الأول هو أن الغرب بشكل عام والصهيونية بشكل خاص لا تنطلق في خططها وتصرفاتها من نظرية الإحتمالات ولا تقدم على أي خطوة بدون دراسة مستفيضة وتحليل نفسية وشخصية وواقع كل شعب من الشعوب فتراها تتصرف مع الشعب الصيني بغير الطريقة التي تتصرف بها مع شعب أمريكا الجنوبية أو الشمالية أو مع المنطقة العربية. والكل يعلم بأن كل جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية تعنى بدراسة الإسلام والمذاهب والطوائف والفقه والإجتهاد وووووو.

السبب الثاني والأهم هو أنهم – أي الصهاينة – يؤمنون بالكلمة التي قالها ابن عربي"معبودكم تحت قدمي هذا". لقد عرفت الصهيونية العالمية أن الإنسان بشكل عام يسعى وراء أمرين مهمين الشهرة للسلطة والمال للرفاه وللتوريث وكأنها قرأت نهج البلاغة للإمام علي أكثر من المسلمين أنفسهم. لذلك استطاعت بسرعة وبدون أي عقبة تعترضها بالدخول إلى عالم المعارضة السورية لتشتري الضمائر والنفوس الضعيفة لتقوم هذه – أي المعارضة بين قوسين – باللجوء إلى سلاطين الخليج والتنعم بشيء من أموالهم ليقوى صوتهم في طلب تدخل الناتو والكلب المسعور الصهيوأمريكي.
إذا دقق المرء في أفكار وتطلعات هذه المعارضة فإنه يصل إلى نتيجة لا خلاف عليها بين مؤيد أو معارض لها وهو أن هذه المعارضة وعلى عكس طبيعة الإنسان العربي اتفقت على ثلاث نقاط رئيسية هامة تعتبر الأساس لكل معمعتها وعلو صوتها وهذه النقاط الثلاث هي: تقاسم السلطة, الدعوة إلى تدخل الأجنبي والعربي الخائن في الشؤون السورية وحماية إسرائيل من كل ما هو مقاوم. فالمعارضة الخارجية بكل أطيافها وألوانها صرحت وتصرح بدون خجل أو وجل أو أخلاق بأن برنامج عملها الوحيد الواضح هو قطع العلاقات مع كل ما هو مقاوم في المنطقة أي بالمختصر المفيد كل من هو ليس مع إسرائيل والمشروع الصهيوني هو ضدنا.

الشيء الوحيد والأهم الذي درسه الغرب جيدا ولكن لم يرد الإقتناع به بل العمل على إبعاد النتيجة المحتملة هو أنهم في رسم سياساتهم بالطريقة المذكورة أعلاه لا يستطيعوا أن يغيروا تفكير شعب حضاري نهضوي مقاوم. هم يعرفون بأن مؤامراتهم وحروبهم سوف ترتطم وتتكسر عند إرادة الشعوب الشريفة التي تعلم البشرية الحضارة والتعايش والتآلف والتعاون وخير مثال على ذلك هو أن شوكتهم انكسرت في العراق بلاد الرافدين وخرجوا مهزومين كأنهم على رأسهم الطير. على الرغم من الهزيمة الكبرى لهم في العراق وفي أفغانستان عما قريب إنشاء الله إلا أنهم مازالوا مصرين على جر ذيول هزيمتهم مرة أخرى على ثرى الأرض السورية الطاهرة. للغرب وللمعارضة ولكلاب الصهاينة في الخليج العربي نقول وبكل فخر واعتزاز بأن مؤامراتكم وحربكم ضد سوريا الحضارة والحياة والعطاء باءت بالفشل وستفشل وهؤلاء القلة الذين باعوا نفسهم بالمال والنساء والمخدرات وقاموا بقتل الجيش الذي يحمي الوطن وبقتل الأبرياء سوف يخلدون وتخلد أسماؤهم في مزابل التاريخ وأتمنى أن لا أذهب إلى الجنة إن كانت هناك جنة ونار لأنني سوف أتلذذ في رؤيتهم وشيوخهم ومرشديهم يحترقون في نار جهنم وبئس المصير.

أخيرا أود أن أنوه بأن هناك معارضة قديمة قدم حزب البعث والنظام في سوريا ولم تغادر سوريا يوما ما ولم ولن تضع يدها بيد المحتل الصهيوني ولكنها ضعيفة جدا جدا وضاعت منذ زمن بين الفاسدين في الحزب والنظام والكثير منها أمضى بضع سنوات ربما في السجون ولكنها مع ذلك ومع سبق الإصرار والترصد محسوبة على البعث وعلى النظام لذلك ليس لها أي دور ماضي أو حاضر ولكن نتمنى أن يكون لها دور في المستقبل القريب جدا.



#أسير_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسير المهاجر - -المعارضة- السورية